⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
ابتلعت ريقي بصعوبة، وجفافٌ يسود فمي.
من بين كل الأماكن، كان علي أن ألتقي بـ ليغرين هنا بالذات!
“خطوة واحدة أخرى فقط، لكنت قد تجاوزت الأمر بسلام.”
اجتاحني الندم، لكنني حاولت ألّا أُظهره.
كان ليغرين حساسًا، وسيلتقط أي شذوذ ولو كان بسيطًا.
قال بنبرة حادة وهو يلاحظ العباءة الطويلة ذات القلنسوة التي أرتديها:
“كنت سأستفسر. ماذا عن الآنسة الصغيرة؟ ولماذا أنتِ هنا؟ من مظهرك… يبدو أنكِ على وشك الخروج.”
كان مشهدًا مألوفًا.
“كأنه ليغرين القديم.”
ذلك ليغرين قبل أن يصبح قريبًا مني أثناء الدروس.
وإدراكًا مني لمدى تغيره، أجبته بهدوء:
“الآنسة قالت إنها تحتاج شيئًا، فكنت في طريقي لإحضاره.”
قال بحدة:
“شيء تحتاجه؟ كان بإمكانها أن تطلب مني إحضاره لها.”
كنت أظن أن بإمكاني اختلاق عذر معقول، لكن ليغرين كان مُصرًّا على الاستجواب.
“هل هذا بسبب ماضي مارين؟”
ربما لا يزال يشكّ في مارين بسبب عملها السابق تحت إمرة إستيو، حين كادت تقتلني.
وكلما استمر في الحفر، كلما أصبح الأمر أسوأ بالنسبة لي.
“السحر يدوم ست ساعات فقط، عليّ الإسراع.”
كيف يمكنني إقناعه فورًا؟
وبينما أفكر، التقت عيناي بعينيه الخضراوين.
وعبر ملامحه الباردة، لمحْتُ تعبيره اللطيف الذي كان يظهره لي.
…أظن أنني عرفت الطريقة.
قلت بخفة سرية وأنا أنظر حولي ثم أشير له ليدنو:
“في الحقيقة، طلبت مني الآنسة أن أبقي الأمر سرًا.”
“…”
كان يبدو غير راضٍ، لكنه اقترب مطيعًا.
طلبت منه أن يُخفض رأسه، ثم همست في أذنه:
“الآنسة قالت إنها تريد شراء هدية لرئيس الخدم.”
“…هدية لي؟”
“نعم. قالت إنها تشعر بالذنب لأنها سببت لك الكثير من القلق، وأرادت أن تهديك شيئًا. لذلك طلبت مني أن أذهب دون أن تعرف. وهذه سرية بيننا.”
“همم، همم! لم أكن أظن أن الآنسة ستفكر بهذا الشكل…”
غطّى ليغرين فمه وتراجع خطوة للخلف.
لكنني لمحت جانب وجهه…
“هل هو يبتسم؟”
وبشكل عريض أيضًا.
كان تعبيرًا لا يراه أحد عادة على وجه ليغرين.
م.م: 🤣🤣🤣 حبيت كيف تلعب فيه
وما إن ظننت أنني توهمت، حتى استعاد بروده وقال:
“بصفتي معلمًا وخادمًا للآنسة، لا يمكنني إفساد خطتها. سأتصرف وكأني لم أسمع شيئًا. من يحرس الآنسة حاليًا؟”
“الفرسان يحرسون الباب الأمامي، والآنسة أنهت طعامها وأخذت قيلولة. قالت إنها تريد النوم طويلًا، لذا ربما ستنام حتى العشاء.”
وكان قصدي: لا داعي لزيارتها الآن.
فأومأ ليغرين وكأنه فهم المعنى، ثم قال:
“وكيف تنوين السفر؟”
تذكرت الطريق الذي ذكرته مارين وأجبت:
“كنت أفكر في استئجار عربة قرب البوابة.”
“إذن سيستغرق الوصول وقتًا طويلًا.”
كنت أعلم أن المشي إلى هناك قد يأخذ ساعة تقريبًا.
أخذ ليغرين يفرك ذقنه بتفكير، ثم قال بعد قليل:
“سأجهز لك عربة. استخدميها وعُودي.”
“…عذرًا؟”
هكذا فجأة؟
هل من المعتاد أن يُعطى الخدم عربات لمهامهم؟
“لم أسمع عن ذلك من قبل.”
قال: “ليست لمهمة أخرى، بل لأمر يخص الآنسة، وهي ستنزعج إذا غابت عنها خادمتها المقربة وقتًا طويلًا.”
كان أكثر اهتمامًا بي مما توقعت.
الموقف كان مفاجئًا، لكنه مفيد لي.
ابتسمت وقلت: “شكرًا لك.”
قال: “سأُحضّر العربة حالًا. انتظري هنا.”
“نعم.”
استدار ليغرين مبتعدًا، لكن فجأة توقف وقال:
“بالمناسبة…”
التفت ببطء، وعيناه تحملان شيئًا من الشك:
“تبدين غريبة قليلًا اليوم.”
“…عذرًا؟ ماذا…”
هل اكتشف أمري؟
بدأ قلبي يخفق بقلق.
قال وهو يحدق بي بحدة:
“لماذا تشبهين الآنسة كثيرًا اليوم؟”
“……!”
ارتجفت للحظة، لكنني أخفيت الأمر سريعًا وأجبت:
“ربما لأنني أمضي وقتًا طويلًا معها.”
“…حسنًا، جمال الآنسة يفيض على من حولها.”
يا إلهي، ما هذا الكلام!
شعرت بالانزعاج، لكن لو كنت مارين الآن…
“…صحيح، الآنسة… جميلة.”
آغ!
لم أتخيل يومًا أنني سأقول هذا بنفسي.
لكن جهودي بدت مجدية، إذ محا ليغرين نظرته المريبة تمامًا، وغادر بارتياح.
“هاه…”
شعرت أن قلبي ينكمش بدلًا من أن ينبض فقط.
لكن…
“لقد تعاملت مع الموقف جيدًا.”
شعرت بالفخر الخفي وأنا أتنفس بعمق وأنتظر العربة عند المدخل.
طق… طق…
خطوات خلفي.
هل عاد ليغرين؟
استدرت بلا تفكير… وتوقفت أنفاسي.
“…الدوق.”
كان صاحب الخطوات هو الدوق نفسه، يمشي من بعيد، ربما في طريقه لمكان ما.
لكن فجأة، التفت ناحيتي.
تلاقَت أعيننا من بعيد.
حدقتُ فيه بذهول قبل أن أستفيق وأخفض رأسي بسرعة.
نبض قلبي مختلف هذه المرة، مزيج من القلق والشعور بالخطر.
“…لا يمكن أنه عرفني؟”
ليغرين لم يعرفني وهو أمامي مباشرة، فكيف سيتعرف الدوق علي من هذه المسافة؟
لكن لماذا… لماذا أشعر بالاضطراب؟
ثم…
“لماذا لا أسمع خطواته؟”
لو كان يمشي بعيدًا، لكان صوت خطواته يتلاشى.
لكن منذ أن تلاقت أعيننا، حل صمت كصمت المقابر.
أدركت فجأة:
“يجب ألا أرفع رأسي.”
إذا تلاقت أعيننا مرة أخرى، فسوف يُكشف أمري.
لا أعلم كم دام ذلك الصمت الذي لا يُسمع فيه حتى التنفس.
ومع تسارع نبضي وضيق أنفاسي، جاء صوت من خلفي:
“هل أنتِ الراكبة التي ذكرها رئيس الخدم؟”
رفعت رأسي فجأة نحو الصوت.
نظرت أمامي…
الدوق…
“إنه ليس هنا…”
لم يكن له أي أثر.
متى اختفى؟
بل الأهم…
“على الأرجح لم يُمسكني.”
لو كان عرفني، لما غادر هكذا ببساطة.
“هاه…”
شعرت وكأن ثقلًا سقط عن قلبي.
“من هنا.”
لكن لم يكن هناك وقت للراحة.
استدرت سريعًا وقلت: “نعم، أنا هي.”
“اتبعيني.”
قادني السائس إلى العربة.
كانت صغيرة وبسيطة، تكفي لشخصين أو ثلاثة، لكن جودتها لم تكن رديئة.
“ننطلق.”
مع إعلان السائس، بدأت عجلات العربة تدور.
ومع ابتعاد مشهد قصر الدوق، شعرت بالراحة أخيرًا.
لكن ذلك لم يدم طويلًا.
فحين ظهرت مناظر العاصمة المزدحمة، شددت كتفيّ.
الرحلة الحقيقية تبدأ الآن.
…وفي مكان آخر، كان الدوق يسير في الممر، ثم توقف فجأة.
التفت ورأى من بعيد خادمة ذات شعر بني تصعد إلى عربة.
لسبب ما، لم يستطع أن يرفع عينيه عن ظهرها.
كانت تشبه شخصًا يعرفه… رغم أنه يعلم أن ذلك مستحيل.
“…سيدي؟”
ناداه تابعه بدهشة، فعاد الدوق إلى مكتبه، لكنه كان يفكر:
“عليّ أن أتأكد.”
“لقد وصلنا.”
كانت العربة قد دخلت إلى شارع مزدحم وتوقفت أمام ساحة الانتظار.
كان المكان مخصصًا لانتظار العربات النبيلة أثناء خروج أصحابها للتسوق أو النزهة.
قال السائس: “سأنتظرك هنا، فعُدي فور إنهاء عملك.”
“شكرًا لك.”
في البداية ظننت أن لقائي بـ ليغرين كان حظًا سيئًا، لكنه في النهاية جعل التنقل أسهل.
بعد توديعه، توجهت إلى وسط الساحة.
توقفت قليلًا، وألقيت نظرة حولي، فلم أتمالك نفسي عن الإعجاب.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 142"