أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بُهِتَ آشر للحظة من كلمات لوسيا غير المتوقعة.
كان يظن أنها ستطلب شيئًا عمليًا أكثر، لكنها طلبته هو نفسه.
لقد كانت جريئة وواثقة.
هو يعلم أنها تجسيد البطريرك الأول، ولكن…
إنه مختلف تمامًا.
كان الأمر مختلفًا كليًا عن التجسيدات السابقة، التي لم يكن لها أي إرادة، بل كانت تتحرك مثل الدمى بخيوط آل لوردبيل.
ربما…
هل أستطيع أن أتحرر أخيرًا من هذه الدائرة المرهقة؟
شعر آشر بشرارة الأمل تكبر في داخله.
حتى أنه لم يعد يعرف ما هي حياته السابقة أو كم مرة تجسّد فيها.
لقد اقترب من تجسيد البطريرك الأول وكشف له هويته.
م.م: البطريرك هو patriarch و في الرواية رغم جنس المؤسسة أنثى ما قالوا أنها matriarch ، مستغربة ليش؟
لكن النتيجة كانت محاولة اغتيال بسبب إفشائها السر، ولم يعرف حتى من الذي قتله بالضبط.
منذ ذلك الوقت، تخلّى آشر تمامًا عن الأمل في تجسيد البطريرك الأول.
ومع ذلك، أدرك أنه بحاجة لأن يصبح أقوى وأكثر كمالًا، فوضع الأساس للحظة التي ستجتمع فيها كل الخيوط.
النور والظلام. الشمس والظل. السطح وما تحت الماء. لقد قبض على قمة كل ذلك.
كل ذلك من أجل لحظة واحدة، ومن أجل شخص واحد فقط.
ثم ظهرت لوسيا أمامه.
بعينين تشبهان بالضبط تلك المرأة التي كان يعشقها.
هل يمكن أن أصدق؟
في العربة، وجهًا لوجه.
هل ستكون مختلفة هذه المرة؟
في الطريق إلى قصر الدوق معًا.
هل أستطيع أن أتوقع ذلك؟
وهو يحدّق في العيون الحمراء اللامعة التي تنظر إليه.
آشر إيتري.
ينظر إلى الفتاة الصغيرة التي تشبه عينيها الفتاة التي كانت أثمن عنده من حياته ومن العالم كله.
“نعم…”
قرر آشر أن يخوض آخر رهان.
على أمل أن تكون هذه نهاية دورة التكرار اللامتناهية.
“حسنًا.”
“……!”
“سأمنحك إيّاي، يا آنستي.”
جثا آشر أمام لوسيا بلا تردّد.
وأمسك بيدها الصغيرة البيضاء، التي كانت متخشنة قليلًا، ورفعها إلى شفتيه.
شعر برجفة جسدها الصغير كأنها متوترة.
ركّز آشر كل حواسه على الفتاة.
إنها دافئة…
حرارتها كانت خاصة ودافئة على نحو ملحوظ.
مختلفة عن تلك المرة.
استعاد آخر لحظاته مع سيدته.
“امضِ يا آشر.”
في مواجهة الكارثة العظيمة التي كانت تهددها، أبعدته عنها.
كان جسدها باردًا لدرجة لم يعد يبدو كجسد إنسان.
لو أنه لم يتركها حينها، هل كان التاريخ سيتغير؟
في تلك اللحظة، تداخل وجهها مع وجه لوسيا. لقد كانا متشابهين على نحو مذهل.
لن أندم أبدًا بعد الآن…
حين نظر إلى تلك العيون المتألقة، شعر آشر أن كل شكوكه وقلقه قد تلاشت.
ولهذا، ركع طواعية وقبّل لوسيا حين طلبت منه أن يمنحها ذاته.
لقد قدّم نفسه لها.
رفع رأسه.
فقط عندما جثا، استطاع أن يكون في مستوى عينيها.
نقش بعناية بشرتها الباهتة، وملامحها الدقيقة، وحتى خصلة شعر واحدة في عينيه، وأخيرًا، نظر في عينيها وقال:
“سيّدتي.”
عند تلك الكلمات، اتسعت عينا لوسيا التي كانت تحدّق فيه في ذهول.
وبعد قليل، قفزت فجأة.
رغم أنها طلبت “آشر” كمكافأة على الرهان، لكنها لم تتوقع طاعته بهذا الشكل.
“سيد… سيدتي؟!”
تفاجأت لدرجة أنني سحبت يدي على الفور.
أمال رأسه وكأنه مستغرب من ردة فعلي.
“ألم تقولي إنك أردتِني؟”
“صحيح، لكن…”
في الواقع، لم يكن من المستحيل أن أفهم موقف آشر.
ففي الأصل، كان البطريرك الأول وآشر إيتري مرتبطين بعلاقة سيّد وتابع.
ويبدو أنه اعتقد أن الأمر نفسه ينطبق هذه المرة أيضًا.
لم يكن تفكيره غير منطقي.
لكن هذا عبء.
هززت رأسي وقلت:
“أردت أن يكون آشر مساعدي.”
“مساعد؟”
“نعم. وبشكل أدق…”
رتبت الجو المشوش وتحدثت بجدية:
“أتمنى أن تكون معلمي في السحر.”
“معلّم…”
“أريد أن أتعلم السحر. لأحمي نفسي. ولأحمي ما هو ثمين عندي.”
“… “
نظر إليّ آشر بهدوء وقال:
“يا لها من مصادفة.”
“هاه؟”
“لا حاجة لأن تطلبي. لقد اتفقتُ بالفعل على ذلك مع الدوق.”
“…! اتفقت؟”
“كنت آمل أن أعلّمك كساحر.”
“آه…”
اتسعت عيناي من وقع المفاجأة.
لم أتوقع أن يتحدّثا عن هذا في الداخل.
لكن شيئًا ما أقلقني.
“لكن، بالاتفاق، هل وعد سيد البرج بشيء أيضًا؟”
تساءلت إن كان سؤالي في غير محله.
“نعم.”
أومأ آشر بلا مبالاة.
“لقد قررت أن أقدّم قليلًا من المساعدة للوردبيل عندما يحتاجها لاحقًا. بالطبع، بشرط ألا يكون الأمر متعلقًا بكِ، آنستي.”
“آه…”
“لأنني أعرف كيف يحافظون على قوتهم.”
أومأت برأسي.
كان يقصد “الهاوية”. لم يكن يجب أن يحاولوا استغلال قوة برج السحر للتضحية بي.
بالطبع، هذا لن يحدث.
فلا يمكن أن يكشف الدوق سر آل لوردبيل للغرباء.
“هناك الكثير مما يجب التأكد منه والكثير مما يجب أن نتحدث عنه.”
أخرج ساعة من جيبه.
“أعتقد أننا سنؤجل ذلك للمرّة القادمة.”
أغلق غطاء الساعة وأعادها إلى جيبه، ثم نظر إليّ بنظرات غامضة.
بعينين تبدوان باردتين لكن تشعر بدفء غريب.
“هذه المرة، سأحميك بالتأكيد. لقد بنيت القوة من أجل ذلك.”
“… “
“لذلك، أرجوكِ استعملي قوتي بلا تردد. وفي المرة القادمة حين نلتقي…”
ابتسم ابتسامة خفيفة وقال:
“ناديني آشر فقط. سيكون أسهل على كلينا.”
ضحك بخفة.
ابتسمتُ بدوري وأنا أراه خفيف الحمل، وكأنه بلا هموم.
استعد آشر للمغادرة فورًا.
أسرعت للحاق به وهو يعتلي العربة.
“عذرًا، لدي طلب آخر.”
“ما هو؟”
“من فضلك، اذهب إلى مدير الورشة في <الورشة الأولى>. لدي طلب هناك، وسأحتاج مساعدتك… ماتابجو… أعني، آشر.”
كان هذا أبلغ من شرح طويل.
أومأ آشر بلا سؤال. بدا وكأنه يدرك أنه سيعرف التفاصيل عندما يصل.
“إذن، سأراك قريبًا. إلى أن يحين ذلك، أرجوكِ اعتني بنفسك.”
ودّعني آشر كما لو كنت إمبراطورة، وغادر القصر بهدوء.
راقبت العربة وهي تبتعد، ثم استدرت عائدة إلى غرفتي.
لكن…
وقف الطاووس شامخًا، يقطع طريقي. لم أتفاجأ حين رأيته.
لأنني كنت أعلم مسبقًا أنه سيأتي.
أجل…
فقد شهد كل ما حدث.
فالحديقة كانت تُرى بوضوح من مكتب الدوق.
وهناك، حين ركع آشر وقبّلها، لم يكن ليفوّت ذلك.
ولهذا أنهى محادثة اليوم ورجع.
نظر إليّ الدوق من علٍ بنظرات متكبّرة، وقال:
“هل كنتِ تعرفين الماتابجو من قبل؟”
“… “
“يبدو أن علاقتكما وثيقة للغاية. هل أخطئ في رؤيتي؟ أجيبي، لوسيا لوردبيل.”
ضغط عليّ بنبرة صارمة ليرغمني على الجواب.
رفعت رأسي نحوه بهدوء وأجبت بصوت منخفض:
“لقد أصبحنا أصدقاء مقرّبين منذ اليوم.”
“… “
“وبالمناسبة، هناك أمر أودّ أن أسألك عنه، يا صاحب السمو.”
حدّق بي بصمت، لكنني رأيت بوضوح تجعيدة تظهر بين حاجبيه.
لو كنت في وضعي السابق، لكنت أكثر حذرًا، أراقب حتى أصغر حركاته.
“ماذا تريد أن تفعل بي يا صاحب السمو؟”
لقد بلغت حدّي أيضًا.
لم أعد أستطيع فهم ما يفكر فيه هذا الرجل!
ألم تقل إنك ستسمح لبرج السحر بتعليمي؟
حتى أنه حاول إدخالي إلى الأكاديمية.
لقد كان مختلفًا تمامًا عن الماضي، عندما حاول أن يمنع “آين” من أن يصبح معلما لي عبر إجباره لي على القتال.
إنه غريب جدًا.
واليوم… يجب أن أعرف السبب.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 168"