أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
«لقد كنت أتغاضى عنه من قبل دون أن أفكر فيه بعمق.»
لأن الأمر في النهاية كان يعود عليَّ بالفائدة.
كنت أعتقد أنه بما أنني تغيّرت، فهو تغيّر أيضاً.
برّرتُ تغيّره بهذا التفكير، لكن … هذا ما حصل بالفعل.
«هذا كثير جداً!»
لم أعد أستطيع التغاضي بعد الآن.
عليَّ الآن أن أعرف.
لماذا تغيّر إلى هذا الحد؟
لماذا يستمر بفعل أمور معي، أنا التي لم يكن قصدي سوى أن أكون مجرد تضحية؟
ما الهدف من ذلك؟
بالطبع …
«مع أنني لا أظن أنه سيجيب بصدق.»
لكن هذا أفضل بكثير من أن أظل قلقة وحدي.
نظر الدوق إليّ بهدوء، ثم فتح شفتيه ببطء:
«لا أعلم عما تتحدثين.»
«لقد سمعتُ من سيد البرج. لقد منحتني إذناً بتعليم السحر.»
مقابل ذلك، حصل على أدوات سحرية، فكان الأمر أشبه بصفقة، لكن هذا وحده لا يُحدث فارقاً.
والدوق يعلم ذلك جيداً.
«منحتني الفرصة للالتحاق بالأكاديمية.»
«…….»
«لقد واصلتَ فعل أشياء من أجلي.»
وليس هذا فقط.
«لقد خاطرتَ بحياتك لإنقاذي أيضاً.»
بالطبع، كان ذلك لأنه لا يمكن أن أختفي بوصفي التضحية.
من الطبيعي أن يزداد عبئي بعد حادثة كهذه، لكن أفعال الدوق سارت في الاتجاه المعاكس.
لا أفهم. لا، لا أفهم أبداً.
ظل الدوق يحدق بي صامتاً، شفاهه مطبقة بإحكام.
«أنا ممتنّة لك، لكن آمل ألّا تتغيّر يا جلالتك.»
«…… لماذا؟ أليس هذا جيداً لك أيضاً؟»
«لأن تلك كانت طبيعة علاقتنا المعتادة.»
«وهل أصبحت غير طبيعية الآن؟»
«…….»
لماذا تسأل عن أمرٍ بديهي كهذا؟
أنت تعلم ذلك أفضل مني.
نظرت إليه دون أن أنطق بشيء، ثم خفضت رأسي.
«إذاً فلندخل.»
مررت بجانبه بسرعة.
شعرت بنظراتٍ تتبعني من خلفي.
ولأكون صريحة …
«أعلم أنني استفززتك دون داعٍ.»
لا أستطيع إنكار أن أفعال الدوق الغامضة منحتني فرصة.
لكن …
«لا.»
لم أرغب أن تكون علاقتنا ضبابية وملتبسة هكذا.
عليه أن يدير وجهه عني ويحتقرني حتى النهاية. عندها فقط يمكنني أن أدمّره كما أشاء.
ومع ذلك …
«الآن سيعود الدوق إلى طبيعته الأصلية.»
إلى ما كان عليه من قبل، حين كان ينكرني ويتجاهلني.
«لا يهم.»
فلم أعد بحاجة إلى مساعدته بعد الآن.
بما أنّ آشر أصبح معنا، فكل شيء بات جاهزاً.
لم يبقَ سوى أن أُنمّي نفسي. لكن …
«أظن أنّ عليّ أن أجد بديلاً عن آين.»
لأنني أريد أن أطور مهارة الرمح إلى جانب السحر.
«هل أطلب من مارين مساعدتي؟»
ربما لأنها جاءت من النقابة المظلمة، كانت مارين بارعة ً أيضاً في استخدام الأسلحة.
لكن معظم مهاراتها كانت تقنيات اغتيال، ويبدو أنها لم تكن معتادة على فنون القتال النظامية مثل السيف أو الرمح.
وبينما كنت أفكر في هذا وذاك، وصلت إلى غرفتي.
وأسرعت بالتحضير للدرس القادم مع آشر.
بعد أن غادرت لوسيا مسرعة، بقي الدوق وحده يحدّق في مكان واحد بصمت.
ذلك لأن كلمات لوسيا قد أثّرت فيه بعمق.
الطبيعي وغير الطبيعي.
طلب لوسيا ألا يتغيّر.
نظر إلى يديه.
كانت يداه النظيفتان تحملان ندوباً تبدو وكأنها حديثة.
جُرح حين كان يحمي لوسيا في المكتبة، أو بالأدق حين ارتفعت البلورات السحرية.
لسبب ما، لم يختفِ هذا الجرح حتى بقوة المعالج.
«همم.»
لقد تغيّر … كان مدركاً لذلك تماماً.
إن وجود لوسيا في داخله كان يتغيّر.
لكنه تجاهل الأمر لأنه لم يشأ أن يكون واعياً له، ولأن غريزته أخبرته أنه لا ينبغي أن يتعمق فيه أكثر.
فقط افعل ما تشاء، كما اعتدت دوماً.
لكن بعد سماع كلمات لوسيا، نعم …
«إنه أمر غريب، أليس كذلك؟»
قرر أن ينظر في داخله، إلى ما كان يتجاهله.
لماذا تغيّرت؟
لا.
«لماذا كانت تلك الطفلة بغيضة إلى هذا الحد؟»
هل لأنها وُلدت فقط لتكون «تضحية»؟
أم لأنها حقاً كانت «المُدمّرة» في الإرادة؟
عاد إلى غرفته وأخذ يتأمل أعماقه، في الهوّة، حتى جنّ الليل.
«لماذا كنت تحتقر لوسيا إلى هذا الحد؟»
هل كان ذلك فعلاً إرادته؟
إذاً فلماذا يتغيّر الآن؟
ظل يغوص عميقاً في السؤال.
ثم غلبه النوم.
… أظن أنني نمت.
ثم سمعتُ صوتاً.
[أبي.]
كان صوتاً مألوفاً.
أغمض عينيه وأدار رأسه نحو مصدر الصوت. ثم حرّك شفتيه:
ميراكل؟
لكن لم يخرج صوت.
لم يكن يرى أمامه، لكنه أحس بشيء يقترب.
وسرعان ما لامست يداً باردة جسده.
[أبي.]
عانقته بإحكام وأطلقت صوتاً مليئاً بالحزن.
نزل رأسه ليستقر على صدرها.
ثم همست:
[أرجوك لا تتغيّر.]
«……»
[أرجوك ما زلتَ الأب الوحيد لي. لذا، لذا …]
«……»
[أعطني اللودبيل.]
كان صوتاً سرياً يهمس بإغراء.
لا، بل كان
[أرجوك لا تنسَ الكراهية والاشمئزاز. تذكّر، إنها ابنة غير شرعية]
كانت تغرس أفكاراً في ذهنه.
[وأنها يجب أن تقدّم إلى الهاوية.]
فجأة!
فتح الدوق عينيه بسرعة ونهض فجأة.
«كح، آه…….»
كان من الصعب عليه التنفس.
أمسك صدره وانحنى للأمام.
«هاه، هاه…….»
أخذ نفساً بطيئاً وزفر.
وبالتدريج، أصبح التنفس أكثر سلاسة.
ظل يحدّق في البطانية بلا تعبير.
أظن أنني حلمت، لكن لا أتذكر شيئاً.
ومع ذلك … كنت أشعر بوجود شيء يترصّد بالقرب مني.
دون أن أعرف ما هو.
م.م: السوووووسة ميراكل، ما تستاهل اسمها
•••
بعد أسبوع، كان من المقرر عقد درسي الأول مع آشر.
كنت مشغولة بالتحضير للدرس منذ الصباح الباكر.
وبالأدق، لم أكن أنا، بل مارين.
«مع قدوم شخصٍ عظيم كهذا، سيكون من العيب ألا يكون في يدك كتاب!»
قالت ذلك وهي تتحرك بحيوية. الغرفة، التي كانت مرتبة عادة، أصبحت أكثر بريقاً، حتى أن مجرد لمسها صار يبعث على الحذر.
«لا أظن أن الأمر يستدعي كل هذا…»
لكنني لم أشأ أن أوقف حماس مارين التي تعمل بجد من أجلي.
عندها، سُمِع طرق على الباب.
«آنستي، إنه آشر.»
«سأفتحه بنفسي!»
أسرعت مارين، التي كانت تنفض الغبار، وركضت نحو الباب وفتحته.
«أهلاً ب»
لكن مارين، التي بدأت بالترحيب بحماس، تجمّدت بمجرد أن رأت وجه آشر.
ما الأمر؟
«مارين، ما بك؟»
وحين اقترب وهو يبدو حائراً، هزّت مارين رأسها بعد أن ظلت تحدّق في وجه آشر، وتراجعت ببطء.
«آه، لا شيء. لقد كنت جميلاً للغاية حتى فقدتُ عقلي للحظة، هاها… آسف.»
«لا بأس. هل لي أن أدخل؟»
سأل آشر فيما كانت مارين تسدّ الباب.
«آه، ذلك…….»
لكن لسبب ما، لم تتحرك مارين من مكانها لتفسح الطريق.
«مارين؟»
ناديتُها وأنا ترتسم على وجهي علامات الحيرة، فتنحّت مارين ببطء على مضض.
«شكراً.»
وعلى الرغم من سلوكها الذي قد يُعتبر وقحاً، حيّاها آشر بلطف وهو يبتسم، ثم دخل.
«هذه غرفة الآنسة.»
«نعم، أعتذر لأنني اضطررت لدعوتك إلى غرفتي.»
«لا، إنه أمر جيد أن أتعرف عليك أكثر.»
هناك قاعة خاصة أتعلم فيها عادة، لكن اليوم قررت أن أجعل الدرس في غرفتي لسبب خاص.
وبينما كان آشر يضع حقيبته، التفتُّ إلى مارين وقلت:
«مارين، هل يمكنك أن تُحضري شيئاً للشرب والأكل؟»
«آه، هذا… هل يجب حقاً أن نأكل؟»
«……؟»
ماذا يقصد بهذا؟
من الطبيعي أن نُقدّم ضيافة حين يأتي ضيف.
لكن لسبب ما، بدت مارين مترددة ولم تستجب لي.
عندها قال آشر:
«لا بأس، يمكنني أن أبقى كما أنا.»
«…… شكراً لك.»
وكأن مارين كانت تنتظر تلك الكلمات، فاتكأت على الحائط وظلت تحدّق بي وبآشر باهتمام شديد.
… ما الأمر؟
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 169"