⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
كنت في حيرة من مظهر مارين الغريب.
عندما نظرت إليها بفضول، ارتجفت قليلًا وأشاحت بنظرها عني.
هل هذا جيد؟ يمكن لمارين أن تسمع المحادثة التي على وشك أن تجري بيننا.
“لا تقلقي، سأحجب صوت الحديث بالسحر.”
وكأن آشر قرأ أفكاري، قال ذلك. فأومأت برأسي.
بالفعل، فالجدار الذي تقف عنده مارين بعيد عن الطاولة، لذا لن يبدو الأمر غريبًا إن حجبنا الصوت بالسحر.
“إذن…”
أخرج آشر شيئًا يشبه كتيبًا من حقيبته وسلمه إليّ.
“هذا هو المنهج للفصول القادمة.”
“آه، نعم.”
فتحت الكتيب.
لم يكن المنهج غريبًا عليّ، فقد تلقيت إرشادًا مشابهًا عندما بدأت دروسي مع ليغرين.
ولكن…
“واو، واو…”
في اللحظة التي فتحت فيها الكتيب، بالكاد تمكنت من كبح شهقة إعجاب كادت تخرج.
“هذا ليس منهجًا فقط، بل تقرير كامل.”
كان الكتيب ممتلئًا بالكتابة الكثيفة.
لكن المسافات بين الكلمات كانت متناسقة، والخط سلس، فلا يرهق العين ولا يسبب أي انزعاج أثناء القراءة.
حتى أنا، التي أعرف القليل عن التعليم السحري، تمكنت من رؤية مدى كمال منهجه.
إذا استمر الأمر هكذا…
“هل أستطيع استخدام السحر؟”
سألت دون وعي.
لم يكن قلقي من اللحاق بالمنهج، ولكن… السحر مسألة موهبة بحتة.
“أستطيع استخدام القوة السحرية للمؤسسة الأولى.”
كونتُ بلورة صغيرة خلف الطاولة بزاوية لا تستطيع مارين رؤيتها.
في اللحظة التي رآها آشر، لمعت عيناه باهتمام.
أمسكت البلورة بإحكام أمامه.
ثم تلاشت كلها وتفرقت كالغبار.
“هذا هو حدي الآن.”
أومأ آشر برأسه، ثم نظر إليّ وقال:
“هل سألتِ إن كان يمكنكِ استخدام السحر؟”
“…نعم.”
“دعيني أكون صريحًا معك.”
(أغلق الكتيب بإحكام).
“الشخص الذي أعرفه كان أشبه بمحارب من عند الله.”
قال آشر ذلك بهدوء.
وفي اللحظة التي سمعت فيها هذا، شعرت بالرهبة دون أن أدري.
لأنني كنت صغيرة وباهتة جدًا لأُقارن بها.
“هل تقول إنني تافهة جدًا مقارنةً بالمؤسس الأول؟”
لكن لم يكن الأمر مهمًا.
لأنني أعرف هذا جيدًا.
غير أنني كنت خائفة من سماع ذلك مباشرة من آشر، الشاهد في ذلك الزمن، فأغمضت عيني غريزيًا.
“لقد قامت بتجسيد قوتها السحرية لأول مرة عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها.”
“…ماذا؟”
فتحت عيني على كلمات غير متوقعة.
“والآنسة تبلغ من العمر 11 عامًا فقط.”
“…….”
“بالطبع، العمر ليس عاملًا أساسيًا في تقييم الموهبة. فهناك عوامل بيئية وتأثيرات أخرى يجب أخذها في الاعتبار. لكن حتى مع كل ذلك، تبقى موهبتكِ متفوقة بشكل واضح.”
“…….”
“إذن.”
رفع بصره، والتقت عيناه بعينيّ، ثم سأل:
“هل ما زلتِ تشكين في أن باستطاعتك استخدام السحر؟”
“…لا.”
هززت رأسي. كانت كلماته جوابًا كافيًا.
لم يكن مجرد جواب، بل كان أملًا.
“جيد. كنت فقط أستطلع حالتكِ الحالية، ويسعدني أنني علمت بها.”
ابتسم بسطوع.
بعدها، تحدثنا أكثر عن الدروس السحرية القادمة.
لكن المحادثة الحقيقية بدأت الآن.
“من هي ليليث؟”
لا، ليس هذا.
“ما الذي حدث قبل ألف سنة؟”
هذا ما أحتاج لمعرفته حقًا.
ما الذي حدث قبل ألف سنة؟
انخفض بصر آشر عند سؤالي.
وبعد فترة، فتح شفتيه وقال:
“كانت أقرب المقربين إليها، لكنني لا أعرف تمامًا ما الذي حدث بينهم. فجأة، في يوم ما، وقعت الكارثة.”
رفع بصره.
عينيه الرماديتين اكتست بالظلمة.
“سأخبركِ بما أعلمه.”
بعد مغادرة آشر، اقتربت مارين بحذر بعدما أنهت تنظيف الطاولة.
“آنستي…”
“…هاه؟”
كنت غارقة في التفكير للحظة، فالتفت إليها متأخرة قليلًا.
ثم صُدمت.
“مـ… مارين؟!”
كانت مارين راكعة أمامي!
مذعورة من هذا الموقف المفاجئ، قفزت من مقعدي وحاولت أن أرفعها.
“أنا آسفة جدًا لعدم طاعتي أوامركِ، آنستي.”
لكن مارين لم تتحرك.
كنت أشعر بالضيق لأنني لم أفهم ما الذي تعنيه.
“متى عصت مارين أوامري؟”
“…لقد طلبتِ مني تحضير بعض المرطبات.”
“هاه؟ آه…”
حينها فقط أدركت إلى أي وقت تشير مارين.
كانت تقصد حينما زارنا آشر.
بالفعل…
“تصرف مارين كان غريبًا قليلًا حينها.”
لقد نسيت تمامًا ذلك بسبب الحديث الطويل مع آشر.
لكنني الآن أدركت السبب أيضًا.
“لا بأس يا مارين.”
“لكن…”
“أعرف أنه ليس بلا سبب.”
“…هذا صحيح. أنا آسفة حقًا.”
“لا بأس. مارين، لا بد أنكِ مرهقة. يمكنك الذهاب للراحة.”
“نعم…”
خرجت مارين من الغرفة بوجه متجهم.
نظرت إلى ظهرها، وزفرت بعمق.
ثم جلست منهارة على الكرسي، واضعة يدي على جبيني.
“الأمر معقد.”
سبب تصرف مارين الغريب لم يكن سوى…
“الآن وقد تذكرت، كانت تلك الفتاة متدربة في نقابة الظلام. كان من المقرر حلّها بالتأكيد، لكنها هربت قبل ذلك.”
قبل أن يصعد إلى العربة، قال آشر ذلك.
وعندما سمعت، اندهشت وسألته:
“كيف عرفت؟”
وكان جوابه:
“أنا السيد هناك.”
“….”
“قد لا تكون تلك الفتاة قد تعرفت عليّ مباشرة لأنها لم ترني من قبل، لكنها ربما شعرت غريزيًا بالخطر.”
“…آه.”
“لكن بالنظر إلى أنها لم تهرب، فهذا يعني أنها مصممة على حمايتكِ. ليس من السيئ وجودها بجانبك، لكن من الأفضل أن تعرفي الحقيقة، لذلك أخبركِ بها أولًا. أراكِ في الدرس القادم.”
رحل آشر فجأة بعدما كشف هذه الحقيقة الصادمة دون أي تردد.
للحظة، فكرت أن أخبر مارين بهوية آشر، لكنني قررت ألا أفعل.
لأن آشر ومارين لا يبدو أنهما سيكونان بخير معًا.
لكن بما أنه لا ينبغي أن أكون على حذر في كل مرة يأتي فيها آشر، أعتقد أنه يجب أن أوصل لها الأمر بشكل غير مباشر لاحقًا.
أما الآن، فما هو أهم…
“ليليث كانت من السلالة الجانبية لعائلة لوردبيل، كما أنها كانت ابنة غير شرعية.”
م.م: أمراضها النفسية حطتها في أختها 🤬
فتحت عيني ببطء بعدما أغمضتهما.
الحقيقة التي سمعتها من فمه.
“في ذلك الزمان، كان الهوس بالأنساب أقوى مما هو عليه الآن، فتعرضت كابنة غير شرعية لاضطهاد وتعذيب شديدين. بل إن السلالة الجانبية، وقد اعتبروها عارًا عليهم، خططوا لقتلها باتهامها بأنها ساحرة.”
روى القصة الصادمة بهدوء ولامبالاة.
لأن ذلك كان طبيعيًا في زمنه.
“المعلمة، عندما علمت بذلك، أخفتها متنكرة بها كأختها غير الشقيقة، ثم نقلتها إلى عائلة لوردبيل. هناك، حمتها من نظرات الازدراء الموجهة لابنة غير شرعية.”
وبينما يتحدث، ظهر على وجه آشر فخر ومودة لم يستطع إخفاءهما.
لقد كانت بالفعل شخصية مميزة.
كنت أعلم أنها ذو إنجازات عظيمة، لكنني أعجبت بها أيضًا كإنسان.
“لوكريزيا كانت تعتز بها كثيرًا. عاملتها كأخت لها. وبفضل حمايتها، لم يستطع أحد أن يسيء إليها. حتى ليليث، بدا وكأنها تتبع لوكريزيا عن قرب. كنت أظن ذلك أيضًا في ذلك الوقت. لكن…”
توقف آشر عن الكلام للحظة.
تغيرت أجواء المكان.
وخز الهواء جلدي كشوكة حادة. كان هناك إحساس بالموت…
“لكن ما كان فيها هو قبح ورياء. لم تعتبر السيدة لوكريزيا عائلتها أبدًا منذ البداية. لو أنني علمت بذلك في وقت أبكر، لكنت…”
وبينما يقول ذلك، شد آشر قبضته.
اختنق حلقي، ولمعت عيناه بالحقد.
نظرت إليه بتوتر.
لكن آشر سرعان ما أطلق تنهيدة، وأرخى جسده، ثم قال:
“في الحقيقة، ساورتني الشكوك نحوها، لكن في ذلك الوقت، كان وجودها في بيت الدوق ضئيلًا جدًا، فلم أظن أن شيئًا سيحدث. وحتى الآن، لا أعلم بالضبط ما الذي فعلته لتقتل السيدة لوكريزيا. وقتها كنت قد عدت لتوي من مهمة حراسة على الحدود، حيث قيل إن الشياطين ظهرت، وذلك بأمر من السيدة لوكريزيا.”
التعليقات لهذا الفصل " 170"