⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
«عظيم.»
أومأ برأسه وقَبِل الرهان.
من الخارج تظاهر باللامبالاة، لكن في داخله كان متفاجئًا، إذ لم أتوقع أن يقبل بهذه السهولة.
رفع رأسه ونظر إلى الساعة المعلّقة في منتصف الممر.
لقد اقترب الوقت من الثانية بعد الظهر. هل تأخر الوقت بالفعل إلى هذا الحد؟
«بعد أربعة أيام.»
قالها بجدية.
«سأعود إلى مقر الدوق. وسأتحقق من نتيجة الرهان حينها.»
أومأت موافقة.
«وإذا ربحتُ الرهان…؟»
«سأعطيكِ ما تشائين.»
«أي شيء؟»
«نعم. أي شيء. إن كنتِ تريدين برج السحر نفسه…»
انحنى قليلًا وهمس بصوت خافت:
«فسأقدمه لكِ عن طيب خاطر.»
«…….»
«لذلك، من الأفضل أن تبذلي قصارى جهدك لتفوزي بالرهان.»
ضحك بخفة، ثم اعتدل واقفًا، وأعلن أنه سيعود الآن.
واستدار ليغادر الممر.
على عكس ما كان حين يتبعني في الجولة، بدت خطواته مألوفة وكأنه يعرف جغرافية المكان مسبقًا.
وقفتُ أراقب ظهره وهو يبتعد.
تلك الليلة، سرحتُ طويلًا في أفكاري.
لم أستطع تفويت الفرصة، لذلك قلت له إنني سأجد الجواب…
لكن، «كيف أعثر عليه؟»
منذ البداية، كان الرهان مبهمًا للغاية.
كم تعرفين؟ وماذا تعرفين؟
م.م: بس شو هاذ الرهان 🤦🏻♀️
ربما يشمل ذلك أيضًا سؤال «آش إيتري» الذي طرحته أولًا.
أمسكت رأسي بيدي وأطلقت تنهيدة طويلة، ثم أرجعت رأسي للخلف.
رغم ذلك، كانت هناك بعض النقاط التي يمكنني التكهن بها.
«تناسخ آش إيتري.»
مثلما حدث مع الروح الشريرة وبيثيل، والمؤسس الأول وتشيريش، وأنا، وليليث وميراكل.
إن كان كل من ارتبط بالمؤسسة الأولى قد تجسد من جديد… فمن الممكن أن يكون آش إيتري قد تجسد أيضًا.
فوق ذلك، كان لآش إيتري وآشر، في الذكريات التي رأيتها عبر الدعوة، أوجه شبه كثيرة.
شَعر رمادي، عيون رمادية، أو…
«رغم أن الهالة مختلفة تمامًا.»
على أية حال، يظل هذا مجرد تخمين.
وليس بوسعي أن أبوح به لآشر. فلو لم يكن متجسدًا، فكيف سأبرر كلماتي وما قد تجره عليّ؟
وفوق ذلك، ترددت كلماته في أذني:
«ماذا تعرفين يا آنسة؟ ما الذي تعرفينه؟ وكم تعرفين؟»
كان سؤالًا… لكنه بدا وكأنه يريد أن يتأكد من أمر ما.
ماذا؟ أي شيء يقصد؟
نظرت إلى الأرضية المفروشة بالسجاد.
كان رأسي في فوضى.
وكأن شيئًا ما انحرف عن مساره الصحيح.
بعد تفكير طويل، توصلت إلى نتيجة واحدة:
في النهاية، لا بد أن أواجهه.
والطريقة، على بساطتها، كانت واضحة.
مرّت الأيام سريعًا، وحلّت الأربعة أيام الموعودة.
في صباح باكر، عاد آشر إلى مقر دوق رودبيل.
لأن للدوق إيجو رودبيل شؤونًا يتولاها.
لكن أول من استقبله عند البوابة لم يكن الدوق.
توقف آشر بعربته في منتصف الطريق، وحدّق عبر النافذة بوجه متعجب.
هناك، وقفت لوسيا.
«مرحبًا، سيد البرج.»
«آنسة؟»
كانت تقف بانتظاره قبل الوصول إلى المبنى الرئيسي بوقت طويل.
قالت بهدوء:
«أريد أن أخبرك بجواب الرهان أولًا.»
لبرهة أبدى آشر دهشة، ثم نظر إليها باهتمام.
أي إجابة عثرت عليها؟ لقد بدت واثقة للغاية.
«هل نسير معًا؟»
هزّت رأسها.
«لن يستغرق الأمر طويلًا.»
«إذن تفضلي بالصعود.»
«شكرًا لك.»
جلست لوسيا على المقعد المقابل له.
«من فضلك، تقدّم ببطء.»
«حسنًا.»
ومع أوامره، تحركت العربة بهدوء نحو المبنى الرئيسي.
ذلك الصباح كان الضباب كثيفًا للغاية، حتى بدا وكأنهما يسيران في طريق مجهول.
بفضل الطريق المعبد جيدًا، سارت العربة بانسياب دون اهتزاز.
نظر آشر من النافذة قليلًا، ثم التفت إليها.
وجهها الصغير، الغامض، كان مثبتًا عليه بنظرات لا تتزحزح.
ذكره ذلك بمن كان يعرفه جيدًا.
ابتسم قليلًا، لكن صوته كان جافًا حين قال:
«إذن… هل وجدتِ الجواب؟»
«نعم.»
أجابت بلا تردد.
«فلنسمع إذن.»
ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت:
«على ما يبدو، لا حاجة للقلق من الأمر.»
«همم؟»
كان مدخلًا مثيرًا للاهتمام.
أمعن آشر النظر في لوسيا.
شَعر حالك السواد، وعينان حمراوان صافيتان. ملامح ونظرات تشبه إلى حد بعيد من اعتاد أن يراها يوميًا.
«في النهاية، ما يريده سيد البرج… هو ما أريده أنا أيضًا.»
«…….»
كانت محقّة.
سؤالها له: «هل تعرف شيئًا عن آش إيتري؟»
وسؤاله لها: «ماذا تعرفين يا آنسة؟ وكم تعرفين؟»
كلاهما سؤال وُجّه نحو شيء واحد.
ذلك «الشيء» هو ما اشتركا فيه معًا.
حتى إن سؤاله كان بمثابة إجابة أيضًا.
كم تعرفين عن «ماذا»؟
وجواب ذلك السؤال كان أيضًا جوابًا لسؤالها.
وها هي لوسيا تملك الإجابة.
فتحت شفتيها أخيرًا، وخرج صوت أخفض قليلًا من المعتاد:
«ألا اسم لديك؟»
«…….»
«إذن سأمنحك اسمًا! ما الذي سيكون مناسبًا؟ حسنًا، بما أن شعرك رمادي… فلنسمك آشرو.»
تحدثت لوسيا كأنها تكلّم شخصًا اعتادت على قربه.
لكن في كل كلمة نطقتها، شعر آشر وكأن قلبه يتوقف عن النبض.
ولم يتوقف الأمر هنا.
تنفست لوشيا بعمق ثم همست:
«القسم المغلق من المكتبة… كان مكاني السري مع من أحب. في داخله…»
رفعت رأسها، فالتقت عيناهما.
عيونها الياقوتية تألقت ببهاء.
«……كان هناك أيضًا آش إيتري.»
«…….»
«أهذا كافٍ كجواب على سؤالك؟»
عادت إلى نبرتها الأصلية وهي تسأل.
حبس آشر أنفاسه طويلًا، ثم أطلق تنهيدة وأجاب.
«إنه كالمقامرة.»
شيء لا يمكن أن يعرفه سوى آش إيتري.
كتمت ارتجاف قلبي وأنا أحدق به.
وبعد صمت، قال:
«هل تعلمين اسم العالِم الذي طرح نظرية انتقال الأرواح؟»
تفاجأت للحظة من السؤال المفاجئ، لكنني أجبت بهدوء:
«لوسيا.»
«صحيح. نظرية تناسخ الروح. الجسد البشري مجرد غلاف، أما الجوهر فهو الروح، والروح تنتقل بلا نهاية عبر تكرار الأجساد.»
وبينما أصغي إليه، خطر لي فجأة:
هذه النظرية تشبه تمامًا ما يحدث مع بعض من أعرفهم.
«رغم أنها أُهملت واعتُبرت نظرية زائفة.»
ابتسم ابتسامة خاوية.
ثم تغيرت نظرته قليلًا، وقال:
«سألتِني إن كنت أعرف آش إيتري.»
«……نعم.»
«إنه أنا.»
اعترف بصراحة.
لكنني لم أبدُ متفاجئة كثيرًا، لأنني توقعت ذلك منذ أن تسرب سحره إلى داخلي. بل في الحقيقة، منذ أول لقاء بيننا.
وأكمل:
«وأنا أيضًا لوسيا، العالِم الذي طرح نظرية انتقال الأرواح.»
«……ها؟»
لم أتمالك نفسي من الدهشة.
لوسيا؟ ما الذي يقصده؟
«على امتداد مئات السنين، كنتُ عالمًا، وكاهنًا، ومجرمًا، وفارسًا، وتائهًا. وخلال تلك الأزمنة الطويلة… لم أنتظر سوى شخص واحد.»
أغمض عينيه، وأسند رأسه إلى المقعد بتعب ظاهر.
وقفت صامتة أحدّق فيه عاجزة عن الكلام.
ثم تمتم بصوت خافت:
«نظرية انتقال الأرواح… ليست صحيحة. بل معيبة. البشر يتناسخون فعلًا، لكنهم يولدون في أجساد جديدة، وأرواح جديدة. وبهذا يمحون أخطاءهم وصلاتهم الفاسدة، ليعودوا أنقياء. أما أن تتكرر الأرواح وهي ملوثة…»
م.م: أستغفر الله العظيم واتوب اليه، للتذكير مافي تناسخ ولا هم يحزنون، نعيش فقط حياة واحدة و الحياة الأبدية هي عند الله تعالى.
فتح عينيه من جديد، وعيناه الرماديتان تلمعان بحمولة قرون طويلة من الذكريات.
«…فذلك أشبه باللعنة.»
م.م: ويا أحلى قراء نصل إلى نهاية دفعة هذا الأسبوع 😭😭😭، شو رأيكم بالأحداث؟ و توقعاتكم لما هو قادم؟!!
التعليقات لهذا الفصل " 165"