⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
كانت ملامح مارين أكثر جدية من أي وقت مضى.
كانت صادقة.
لقد تغيّرت.
مارين التي كانت بجانبي عندما كانت تابعة لإستيو، ومارين التي هي الآن بجانبي بصفتي أنا فقط، كانتا مختلفتين… حتى في نظرة عيونهما.
عندها أدركت أنني ما زلت أنظر إلى مارين بنفس النظرة القديمة.
كما قالت، مارين الآن أصبحت من جانبي أنا.
قالت وهي تحدّق بعينين حازمتين:
“أعطيني أي أمر يا آنستي.”
حدّقت فيها شاردة، ثم أومأت وقلت:
“إذن، مارين…”
وحين خرجت مارين من الغرفة بعد أن تلقت أوامرها، فتحت درج الطاولة الصغيرة بجانب السرير.
“الكتاب والعقد؟ وجدتهما داخل ملابسك يا آنستي، فلم أخبر أحداً ووضعتهما في الدرج.”
هذا ما قالته مارين عندما سألتها عن مكان الكتاب الذي جلبته من المكتبة.
بعد أن أزلت قطعة القماش التي غطّته للتمويه، كان هناك “كتاب أيلا”، و**”أريستا وإيلِسا: قلوب عبر الحدود”**، والعقد المعلّق الذي وجدته في الموقد.
“الحمد لله…”
كادت قدماي أن تخوناني من الارتياح.
مهما حدث، لا يمكنني أبداً أن أفقد كتاب أيلا.
لو وجده أحد غير مارين، لسلّمه فوراً إلى الدوق.
شعرت بالامتنان مجدداً لأن مارين هي خادمتي، وأخرجت الأغراض من الداخل.
وضعت كتاب أيلا داخل الحقيبة.
بعدها أمسكت أريستا وإيلِسا: قلوب عبر الحدود.
حين رأيت الكتاب، تذكّرت المشهد الذي شهدته بالصدفة، فارتجفت لا إرادياً.
لم أتوقع أن تكون صاحبة هذا الكتاب هي رئيسة العائلة الأولى.
لم أكن لأظن أنها تحب هذا النوع من الكتب.
حسناً… كيف أصف الأمر؟
بدت مختلفة عن الصورة الأسطورية.
في الأساطير المتوارثة، كانت لوكريتسيا رودبيل إنسانة غير بشرية، إلهة في ساحة المعركة، ومنقذة الإمبراطورية، وشخصية بطولية كرّست نفسها طواعية للإمبراطورية.
لكن لوكريتسيا رودبيل التي رأيتها أنا كانت…
“شخصاً عادياً.”
إنسانة تستمتع بسلام يومها، وتثق بالآخرين ببراءة ثم تُخان، وتصمد مستندة على قوة أحبائها… إنسانة أقوى قليلاً فقط من غيرها.
ما زلت لا أعرف ما الذي تريده مني.
كلما عرفت أكثر عن لوكريتسيا رودبيل، شعرت بحزن غامض نحوها.
ربما لأنني أعلم النهاية التي لاقتها.
“هذا الكتاب على الأرجح من ذوقها أيضاً، أليس كذلك؟”
عند التفكير بذلك، بدا أريستا وإيلِسا: قلوب عبر الحدود مختلفاً قليلاً، بعدما كان يبدو مجرد كتاب فاضح.
كان مستوى الكتاب أعلى من أن أقرأه بتركيز الآن، فقلّبت صفحاته بسرعة.
حينها لفت إصبعي زاوية صفحة مثنية قليلاً.
ما هذا؟
فتحت الصفحة.
كانت مشهداً لوداع حزين بين أريستا وإيلِسا على الحدود.
لكن ما جذب انتباهي أكثر من المشهد كان سطوراً صغيرة مكتوبة في الهامش.
كانت باهتة، لكنها قابلة للقراءة.
تتبعت الحروف بأصابعي وقرأت:
“إلى من يقرأ هذا الكتاب…”
[إلى من يقرأ هذا الكتاب.]
لأخبرك بالنهاية أولاً، أريستا وإيلِسا لم ينتهيا معاً أبداً. لم يستطيعا عبور الحدود. لم يكن مقدّراً لهما أن يكونا معاً منذ البداية.
كانت نبرة الجملة دافئة، وعرفت بالفطرة من كاتبها.
إنها رسالة لوكريتسيا رودبيل.
إذن المرسَل إليه هو…
[شعرت أن الأمر يشبهنا تماماً. قلتَ أننا سنبقى معاً للأبد، لكن… لدي شعور أننا قد نفترق يوماً ما. هذه الرسالة لك عندما يحين ذلك اليوم.]
كانت كتابتها ترتجف نحو النهاية.
ماذا كانت تشعر حين كتبت هذه الرسالة؟
وماذا كانت تتوقع حدوثه؟
لسبب ما، خفق قلبي.
هل كان ذلك فقط لأنني كنت أرى ذكرياتها؟
كتمت ما شعرت به وأكملت القراءة.
**[لا تفتقدني كثيراً. عِش حياتك.
إذا اشتقت إليّ أحياناً، فاشتق في تلك اللحظة فقط. سأشتاق إليك أحياناً أيضاً.
أنت تعرف، فراقنا لن يكون للأبد.
سنلتقي مجدداً يوماً ما. أرواحنا تسير على مجرى الزمن وتدور بلا توقف.
وإذا لم نلتقِ، فسآتي أنا إليك.
لذا، انتظر حتى اليوم الذي نلتقي فيه مجدداً.
من لوكريتسيا رودبيل، التي تحبك.
ملاحظة: هناك جزء ثانٍ مخطّط لهذا العمل. أرجوك اقرأه من أجلي.]**
“رسالة لوكريتسيا رودبيل…”
بالأدق، كانت رسالة وداع تستشرف الفراق.
كانا شديدي المودّة…
…الإله الشرير.
عادت الأسئلة تتدفق.
لماذا تحوّل، وهو إنسان، إلى إله شرير؟
وما شعور لوكريتسيا رودبيل وهي تختم حبيبها بيديها؟ أي انكسار مروّع عانته؟
ما الذي دمّرهما بتلك القسوة؟
وكيف تدخل “ليليث” في الأمر؟
وماذا كان يقصد بقوله إنه سيجدني؟
شعرت وكأنني أتنقّل وسط قطع أحجية مبعثرة.
لا أعرف بعد، لكن…
أدركت شيئاً واحداً:
إذا استطعت كسر ختم الإله الشرير، فسأجد الإجابات كلها.
“…هل بيثيل يعرف هذا أيضاً؟”
م.م: سأعمل في الترجمة باسم بيثيل، في الحقيقة الرواية جميلة للغاية و لا أستطيع تغيير أسماء الكاتبة 🥹
الشخص الذي يشارك الإله الشرير روحه.
الشخص الذي سيكون سندي في المستقبل.
عندما سمعت القصة، بدا أنه يتشارك بعض ذكرياته مع الإله الشرير.
لذلك، بعدما رأى مشهد عقدي مع الإله الشرير، ظن أنني المنقذ الذي سيكمل روحه.
“منقذ…”
الكلمة أكبر من أن تُطلق عليّ.
أنا بالكاد أُبقي نفسي على قيد الحياة.
هل أستطيع، وأنا على هذه الحال، أن أُنقذ روح أحد؟
كلما عرفت أكثر عن لوكريتسيا رودبيل، وجدتها شخصاً متعدد الجوانب.
التعليقات لهذا الفصل " 132"