أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“مارين.”
اقتربتُ منها فورًا.
وعانقتُها بشكل تلقائي وهي تعانقني.
“صغيرة…”
جسدي الذي كنت أعانقه بدا صغيرًا جدًا، وكان الإحساس غريبًا. كان من الصعب أن أضغط عليه بقوة.
بدأت مارين تبكي وهي في حضني.
“لم تعودي، فقلقتُ أن شيئًا ما قد حدث لك. هل حدث شيء ما؟”
لقد… حدث بالفعل.
قابلتُ شخصًا من نقابة الظل يعرف “مارين”.
شللتهُ وهربت.
وبسبب ذلك، تأخر الوقت أكثر وعدت مسرعة.
حينها
“تك.”
مع صوت انكسار، تحطمت الخاتم الذي في إصبعي.
وفي اللحظة نفسها، تدفق السحر من داخله وأحاط بي وبـ”مارين”.
وحين عدت إلى وعيي، وجدت نفسي بين ذراعي “مارين”.
“لقد عدت إلى هيئتي الأصلية…”
ذلك الجسد الصغير بدا غريبًا علي فجأة، فقبضتُ وبسطت كفي، ثم نظرتُ إلى مارين وقلت:
“آه صحيح، القائد ريكسوس جاء قبل قليل. لم أتمكن من معرفة ما يريد لأني كنت أتظاهر بالنوم.”
“القائد…”
شعرت أنني أعرف سبب مجيئه.
لا بد أن الأمر يتعلق بالخروج من القصر.
“هل نجح أم فشل؟”
كان احتمال الفشل أكبر، لكنني لم أستطع إلا أن أتوقع.
“آه، وبالمناسبة يا مارين…”
أخبرتها بقصة لقائي برجل من نقابة الظل في الخارج.
فعكست ملامحها شيئًا من القلق، وتمتمت:
“لابد أنه كين.”
“كين؟”
“إنه شخصية رفيعة حتى داخل النقابة. عادةً ما يتولى المهام الخطيرة أو السرية، ولديه إذن بلقاء سيد النقابة نفسه.”
“آه…”
“وفي الوقت نفسه، يقوم بتدريب التلاميذ. إذا شبّهناه في رودبيل، فهو مثل كبير الخدم ليغرين بيدلر.”
اتسعت عيناي من الشرح.
“إذن كان خطرًا لهذه الدرجة؟”
كان غريبًا بالفعل، لكنني لم أتخيل أبدًا أنه شخصية بهذه المنزلة.
… هل سيكون الأمر بخير؟
خفضتُ رأسي بأسى وقلت:
“آسفة يا مارين. لقد كشفت عن وجودك بسببي.”
كنت أظن أن الأمر لن يضر لأنها ليست معروفة كخادمة لعائلة رودبيل، وحتى لو علم فلن يستطيع التعدي على هذا المكان.
لكن بعد كلام مارين، بدأ القلق يتسرب إليّ. فإذا كان بهذه القوة، فقد يفعل أي شيء لإيذائها.
لكن مارين ضحكت بصوت عالٍ وعانقتني بقوة.
“مـ، مارين؟!”
“آنستنا اللطيفة، لا داعي للقلق. ذلك الرجل مشغول جدًا، وليس لديه حس الواجب ليبحث عن أشياء تخلّى عنها.”
“…يسرّني إن كان الأمر كذلك.”
“أهم من ذلك، أنتِ مذهلة لأنك أوقعتِ ذلك الرجل وعدتِ سالمة! كما توقعت من آنستنا. لكن الخارج خطير حقًا، المرة القادمة عليكِ الخروج معي.”
“حسنًا، لنفعل ذلك.”
أومأتُ بطاعة.
بلا شك، وسط العاصمة المزدحمة التي زرتها لأول مرة كان مكانًا فاخرًا ورائعًا.
وكان هناك شعور بالإثارة كما لو أنني أسافر في عالم مجهول.
لكن…
“شعرتُ بالوحدة قليلًا.”
لم أستطع أن أخبر مارين، لكنني أحسست بغربة غريبة وأنا أتجول وحدي.
سيكون الأمر أفضل لو كان معي من يرى ويشعر بما أراه وأشعر به.
فكرتُ في مارين، وفكرتُ في آين، وتذكرت ليغرين قليلًا.
“لنخرج معًا في المرة القادمة.”
همست بذلك وأنا في حضن مارين، فابتسمت بهدوء وربتت على رأسي.
البقاء هكذا…
“أشعر بالنعاس…”
ربما لأنني كنت أركض طوال اليوم ومررت بالكثير من الأحداث.
كانت ذراعاي وساقاي مثقلتين كالأثقال.
“عليّ أن أغتسل وأنام…”
في تلك اللحظة
“طَرق… طَرق…”
شخص ما يطرق الباب.
من يكون؟
“هل عاد آين مجددًا؟”
لكن في اللحظة التي فكرتُ فيها بذلك
“لوسيا رودبيل، هل أنتِ بالداخل؟”
تجمدتُ فور سماع الصوت.
لم يكن “آين”.
الزائر كان…
بعد أن أنهى الدوق عمله بعد الظهر، لم يعد إلى غرفته، بل غيَّر طريقه.
كان السبب هو الشعور الغريب الذي راوده تجاه وصيفة لوسيا التي رآها وقت الغداء، إضافةً إلى قلقه عليها لسببٍ ما.
وقف أمام الباب ساكنًا للحظة.
فقال الفارس، الذي بدا عليه الارتباك من تصرّف الدوق:
“سيدي، سأُبلغ الآنسة بقدومك.”
لكن قبل أن يتحرك الفارس،
طرق الدوق الباب. ثم قال بهدوء:
“لوسيا رودبل.”
ظل اسمها غريبًا على لسانه، فتوقف قليلًا.
“هل أنتِ هنا؟”
لم يأتِ أي رد. كان الداخل ساكنًا… سكونًا غريبًا وكأن الأنفاس محبوسة.
وحين أوشك يد الدوق أن تصل إلى مقبض الباب
طَق
انفتح الباب قليلًا، وبدأ نظره ينخفض تدريجيًا.
“دوق…؟”
كانت لوسيا تحدّق فيه بعينين متفاجئتين.
تأمَّل وجهها جيدًا. إنها لوسيا، نعم.
“ما الأمر… آه، تفضل بالدخول أولًا.”
فتحت لوسيا الباب على عجل وتراجعت جانبًا.
دخل الدوق ببطء، بعد أن نظر إليها قليلًا.
في الداخل، كانت الوصيفة ترتب الطاولة وتحضر الضيافة.
وعندما جلس الاثنان متقابلين، وضعت الوصيفة يديها بأدب وتراجعت.
نظر الدوق إليها بهدوء، يقارن بين ما رآه الآن وما رآه وقت الغداء.
الشخص نفسه بلا شك، لكن هناك شيء مختلف…
ومع ذلك، لم يُطل النظر إليها.
التفت إلى لوسيا أمامه وقال فجأة:
“مظهركِ مبعثر.”
“هاه؟”
اتسعت عيناها بدهشة، ثم سارعت لترتيب شعرها بيديها.
“آسفة، لقد نهضتُ على عجل…”
“نهضتِ على عجل؟”
“نعم.”
تجنبت نظره قليلًا وأردفت:
“إنه الدوق… أردت أن أفتح الباب لك بنفسي.”
صمت للحظة، يتأملها قبل أن يرفع كوب الشاي.
لم يكن الشاي الذي أعدته الوصيفة سيئًا، ودفؤه لطّف برودة داخله.
قال:
“أتدرين لماذا جئتُ إليك؟”
ترددت ثم أجابت بحذر:
“هل بسبب الخروج؟”
كانت ذكية بما يكفي لتفهم سبب زيارته مباشرة.
“نعم. القائد ريكسوس يرغب في الخروج معك. لذا…”
توقف قليلًا وهو يحدّق بها، فجأة بدا هذا الموقف غريبًا عليه.
لم يتخيل يومًا أنه سيجلس وجهًا لوجه مع هذه الطفلة ويشرب معها الشاي.
“جئتُ لأسمع رأيك.”
نظرت إليه بعينيها الحمراوين لحظة، ثم قالت:
“أنا…”
لماذا يطرح هذا السؤال؟
لم أفهم مقصده، لكني أعرف موقفًا مشابهًا…
عندما أردت أن أتعلم المبارزة من إين.
في ذلك الوقت، استدعاني وجلس أمامي هكذا وسألني عن رأيي، وأجبت بحزم، فكان نصيبي اختبارًا.
هل سيحدث الأمر ذاته هذه المرة؟
إن كان كذلك، فالجواب هو…
“نعم.”
لم يكن هناك داعٍ للتردد.
“أريد أن أخرج مع القائد.”
والآن… ماذا سيفعل؟
أنزل الدوق بصره إلى كوب الشاي، ثم ارتشف قليلًا ووضعه وقال:
“حسنًا.”
“……؟”
“لقد وافقتُ على طلب الخروج، فكوني على علم واستعدي.”
“هاه؟”
هل سمعتُ جيدًا؟ وافق على الخروج؟ بهذه السهولة؟
هذا ليس من طبعه إطلاقًا…
وقفتُ مذهولة لا أعرف كيف أتصرف، لكنه نهض كما لو أن هذا كل ما جاء من أجله.
أسرعت أتبعه وقلت:
“شكرًا… شكرًا لك.”
حقًا لا أعلم ما الذي يدور في رأسه، ولا أجد سببًا وجيهًا لهذه الموافقة، لكنني لم أستطع إلا أن أشكره على استجابته.
نظر إلي بتمعّن، ثم قال فجأة:
“تعالي إلي حين تعودين.”
“هاه؟”
“هناك شيء أريد أن أعطيك إياه.”
م.م: ايه الحنية دي يا دوق الجليد 🫣🙃
“……؟”
قال ذلك وغادر.
…ماذا؟
“ما الذي يريد إعطائي إياه؟”
أملت رأسي بتعجب، لكن سرعان ما تذكرت ما هو أهم…
الآن
“مارين، ساعديني!”
علينا التحضير للخروج غدًا!
م.م: ياااي أخيرا رح نشوف تشيريش و نخرج مع آين
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 148"