⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“ما هذا؟ لماذا هو مرٌ لهذه الدرجة؟”
حدّقت في فنجان الشاي المملوء بالسائل الأخضر بنظرة مذهولة.
“هل كان الشاي الأخضر مرًا هكذا؟”
في الحقيقة، لم أكن أعرف طعم الشاي الأخضر أصلًا.
كنت قد تذوقته مرة في حياتي السابقة، لكنني لم أتمكن من تذوق شيء حينها، لأنني كنت قد فقدت حاسة التذوق.
سمعت من قبل أن الشاي الأخضر من الأنواع المُرّة، لكن لم أتخيل أنه سيكون بهذا السوء.
“هل هناك خطأ ما؟”
ربما وصفة “أيْن” كانت خاطئة.
وإلا، فلا يمكن أن يشرب أحد هذا الشيء بملء إرادته. ليس الأمر وكأن أحدًا يرغب في تعذيب لسانه.
وبينما كنت أحدّق في هذا السائل بلون المستنقعات، بنظرة تشكك أنه طبيعي، سمعت فجأة صوتًا خافتًا.
“فففـت.”
“…”
صاحب هذا الصوت كان بالطبع أين ليكسوس.
عندما رمقته بنظرة، رفع يديه وهزّ رأسه قائلًا:
“أنا آسف. لا، فقط… ظننتك تحبين الشاي الأخضر، فظننت أنك سيدة راقية ذات ذوق مميز. لكنك كنتِ فقط تتظاهرين بالقوة.”
“…”
“آه، لا أقصد أن هذا سيئ. فقط… لدي شخص يشبهك كثيرًا. طفلة مشاكسة لا تحب أن تخسر، بأي ثمن. عمرها مقارب لكِ. فقط ذكرتني بها.”
“…”
“الخلاصة أنها تصرفات لطيفة، لذا توقفي عن العبوس، حسنا؟”
لم أكن غاضبة حقًا، لكن يبدو أن “أين” ظن ذلك.
فنبرته أصبحت أكثر لطفًا.
“همم، يبدو أنه يجب أن أبحث عن شيء غير الشاي الأخضر.”
وقف، وهمّ بالذهاب نحو الخزانة.
لكنني قاطعته بهدوء:
“السيد أين ليكسوس، قائد فرسان السحر الأول في رودبيل.”
توقف في مكانه.
“أنت تعرف من أكون، أليس كذلك؟”
ساد صمت هادئ على سؤالي الهادئ، ثم—
“هاه…”
أطلق تنهيدة عميقة، ثم استدار ناحيتي.
لم تعد هناك أي لعب أو تهكّم في ملامحه.
“آه، حسنًا…”
حك رأسه وكأنه في حيرة وقال:
“لا يمكن أن لا أعرف.”
حتى نبرته تغيرت بالكامل.
“لكن…”
نظر إليّ وسأل:
“كيف عرفتِ أنني كنت أعلم من أنت؟”
“فقط…”
أجبت بصوت خافت:
“لم تسألني أي شيء.”
“همم؟”
نظر إليّ باستغراب، وكأنه لم يفهم مقصدي.
“وجدت طفلة تائهة، لكنك لم تسألني عن اسمي، من والدي، من أين أتيت. لم تسأل شيئًا وقلت إنك ستبحث عن والدي.”
“…”
“فأدركتُ أنك كنت تعرف مسبقًا من هم والديّ.”
“آه، صحيح.”
ظهر عليه الارتباك، وكأنه أدرك الخطأ الذي ارتكبه.
رمقته بنظرة مركزة بينما كانت ملامحه تتغير في كل لحظة.
كان من السهل قراءة ما يفكر فيه من تعابير وجهه.
وكان واضحًا—
“…أنا آسف.”
أنه كان يشعر بالأسف تجاهي.
“لم أكن أنوي خداعك، لكن… في النهاية، فعلت ذلك.”
ولأجل مساعدته، سألته سؤالًا مباشرًا:
“لمَ تظاهرت بأنك لا تعرفني؟”
كان لديه أكثر من فرصة ليكشف الحقيقة.
حتى عندما أشار له نائبه، كان بإمكانه أن يعترف بي ويمرر الأمر بسهولة.
لكن، في الواقع—
“أنا أعرف السبب بالفعل.”
وبعد لحظة تردد، أجاب بتنهيدة عميقة:
“…كنت فقط أريد أن أريحكِ.”
“…”
انحنى قليلًا، وهو يحرك عينيه بقلق ليقرأ رد فعلي، ثم واصل ببطء:
“أعلم أن الأمر يبدو متعجرفًا، لكنك صغيرة جدًا. تستحقين أن تحميكِ الحياة، ولكن، حسنًا، الأمر هو…”
كان من الواضح أنه كان ينتقي كلماته بعناية، خائفًا من أن يجرحني.
رغم أنه كان يبدو كوحش ضخم، فإن طريقته المترددة واللطيفة في الحديث، واستخدامه لأصابعه عند الشرح، جعلته يبدو… لطيفًا.
“آه، حسنًا!”
وفي النهاية، لم يحتمل الأمر، وانفجر قائلًا:
“فقط شعرت أن فتاة صغيرة تعاني لأسباب سخيفة، وأردت أن أمنحها راحة بسيطة! لكن لو قلت إنني أعرف من أنت، كنتِ ربما ستتوترين دون داعٍ، لذلك تظاهرت بالجهل. آسف لأني خدعتك!”
صرخ بقوة، وكأنها صيحة في ساحة المعركة، ثم انحنى أمامي.
كان مشهدًا كفيلاً بأن يصيب أي شخص بالذهول.
حتى لو كان دم رودبيل يجري في عروقي، فهو قائد فرسان السحر، جزء أساسي من قوة رودبيل، بل وقائد الفرقة الوحيدة المتخصصة بالسحر.
بل أكثر من ذلك، وصل إلى هذا المنصب بمهارته فقط.
الرجل الواقف أمامي هو حلم كل فارس في الإمبراطورية.
ومع ذلك، كان ينحني أمام لقيطة!
كان أمرًا لا يُصدق… لكنه لم يكن غريبًا عليّ.
“لأنه أين.”
في حياتي السابقة، وجدني “أين” مختبئة في زاوية ساحة التدريب بعد أن طُردت من القصر.
“إذا لم يكن لديك مكان تذهبين إليه، تعالي إلى هنا.”
لم أصدق كلماته في البداية، لكن عندما لم أجد ملجأ، تذكرت كلماته.
عدت إليه، رغم أنني كنت أتوقع أن يُطردني أيضًا، لكنه—
“أوه، أتيتِ. هل ترغبين في شاي؟”
استقبلني وكأن شيئًا لم يحدث.
ضحك من أعماقه عندما رآني أشرب الشاي الأخضر، الذي لم أكن أستطيع تذوقه.
“تعالي في أي وقت. أنتِ مُرحب بكِ دائمًا.”
لم أصدق كلمات “أين”.
كنت أظن أنه شخص طيب، لذا لا يجرؤ على إهانتي علنًا فقط، ويجب ألا أتعلق به أكثر.
هكذا فكرت… لكنني واصلت زيارته.
وكان يستقبلني في كل مرة بابتسامة.
وتدريجيًا، أصبحنا مقربين.
ولأنني ظننت أنه لا يعرف هويتي، كنت أرتاح معه أكثر.
لقد كان… الشخص الوحيد في رودبيل الذي منحني متنفسًا.
كان صديقًا حقيقيًا، بغض النظر عن العمر أو الجنس.
وفي يومٍ ما، أخبرني أنه سيخرج في بعثة.
“وحش سحري ظهر في قرية نائية. تلك الوحوش الحقيرة، يزحفون كالصراصير.”
ضحك عندما رآني قلقة وقال:
“الوحوش؟ بسيطة. لا داعي للقلق، آنسة.”
ثم نظر إليّ وقال:
“في الواقع… كنت أعلم من أنت منذ أول مرة رأيتك فيها. تظاهرت بالجهل فقط لأنني خشيت أن تنزعجي. آسف لأنني خدعتك.”
كانت حقيقة صادمة أخبرني بها قبل رحيله مباشرة.
ثم أسرع قائلًا:
“لا تسيئي فهمي! أنا أخبرك الآن لأني أريد أن نكون أقرب، على الأقل أريدك أن تكوني مرتاحة أمامي.”
ثم خدش خده بإحراج وقال:
“إذًا، عندما نلتقي المرة القادمة، هل يمكنني أن أناديكِ ‘آنسة لوسيا’؟”
لكنني لم أستطع منحه الإجابة التي أرادها.
في ذلك الوقت، شعرت بالارتباك والخوف من حقيقة أنه كان يعرف من أكون.
ظننت أنه سينفر مني أيضًا، رغم أنني كنت أعرف أنه ليس من هذا النوع.
بدلًا من الإجابة، أدرت ظهري وهربت.
وندمت على الفور.
كان يجب أن أجيبه. “نعم، بالطبع. لنكن أصدقاء…”
“سأخبره عندما يعود.”
أولًا، سأعتذر عن الهرب، ثم سأخبره بالإجابة التي أعددتها.
بهذا الأمل، انتظرت عودته.
لكن حتى بعد مرور الشهر الذي قاله، لم تعد البعثة التي خرجت لمحاربة الوحوش.
وعندها…
بدأ ذلك الإحساس السيئ يغمرني.
وذلك الإحساس المروع—
“في ذكرى التضحية المشرفة للقائد أين ليكسوس…”
—لم يخذلني.
ما عاد إليّ… كان جثته الممزقة.
غزت الوحوش السحرية القرية بأعداد غير متوقعة، وظلت تتدفق بلا توقف.
وفي لحظة، حوصرت القرية بالكامل، ولم يكن ممكنًا طلب الدعم بسبب الأمطار الغزيرة.
وفي النهاية، ضحى أين ليكسوس بنفسه ليُنقذ القرويين وأفراد الفرقة.
تضحية مشرفة ومجيدة؟ هل حقًا؟
“هل يوجد مجد في الموت؟”
أليس كل شيء ينتهي حين تموت؟
“لم أتمكن من إخباره بالإجابة.”
كوني لقيطة، قيل إنني أجلب النحس، فلم يُسمح لي حتى بحضور جنازته.
م.م: معاييرهم كارثية، الوالد هو المخطئ لماذا الخطأ على الطفلة و الدوق لا يتحمل أي لوم 🤬
اللقاء الوحيد الذي استطعت رؤيته فيه كان أمام قبره… بعد انتهاء الدفن.
إذًا…
بماذا أبدأ أولًا؟
لم أستطع قول حتى كلمة واحدة من تلك الإجابة التي كنت أحملها له.
لأن الوقت قد فات.
لأنه لم يعد قادرًا على سماعي.
وغمرني ندم لا يُحتمل…
لكن…
المأساة… لم تنتهِ عند هذا الحد.
عندما زار أحد الفرسان منزل “أين” بعد وقت طويل حاملاً وصيته الأخيرة…
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
امنيتي وحدة من البطلات الغير شرعيين تقول لوالدها انت الذي لم يتحكم في مابين ساقيه فلما تلومني اراهن انك تركت بصمتك في كل مكان لو بحثنا لوجدنا ابناء بالميئات لحثالة مثلك قدام الكل في حفل ملكي صاخب اه وتركله ركله تخليه منسدح يتوجع
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 17"
امنيتي وحدة من البطلات الغير شرعيين تقول لوالدها انت الذي لم يتحكم في مابين ساقيه فلما تلومني اراهن انك تركت بصمتك في كل مكان لو بحثنا لوجدنا ابناء بالميئات لحثالة مثلك قدام الكل في حفل ملكي صاخب اه وتركله ركله تخليه منسدح يتوجع
هكذا بكون بردت قلبي