أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
«لا أعرف إن كان سينجح.»
«هَه…»
أعدت الكيس إلى حقيبتي واقتربت من الباب.
طرقت على الباب الخشبي.
لكن لم يصلني أي رد.
فتحت الباب بحذر.
صرير… انفتح الباب.
«المعذرة.»
ربما لأن المكان يتعامل مع الأحجار السحرية، كان المدخل غير مألوف.
خطوت إلى الداخل بحذر.
وكما كان شكله الخارجي يوحي بالمنزل، كان الداخل أيضًا صغيرًا ودافئًا، أشبه بغرفة معيشة من كونه «ورشة عمل».
كانت أشعة الغروب الطويلة التي تدخل من النافذة على أحد الجدران تضيء الداخل بدفء.
كان هناك طاولة طويلة ملتصقة بالنافذة، وأدوات متناثرة عليها بشكل غير مرتب.
«… هل جئت إلى المكان الصحيح؟»
بماذا يجب أن أبدأ الحديث؟
كان المكان مختلفًا تمامًا عما تخيلته، حتى تساءلت إن كنت قد جئت إلى العنوان الخطأ.
كنت قد تخيلت حرفيًا مفعمًا بالحماس وهو يعمل بكل قوته على صقل الأحجار السحرية.
كنت على وشك الخروج لأتأكد من اللافتة مرة أخرى، حينها…
«لسنا في أوقات العمل الآن، من أنت؟»
جاء صوت ساخر من فتحة الباب الداخلي.
خرج شخص إلى غرفة المعيشة.
لكن…
«هاه؟»
«آه… مرحبًا.»
أخفضت رأسي.
عينيّ كانتا متوجهتين إلى الأمام.
نعم، الرجل الذي خرج كان في الخمسين من عمره، لكن طوله لم يزد عن طولي إلا قليلًا.
«واو.»
حاولت التحكم في ملامحي حتى لا أبدو وقحة، لكنني اندهشت كثيرًا في داخلي.
«على ما يبدو… قزم.»
كنت قد درست عن الأعراق المختلفة في درس لِيغرِين.
عرق يتميز بجسد صغير نسبيًا وأيدٍ وأقدام كبيرة، هم الأقزام.
أعمارهم أطول بكثير من البشر، وقبل كل شيء مهارتهم عالية جدًا وقد تركوا وراءهم العديد من الكنوز عبر التاريخ.
بل إن سيف دوقية لودبيل الثمين «نوكس» كان من صنع قزم.
كنت قد مررت على هذه المعلومة مرور الكرام وقت الدراسة، لكن رؤيتها مجسدة أمامي أمر مدهش.
لكن لم أكن الوحيدة المندهشة.
«لا أعلم ما أنت، لكن أداة سحرية لتغيير الشكل؟ مثير أن أرى أثرًا قديمًا كهذا، لكن هذا وقح!»
«كما توقعت.»
لقد أدرك حقيقتي فورًا.
«لم أظن أن بإمكاني خداعه.»
انحنيت قليلًا أمامه.
«أنا آسفة، هناك ظروف خاصة.»
نزعت الخاتم أمامه.
شووو
بدأ جسدي يعود تدريجيًا إلى حجمه الأصلي.
شخر ساخرًا حين رأى شكلي الحقيقي.
«آسف، لكن هذا ليس مكتب مفقودات. اذهبي إلى الحرس.»
هززت رأسي أمام كلماته القاسية.
«لست ضائعة.»
«إذًا ماذا؟ في مهمة؟ يا صغيرة، هذا ليس محل بقالة.»
كان يعاملني تمامًا كطفلة، بل أقل من ذلك، وهو يلوح بيده في وجهي كما لو يطرد ذبابة، ثم همَّ بالعودة إلى الداخل، فقلت بسرعة:
«أريد أن أقدم طلبًا.»
«طلب؟»
رفع حاجبيه واستدار نحوي، وقد ازدادت ملامحه غرورًا.
«لا أعرف ماذا سمعتِ، أيتها الصغيرة.»
دُق… دُق…
اقترب نحوي. لا أعلم هل كان ذلك بسبب كبر قدميه، أم لأنه قصير لكن ممتلئ الجسم، لكن الأرض كانت تهتز مع كل خطوة.
قبل أن أدرك، كان يقف أمامي مباشرة.
كانت ملامحه ونظراته قريبة جدًا، حتى بدت أكثر تهديدًا.
«أتدرين من أنا؟ لا بد أنك وجدتِ حجرًا سحريًا رخيصًا وسمعتِ شائعات فجئتِ هنا!»
بوم!
أمسك بمطرقة كبيرة كانت متكئة على الحائط وضرب بها الأرض.
تشققت الأرضية حيث هوت المطرقة.
نظرت إلى الشق، ثم رفعت بصري إليه ببطء.
«أنا لا أتعامل مع أي شيء عشوائي! اذهبي لغيري!»
كان يملك كبرياء شديدًا.
بالطبع… كنت أعرف ذلك مسبقًا.
«صاحب <الورشة 1> حرفي بارع جدًا، لكنه متعجرف ومنعزل، ولا يقبل الطلبات بسهولة.»
كان تمامًا كما وصفه لِغْرِين.
قزم متعجرف ومنعزل.
رفعت طرف شفتي بابتسامة صغيرة.
«تمام التطابق.»
«إن أزعجتِني أكثر سأهشمك بهذه المطرقة، فاختفي، أيتها»
«ليس حجرًا سحريًا عاديًا.»
«ماذا؟»
«على الأرجح ستجده مثيرًا للاهتمام.»
«هاه؟»
نظر إليّ بملامح مستغربة، وكأن عينيه تقولان: «هل هذه البشرية الصغيرة مجنونة؟»
لا بأس…
كيف يراني، سيتغير قريبًا.
ضيّق عينيه على ملامحي الواثقة.
رمقني وكأنه يقيّمني، ثم تمتم:
«لا أدري ما الذي يجعلك واثقة هكذا. ماذا لو لم أجد الأمر مثيرًا؟»
«حينها افعل ما تشاء، أيها المعلم الحرفي.»
«ههه!»
«لكن إن كنت محقة، فلتقبل طلبي.»
أطلق شخيرًا ساخرًا، ثم حدق بي قليلًا وأومأ برأسه.
«حسنًا، أنتِ مغرورة لكنك مثيرة للاهتمام. إن لم أجد الأمر مهمًا، فسأطحنك مسحوقًا وأنت حية!»
أبرز مخالبه مثل الوحش، واتخذ وضعًا مهددًا.
أومأت بخفة، وتراجعت خطوة للوراء، ثم أمسكت جانبي فستاني ورفعت طرفه قليلًا، وانحنيت تحية كما علمني لِغْرِين.
«تأخرت، لكن اسمحي لي أن أقدم نفسي. أنا لوسيا لوردبيل.»
«لوردبيل؟»
اتسعت عيناه أمام هويتي غير المتوقعة.
حدق بي مطولًا ثم شخر.
«يا لها من حيلة! الجميع في الإمبراطورية يعرف أن آل لوردبيل يتميزون بشعر أبيض وعيون بنفسجية!»
«لكن وُجد من لم يكن كذلك. وأنت تعلم هذا أيضًا، أيها الحرفي.»
«تلك اللوردبيل… لحظة، أيمكن أن تكون»
اتسعت عيناه تدريجيًا بصدمة.
عندها تأكدت.
«كما توقعت.»
هو يعرف لوكريسيا لوردبيل، المؤسسة الأولى للعائلة.
قبل مجيئي، كنت قد بحثت عن <الورشة 1>.
اكتشفت أن المنتجات هنا تحمل نقشًا مميزًا.
ووجدت ذلك النقش على معدات المؤسسة الأولى.
وبما أن الأقزام يعيشون طويلًا، وهذه الورشة يديرها شخص واحد فقط، وبشكل منغلق جدًا، ألقيت الطُعم.
مجرد ذكر اسم لوكريسيا مع وصف مظهرها كان كافيًا.
«حقيقة أن شعرها أسود لا يعرفها أحد.»
كنت قد شككت سابقًا في أن منصب الحرفي الرئيس يتم توريثه سرًا.
لكن ردة فعله هذه…
كانت مختلفة، أشبه بردة فعل من يعرفها شخصيًا.
«هذا الرجل يعرف لوكريسيا لوردبيل.»
وفوق ذلك…
«معرفتك الدقيقة بها دليل على أنني من آل لوردبيل، أليس كذلك؟»
«ههه…»
أخرج نفسًا ثقيلًا وكأنه مذهول.
لكن نظرته لي تغيرت قليلًا.
وكان هذا كافيًا.
كان عليّ أن أبدو في نظره طفلة غير عادية.
«حسنًا، أريِني الحجر السحري الذي سيهمّني.»
رغم ملامحه المملة، إلا أن عينيه كانتا تحملان لمحة فضول.
«حاضر.»
أخرجت الكيس من حقيبتي.
بردت نظراته حين رأى الكيس القماشي البالي.
«فقط هذا»
لكن لحظة أخرجت ما بداخله…
«…! هذا!»
تغيرت نظراته تمامًا.
كما توقعت، تعرّف عليه فورًا.
اشتعلت عيناه بحرارة غريبة.
«يا للعجب! لم أظن أنني سأراه مرة أخرى!»
أخذ يتفحص النواة السحرية في يدي بانبهار شديد.
واشتدت رعشة عينيه كلما اقترب منها أكثر.
«يا إلهي… لم أرَ نواة سحرية نبيلة كهذه منذ زمن طويل. هل تعلمين؟ قيمتها تفوق أضعاف النوى العادية…»
غرق في حالة انبهار، يشرح بتفصيل كيف أن النواة التي أحضرتها ذات قيمة خارقة.
وأنا أستمع، فوجئت في سري.
«لم أكن أعلم أنها بهذه الجودة.»
ازددت إعجابًا بقدرة ولي العهد، لكن لم أزد على ذلك.
أمسكت النواة وأخفيتها خلف ظهري.
توقف الرجل عن الكلام وحدق بي بعينين متسعتين.
ابتسمت له ابتسامة مشرقة وقلت:
«الآن، ستلبي طلبي، أليس كذلك؟»
«……»
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 145"