⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
……هاه؟
ما هذا؟
نظرتُ إلى “تشيريش” بحيرة.
كانت قبضتها قوية لدرجة يصعب تصديق أن هذه القوة تصدر من جسدها الضعيف.
قالت بصوت منخفض:
“أخيرًا أمسكتك. وجدتك. أنت.”
“……تشيريش؟”
ماذا تقول؟
الموقف كان غريبًا.
حدسي كان يصرخ: هناك… شيء خاطئ.
في تلك اللحظة، أضاء محيط “تشيريش” باللون الأحمر.
هذه… سحر؟
لا، كان يشبه السحر لكنه يختلف قليلًا.
الطاقة الحمراء انتشرت في أرجاء الغرفة.
رفرفة
فراشة طارت.
بدأت الفراشة الحمراء تدور فوق رؤوسنا ثم أخذت تحلق حول الغرفة. بعد ذلك، غشّى غشاءٌ أحمر شبه شفاف كامل الغرفة.
كانت الفراشة مألوفة لي.
اللون كان مختلفًا، لكني عرفتها.
إنها تشبه الفراشة التي أرشدتني في المكتبة.
لكن كيف امتلكت “تشيريش” تلك الفراشة؟
بينما كنت مذهولة من الموقف المفاجئ، تمالكت نفسي ونفضت يد “تشيريش”.
ولحسن الحظ، يدها انزلقت عني.
لا……
هي من أفلتتني.
خشخشة
صوت قماش يتحرك.
رفعتُ بصري، فرأيت “تشيريش” تسحب الغطاء وتنهض من السرير.
كانت تمشي نحوي بقدميها العاريتين والبيضاوين.
لا، هذا غير ممكن. لأن…
“تشيريش” لا تستطيع المشي.
لهذا السبب بقيت على السرير حتى ماتت بعد “آين”.
لكن… كيف؟
خطوة… خطوة…
كانت تقترب ببطء وروية.
تراجعت بسرعة وأمسكت بمقبض الباب وحاولت فتحه.
لكن…
طَق… طَق
المقبض كان يتحرك بوضوح، لكن الباب لم يفتح.
قالت وهي تقترب حتى أصبحت في متناول يدي:
“لن يُفتح.”
حدّقتُ إليها بوجه متصلب وسألتها:
“من أنت؟”
لا…
“ماذا تريدين مني؟”
لقد كانت تعرفني مسبقًا.
قالت بوضوح: “أخيرًا أمسكتك.”
يعني أنها كانت تنتظر هذا اليوم.
هل كان “آين” يتوقع هذا الموقف؟
على الأرجح لا. فلو كان يعلم، لأعطاني تلميحًا ما.
لكن… لماذا لستُ مصدومة جدًا؟
كنت مرتبكة، لكنني أكثر هدوءًا مما توقعت.
أدركت السبب بسرعة:
كان لدي شعور مريب تجاه “تشيريش” منذ البداية…
منذ أن سمعت قصة “آين”، شعرت بشيء غير مريح في قلبي.
مثلاً، كيف يمكن لشخص كان تجسيدًا لحكيم عظيم، ويعرف أسرار “رودبيل” وموقع كتاب الطب لـ<إيسلا>، ألا يعرف أن “آين” سيموت؟
وفوق ذلك، في حياتها السابقة ماتت مع “آين”. ألم تكن تعرف ذلك أيضًا؟
لكن المستقبل الذي تحدّث عنه “آين” لنا كان ساطعًا لدرجة أنني تجاهلت شكوكي.
لهذا كان تغير “تشيريش” المفاجئ مربكًا، لكنه لم يكن صادمًا.
لكن ما فاجأني هو أن هدفها كان أنا.
ما غاية “تشيريش”؟
انتظرت إجابتها بهدوء.
حدقت بي للحظة، ثم ابتسمت فجأة وقالت:
“ومن يدري…”
ثم سكتت، وتراجعت وجلست على السرير.
وأخذت تحدّق بي مطولًا قبل أن تتمتم:
“إذن هذا شكلك الحقيقي.”
ابتلعت ريقي بصعوبة وقلت:
“هل أنتِ من… أرسل “آين” إلى رودبيل عمدًا؟”
أجابت بلا تردد:
“صحيح.”
“<كتاب طب إيسلا> كان…”
“طُعمًا. وإلا لما ذهب “آين” إلى رودبيل.”
“……لماذا؟”
كم عانى “آين” ليحصل عليه… وكيف كانت نهايته؟
“أنت تعرفين السبب.”
“……بسببي؟”
“يسرني أنك لست غبية. كنت سأصاب بخيبة أمل لو كنتِ كذلك.”
لهجتها أصبحت باردة ورتيبة.
هل هذه هي “تشيريش” الحادة التي تحدّث عنها “آين”؟
إذًا…
“وفقدان الذاكرة؟”
“كذبة.”
“لماذا؟”
“لأنه الأسهل.”
كل سؤال وجواب كان يجعلني أشعر أنني تائهة في متاهة، لكن في الوقت نفسه أقترب من شيء ما.
“إذًا مرضك كان…”
“حقيقي.”
آه… هذا مريح.
إذًا ليس كل شيء كان كذبًا. على الأقل جهود “آين” لإنقاذها لم تذهب سدى.
لكن… أين بدأت أكاذيبها؟
هل كانت تنوي مقابلة “آين” منذ البداية؟
عندها ابتسمت بهدوء وأجابت:
“كنت محظوظة. كنت أفكر كيف أقترب منك، ثم ظهر ذلك الرجل.”
ذلك الرجل… كانت تعني “آين”.
“كان “آين ريكسوس” مؤهلاً تمامًا ليصبح فارسًا في رودبيل، والأهم أن شخصيته لم تكن لتسمح له بتجاهلك. توقعت أنكما ستقتربان حتمًا. وهكذا، جلبك إليّ.”
أغمضت عيني بإحكام.
كل شيء كان مخططًا له من “تشيريش”.
قبل أن أفهم هويتها، غمرتني مشاعر طاغية.
“آين”… كان مخلصًا.
لم ينبس أحدنا بكلمة.
قلبي كان يسخن ويبرد بالتناوب.
شعور لا أجد له اسمًا كان يغلي بداخلي.
شعرت بالأسى الشديد على “آين”. في النهاية، استُخدم كأداة.
لكن… لأي غرض؟
قالت “تشيريش” وهي تخفض بصرها:
“لم يكن لدي خيار. لم أستطع مقابلتك دون الوصول إلى هذا الحد.”
كان في صوتها أثر إحباط متكرر.
ماذا؟
ما الذي أحبطها لهذه الدرجة؟ ولماذا كانت تريد مقابلتي بشدة؟
وكأنها قرأت أفكاري، سألت:
“أتريدين أن تعرفي؟”
كانت الفراشات تحلق حولها.
ربما لهذا لم أشعر بغرابة كبيرة اليوم رغم أنني أراها لأول مرة بهذا الشكل.
قلت بهدوء:
“أريد أن أعرف.”
“سأخبرك. لكن… بمجرد أن تعرفي، لن تعودي كما كنتِ. ألا تندمين؟”
كانت كلماتها وكأنها اختبار.
ما الجواب الصحيح؟
لا يهم. أنا من يحدد الجواب.
قلت بحزم:
“لن أندم.”
علي أن أعرف… ما الغرض الحقيقي لـ”تشيريش”؟ لماذا كان “آين” يجب أن يُضحّى به؟ ولماذا تقول إن معرفتي للحقيقة ستغيّر كل شيء؟
“……حسنًا. هذا ما أردته.”
نهضت “تشيريش” ومدّت يدها نحوي.
هذه المرة، لم تمسك بي بالقوة.
انتظرت أن أقترب وأمسك يدها.
يد بيضاء نحيفة.
تقدمت نحوها وأمسكت بها.
وصلت إليّ برودة واضحة.
وفي تلك اللحظة…
فلاش──
“……!!”
اندفعت الفراشة التي كانت تحوم فوق “تشيريش” نحوي.
ارتطمت برأسي، أو بالأحرى… نفذت داخلي.
في اللحظة التي فكرت فيها ما الذي…، تغيّر المشهد من حولي.
هذا المكان هو…
“واااااااه!”
“اقتلوا الساحرة!”
“تلك الساحرة!!”
كان ميدانًا.
أو بالأحرى، مكانًا نُصبت فيه مقصلة.
نظرت حولي.
حشود تهتف أمام منصة الإعدام. حاولت لمس الرجل الواقف بجانبي، لكن يدي مرّت من خلاله.
ثم سمعت صوتًا قرب أذني:
“لا فائدة. هذه ذكرى. لا يمكننا التأثير فيها.”
ارتجفت ونظرت نحو الصوت.
كانت “تشيريش”.
تمسك بيدي وتنظر إلى ساحة الإعدام بوجه جامد.
ذكرى؟
ذكرى مَن؟
الأمر واضح.
“اقتلوا الساحرة فورًا!!”
“الساحرة قادمة!”
“بووووو!”
وسط صيحات السخط، ظهرت بطلة الإعدام.
دفعت الحشد وأنا ممسكة بيد “تشيريش” لأرى بوضوح.
امرأة مقيدة اليدين والقدمين، بشرة شاحبة، شعر بني محمر، جسد ضعيف…
في تلك اللحظة، انطلقت حجارة نحوها وأصابتها في رأسها.
نزف الدم من جبينها.
تعالت هتافات الجمهور.
ركعت المرأة بقسوة.
وُضِع عنقها في إطار المقصلة، وارتفع النصل عاليًا.
كانت منهكة من التعذيب، بلا قدرة على المقاومة.
وفجأة…
“واااااااه!”
تغيرت صيحات الجمهور.
شخص ما خرج من الداخل.
“……! إنهم……”
عرفتهم فورًا.
شَعر أبيض لامع، وعيون بنفسجية جميلة.
في هذه الإمبراطورية، هناك عائلة واحدة فقط تحمل هذه السمات.
“رودبيل! رودبيل!”
“عاقبوا الساحرة!”
إنه دوقية رودبيل.
لكن لم يكن هذا وجه رودبيل الذي أعرفه.
صرخ أحدهم:
“دوق سيتروس رودبيل! رجاءً عاقب هذه الساحرة التي تجرأت على إيذاء القديسة!”
“وااااااه!”
تجمدتُ عند سماع الاسم.
لأن…
سيتروس رودبيل هو اسم الرأس الثاني للعائلة!
ذلك الذي أصبح زعيم العائلة بعد موت الزعيمة الأول، بترشيح من مجلس الشيوخ.
لكن لماذا اسم “سيتروس رودبيل” موجود هنا…
والأدهى من ذلك أن هذا لم يكن كل شيء…
……ميراكل؟
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 152"