⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
لكن لم يأتِ أي رد.
وأنا أيضًا لم أقل شيئًا آخر.
فقط أنتظر. أن يفتح الباب.
“هوو…”
زفرت نفسًا طويلًا، فتبعثر بخار دافئ أمام عيني.
لم يبدُ وكأن وقتًا طويلًا قد مر.
زاد البرد حين بدأ الصقيع من الأرض يتسلل إلى جسدي.
لا بأس.
يمكنني التحمّل، فقد جئت وأنا أنوي فعل هذا منذ البداية.
أخفضت رأسي.
آين…
لابد أنه غاضب، أليس كذلك؟
كنت أعلم أن هذا سيحدث.
مع معرفة شخصية آين، فلا بد أنه صُدم بشدة حين جرفتني عاصفة السحر.
من المؤكد أنه بذل قصارى جهده لينقذني.
ربما قد ملّ مني.
أنا عنيدة وأجعله يقلق في كل مرة. ربما فقد كل مشاعره نحوي بسبب هذا.
إذًا… قد تكون هذه حقًا النهاية.
نظرتُ إلى الحقيبة المعلقة أمامي.
في داخلها كان كتاب «الطب عند آيلا» الذي كان آين يريده بشدة.
كنت أنوي تركه خلفي إذا لم يرغب آين برؤيتي اليوم إطلاقًا.
في الواقع… كان بإمكاني فعل ذلك الآن.
لا بد أنه يسمع صوتي من خلف الباب.
لو قلت إني سأترك الكتاب هنا ورحلت، فسيتولى هو أمره.
لكن السبب في أني لا أفعل ذلك هو…
لا أريد أن أنهي الأمر هكذا.
هذا الكتاب هو الرابط الذي يصل بيني وبينه.
إذا اختفى حتى هذا الرابط، فلن يتبقى بيننا شيء على الإطلاق.
لذلك أنا جالسة هنا أمامه. أريد أن أسلّمه بيدي، على الأقل.
لأبارك له وأتمنى له حياة سعيدة طويلة مع ابنته. وأيضًا، وأيضًا…
كنت أريد أن أقول له لنتواصل من حين لآخر…
لكن حتى بعد غروب الشمس، لم يفتح آين الباب.
رفعت رأسي ونظرت إلى المشهد وراءه.
الأرض المكسوّة بالثلج كانت بيضاء، والسماء التي بدأت تظلم كانت سوداء وحمراء.
كان شعوري أن أقل من ساعة قد مرّت، لكن من اختلاف لون السماء بدا وكأن ساعات عديدة انقضت.
لابد أن مارين بانتظاري.
شعرت بالقلق حين تخيلت مارين وهي تنتظرني على الأرض المتجمدة.
رفعت رأسي أكثر وحدقت في الباب المغلق بإحكام.
وعند هذه النقطة، اقتنعت.
آين لن يفتح الباب.
لو كان آين الذي أعرفه، لما تركني في الخارج كل هذا الوقت.
كان سيفتح الباب فورًا ويدفعني إلى الداخل وهو يقول إن الجو بارد.
هل سيحاول أن يقدمني شايًا أخضر دافئًا مجددًا؟
لم أتذوق الشاي الأخضر منذ اليوم الذي التقيت فيه بآين لأول مرة بعد الفراق.
لكن آين ظل يعرضه علي كثيرًا بعد ذلك، ربما لأنه كان يجد ردة فعلي الطفولية تجاه مرارته مضحكة.
“سنف.”
لم أكن أبكي، لكن أنفي بدأ يسيل، ربما بسبب البرد.
مسحته بسرعة وأخرجت «كتاب الطب عند آيلا» من حقيبتي.
فلنعترف بالأمر.
تصرفاتي الآن لا تجلب سوى المتاعب لآين.
سيكون جميلًا لو استطعت مقابلته لمرة أخيرة، لكن…
لا خيار آخر.
لأنني لا أريد أن أسبّب له المتاعب.
“سنف.”
لذلك، كان من الصواب أن أختفي من هنا.
من أجل آين.
قبضت على الكتاب بكلتا يدي، ثم أرخيت قبضتي ببطء.
وقلت:
“سأترك الكتاب أمام الباب.”
انتشر صوتي في الصمت الساكن.
والمفاجأة أنني كنت هادئة تمامًا.
حدّقت في الكتاب للحظة، ثم فتحت فمي مجددًا.
وقلت ما كنت أريد قوله حقًا:
“شكرًا لك.”
…….
“كنت سعيدة بفضلك. كان الأمر ممتعًا… وسُررت حقًا.”
إن كانت هذه آخر مرة معه، فلا أريد أن أترك أي ندم. أريد أن أقول وداعًا لائقًا.
حتى لو كان من طرف واحد.
“في الحقيقة، كان الأمر صعبًا أحيانًا.”
هذا لأن…
“لكنني تحملت بفضلك.”
الوداع الذي لم أستطع قوله في حياتي السابقة.
“أعلم كم أنت طيب يا آين.”
تبعثرت كلماتي وسط أنفاسي.
“آسفة لأنني سببت لك المتاعب. في الحقيقة، أنا أيضًا…”
تذكرت آخر لحظة مع آين في حياتي السابقة.
حينها قال:
“أمم، تعلمين… في الواقع، كنت أعرف من تكونين منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها، آنستي. لكنني تظاهرت بعدم المعرفة لأنني ظننت أن ذلك قد يزعجك. آسف لأنني أخفيت الأمر.”
“لا تفهميني خطأ! أنا أخبرك بهذا الآن لأنني أريد أن أقترب منك أكثر. على الأقل، آمل أن تشعري بالراحة أمامي.”
“إذًا، هل يمكنني أن أناديك لوسيا في المرة القادمة التي نلتقي فيها؟”
كان يعرفني ويريد الاقتراب مني.
لكنني أنا الغبية، كل ما فكرت فيه هو أنه عرف هويتي، فهربت خوفًا.
ظللت أندم على تلك اللحظة حتى وفاتي.
“…كنت أريد أن نصبح صديقين.”
لذلك، أشعر بالراحة الآن.
أنني أستطيع أن أودعه بشكل لائق هذه المرة.
نهضت. ربما لأنني جلست طويلًا على الأرض الباردة، فقد فقدت ساقاي الإحساس.
“سأترك الكتاب هنا أمام—”
عندها فقط…
خشخشة.
انفتح الباب المغلق أمامي.
تجمدت وأنا أهمّ بوضع الكتاب، ثم رفعت رأسي ببطء.
هناك…
“…آنستي.”
كان آين، بوجه شاحب ومنهك، يقف هناك.
“هاه…”
مرر يديه على وجهه ونظر إلي بعينين ترتجفان.
قطّب حاجبيه فجأة وصرخ:
“آنستي، هل أنتِ غبية؟!”
“…هاه؟”
تسمرت في مكاني من شدة الصدمة.
مسح وجهه بعصبية وقال:
“إذا لم يُفتح الباب، كان عليكِ أن ترحلي! الجو بارد جدًا، لماذا تجلسين تنتظرين هنا؟”
“آه…”
“وما الجيد في شخص تجاهلك هكذا حتى تهمسي له بكلمات لطيفة؟ كان عليكِ أن تشتمي هذا الشخص!”
“أمم…”
لم أفهم رد فعل آين.
هل كان غاضبًا؟ لأنني أزعجه؟
لكن…
من تعابير وجهه، بدا وكأنه يتألم أكثر.
صرخته الممزوجة بالغضب ووجهه الذي شارف على البكاء جعلاني أشعر بالأسف نحوه.
دون أن أعرف ماذا أقول، مدت الكتاب أمامه.
“أردت أن أعطيك هذا…”
اتسعت عينا آين وهو يرى «كتاب الطب عند آيلا».
كنت أتخيل أنه سيفرح، لكن…
“…كيف لي أن أقبله؟”
بعكس توقعي، ازداد وجهه تشوهًا بالألم.
لماذا؟
“بسببه، أنا…”
بدا وكأنه سينهار في أية لحظة.
لماذا؟
آين طيب وحنون، فلا بد أنه يلوم نفسه معتقدًا أنني تعرضت للخطر بسببه.
إنه شخص يقدّر حتى أصغر الأمور.
لابد أنه يشعر بالذنب.
لكن لم أظن أنه سيكون بهذا القدر من الانكسار.
أنا لا أعتقد أنني مهمة له لهذه الدرجة…
كان من الصعب علي إخفاء حيرتي أمام مظهره المنهار أكثر مما توقعت.
أنا بارعة في قراءة مشاعر الآخرين، لكنني قضيت حياتي أقرأ وجوه الناس بلا ارتباط حقيقي بهم، لذا لم أتعلم قراءة أعماق قلوبهم.
بالنسبة لي، التي اعتادت النظر فقط إلى المشاعر السطحية، كانت مشاعر آين معقدة.
لكنني لم أستطع تجاهل إحساسي بأن حالته كانت هشة وقلقة للغاية الآن.
كان يبدو وكأنه يمر بوقت عصيب، وكأن ذلك كله بسببي.
“آسفة.”
كنت قد تمسكت به بالفعل.
كنت أعلم أن لمستي لن تدعمه كثيرًا، لكنني أردت التمسك به بأي طريقة.
نظر إلي بعينين مرتجفتين وأنا أقبض على ثيابه بشدة.
وبعد قليل…
لم أرغب في أن ينهار.
انهار آين.
جلس فجأة وهو يعانقني بشدة.
وهمس:
“آسف. آسف. آنستي، بسببي…”
كان من الصعب فهم مشاعر آين العميقة.
لم أدرِ ما أفعل.
فكل ما فعلته هو تكرار همساتي: “لا بأس. لا بأس.”
“ادخلي. المكان متواضع قليلًا بالنسبة لكِ، لكن…”
بعد أن استعاد بعض طاقته، أدخلني آين إلى الغرفة.
كانت الغرفة مكانًا مؤقتًا يستخدمه فرسان التدريب، لذا بدت بالفعل أكثر فوضوية من غيرها…
لا، ليست مجرد إحساس، إنها فعلًا فوضوية!
الأشياء مبعثرة في كل مكان، ولسبب ما، كانت البطانية مرمية على الأريكة بدل السرير.
وزجاجة ماء فارغة وقطع لحم مجفف متناثرة على الطاولة.
“أحم، المكان فوضوي قليلًا.”
بدأ آين يرتب الغرفة بسرعة ووجهه محمر، وأنا أحدّق بكل هذا.
بعد أن انتهى تقريبًا من التنظيف، أجلسني على الأريكة ووضع أمامي كوبًا تتصاعد منه البخار.
“إنه شاي أخضر.”
“أوغ.”
بمجرد سماعي كلمة شاي أخضر، تيبست كتفاي لا إراديًا.
سمعت ضحكة خافتة فوق رأسي.
“أمزح فقط. إنه كاكاو ساخن. سيساعدك على الدفء إذا شربته.”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 135"