أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
«عمّ تتحدثان أنتما الاثنان؟»
تسللتُ خارج الغرفة خفيةً من دون أن أخبر ليغرين، وبدأت أتجول في غرفة الضيوف.
كان لديّ ما أريد سؤاله لآشر، وأمر لا بد أن أبوح به.
انتظرت خروجه وأنا على تلك الحال.
«اللعنة! لا أفهم كيف يثق السيد بشخص كهذا!!»
خرج إلبيرت بيدن من الغرفة متذمرًا. حتى من دون أن أنظر، كنت أعلم ما الذي جرى.
لابد أنه استشاط غضبًا ولم يستطع تقبّل نتيجة الفحص الذي أجراه سيد البرج، فانسحب هاربًا.
كانت تصرفاته وقحة للغاية، لكنها لم تفاجئني؛ فقد اعتاد أن يفقد صوابه كلما تعلق الأمر ببرج السحر.
بل إن ما أدهشني أكثر هو بقاء الاثنين الآخرين في الغرفة كل هذا الوقت، خلافًا لتوقعي بأن الدوق وسيد البرج سيغادران سريعًا بعد رحيل إلبيرت بيدن.
ترى، ما الذي يتحدثان عنه ويستغرق منهما كل هذا؟
شعرت بفضول وقلق يضغطان على صدري بلا سبب.
ولأن الغرض من هذه الزيارة إلى برج السحر هو اختبار مستوى طاقتي السحرية، فلا بد أن حديثهما متعلق بي.
«لا أظن أنه سيكون شيئًا جيدًا بالنسبة لي.»
أكثر ما خشيتُه أن يكون آشر قد كوّن انطباعًا سلبيًا عني.
«لا.»
هززت رأسي بسرعة.
«الدوق لن يفعل ذلك.»
صحيح أنني لا أعرف نواياه كاملة، لكن من الصعب أن أظن أنه استدعى سيد البرج ليقول شيئًا سيئًا عني.
فهذا غير مجدٍ بالنسبة له أصلًا.
وحتى لو كان الأمر كذلك…
«أشك أن سيد البرج نفسه سيأخذ كلامه على محمل الجد.»
لم أكن أعرف الكثير عن آشر، لكن حدسًا غريبًا بداخلي همس لي أنه لن ينخدع بتلك السهولة.
إذن، عمّ يتحدثان هناك في الداخل؟
وبينما تكاد شكوكي تنفجر من شدتها
طَق.
فُتِح الباب!
«إذن، أراك في المرة القادمة.»
الذي خرج منه كان آشر.
وبعد أن انحنى قليلًا نحو الدوق داخل الغرفة، اختفى في الممر المقابل.
«……!»
فقدت أثره لسرعة خروجه، فاختبأت على عجل.
ثم هرولت باتجاه الجهة التي سلكها.
وما إن استدرت عند الزاوية على عجل
طَرق.
«آه!»
ارتطم شيء بجبهتي.
لا، كدت أرتطم به.
ففي اللحظة السابقة تمامًا، أحاطت نسمة ناعمة بجبهتي، لتحميني من الاصطدام. ولحسن الحظ، لم يحدث شيء.
ارتبكت، ورفعت يدي لأغطي جبيني ثم نظرت للأعلى.
الرجل الذي كنت أطارده.
آشر، يبتسم لي كأنه كان يتوقع مطاردتي له.
ولمحت حينها أن ما حماني كان سحره هو.
«هل لك عملٌ عندي؟»
سأل بصوت رقيق، كأنها أول مرة نلتقي فيها.
أنزلت يدي عن جبيني وأومأت بحذر.
«نعم. هل يمكن أن تمنحني قليلًا من وقتك؟»
«أرى ذلك حسنًا. فأنا أيضًا لم أرغب بالرحيل بهذه السرعة. إقامة دوق رودبيل ليست مكانًا أستطيع زيارته دائمًا.»
ثم قال بنبرة لينة:
«هل لي أن أطلب منك أن ترافقيني بجولة داخل مقر الدوق؟»
«جولة؟»
سألت بدهشة من الطلب غير المتوقع.
«نعم. أهو أمر صعب؟»
هززت رأسي سريعًا.
«لا، سأفعل. تفضل واتبعني.»
«شكرًا لك.»
سرتُ أمامه، فيما كان يتبعني بهدوء.
كان الطلب مفاجئًا، فأربكني لبرهة.
لكنني سرعان ما فكرت: «هو أفضل هكذا. سأتمكن من مراقبته عن قرب. وحين يحين الوقت المناسب، سأطرح ما أريد.»
ومضيت بخطوات حازمة.
كان مقر دوق رودبيل يحتوي على أقسام عامة مفتوحة للزوار.
معارض وحدائق مليئة بالفنون، وممرات طويلة تُزيّنها صور أسلاف آل رودبيل.
كنت أسير مع آشر في أحد تلك الممرات.
ورغم أنني أنا من يقود الطريق…
«إنها أول مرة أدخل هذا المكان أيضًا.»
فهذا القسم لا يدخله إلا ورثة رودبيل المباشرون وضيوفهم.
لم أكن يومًا وريثة مباشرة، ولم يدعني أحد من الورثة، لذا لم تطأ قدماي هذا المكان من قبل.
وبينما أتجول مع آشر هنا وهناك، استوقفتني فكرة.
في أي عائلة عادية، عادة ما تُعلّق صورة المؤسس الأول. لكن عند آل رودبيل لم يكن الأمر كذلك.
كنت قد سمعت من ليغرين أن السبب يعود إلى رفض المؤسس الشديد لترك صورته مرسومة.
حينها صدّقت ذلك، لكنني الآن أعلم أن الأمر ليس حقيقيًا. فلو كان حقًا يرفض ترك صورته، لما سمح بوجودها على القلادة.
لم تكن هناك صور للمؤسس الأول، ولا لأي من ورثة رودبيل المعاصرين. مما يعني أن هناك من تخلص منها عمدًا.
فوضِعت بدلًا منها لوحة رسمها الأحفاد بالاستناد إلى ما نُقل إليهم عبر الأجيال.
كيف تخيلوا هيئة المؤسسة الأولى؟
«شَعر أبيض.»
أول ما لفتني شعرها الأبيض المتلألئ.
كإلهة حرب، تقف شامخة فوق تلال من جثث الشياطين، تلوّح بسيف بلوري.
بشعر أبيض ناصع، وعيون بنفسجية متألقة، ونظرات حادة وابتسامة واثقة.
وتحت اللوحة كُتب:
«لوكريزيا رودبيل، من أنقذت العالم من الشيطان.»
لكن تلك لم تكن لوكريزيا رودبيل التي عرفتها.
بل إنها…
«تشبه ليليث كثيرًا.»
المرأة في اللوحة تشبه ليليث إلى حد كبير. وتشبه ميراكل أيضًا.
فميراكل، عندما كبرت قبل موتي، كانت تشبهها تمامًا.
ومع استعادة ذكرياتي، وجدت نفسي أحدق في اللوحة، حتى قطع صوت جانبي تركيزي.
«أمر مثير للسخرية… لوكريزيا رودبيل.»
كان آشر.
التفتّ نحوه مرتبكة، فرأيته ينظر إلى اللوحة بعينين جافتين تمامًا.
ولما وقعت عيناي في عينيه، حرّك شفتيه ببطء قائلًا:
«قلتِ إن لديك أمرًا تريدين قوله لي.»
أومأت ببطء.
«نعم.»
وأخذت نفسًا عميقًا.
في الحقيقة… كان هدفي الأول مختلفًا.
فقد كنت أنوي أن أعقد معه صفقة، ليعلّمني السحر ويصنع لي سلاحًا سحريًا.
لكن الوضع الآن تغيّر.
هناك سؤال آخر أريد أن أطرحه أولًا.
«هل تعرف شيئًا عن آش إيتري؟»
«…….»
تذكرتُ تلك الذكرى التي اندفعت إلى داخلي عندما لامست طاقته السحرية جسدي في اختبار القوة.
كانت ذكرى آش إيتري والمؤسسة الأولى بلا شك.
لكن لماذا جرت ذكرياتهما عبر سحر آشر بالذات؟
«لديّ حدس… لكن…»
وبما أنني لست متأكدة، فضّلت أن أسأله مباشرة.
حدقت في آشر بصمت.
فبادلني النظرات بعينين غامضتين يصعب قراءة ما فيهما، ثم قال:
«آه… آش إيتري إذن…….»
وأسقط كلامه في منتصف الطريق.
إجابة مبهمة، لا هي نفي ولا إقرار.
لكنني أدركت فورًا أنها الإجابة.
لو كان حقًا لا يعرف شيئًا، لسألني أولًا: من آش إيتري؟
لكن لأنه يعرف… فقد أجاب بذلك الغموض.
اقترب مني بخطوات ثابتة وقال:
«وأنا أيضًا أود أن أعرف. قولي لي، آنستي، ما الذي تعرفينه أنتِ؟»
كان سؤالًا محيّرًا لأول وهلة.
«ما الذي تعرفينه؟ وكم تعرفين؟»
«…….»
«أتعرفين عمّا أتحدث؟»
رمقته مطولًا. وفجأة، انكشفت لي حقيقة.
كلانا يخفي شيئًا عن الآخر. حقيقة يريدها في صمت.
هو يريد أن ينتزع مني شيئًا، تمامًا كما أسعى أنا للحصول على جواب منه.
وقبل كل شيء، أنه لن يكشف ذلك بسهولة.
«إذن، ما رأيك أن نعقد رهانًا؟»
ربما تكون هذه فرصتي.
طلب غامض… يمكنني استخدامه كورقة ضغط لأحصل على ما أريد.
«سأجدها. الإجابة التي تريدها مني يا سيد البرج. والإجابة عن سؤالي لك.»
بدا الذهول على ملامحه للحظة، ثم
ابتسم ابتسامة مشرقة وقال:
«هذا… مثير للاهتمام.»
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 164"