⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
انتفضت فجأة وأدرت رأسي.
كانت يد “تشيريش” متشابكة بقوة داخل يد “آين”.
ومن أطراف تلك اليد، تفتحت فراشة حمراء صغيرة، وسارت على طول الأيدي المتصلة، ثم نفذت إلى داخلي.
“…!!”
في اللحظة التي امتصصتني فيها، شعرت بإحساس غامض بالامتلاء.
إلى جانب حيوية الدم التي بدأت أخيرًا بالدوران.
التقت عيناي بعيني “تشيريش”.
تحركت شفتاها.
«شكرًا لكِ. أرجوكِ اعتني بي.»
ترددت، غير متأكدة من كيفية الرد على تلك الكلمات، ثم، متأخرة، فتحت فمي لأتكلم
طَخ.
سقطت يد “تشيريش” للأسفل.
“آه.”
أطلق “آين”، الذي كان يمسكها بإحكام، أنينًا خافتًا.
بعد ذلك، لم يُسمع أي صوت.
لا حتى النفس الخافت لـ”تشيريش”.
ولا صوت “آين” وهو يصرخ وهو متمسك بها.
لا شيء على الإطلاق…
كأننا كنا نحبس أنفاسنا، نوقف الزمن بالقوة، متجاهلين الحقيقة المرعبة أمامنا.
أنا و”آين”…
فقط.
وش… وش… وش─
امتلأ السماء بالغيوم الداكنة، وقبل أن أدرك، بدأت الأمطار تتساقط.
كانت غزيرة لدرجة أنه لم يعد بالإمكان رؤية حتى شبر أمامك.
نزلت من العربة وأخذت نفسًا عميقًا.
“هاه…”
تبعثر بخار أبيض في الهواء.
“آنسة…”
كنت أحدّق بشرود في أنفاسي حين سمعت صوت “مارين” بجانبي.
عندما أدرت رأسي، وجدتها تنظر إليّ بقلق.
ابتسمت لها ابتسامة صغيرة وقلت:
“هل نذهب؟”
“…هل ستكونين بخير حقًا؟”
كان سؤالها مليئًا بالكثير من المعاني.
أومأت.
“نعم. أنا بخير.”
“…حسنًا. فلندخل بسرعة، الجو بارد جدًا.”
“حسنًا.”
وش.
فتحت “مارين” مظلة سوداء.
تحت تلك المظلة، مشيت نحو المبنى أمامي.
كان كنيسة صغيرة.
ضوء باهت يتسلل عبر النوافذ الكبيرة الملوّنة في الواجهة، ويتساقط على تمثال الإلهة المصلّية، ليغمر نعشًا صغيرًا على نحو خاص.
لم يكن هناك مشيّعون.
ولا حتى رجل دين.
فقط رجل واحد كان راكعًا أمام النعش.
“…”
طلبت من “مارين” الانتظار، وتقدّمت نحوه ببطء.
طَق. طَق.
صوت كعبي يرن بخفة.
حين وقفت بصمت بجانبه، رفع “آين” رأسه.
“…آنسة.”
“…آين.”
كنت على وشك سؤاله إن كان بخير، لكن لحظة رؤيتي لوجهه، لم أستطع قول أي شيء.
“لقد جئتِ. لم يكن عليكِ ذلك. كيف عرفتِ؟ ألم يكن الجو باردًا؟ ماذا لو أصابكِ الزكام؟”
ابتسم “آين”.
بوجه يبدو وكأنه سيموت في أي لحظة، وبملامح ستنهار إذا لمستها، يحاول أن يبتسم.
“…أردت أن أودع تشيريش أيضًا.”
في اليوم الذي ماتت فيه “تشيريش”، أخذني “آين” إلى مقر الدوق، ثم أخذ إجازة واختفى.
مرت أربعة أيام، وعلمت عن الجنازة من مساعده الذي قابلته صدفة.
وقد أخبرني أيضًا أنه أراد أن تُقام الجنازة بهدوء وبمفرده.
قال المساعد إنه من الأفضل أن أتصرف كأني لا أعرف، لكنني لم أستطع فعل ذلك.
لذلك، وبعد أن حصلت على إذن للخروج من “ليغرين”، أتيت إلى هنا مع “مارين”.
“أفهم. شكرًا لكِ. تشيريش ستسعد أيضًا. لقد أحبّتكِ يا آنسة…”
ابتسم “آين” وأدار رأسه نحو النعش.
تتبعت نظره ونظرت إلى النعش.
في الداخل، كانت “تشيريش” تمسك بزهرة زنبق بيضاء نقية.
لولا أن هذا مكان جنازة، ولولا أن هذا نعش، لظننتُ أنها في نوم عميق.
ربما لهذا السبب، بدت أكثر راحة مما كانت وهي على قيد الحياة.
كنت أعرف… أنها تحررت أخيرًا من المصير الذي قيدها.
فكرتُ…
“هذه أول مرة تموت فيها دون أن تُقتل.”
من “أريستا” حتى أصبحت “تشيريش”… حياتها كانت تُسلب دائمًا بيد الآخرين لتبدأ من جديد.
كيف كانت حياتها، وهي تركض دائمًا نحو الموت؟
شعرت وكأني أفهم ذلك الشعور قليلًا، فاشتدّ ألمي أكثر.
تذكرت الكلمات الأخيرة التي تركتها “تشيريش”.
كلماتها: «أرجوكِ اعتني بي.»
أظن أن لها معنيين.
الأول هو…
“…آين.”
“…هم؟”
التفت إليّ متأخرًا لحظة.
ونظرتُ إلى وجهه الشاحب الذي تغيّر في أيام قليلة، وقلت:
“سأحميك.”
“هاه؟”
اتسعت عيناه بدهشة.
ابتسمت بمرارة وأنا أنظر إلى ملامحه تلك.
ارتجفت عيناه قليلًا.
“لقد طلبت مني تشيريش ذلك. طلبت مني أن أحميك، مهما حدث.”
“…”
“لذلك، سأحميك بالتأكيد. مهما حصل.”
حتى وإن تعرضت حياتي للخطر.
“…آنسة… أنا… أنا…”
لم يستطع إكمال كلامه.
انحنى رأسه، وارتجفت كتفاه قليلًا.
لم أكن أريد منه جوابًا أصلاً. كانت كلماتي قبل قليل عهدًا مني، ورسالة أبلغها أيضًا لـ”تشيريش”.
أما المعنى الآخر فهو…
“ليليث.”
تذكرت ما قالته “أريستا” وهي تنظر في المرآة.
ابحثي عن التجسيد الحقيقي لـ”لوكريزيا رودبيل”، وأكملي روحها،
وأَخْتِمِي “ليليث”،
وأنقِذيه.
كل شيء كان مرتبطًا بخيط واحد.
“ليليث”… المرأة الجميلة والرقيقة التي رأيتها في ذكريات “لوكريزيا رودبيل”.
وفي نفس الوقت، الشخص الذي حذّرت منه “لوكريزيا رودبيل” أيضًا.
“إنها تمنع اكتمال روح لوكريزيا رودبيل.”
هويتها لا تزال غامضة، لكن هناك أمرًا واحدًا بدا لي مؤكدًا:
“يجب أن أُبعدها.”
“بيثيل ديناف أربيديل”، تجسيد الإله الشرير.
“تشيريش”، التجسيد غير المكتمل لـ”لوكريزيا رودبيل”.
إذًا، لا بد أن لـ”ليليث” أيضًا تجسيدًا.
تلك المرأة التي قتلت عددًا لا يُحصى من “تشيريش” على مر التاريخ… إن كانت هي تجسيد “ليليث”، فهذا يعني أن “ليليث” في هذه الحياة هي…
“…”
لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد.
نظرت إلى يديّ.
تلك القوة التي تركتها “تشيريش” قبل موتها.
ذلك الإحساس بأني اكتملت أخيرًا. الامتلاء. الحيوية.
كوني تلقيت ذلك الشعور… يعني…
“كنت أشعر أن هناك شيئًا غريبًا، لكن…”
حتى وإن ورثت دم رئيسة العائلة الأولى بقوة، فهذا لا يفسر رؤيتي لذكرياتها أو الأوهام عند تفاعل الأثر.
لكن لم يخطر ببالي أبدًا أنني تجسيد رئيسة العائلة الأولى… لم أتوقع ذلك أبدًا.
كنتُ أكثر شخص لا يشبه عائلة “رودبيل” داخل “رودبيل”.
وأكثر ما أقلقني…
ذلك الذي قالت “أريستا” إن عليّ إنقاذه كان…
لكنني لم أستطع إكمال أفكاري.
دِنغ– دِنغ– دِنغ–
رنّ جرس يعلن نهاية الجنازة.
ستُدفن “تشيريش” في مقبرة عائلة “ريكسوس”، وهذا حقّ، فهي ابنة “ريكسوس”.
لكن المقبرة بعيدة جدًا بالنسبة لي.
وصلت العربة التي تحمل النعش. وقام السائق والعامل الذي جاء معه بنقل النعش.
الآن، لم يتبق سوى أن يركب “آين” العربة وينتهي الأمر.
اقترب مني “آين” بوجه يملؤه الاعتذار.
“آسف لأنني لن أعيدكِ بنفسي.”
“لا، لا بأس.”
هززت رأسي بسرعة.
“مارين هنا أيضًا. سأعود بأمان.”
ولتخفيف قلقه أكثر، قلت بثقة:
“لقد صرت قريبة من 11 سنة، كما تعلم.”
كنت أقصد أنني كبرت نوعًا ما.
“هاها، صحيح. آنستنا أوشكت أن تبلغ 11 سنة. لقد كبرتِ حقًا.”
لم يبدو أن كلامي أفاد كثيرًا.
ومع ذلك، ابتسمت قليلًا وأنا أنظر إلى ابتسامته.
أعرف أن تلك الابتسامة مجرّد تمويه ليطمئنني.
إن كنتُ أمامه، فسوف يستمر بإخفاء مشاعره وإجبار نفسه على الابتسام هكذا.
“…سأذهب أولاً.”
لم يكن أمامي سوى أن أستدير أولًا.
“حسنًا، آنسة. عودي بحذر.”
لوّح بيده.
تقدمت بي “مارين” ببطء إلى داخل العربة، لكن فجأة أدرت رأسي.
التقت عيناي بوجه “آين” الخالي من الابتسام.
وفي اللحظة التي اتسعت عيناه قليلًا،
سألتُ بلا تفكير:
“هل سنلتقي مجددًا؟”
لسبب ما، شعرت وكأنني لن أرى “آين” مرة أخرى أبدًا.
قبض القلق على قلبي، وكأنه سيلحق بـ”تشيريش” ويختفي إلى الأبد.
ابتسم “آين” بصمت بدلًا من الإجابة، ثم استدار.
غادرت عربته أولاً.
وفي النهاية، لم أسمع أي إجابة، واكتفيت بمراقبته وهو يبتعد.
“آنسة… لنعد الآن أيضًا.”
“…حسنًا.”
ظللت أحدّق في ظهره الراحل، ثم ركبت العربة مع “مارين”.
بدأت العربة تشق طريقها نحو “رودبيل”، تخترق المطر الذي ازداد غزارة في تلك الأثناء.
وفكرتُ:
“هل سيعود آين حقًا؟”
ربما… كان لدي شعور أنه قد لا يعود.
لأنه لم يعد هناك سبب لـ”آين” للبقاء في عائلة الدوق.
لأن المستقبل الذي رسمناه معًا قد تحطم إلى أشلاء.
“من الأفضل هكذا.”
وأغمضت عينيّ بقوة.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 155"