⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
خفضت بصري.
داعبت الكوب الذي كان يحتفظ بدفئه. عندما تنتهي هذه القصة، كيف سينظر إليَّ أَين؟
كنت أخشى أن النظرة التي كانت دافئة دائمًا، ستصبح باردة في تلك اللحظة، فتمسكت بدفء الكوب بدلاً من ذلك.
“إن إنقاذ «كتاب آيلا الطبي» لم يكن من أجلك فقط، أيها القائد… في الحقيقة، كنت أحتاجه أنا أيضًا.”
“…سيدتي؟”
“كنت أظن أنه إن كان معي، فسأصبح شخصًا ذا قيمة لديك، أيها القائد.”
أغمضت عيني بقوة.
كان كشف ما بداخلي أصعب مما توقعت.
لقد شعرت وكأنني أقشر، طبقة بعد طبقة، ذاتي الحقيقية التي كنت ألفّها بورق تغليف جميل وأخفيها.
كنت أريد أن أُغلق فمي حتى الآن.
كنت أريد أن أُظهر فقط جهودي من أجله، وأتصرف فقط كـ”الطفلة الجيدة” التي يعرفها.
لكنني لم أستطع. سيكون ذلك قاسيًا جدًا على أَين. لم أستطع أن أتركه يستمر في المعاناة تحت وطأة الذنب.
“لذلك خاطرت بحياتي لإنقاذ «كتاب آيلا الطبي». في الحقيقة… في الحقيقة الحقيقية…”
آه، إنه مخيف.
أريد أن أهرب.
أريد أن أُطبق شفتيّ بإحكام…
“على عكسـ… كنتُ أغار جدًا من تلك الطفلة المحبوبة… كنتُ أحسدها. حتى أنني شعرت بغيرة جعلتني أتمنى ألا أجد الكتاب…”
خشيت أن أنظر إلى وجه أَين، فأنزلت رأسي أكثر.
إنه الأسوأ.
هذه أول مرة أُظهر فيها أفكاري الداخلية لشخص بهذه الطريقة.
وما أخرجته كان قبيحًا، مشوّهًا، ومخزيًا لدرجة أنني أردت الهرب فورًا.
لو لم يكن هناك دفء الكوب الذي كنت أتمسك به بالكاد، لكنت انهرت بالفعل وفررت.
حسنًا.
لقد وصلت إلى هنا، فماذا سأجني من الهرب الآن؟
تنفست أخيرًا الصعداء.
تراخت عضلات عنقي، وخرجت مني ضحكة ساخرة تحمل في طياتها استسلامًا.
لقد أظهرت جانبًا قبيحًا جدًا، وأَين بالتأكيد لن يراني بعين جيدة بعد الآن.
ستنتهي علاقتنا هنا.
شعرت أن قواي تنهار، وبتعب شديد تمتمت بصوت ضعيف:
“لذلك… ليس بسببك، أيها القائد… ما أريد قوله هو أن الأمر ليس خطأك، فلا تعذب نفسك بلا داعٍ-“
“سيدتي.”
اهتز جسدي عند سماع صوته.
كان صوته منخفضًا عميقًا.
“انظري إلي.”
هززت رأسي.
لا أستطيع النظر إليك الآن.
أنا خائفة…
“همم؟ أطلب منك أن تنظري إلي.”
لكن أَين لم يقبل رفضي.
“رجاءً.”
“……”
لم يعد لدي حتى قوة للرفض.
رفعت رأسي ببطء وبثقل لأنظر إلى أَين.
تلك اللحظة بدت وكأنها أبدية.
كنت خائفة من رؤيته بعدما كشف حقيقني.
أي وجه سأراه؟ وبأي عين سينظر إلي؟
كنت متأكدة أن النظرة الحنونة المعتادة لن تكون موجودة.
وفي اللحظة التي شعرت فيها بانهيار قلبي… التقت عيناي بعيني أَين.
لكن…
“أنا آسف.”
لم يكن هناك ذلك الوجه الغاضب أو الخائب الأمل الذي كنت أتخيله.
بل كان هناك…
“أنا آسف.”
وجه أَين، وكأنه على وشك البكاء.
لماذا؟ بعد أن رأى ذلك الجانب القبيح مني، لماذا…
أَين هز رأسه ببطء.
“أتعلمين، الأمر ليس خطأك.”
“……”
“من الطبيعي أن تفكري هكذا لأنك ما زلتِ صغيرة. هذا طبيعي.”
“لكن……”
“بل الخطأ على الكبار الذين جعلوكِ تشعرين بعدم الأمان… والخطأ عليّ أيضًا.”
كان يتحدث وملامحه تقول إنه سيفيض دمعًا إذا لُمِس.
هذا ليس صحيحًا. هو قد يراني صغيرة، لكنني في الحقيقة لست كذلك. أنا بالغة تمامًا.
لكن… لكن…
“لذا لا تعذبي نفسك.”
“……”
لماذا أشعر أنني على وشك البكاء؟
تماسكت بالكاد، ورمقته بعينين مثقلتين بالدموع.
لم أفهم كل ما قاله أَين.
أشعر أن عقلي يفهمه، لكن قلبي لا يستطيع تقبله.
كنت أريد أن أنكر. أردت أن أسأله أشياء كثيرة. لكن في النهاية، الكلمة الوحيدة التي خرجت بصعوبة أمامه كانت…
“…ألا تكرهني؟”
في النهاية، كان هذا هو لب الأمر.
لا الإنكار، ولا الأسئلة، ولا حتى القبول كانت مهمة حقًا. ما كنت أخشاه أكثر من أي شيء هو رفضه لي…
أَين، الذي كان ينظر إليّ بهدوء، ابتسم.
“كيف لي أن أكرهك؟ وأنتِ فتاة رائعة للغاية.”
“آه……”
لم أعد أعرف ماذا أقول.
كنت مشوشة، مرتاحة، وعلى وشك البكاء…
هذا… مختلف تمامًا عما توقعت.
لذلك لم أعرف كيف أتعامل معه.
حدقت فيه بشرود، وقلت أخيرًا بصوت خافت:
“إذًا، إذًا…”
“همم؟”
“لا تتخلَّ عن هذا.”
مددت إليه «كتاب آيلا الطبي» الذي كان قد وضعه جانبًا.
كان تصرفي لا يطابق مجرى الحديث السابق، لكنني لم أرد لأَين أن يتخلى عنه بأي شكل.
كانت هذه أيضًا مشاعري الصادقة.
أَين نظر إليّ بذهول للحظة، ثم تنهد بعمق.
ثم بسط ذراعيه ولفهما في الهواء حولي كما لو كان يحتضنني.
رغم أنه لم يكن هناك أي تلامس، شعرت وكأنني محاطة بذراعيه.
تمتم وكأنه يزفر:
“أقولها مجددًا، أنتِ طيبة جدًا.”
“……”
ما زلت لا أعتقد ذلك، لكن رؤيتي لابتسامته المطمئنة جعلتني أتخلى عن فكرة الاعتراض.
“حسنًا. سأفعل كما تريدين. وفوق كل شيء، بما أنكِ بذلتِ جهدًا كبيرًا للحصول عليه، فلا يمكن أن أتركه بلا فائدة.”
أخذ أَين «كتاب آيلا الطبي».
“شكرًا لكِ، سيدتي. من أعماق قلبي.”
“أنا التي يجب أن تشكرك.”
ابتسمت بصدق.
كيف أصف هذا الشعور…
أشعر وكأنني تنفست أخيرًا.
كأن شيئًا كان يسد طريقي قد انزاح فجأة، أو كأن ما تراكم داخلي قد تلاشى، فأصبحت خفيفة.
شعرت وكأنني اقتربت من أَين أكثر من أي وقت مضى.
أنا سعيدة لأنني أخبرته…
كانت لحظة كشف مشاعري الحقيقية مخيفة ومحبطة لدرجة أنني أردت الفرار، لكن بعد تجاوزها، لم أشعر براحة كهذه من قبل.
شعرت أنني لم أعد مضطرة للتمثيل أمامه.
كأنني قفزت بسهولة فوق الخط الفاصل بيننا، وأَين قبِل ذلك طوعًا.
سألته:
“إذًا، هل ستعود إلى منزلك؟”
“أعتقد ذلك. من الأفضل أن أذهب في أسرع وقت. وقد حصلت على إجازة، لذلك أفكر في المغادرة غدًا…”
توقف أَين عند هذا الحد ونظر إليّ.
أملت رأسي بتساؤل، فأطرق حلقه وقال بتردد:
“هل ترغبين في الذهاب معي، سيدتي، إذا لم يكن لديك مانع؟”
“هاه؟”
اتسعت عيناي من دهشة كلماته غير المتوقعة.
حك خده بخجل وقال:
“حسنًا، عندما أخبرت شيريش عنكِ، قالت إنها ترغب في لقائك. قلت لها إنكِ فتاة رائعة ولطيفة ودافئة.”
“آه……”
احمر وجهي بلا سبب.
“وفكرتُ طوال الوقت أنه سيكون من الجميل أن تصبحي أنتِ وشيريش صديقتين. لديكما الكثير من القواسم المشتركة، أنتما في نفس العمر، ومن نفس الجنس…”
“هممم.”
“أعتقد أنه يمكن أن تنشأ بينكما صداقة جيدة… هل هذا طلب كبير؟ يمكنكِ الرفض إن أردتِ! افعلي ما تشائين. أنا حقًا لن أنزعج.”
لوّح أَين بيديه بعصبية، وكأنه يحاول ألا يضع ضغطًا عليّ.
بصراحة…
إنه عبء.
تمامًا مثلما قال آيدن سابقًا إنه يريد أن نكون “أصدقاء”.
ما زلت أجد مفهوم “الأصدقاء” صعبًا. لا أعرف حتى ما تعنيه الصداقة حقًا.
هل ستعجب بي تلك الفتاة إن رأتني فعلًا؟
أَين يميل للمبالغة في وصفي، لذا أعلم أنه ضخّم صورتي أمامها.
أظن أنها ستصاب بخيبة أمل إن رأتني شخصيًا.
لو كان الأمر سابقًا، ربما… كنت سأرفض.
لكن الآن أشعر بشيء مختلف قليلًا.
ربما يمكننا أن ننسجم…
وبعد أن قررت، قلت لآين، الذي كان يبدو متوترًا:
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 137"