أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
«أنا لا أطمح حتى أن أكون مثل إلبيرت بادن.»
كان يؤمن بالأنساب إيمانًا راسخًا، وفوق ذلك كان معلم “ميراكل”، مما يجعله الشخص الأول الذي يجب أن أتجنبه.
«لا داعي أن يكون هو.»
فالسحر الذي سأتدرّب عليه سيكون مختلفًا قليلًا عن السحر العادي.
يكفيني أن أجد شخصًا يمكنه أن يرسّخ الأساسيات.
هناك الكثير من السحرة بهذا المستوى في رودبل.
«أي أحد سيفي بالغرض.»
إذًا أرجوكِ…
نظرتُ إليه برجاء.
بما أنه كان يحاول إدخالي إلى الأكاديمية، فالأرجح أنه لن يرفض هذا الطلب، لكنني كنت قلقة لأنني لم أستطع فهم أفكاره إطلاقًا.
حدّق بي الدوق طويلًا.
«حسنًا.»
أومأ برأسه.
«سأجد لكِ معلمًا للسحر قريبًا. لكن قبل ذلك، دعينا نفحص مستوى المانا لديكِ.»
ارتجفتُ عند سماعي كلمات «فحص مستوى المانا».
ففي حياتي السابقة، عندما فحص إلبيرت بادن مستواي، ظهرت النتيجة «صفر».
لكن…
«ربما ستكون هذه الحياة مختلفة.»
لا، بل ستكون بالتأكيد مختلفة.
تذكرتُ سلسلة من الذكريات، وأومأت بحماس.
«شكرًا لك، دوق!»
شعرتُ بسعادة كبيرة لهذا المكسب غير المتوقع.
كان الأمر أشبه بتجاوز جدار عظيم.
لا تزال هناك جدران كثيرة أمامي، لكن يمكنني استغلال هذه الفرصة لأقوى بما يكفي لتجاوزها جميعًا.
«هذا رائع.»
لم أتمالك نفسي عن الابتسام لفكرة أنني قد أتمكن من استخدام السحر.
كانت ابتسامة عفوية.
«…أنتِ تبتسمين.»
«ها؟»
أملتُ رأسي بتعجب من كلماته المفاجئة.
ثم حبستُ أنفاسي.
«…هل هو من النوع الذي يمكن أن يظهر مثل هذا التعبير؟»
شفتاه اللتان كانتا دائمًا مشدودتين، ارتختا قليلًا.
كان يحدّق بي بابتسامة باهتة.
هذا النوع من التعبير… أول مرة أراه. حتى “ميراكل” لم ترَ هذا الوجه منه من قبل.
هل يمكن أنني توهمت؟
رمشتُ، لكن التعبير ظل كما هو.
«هل هذا كل ما تريدينه؟»
سأل بنفس التعبير.
أومأتُ وأنا في حالة شرود.
«حسنًا، عودي الآن. وسنفحص مستوى المانا قريبًا.»
«…آه، نعم. شكرًا لك. ليلة سعيدة.»
انحنيتُ وخرجت من المكتب.
عدتُ إلى غرفتي وأنا في حالة ذهول.
وبعد أن طمأنتُ “مارين” التي كانت متوترة من لقائي بالدوق، ذهبتُ إلى الفراش.
تأمل… تأمل…
تمتمتُ وأنا أراقب ضوء القمر يتماوج على السقف كالماء.
«هل أكل شيئًا فاسدًا…؟»
مهما حاولت التفكير، كان تعبير الدوق الأخير غريبًا جدًا.
وبدا وكأنه سعيد بطريقة ما…
«لا بد أنه أكل شيئًا فاسدًا.»
وإلا فلا يمكنه أن يُظهر هذا الوجه.
ماذا لو كان قد تسمم؟
عندها لن أتمكن من أن أُريه رودبل وهي مزدهرة.
«يجب أن أطلب من ليغرِين أن يعيد فحص المطبخ.»
بهذه الفكرة، أغمضتُ عيني.
لقد كان يومًا مرهقًا جدًا.
كنت أريد أن أنام بسرعة.
لكن النوم لم يأتِ، ومرّت الليلة ببطء.
لقد كانت ليلة صعبة.
ومنذ ذلك الحين، مرّ الوقت سريعًا.
وكجائزة على تحملنا شتاءً قاسيًا، جاءت الربيع مبكرًا قليلًا.
مارس. أصبح الطقس دافئًا نوعًا ما. وكان البستانيون مشغولين بالتحضير للربيع المرتقب.
وفوق ذلك، كان قصر الدوق يعج بالحركة في كل مكان.
والسبب لم يكن فقط التحضيرات للربيع.
«سيدتي!»
دخلت مارين والباب يُفتح فجأة.
«يقولون إنهم سيغادرون قريبًا.»
عند إعلانها، أومأتُ ونزلتُ من حافة النافذة.
اقتربت مارين بسرعة وألقت رداءً على كتفيّ.
«الريح ما زالت باردة. يجب ألا تصابي بالبرد… أوه؟»
أمالت مارين رأسها باستغراب وهي تربط الرداء بعناية.
«ما الأمر؟»
«لا، الأمر أنكِ… يا إلهي…»
وضعت مارين يدها على فمها دون أن تربط الشريط.
ما الذي يحدث فجأة؟
سرعان ما صاحت:
«سيدتي… لقد ازددتِ طولًا!»
«هاه؟»
«ليس فقط طولك، بل حتى بنيتكِ كبرت. يا إلهي، سيدتي كبرت لهذه الدرجة. أنا متأثرة جدًا حتى أنني على وشك البكاء.»
ولم تكن تمزح، فقد دمعت عيناها فعلًا.
ثم تمتمت:
«سيدتي أصبحت في الحادية عشرة بالفعل… الوقت يمر بسرعة.»
ربّتُ على كتف مارين، وأدرتُ رأسي لأنظر إلى المرآة.
صحيح. مع بداية العام، أصبحتُ في الحادية عشرة من عمري.
هل هذا السبب؟ شعرت أن مظهري في المرآة قد نضج كثيرًا.
لكن الأمر مختلف تمامًا عن حياتي السابقة عندما كنت في الحادية عشرة.
على عكس حياتي السابقة، حيث كنت نحيلة وصغيرة مقارنة بأقراني، كنت في هذه الحياة أكبر حجمًا وأكثر صحة.
كانت هذه الحقيقة مذهلة لدرجة أنني ظللت أحدق في المرآة حتى سمعتُ صوت مارين الحذر.
«لكن سيدتي، هل أنتِ بخير حقًا؟ حتى لو لم تتمكني من دخول الأكاديمية…»
مارين لم تكن تعرف عن الصفقة بيني وبين الدوق.
لذلك كانت تظن أنني لم أتمكن من دخول الأكاديمية لأنني ابنة غير شرعية.
ويبدو أنها كانت قلقة من أن أكون حزينة جدًا.
لكنني لم أكن حزينة إطلاقًا.
ابتسمتُ بآشراق وقلت:
«أنا بخير.»
«سيدتي…»
«أنا بخير فعلًا، لذا مارين، لا تحزني أنتِ أيضًا. يؤلمني قلبي إذا حزنتِ.»
«تنشج… نعم. بالطبع. لا يمكنني أن أكون حزينة طالما أنتِ بخير! وبالمناسبة، الرداء لم يعد مناسبًا، لذا سأحضر لكِ معطفًا جديدًا. انتظري قليلًا.»
أخذت الرداء الصغير وخرجت مسرعة.
ومع مرور الوقت، ازداد عدد ملابسي لدرجة أن لدي غرفة ملابس منفصلة بدلًا من خزانة صغيرة.
وبينما كنتُ أنتظر مارين، نظرتُ من النافذة.
كانت هناك عربة كبيرة تقف أمام المدخل.
وكان هناك الكثير من الناس حولها.
نظرتُ إليهم، ثم خفضت بصري إلى يدي.
بعد أن حدقتُ في يدي قليلًا، قبضتها برفق.
بزغ
ومضت مانا بنفسجية باهتة، مشكلةً بلورة بنفسجية صغيرة.
ضغطتُ البلورة بين أصابعي.
تحطم
وتناثرت إلى غبار.
«هل هذا كل ما أستطيع فعله الآن…»
تمتمتُ وأنا أراقب البلورة التي تلاشت.
لم أكن ألعب خلال تغيّر الفصول.
القوة التي منحتني إياها “تشيرِيش”. كنت أتدرّب يوميًا على التحكم بها، وقد اكتملت أخيرًا.
«لكن كان عليّ أن أتدرب ليلًا بعيدًا عن أعين مارين.»
وكان هذا أفضل. لو كنتُ على طبيعتي السابقة، لكنتُ قللت نومي لأتدرب.
«عندها كنت سأُتلف جسدي.»
ربما لهذا كان التقدم بطيئًا، لكن النتيجة كانت مؤكدة.
«أستطيع حتى تجسيدها…»
المشكلة أنها ضعيفة جدًا ومدة بقائها قصيرة.
«سيكون رائعًا لو استطعت تسليحها مثل أول رئيسة للعائلة…»
حتى لو لم أفعل، لو استطعت تعلم سحر يضع القوة في الأسلحة…
كنتُ متأكدة من أن هناك حدًا للتدريب وحدي الآن.
«ربما يختلف الأمر لو أخذت دروس السحر في نفس الوقت؟»
إن كانت هذه القوة هي مانا أول رودبل، فهي في الأساس مانا.
إن تمكنت من استخدام السحر، فسوف تزداد براعتي في التحكم بالمانا، وسأتمكن من التحكم بمانا أول رئيس للعائلة بسهولة أكبر.
«لم يصلني أي خبر من الدوق منذ ذلك الحين.»
كنتُ أنتظر بصبر لأنني كنتُ مركزة على التدريب، لكنني بدأت أشعر بالنفاد.
هل نسي؟ أو غيّر رأيه الآن، أو…
«عليّ أن أذهب لرؤيته مجددًا.»
وبينما كنت أعقد العزم على ذلك، عادت مارين ومعها معطف جديد.
ارتديتُ معطفًا أكبر قليلًا، ونزلت إلى الطابق الأول.
كان هناك الكثير من الناس في الردهة.
وعندما رأوني، فتحوا طريقًا في الوسط.
سرتُ على الطريق نحو المدخل.
وكانت العربة التي رأيتها من غرفتي أمام المدخل، وأمامها…
«سيدتي، سيدي الشاب، لا تتوترا واستمتعا برحلتكما.»
«همف، لستُ متوترًا أصلًا!»
«أنا بخير لأن أخي معي.»
كان هناك شخصيات رودبل الرئيسية ومعهم ليغرِين والدوق، وأمامهم كانت ميراكل وفانسيس مرتديَين زي الأكاديمية.
صحيح، اليوم هو يوم دخول ميراكل وفانسيس إلى الأكاديمية.
اقتربتُ منهم ببطء.
ومن لاحظني تنحّى جانبًا.
«سيدتي…»
حتى ليغرِين نظر إليّ بنظرة غريبة.
منذ أن غادر “آين”، صار ليغرِين يهتم بي أكثر. ابتسمتُ له وكأنني أقول «لا تقلق»، ثم وقفت أمام الاثنين.
«أنتِ…»
نظر إليّ فانسيس بتعبير معقد.
«أشعر أنني لم أره منذ مدة أيضًا.»
حسنًا، لم يكن هناك سبب لنلتقي منذ اختبار التأهيل.
«رحلة موفقة، يا أخي، و…»
أدرتُ رأسي لأنظر إلى من بجانبه.
كانت ميراكل تبتسم وتنظر إليّ.
ومثلما كبرتُ أنا وأصبحت في الحادية عشرة، كبرت ميراكل أيضًا.
أصبحت أجمل وأكثر إشراقًا.
نظرتُ ببرود إلى من كنتُ سأحدق بها بإعجاب في الماضي.
«ميراكل.»
«شكرًا لكِ، لوسيا. كنت أتمنى لو دخلنا معًا، لكن للأسف. لكن يمكننا أن نلتقي في العطلة.»
ابتسمت ميراكل ببهجة.
«عليكِ أن تكوني بخير، مفهوم؟»
م.م: رح تكون بخير لو اختفيتي انتي 🙃
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 159"