أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بشرة بيضاء كالثلج ورموش طويلة. عينان رماديتان، انحنتا على شكل هلالين، كانتا تحدقان بي.
لون عينيه الغامض بدا وكأنه يسحر الناس.
كانت جاذبيته مختلفة عن بيثيل.
فإن كان بيثيل جمالًا باهرًا، فإن الفتى أمامي كان جمالًا خافتًا.
كأنك تنظر إلى لوحة حبرية مائية خفيفة.
لكن، قبل لحظة فقط……
ألم يقل إنه وجدني؟
وفي اللحظة التي خطرت لي هذه الفكرة، انحنى أمامي.
انخفض إلى مستوى نظري وابتسم ابتسامة مشرقة وهو يقول:
«مرحبًا، آنسة لوسيا رودبيل. سررت بلقائك. جئت اليوم لأختبر مستوى قوتك السحرية.»
البؤبؤان الأسودان في عينيه الرماديتين اخترقا نظراتي.
«اسمي آشر.»
آه، أترى…… بدا الاسم وكأنه يليق به. لكن في نفس اللحظة شعرت بشيء غريب.
بين كلماته تلك……
«اختبار قوة سحرية؟»
سألت بدهشة، فابتسم برفق وقال:
«نعم، ألم تسمعي بالأمر من قبل؟»
«لا… لم أعلم شيئًا.»
«أفهم.»
أومأ بهدوء.
إذن لهذا قال “وجدتك” بمجرد أن رآني.
حدقت فيه بذهول.
الدوق حقًا أوفى بوعده……
أنا أعلم أنه ليس شخصًا كاذبًا، لكن ما كنت أظن أن الأمر ممكن إلى هذه الدرجة.
«قال كبير الخدم إن الآنسة ستكون هنا. جئت لألقي عليك التحية أولًا. أعتذر إن كنت قد أخفتك.»
«لا، لا بأس.»
هززت رأسي بسرعة، فابتسم بسطوع.
ظللت أحدّق في آشر.
إنه شخص يبتسم كثيرًا.
ابتسامته كانت جميلة مثل مظهره الغامض والحالم، لكنها بدت في غير موضعها.
كيف أصف ذلك……
لم تبدُ ابتسامة حقيقية.
كانت كقناع متقن الصنع.
لكن ما أهمية ذلك؟ ما يهم هو أن هذا الفتى سيكون أول خطوة نحو السحر.
«الجميع بانتظارك، لأنني قلت إنني سأرافق الآنسة. هل نذهب؟»
مدّ يده إليّ.
ماذا؟
نظرت إليه بدهشة.
«آه…….»
تردد لحظة، ثم سحب يده ببطء.
«أعتذر. إنها مجرد عادة.»
«لا بأس.»
«فلنذهب إذن.»
«نعم.»
استدار آشر وبدأ يسير أمامي.
سرت خلفه أتابع خطواته.
آه، فتى جميل بشعر رمادي……
إنها المرة الأولى التي ألتقيه فيها.
لماذا أشعر بشيء غريب؟
على نحو عجيب، لم أستطع أن أنزع عيني عنه.
إلى أي غرفة دخلت مع آشر؟
كانت غرفة ضيوف، لكنها خالية حاليًا.
وكما قال، كان الجميع في الداخل بانتظارنا: الدوق، وليغرين، وألبرت بيدن.
وجود الدوق وليغرين أمر متوقع، لكن لم أتخيل أبدًا أن ألبرت بيدن سيكون حاضرًا.
فهو ليس مهتمًا بفحص مستوى قوتي السحرية.
«همم.»
لكنني سرعان ما أدركت أنه لم يكن مهتمًا بي أصلًا.
منذ أن دخل آشر الغرفة، وعينا ألبرت بيدن مثبتتان عليه، يرمقه بحدة بينما يعض شفته بصمت.
لماذا يتصرف هكذا؟
ألبرت بيدن، ذاك الرجل المتصنع للنبل أمام الناس…
ثم اقترب مني ليغرين وانحنى قليلًا.
«أعتذر يا آنسة. كان ينبغي أن أخبرك مسبقًا بقدوم سيد البرج، لكن قلقي جعلني أؤخر الموعد.»
«لا بأس»
كنت على وشك أن أجيبه بعفوية، لكنني توقفت، وقد استوعبت لتوّي ما في كلامه.
هل سمعت خطأ؟
سألته بوجه مرتبك:
«سيد… البرج……؟»
وبالمقارنة مع سؤالي المرتجف، أجاب ليغرين بخفة بالغة:
«نعم. لقد جاء معي.»
ثم مال برأسه.
«ألقيتِ التحية عليه بعد؟»
تحية؟ نعم، تبادلنا التحية فعلًا.
لكنها لم تتعدَّ التحية المجردة.
لم يذكر شيئًا عن برج السحر!
التفتُ غريزيًا إلى آشر.
وحين التقت أعيننا، ابتسم بهدوء وقال:
«آه، صحيح.»
«…….»
«أعتذر. ظننت أنك ستخافين لو كشفت هويتي مباشرة. كنت أنوي أن أخبرك بعد أن نقترب أكثر… لكن الأمر خرج بلا قصد. هل فاجأك ذلك؟»
ابتسم ابتسامة مترددة.
هل فاجأني؟
أهذا يُسمى مجرد مفاجأة؟!
كدت أصرخ، لولا وجود الدوق أمامي.
الآن فقط فهمت سبب تصرفات ألبرت بيدن.
لأنه يعتبر سيد برج السحر منافسًا له.
صحيح أن الرأي العام يميل إلى أن ألبرت بيدن أكثر تفوقًا، لكن كل من يعرف الحقيقة يدرك…
بما أن سيد البرج نادرًا ما يظهر للعلن، فمن الصعب مقارنته، بينما بيدن نشط جدًا.
لكن لو قورِن الاثنان بحق، لرجحت كفة سيد البرج.
وهذا ما كان ألبرت بيدن يعرفه، ولذلك كان يبالغ في الهجوم عليه.
لكن ما لا يُصدق……
أن يكون سيد البرج شابًا بهذا العمر!
في أفضل تقدير، لا يتجاوز منتصف أو أواخر سن المراهقة. في عمر مقارب لإستيو وبيثيل، لكنه بلغ هذا المقام.
كان الأمر مدهشًا، بل شبه مستحيل التصديق.
«فلنبدأ إذن. آنستي، تفضلي من هنا.»
أشار ليغرين إلى كرسي قرب السرير.
جلست عليه غارقة في أفكاري.
اختبار القوة السحرية… مر وقت طويل.
كنت قد خضت اختبارًا كهذا في حياتي السابقة.
ألبرت بيدن هو من أشرف عليه آنذاك.
النتيجة ظهرت بسرعة، وكنت هناك مع آخرين: ميراكل، فانسيس، ليغرين، والدوق. كنا نختبر قوة ميراكل.
أما أنا…
«النتيجة صفر. أسوأ نتيجة ممكنة. لا مقارنة مع الآنسة ميراكل… هذا يؤكد الفارق بينكما.»
قالها بيدن وهو ينقر بلسانه ازدراءً.
غادر الدوق وريجن بصمت.
كما توقعت! لم يكن لدي أي أمل.
فانسيس ضحك عليّ.
«لوسيا، لا تقلقي. ستبدعين في شيء آخر! لا تحزني، حسنا؟»
حاولت ميراكل مواساتي.
وقتها شعرت وكأن العالم كله قد هجرني.
«لنبدأ إذن.»
اقترب مني آشر ووضع يده على ظهري.
«هُه…….»
زفرت وأغمضت عيني.
كان الأمر كذلك وقتها… لكنه مختلف الآن.
لأنني لم أعد نفس الشخص.
لا داعي للقلق الشديد.
حاولت تهدئة نفسي.
هوو…
انتشر الدفء في ظهري مع سريان الطاقة السحرية.
يد آشر كانت تمرّ بخفة على ظهري.
لكن عندها…
«……!»
شعرت بشيء يُغرس داخلي.
قوة سحرية؟
لا… هذا……
ذكرى؟
كانت ذكرى لشخص ما.
لقد اعتدت قليلًا على اختلاس ذكريات الآخرين.
هل هي ذكرى أخرى لللورد الأول؟
لا، هذه…
«إذن سأمنحك اسمًا! همم، ما الذي يناسبك؟ حسنًا. بما أن شعرك رمادي…»
أدرت رأسي بسرعة نحو آشر، وعيوني ترتجف.
كان ينظر إليّ مبتسمًا.
وجهه وصوت الذكرى في ذهني تداخلا فجأة.
لنسمك “آش”.
كانت هذه ذكرى آش إيتري.
لكن لماذا رأيتها الآن، بالذات حين لمس آشر ظهري؟
حدسي كان يصرخ.
صاحب هذه الذكرى هو آشر.
لكنني لم أجرؤ على قول شيء، واكتفيت بالنظر إليه بعيون مرتجفة.
«انتهى الأمر.»
ابتسم آشر وسحب يده.
تصرف بطبيعته، كأن شيئًا لم يحدث.
«ما النتيجة؟» سأل الدوق.
«أليست واضحة حتى دون النظر؟» تمتم ألبرت بيدن بازدراء، واثقًا أن نتيجتي ستكون “صفر”.
«النتيجة هي…….»
التفت آشر نحوي.
العينان الرماديتان التقتا بعيني مباشرة.
وقال بنظرة غامضة:
«إنها… صفر.»
م.م: لمااااااذا؟ علاااه؟ ليييييش؟
مرحبا يا أحلى قراء، بعد وقت طويل من النسخ و اللصق من الموقع الأصلي رجعت بفصول حلوة بس مو بنفس الكمية، استمتعوا بها 💜
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 162"