⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
«الرقم صفر؟»
بعد صمتٍ طويل، سأل الدوق مجددًا.
تلك الكلمات التي مزقت الصمت بدت وكأنها حكمٌ بالإعدام.
في تلك اللحظة، انفجر إلبيرت بيدن، الذي كان يحبس أنفاسه، ضاحكًا بصوت عالٍ:
«هاهاها! كنت أعلم ذلك! ألم أقل لكم؟ الأمر واضح حتى من دون اختبار! لا شيء سيتغير!»
عند تلك الكلمات أطبقتُ عيني بشدة.
شعرتُ وكأن قلبي يتحجر.
«لا شيء تغير؟»
منذ عدتُ إلى الماضي حتى لحظة وصولي إلى هنا، غيّرتُ الكثير.
لكن هل هذا وحده هو ما يستحيل تغييره؟ إلى هذا الحد…
«لا.»
أنا أملك سحرًا بالفعل. لكن ربما…
«ربما يكون السحر الخاص باللورد الأول غير قابل للقياس.»
مع ذلك، لم يكن بإمكاني أن أدع هذه الفرصة تمر هباءً.
«ما الذي علي فعله…؟»
وبينما كنت غارقةً في التفكير…
قال إلبيرت بيدن بصوتٍ أجش:
«كنت أعلم أن الأمر سينتهي على هذا النحو منذ البداية.»
رفعت رأسي فجأة عند سماع كلماته.
تابع متذمرًا:
«هناك أشياء في هذا العالم لا يمكن تغييرها. عليكِ أن تتقبلي النتائج بتواضع.»
أشياء لا يمكن تغييرها…
لو كان الأمر في موقفٍ آخر، لتجاهلت كلامه فحسب.
لكن في هذه اللحظة، لم أستطع أن أمرّ مرور الكرام.
تطلعت إليه وقلت:
«لا يوجد شيء لا يمكن تغييره.»
«م… ماذا- ماذا تقولين لي الآن؟ ها؟»
ارتبك إلبيرت بيدن على نحوٍ واضح، إذ لم يكن يتوقع أن أعترضه.
لكنني لم أعد أنظر إليه.
وجّهت بصري نحو آشر. كيف يمكنني أن أثبت له سحري؟
وبينما كنت أفكر، كان هو يراقب الموقف باهتمام، ثم ابتسم وقال:
«أعتقد أنكم تسيئون الفهم جميعًا.»
«تسيء الفهم؟» سأل الدوق.
أومأ آشر بوجه هادئ.
«نعم. قلتُ إن قوة الآنسة لوسيا السحرية هي صفر، لكنني لم أقل إنها بلا سحر.»
«ما هذا الهراء! أليس هذا ما تعنيه؟ أتتلاعب بالألفاظ أمام دوق لوردبيل؟!»
تحدث إلبيرت بيدن بانفعالٍ مفرط، وبدت مشاعره الشخصية واضحة للعيان.
لكن آشر ضحك بسخرية خفيفة.
«ظننت أنني سأجد منك مستوى أعلى بما أنك تُلقب بساحر لوردبيل العظيم.»
م.م: اجلده أكثر!!!!!
«هـ… ماذا تعني بذلك…….»
«الأمر كما قلت. هناك حالتان فقط لظهور قيمة سحرية (صفر): إما أن السحر غير موجود أصلًا، أو أن قيمته تتجاوز قدرة الفاحص. وفي حالة الآنسة لوسيا…»
تحوّل بصره نحوي.
حدقتُ بدهشة في وجهه الجميل.
قد لا يكون إلبيرت بيدن قد استوعب بعد، لكنني فهمت ما كان يقصده.
صعب التصديق، لكن…
«مستحيل…….»
حينها فقط أدرك إلبيرت بيدن ما يحاول آشر قوله، فارتسمت على وجهه صدمةٌ عارمة.
ابتسم آشر ابتسامة هادئة وقال:
«إن قوة الآنسة لوسيا السحرية تفوق قوتي، ولهذا يستحيل قياسها. بل قد لا يوجد أحد في هذه القارة كلها قادر على تحديد مستواها.»
م.م: 🔥🔥🔥🔥🔥🔥🥹
«……!! ه، هذا، هذا لا يُعقل-»
«سواء عُقل أو لم يُعقل…»
تحولت عينا آشر إلى الدوق، مقاطعًا صرخة إلبيرت المذهولة.
لكن هل كان ذلك محض وهم؟ بدا لي أن نظراته في تلك اللحظة باردة حد الجليد.
«القرار لك يا صاحب السمو.»
«…….»
لم يُجب الدوق.
عندها تقدم ليغرين نحوي ومد يده.
«لقد أرهقتِ نفسكِ يا آنسة. عودي لترتاحي الآن.»
«…….»
صوته كان حنونًا ودافئًا، لكن عينيه كانتا ترتجفان في ارتباكٍ واضح، كما لو أنه هو الآخر قد صُدم بشدة.
كتمت رغبتي في البقاء أطول، وأمسكت يده. غادرنا الغرفة معًا.
بعد أن غادرت لوسيا مع ليغرين…
ساد جو غريب في الغرفة. تبادل الدوق وآشر نظراتٍ غامضة لا يمكن تفسيرها.
عندها لم يحتمل إلبيرت بيدن أكثر، فهتف:
«جلالتكم! لا يمكن أن تصدقوا هراءً كهذا!»
لكن الدوق أجاب بثبات دون أن يتزعزع:
«هذا ليس هراءً. لا يمكن إنكاره بهذه البساطة.»
«هذا صحيح، لكن……!»
احمرّ وجه إلبيرت بيدن غضبًا.
لم يستطع أن يتقبل الوضع.
هو قائد السحرة، ومع ذلك لا يُستدعى سيد برج السحر، ولا يُعتمد على اختبار السحر الذي أجراه بنفسه، ولا يُعاد إجراؤه…
والأسوأ من ذلك أن يُستمع بهدوء إلى هراءٍ يقول إن قوة فتاة صغيرة ستفوق حتى الساحر العظيم نفسه وسيد البرج!
«لقد بدأتُ أظن فعلًا أن حكمتك تضعف مؤخرًا…»
لطالما كان فخورًا بكونه ساحر لوردبيل.
شهرة الاسم وحدها كانت كافية، لكن الأهم أن مالكه، إيغو لوردبيل، كان يُعتبر رجلًا عظيمًا ذا عقل بارد ورؤية ثاقبة.
رجل يقطع ما لا فائدة منه بضربة واحدة، ويعرف ما هو ثمين، ويقود المهمات العظمى بعقلانية وحزم.
اعتقدت أن بإمكاني أن أكون مخلصًا له مدى الحياة…
«لم أتخيل قط أنه سينخدع بكلمات صبي!»
ورغم أن إلبيرت خاب أمله بشدة، فإنه لم يفقد أمله كليًا.
إن تمسكتُ به الآن، فسيعود لرشده السابق…
«السيد إلبيرت بيدن.»
«نعم!»
هل أدرك أخيرًا مشاعري الحقيقية؟
انتظر إلبيرت بترقب.
«إنك مزعج.»
«……ماذا؟»
تبددت توقعاته في لحظة.
نظر إليه الدوق بعينين ساخطتين وقال:
«لدي أمر لمناقشته مع سيد البرج. عد إلى عملك.»
«…….»
كانت تلك صفعة قاسية.
ظل إلبيرت عاجزًا عن الكلام للحظة أمام هذا الطرد العلني، ثم عض على أسنانه وخرج غاضبًا.
وبعد أن تُرك الاثنان وحيدين، عاد بصر الدوق نحو آشر، سيد البرج.
ابتسم آشر كأنه يجد الموقف ممتعًا، لكن عينيه كانتا باردتين كرماد محترق بلا أي دفء.
«إذن.»
ارتسمت ابتسامة رشيقة على شفتيه وهو يقول:
«ما الذي تود إخباري به؟»
«هناك أمران عليّ التطرق إليهما.»
«تفضل.»
«أولًا، الهجوم على مكتبة لوردبيل.»
«…….»
اختفت ابتسامته في الحال.
لم يعد يبدو وكأنه سيد البرج.
حدق في الدوق ببرود.
«لا أفهم ما الذي تتحدث عنه.»
«السبب الوحيد لكوني تجاهلت الأمر هو أنه لم يكن علاقة مباشرة. بل كان طلبًا.»
«هممم.»
«لكن عليك أن تدرك أن التغاضي لا يحدث إلا مرة واحدة. إن تكرر شيء مشابه، فسأعتبره علاقة مباشرة منذ تلك اللحظة.»
كان ذلك تحذيرًا باردًا وقاطعًا.
حتى أن هالة القتل المتدفقة جعلت الفرسان في الخارج يتنبهون.
لكن آشر ابتسم كأن شيئًا لم يحدث، وقال بنبرة مشرقة:
«سآخذ ذلك بعين الاعتبار. على أي حال، ما يقلقك لن يتكرر. لكن ما يقلقني أنا هو أن هجومًا كهذا على المكتبة… لا يمكن أن يكون بفعل شخص غريب. لا بد أنه من الداخل.»
«…….»
«إن عائلة لوردبيل هي الداعم الأكثر نزاهة للإمبراطورية. ولو انهارت هذه العائلة، لاهتزت الإمبراطورية بلا شك. وأنت، جلالتك، تعرف هذا أكثر من أي أحد.»
قالها بابتسامة ساحرة وصوتٍ ناعم، لكن مغزاها كان واضحًا.
تهديد مبطّن حول وجود عدوٍّ داخلي يجب الحذر منه.
لم يُجب الدوق.
فغيّر آشر الموضوع بسلاسة.
«حسنًا، ما هو طلبك الثاني إذن؟»
في تلك اللحظة، انخفضت نظرات الدوق للحظة قصيرة.
كان فيها قلق واضح.
«……؟»
بدت الحيرة على وجه آشر أمام هذا التصرف غير المعتاد.
التعليقات لهذا الفصل " 163"