أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
لم أتفقد سوى رفٍ واحد من رفوف الكتب، لكن قلبي كان يخفق بقوة، ورؤيتي قد بدأت تبيضّ.
صحيح أن حجم الرف الواحد كان كبيرًا، لكن المشكلة الأكبر كانت… أن قوتي البدنية لا تساعدني.
حسنًا، هذا طبيعي.
“أنا لا أتناول الطعام بشكل منتظم أصلاً.”
جسدي ضعيف أصلًا، ومع الإهمال في الأكل، فليس من الغريب أن تكون لياقتي بهذا السوء.
“……هذا ميؤوس منه.”
متى سأنتهي من تفتيش هذا المكان كله؟
نظرتُ أمامي إلى الصفوف المتتالية من الرفوف التي بدت بلا نهاية، مصطفة كقطع دومينو ضخمة، وأظلم بصري من الإرهاق.
لا يمكنني طلب المساعدة من جيلز في البحث.
وإلا، سيصل الأمر إلى ليغرِن أو الدوق.
وبالمناسبة…
“أظن أنهم قالوا إنه يمكن إيجاد الكتب بالسحر.”
أتذكّر أنني سمعت الخدم يتحدثون عن عدم حاجتهم لأمين مكتبة بعد الآن، لأن كل شيء يمكن فعله بالسحر.
لكن المشكلة…
“لا أعرف حتى من أين أبدأ بتفعيل هذا السحر.”
“هاه…”
رغم أنني نجحت في دخول المكتبة، إلا أن صدري كان يثقل شيئًا فشيئًا؛ التقدم بطيء جدًا.
ثم…
“عليّ الدخول إلى هناك أيضًا.”
التفتُ برأسي إلى الجدار.
كان هناك باب تعلوه لافتة مكتوب عليها: <منطقة غير مفتوحة>، تتوهج حوله أضواء بنفسجية متراقصة.
“المنطقة غير المفتوحة من مكتبة رودبيل.”
تلك المنطقة كانت حرفيًا مخزن الكتب السرّية، حيث تُجمع الكتب الخاصة والمحرّمة التي لا يطّلع عليها أحد.
إن كان هناك أمل في العثور على دليل لفك ختم الإله الشرير، فهو على الأرجح في تلك الغرفة.
لكن حتى أبناء عائلة رودبيل لا يمكنهم الدخول إليها هكذا ببساطة.
فقط أولئك الذين اجتازوا اختبار السلالة المباشرة وأدوا الطقوس الخاصة يُسمح لهم بالدخول.
“…….”
وفي حياتي السابقة، لم يُمنح لي حتى الحق في خوض الاختبار.
لكن…
“هذه الحياة ستكون مختلفة.”
أخذتُ نفسًا عميقًا.
“أولًا…”
لا يمكنني الاستسلام بهذا الشكل. فكرتُ في تحريك السلم مجددًا.
لكن فجأة…
بوووم…….
دوى صوت فتح الباب في المكان، وتلاه صوتٌ صاخب:
“أنتِ، أيتها الحقيرة!!”
لم أكن بحاجة للالتفات لأعرف من صاحب ذلك الصوت المرتفع.
تقدّم نحوي بخطى متسارعة، وأمسك بكتفي بخشونة.
وفورًا، ظهر أمامي فتى ذو شعر أبيض، غارق في العرق.
فانسيس رودبيل.
كما توقعت.
“ما الذي جاء به إلى هنا؟”
كان يبدو كفوضى متنقلة.
شعره مبلل، وملابسه متّسخة، لم يكن أبدًا مظهر من أتى هنا بشغفٍ للقراءة.
“أنتِ… أنتِ!”
من شكله ونظراته، بدا أنه ركض إلى هنا لأنه عرف أنني هنا.
كيف عرف؟
الإجابة واضحة.
“جيلز.”
لابد أنه خرج مذعورًا وأخبر أحدهم، فسمع فانسيس بالأمر وجاء مسرعًا.
واضح تمامًا.
لابد أنني كنت شائكة في حلقه إلى هذا الحد.
يكفي أنه ما إن سمع بوجودي حتى ركض إلى هنا بنفسه.
“لابد أنني أزعجك كثيرًا، أليس كذلك؟”
لكن لا تقلق يا فانسيس، أنا أكرهك بقدر ما تكرهني.
لقد سئمتُك.
سئمت مطاردتك السخيفة لي حتى هنا.
“ماذا؟”
قلتُها ببرود دون أن أحاول إخفاء ضيقي.
حتى أنا شعرت بأن صوتي خرج بارداً كالجليد.
“…….”
فانسيس فتح فمه وأغلقه، ووجهه يحمرّ.
“لماذا أضيع وقتي معه أصلاً؟”
حتى هذه اللحظات لا تستحق أن تُهدر عليه.
طَراخ.
أبعدتُ يده عن كتفي.
“سأذهب إن لم يكن لديك شيء لتقوله.”
ومع أنني كنت على وشك المرور بجانبه والمضيّ قُدُمًا، إلا أنه أمسكني فجأة من معصمي.
“انتظري! لم أنتهِ من الحديث بعد!”
وفي اللحظة التي شدّني فيها بقوة…
بوووم!!
تسبّب الارتداد بدفعي إلى رفّ الكتب المكدّسة.
فبدأت الكتب المتراكمة كبرجٍ عالٍ بالاهتزاز، ثم…
انهارت فوق رؤوسنا.
“آه، آآه؟!”
فانسيس، وقد فاجأه الموقف، لم يتحرك، وبقي يحدّق في الكتب المتساقطة بذهول.
“ذلك الغبي!”
تحرك جسدي قبل أن أفكّر.
وعندما أدركت، كنت قد رميتُ نفسي عليه.
كووووااااارررررررررررررررررررررررررررررر!!
دوّى صوت سقوط الكتب كالرعد، واهتز المكان.
اسودّت الدنيا أمامي فجأة.
“ما الذي حدث؟”
كل شيء جرى بسرعة لم يستوعبها عقلي.
كنت سأرحل… لكنه أمسك بي فجأة.
وبسبب ذلك، اصطدمتُ بالرفّ… فسقطت الكتب.
لكن…
“لماذا لا أشعر بأي ألم؟”
طبيعي أن يكون جسدي الآن مليئًا بالكدمات، لكن الغريب…
“لماذا كل شيء مظلم؟”
وعندما رفعتُ رأسي بتعب…
“آه…”
فانسيس بدأ يفهم ما جرى.
“أنتِ… أنتِ…”
كانت لوسيا قد غطّت فانسيس بجسدها… وتحملت كل السقوط وحدها.
شعرها الأسود كان ينسدل كستارٍ حولهما، وعيناها المتألمتان تحدقان فيه.
“أنتِ…”
ثم…
قطرة… قطرة…
سقط شيء على خد فانسيس.
“……!!”
فتح عينيه على اتساعهما عندما تفقده بيده.
دماء.
دماء حمراء بلون عيني لوسيا.
ولم تكن دماءه.
لم يُصب بخدش حتى.
رفع نظره ليتأكد…
وكما ظنّ.
الدم كان ينزف من جبين لوسيا.
“أنتِ تنزفين…”
صوته كان يرتعش.
“أنا لم أقصد… أقسم…”
كان غاضبًا من تصرفاتها الباردة، أراد فقط سماع اعتذارها.
لكن لم يكن يقصد هذا أبدًا.
“أنا فقط… فقط…”
قطرة… قطرة…
هل كانت مجرد أوهام؟
لا… لم تكن.
كمية الدماء كانت تزداد فعلاً.
وبشرتها، التي كانت شاحبة أصلًا، أصبحت أقرب للموت.
“ماذا أفعل؟”
لم يعرف.
لم يتعلم كيف يتصرف في مثل هذه المواقف.
عقله توقف.
وفي غمرة ذهوله…
“……أه.”
سمع صوتها.
رفع رأسه، وتجمّد في مكانه.
لأن عيني لوسيا كانت باردة تمامًا.
خالية من أي دفء.
“أنا… أكرهك فعلًا.”
ثم…
طَخ.
انهارت.
“هيه، هيه! أيتها الحشرة… لوسيا!”
م.م: أنت الحشرة 🤷🏻♀️🤷🏻♀️
ناداها فانسيس بقلق، لكنها لم تفتح عينيها.
لم أكن أطلب حبًا.
كل ما أردته… أن ينظر إليّ مرة واحدة فقط.
لهذا، كنت أنتظر أمام باب مكتب والدي من الصباح حتى المساء.
أردت فقط أن يُنهي عمله وينظر إليّ، ويناديني باسمي.
لو فعل… ربما كنت سأصبر أكثر على حياة رودبيل القاسية.
كان ذلك في يومٍ ثلجي، باردٍ وقاسٍ.
لم أكن أرتدي ما يكفي، فكان البرد يخترق جلدي كسكين.
وقفتُ هناك طوال اليوم، وفي الليل كنت أغفو وأنا جالسة.
ثم…
طقطق.
صوت خطوات، ثم صوت الباب يُغلق.
انتفضتُ من مكاني… ورفعتُ رأسي.
ورأيت ظهر والدي.
لماذا؟
ربما لأن اليوم كان صعبًا جدًا… وكنت أحتاج إلى مكافأة.
ناديتُه بصوتٍ مرتجف:
“أ-أبي…”
وفجأة، حصلت المعجزة.
توقّف.
توقّف في مكانه.
كأنه ينتظر شيئًا.
“…هل سمعني؟”
هل هو ينتظرني؟
انفجرت مشاعري فجأة.
كان كل ما فكرت به حينها…
“يجب أن أركض إليه قبل أن يرحل.”
لكن قبل أن أتحرك…
“بابا!”
صوتٌ صافٍ، رقيق.
خيطٌ أبيض مرّ بجانبي.
كان صوتها…
صوتها، لا صوتي.
التفتَ والدي.
وابتسم…
“ميراكل (معناها بالعربي:معجزة).”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 13"