⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“لقد كنتِ تركضين بلا توقف حتى امتحان التأهيل، ثم تورطتِ مؤخراً في حادثة كبيرة…”
كان يقصد ما حدث في المكتبة.
صمت “آين” قليلاً ثم قبض يده بإحكام.
حتى الآن، مجرد تذكّر ذلك الوقت كان كافياً ليجعل الدم يتجمد في عروقه.
شدّد تركيزه على قدميه وعينيه، يقاوم الإحساس المتجدد بالعجز.
أن يفقد شخصاً عزيزاً أمام عينيه، وهو عاجز، كان أمراً يكفي حدوثه مرة واحدة فقط.
لن يسمح أبداً بفقدان أي شخص مرة أخرى.
أياً كان…
“أطلب السماح لها بالخروج قليلاً لاستنشاق الهواء النقي والاسترخاء.”
قالها “آين” بنبرة هادئة متعمّدة، مكابحاً الغضب الذي كان يتصاعد كلما رأى الدوق.
بالطبع…
أنا أعلم أنه سيرفض.
أصبح “آين” الآن يعرف الرجل المسمّى “دوق إيغو رودبل” أكثر من أي شخص آخر.
كان رجلاً ملتوي الأعماق إلى درجة الانكسار.
ابنتي؟
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يتذكر ما قاله الدوق في المكتبة.
سقط ظلّ رموشه على عينيه بلون الغروب.
عينيه، اللتين كانتا دائماً متألقتين كاللهب الذي لا ينطفئ، اكتسبتا بريقاً قاتماً أمام الدوق.
عندما كان الأمر غير مريح، أدرت وجهك عنها ووصفتها بالنجسة.
الكل يحترم “لوسيا” الآن، لكن “آين” يتذكر بوضوح كيف كانت تُعامَل…
ومن كان يوافق ضمنياً على ذلك.
مشهد ادعائه الآن أنه والدها كان مثيراً للاشمئزاز.
يبدو أنه يعتبر الآنسة مجرّد غرض.
عندما لم يحتج إليها، رماها بلا اكتراث، والآن بعد أن بدأ الآخرون يلقون أنظارهم عليها، يزعم ملكيتها وكأنها شيء يخصه.
الآنسة ليست غرضاً.
وربما هذه الأنانية لدى الدوق لن تتغير أبداً.
حتى لو تظاهر الآن بالاعتراف بها كابنته، قد يتقلب قلبه في أي لحظة ويعيد إقصاءها.
لن أسمح بذلك.
صحيح أنه حاول الابتعاد عن “لوسيا” أيضاً، لكن ذلك كان لأنه لم يردها أن تضحّي بنفسها من أجله مجدداً.
لكن “لوسيا” أصرت على فتح الباب الذي أغلقه بإحكام.
بالنسبة له، “لوسيا” كانت أكثر من مجرد تلميذة.
كان يريدها أن تعطي وتتلقى المودة وتشارك المشاعر، حتى الآن.
وذلك شيء لم يستطع هو فعله.
رابطة لا يمكن أن تنشأ إلا بين أطفال في نفس العمر.
أراد لـ”تشيريش” و”لوسيا” أن تصبحا هذا النوع من الحضور لبعضهما البعض.
إن كانتا معاً، يمكن أن تكونا صديقتين جيدتين.
ارتسمت ابتسامة على وجهه وهو يفكر في ابنته.
تلك الطفلة و”لوسيا” كان بينهما العديد من التشابهات الغريبة.
غريب حقاً.
لم يعرف سبب شعوره بذلك.
على عكس “لوسيا” التي تحمل ملامح خجولة ولا تقول إلا الكلمات الطيبة، كانت تلك الطفلة ذات انطباع بارد وتميل إلى الكلام الصريح.
عيناها، نبرتها، وتعابيرها كانت مختلفة، لكن “آين” كان يشعر رغم ذلك بأنهما ستنسجمان جيداً.
إن اقتربتا أكثر…
كان يخطط للانتقال إلى مكان في الأطراف إذا تمكن من علاج “تشيريش”.
يمكنها أن تصبح مستقلة عند بلوغها سن الرشد.
كان يفكر جدياً فيما إذا كان عليه أخذ “لوسيا” معه حينها.
بالطبع كان ذلك مجرد حديث مستقبلي بعيد لم يتبلور بعد، والأهم من ذلك أن رأي “لوسيا” كان هو الأهم…
سيكون الأمر رائعاً.
كان يريد إخراجها من “رودبل” مهما كلف الأمر، وهذا ما كان يشعر به الآن.
آمل أن تكون هذه النزهة هي الخطوة الأولى.
هذه المرة، لن يقف عاجزاً كما من قبل.
حسم “آين” قراره في قلبه، وحدّق في الدوق بوجه بارد متصلب.
الدوق أيضاً تبادل معه النظرة بوجه متصلب حاد.
تقابلت نظراتهما دون تراجع.
وأخيراً، فتح الدوق شفتيه ببطء.
لكن…
“أسمح بذلك.”
“إن لم تسمح، فل— عذراً؟”
كان “آين” على وشك قول ما أعده، لكنه فجأة أدرك أن الكلمات التي سمعها لم تكن ما كان يتوقعه.
أمام “آين” الذي لم يستطع إخفاء دهشته، تناول الدوق القلم الذي وضعه جانباً.
ثم بدأ يعمل وكأن شيئاً لم يحدث، بوجه هادئ.
آه…
لم يستطع “آين” قول أي شيء، وظل يحدق فيه أمام هذا الموقف غير المتوقع.
بعد لحظة، سأل بحذر:
“هل قلتَ إنك ستسمح للآنسة بالخروج؟”
ما خطب هذا الرجل؟
“ألم تطلب ذلك؟”
“هذا صحيح، لكن…”
لم يستطع “آين” إخفاء ارتباكه أمام هذا القبول السهل، الذي جعل استعداداته بلا فائدة.
وأمام دهشته، تابع الدوق بوجه لا يزال لا يبالي:
“لكن يجب أن ترافقها فارسة من العائلة عند خروجها. ويجب أن تعود قبل الوقت المحدد، وألا تتجاوز نطاقاً معيناً.”
“…ماذا تقصد بنطاق معين؟”
“ضمن العاصمة.”
“حسناً.”
لن تكون هناك مشكلة في ذلك.
لكن…
“…هل يمكنني أن أسأل سؤالاً آخر؟”
“ما هو؟”
“لماذا سمحت بذلك؟”
كان يعرف أن من الأفضل ألا يثير الأمر أكثر.
الآن وقد حصل على ما يريد، الأفضل أن يتراجع قبل أن يقول شيئاً لا داعي له.
لكن لم يستطع منع نفسه من السؤال. لماذا الرجل الذي سدّ طريق “لوسيا” من قبل، سمح به الآن بهذه السهولة؟
توقف قلم الدوق عن الحركة.
وبعد قليل قال:
“حادثة الإرهاب الأخيرة في المكتبة.”
رفع الدوق رأسه.
وفي الظلال، تلألأت عيناه البنفسجيتان ببرود.
“لقد كانت من عمل الشيوخ.”
“…! ولماذا يفعل الشيوخ ذلك؟”
اتسعت عينا “آين” من الخبر غير المتوقع.
ابتسم الدوق بسخرية باردة أمام رد فعله.
كان طبيعياً لمن يجهل صراعات السلطة العميقة في “رودبل” أن يتفاجأ هكذا.
“ربما لأن تاريخهم طويل جداً. طموحهم وجشعهم ازدادا، وجرؤوا على كشف أنيابهم دون أن يعرفوا حدهم.”
“…”
لم يعرف “آين” ماذا يقول.
فمنذ البداية، لم يكن يهتم بمثل هذه الصراعات أو المؤامرات.
ولهذا أعلن الحياد التام وابتعد.
ومع ذلك…
“مجلس الشيوخ سينهار قريباً.”
في تلك اللحظة، فهم “آين”.
فهم ما يقوله الدوق، وما يطلبه منه.
“وحين نقطع تاريخاً يمتد ألف عام، من الصعب توقع صراع بلا دماء.”
“…لا أريد أن أشارك في السياسة.”
“لا أريد من القائد أن يلعب دوراً سياسياً. كل ما عليك فعله هو أن تكون السيف الذي يحمي رودبل. ما هي رودبل بالنسبة لك أيها القائد؟”
“…”
وجد “آين” صعوبة في الإجابة.
لأن جوابه الآن قد يحدد مسار مستقبله ومستقبل فرسان السحر.
لم يبدو أن الدوق يتوقع جواباً فورياً، فأضاف ببرود:
“…يمكنك اعتبار هذا رشوة لتلك اللحظة.”
“…سأسأل سؤالاً واحداً فقط بعد.”
“ما هو؟”
“الآنسة.”
تحركت الغيوم التي كانت تحجب الشمس، وحل ضوء دافئ في عيني “آين” بلون الغروب.
حدق الدوق بصمت في ذلك الضوء.
وفجأة، خطرت له فكرة:
هل تحب تلك الطفلة هذه العينين؟
“هل لـ’لوسيا’ مكان في مستقبل رودبل الذي ترسمه، يا سيدي؟”
“…”
“جوابي سيتوقف على جوابك. أقبل الرشوة بكل امتنان. إذاً، سأستأذن.”
انحنى ثم غادر المكتب دون تردد.
ظل الدوق يحدق بالباب المغلق بإحكام، ثم خفض بصره.
ظهرت أمامه محتويات الوثيقة.
كانت تحتوي على تفاصيل فساد ارتكبه مجلس الشيوخ منذ زمن طويل، وظروف طلب رئيس المجلس الحالي من النقابة تدمير المكتبة.
وضع الدوق الورقة في الدرج، وتمتم:
“رودبل الذي أرسمه…”
لم يكن يعرف حقاً ما الشكل الذي يريده لرودبل.
لكن على الأقل، مشاعر الاشمئزاز والعجز التي كان يشعر بها منذ زمن، والمتحجرة في صدره…
ستختفي.
وفي مكانها، ستكون تلك الطفلة.
“لن تكون.”
كانت الفائدة المرجوة منها واضحة تماماً.
ولا مجال لإعادة النظر.
لكن لماذا… لماذا يشعر بالقذارة؟
“…”
أغمض الدوق عينيه للحظة، شاعراً بإحساس لا يعرف مصدره.
ثم كسر كل فكرة في داخله واحدة تلو الأخرى.
فالسبب في سماحه لـ”آين” لم يكن مجرد استمالته.
لقد فكر في “لوسيا”، التي ستفرح حتى ولو لفترة قصيرة.
وتخيل كيف ستكون في مستقبله.
ثم حطم كل ذلك، واحداً تلو الآخر.
وأغلق عليه في الدرج.
مرحبا يا أحلى قراء، شكرا على دعمكم المتواصل، توجد مسألة عاجلة حاليا لدي بتمنى تدعولي خلصها و أتوفق فيها، و نلتقي في الدفعة القادمة 💜
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 140"