أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
السحر الحقيقي لعائلة رودبيل.
كان ذلك حالة لا تقتصر على إدراك السحر فحسب، بل تصل إلى تصلبيه وتجسيده أيضًا.
كما فعل مؤسس العائلة الأول، الذي صلّب السحر على هيئة أسلحة واستعمله.
لكن الأمر بقي مجرّد مفهوم نظري، ولم ينجح أحد غير المؤسس الأول في تحقيقه.
لهذا لم يستطع إلبيرت إخفاء حماسه.
ربما في هذا الجيل، يكون سيد العائلة الذي يخدمه قد أيقظ «السحر الحقيقي لعائلة رودبيل» لأول مرة منذ المؤسس!
يا له من حدث تاريخي!
إيغو رودبيل كان الأقوى بين جميع رؤساء العائلة.
لذلك لم يكن مفاجئًا أن يتمكن من إيقاظ «السحر الحقيقي لعائلة رودبيل».
بل لم يكن هناك مجال للشك أصلًا.
قال إلبيرت:
“يبدو أن الشكل غير المنتظم للبلورة ناتج عن الانفجار الفوري للسحر أثناء عملية الإيقاظ. إذا واصلت التدريب وصقلته، ستتمكن من تجسيده بالشكل الذي تريده.”
بعد قوله ذلك، غرق إلبيرت في التفكير.
إذا بدأ سيد العائلة بتدريب «السحر الحقيقي لعائلة رودبيل»، فمن الطبيعي أن يكون هو، كرئيس لقسم السحر، المساعد الأول له.
المشكلة أن أحدًا لم يُوقظ هذا السحر منذ المؤسس الأول، فلا توجد طريقة مؤكدة لإتقانه والسيطرة عليه.
لكن هذا لم يكن عائقًا كبيرًا بالنسبة له.
سأطوره بالتعاون مع سيد العائلة.
سيكون ذلك لحظة تُسجَّل في التاريخ.
وبجانبه سيُكتب اسم الساحر العظيم، إلبيرت بيدن.
هيه…
كان لدى إلبيرت طموح شديد لنيل الشهرة.
كان يحمل شعورًا عميقًا بالنقص تجاه سيد برج السحر، الذي يُمدَح بوصفه أقوى ساحر.
وفي الوقت نفسه، كان يعلم تمامًا أنه لن يستطيع تجاوزه أبدًا.
لكن إذا كُتب اسمه بجوار اسم الدوق في كتب التاريخ، فسيُعترف بإلبيرت بيدن كساحر عظيم بحكم التاريخ.
وبينما كان يبتسم متخيلًا نفسه يتلقى المديح والتكريم…
تحطمت أوهامه بكلمة غير متوقعة من الدوق.
“ليس أنا.”
“هاه؟ ماذا تعني…”
“أعني أن هذا السحر ليس لي.”
“ماذا؟”
لم يستطع إلبيرت سوى الرد بوجهٍ بليد أمام كلمات الدوق الغامضة.
أظلم وجه ليغرين وهو يراقب.
في الحقيقة، لم تتح لإلبيرت فرص كثيرة للتعامل مع الدوق.
فمثل قائد الفرسان، كان عمله منصبًا على تدريب قسم السحر والبحث في مجاله، فكان أغلب وقته حبيس المختبر.
لذلك، لم يكن يعرف كيف يتعامل مع الدوق، وبالطبع لم يدرك أن أسلوبه الحالي يثير انزعاجه.
كان عليّ أن أحذره مسبقًا.
عادةً كان ليغرين ليتوقع الأمر ويعطيه تحذيرًا قبلها.
لكن بعد حادثة المكتبة، كان مشوشًا أكثر من أن يبدي تلك الحساسية المعتادة.
كان يتوقع أن يُظهر الدوق علامات الانزعاج كالعادة.
لكن بدل الغضب، قال بهدوء بارد:
“قلت لك إنني لم أوقظ السحر الحقيقي لعائلة رودبيل.”
صاح إلبيرت بارتباك:
“هذا… هذا غير ممكن! تلك البلورة تحمل سحر رودبيل بلا شك، لا يوجد تفسير آخر!”
“إذًا…”
قال الدوق وهو يضع التقرير جانبًا وينظر إليه بهدوء:
“يبدو أن شخصًا آخر قد أيقظه.”
“هـ… هذا مستحيل، لا يمكن إلا لوريث مباشر من رودبيل أن يوقظه—”
“هل ظهرت نتائج فحص مستوى سحر لوسيا؟”
“ماذا؟ آه…!”
ارتبك إلبيرت من تغيير الموضوع المفاجئ، لكنه تدارك وأعطى النتائج للدوق.
وبينما كان الدوق يتصفح الأوراق، قال إلبيرت:
“مستوى سحر لوسيا هو…”
وأظلم وجهه لحظة قبل أن يكمل:
“‘0’.”
أغمض إلبيرت عينيه أمام هذه النتيجة البائسة، حتى وهو نفسه من نطقها.
مستوى السحر “0”!
كان هذا الرقم يمثل حرفيًا مقدار الطاقة السحرية التي يمتلكها الشخص.
الناس العاديون ممن لا يمارسون السحر يكون مستواهم عادة بين “1” و”2″، والسحرة العاديون بين “3” و”5″.
على سبيل المثال، مستوى سحر إلبيرت هو “7”، وبالنظر إلى أن الحد الأقصى الشائع هو “9”، فهذا رقم مرتفع جدًا.
ميراكيل مستواها 6، وفانسيس 5، وحتى إستيو الذي وُلد بلا موهبة سحرية على الأقل مستواه 1. صفر! عار على رودبيل!
بالطبع، ليس كل من يملك مستوى مرتفعًا يصبح ساحرًا بارعًا، لكن ارتفاع المستوى يعني نطاقًا أكبر وقوة أكبر للسحر الممكن استخدامه.
بمعنى آخر، “مستوى السحر” يعني “الإمكانات”.
ومن هذه الزاوية، كانت لوسيا الأسوأ بنظره.
لم يعرف إلبيرت لماذا أمر الدوق بفحص مستوى سحر تلك اللقيطة، لكنه نظر إليه بنظرة: “كنت أعلم”.
ثم قال الدوق وهو يضع النتائج بقوة:
“سأطلب من سيد برج السحر أن يفحص المستوى.”
“هـ، ماذا؟!”
صُدم إلبيرت من الكلام غير المتوقع.
“لقد أنهيت الفحص بالفعل! لماذا تطلب من سيد البرج إعادة الفحص؟!”
أجاب الدوق ببرود:
“ربما كانت القراءة خاطئة، لذا سأطلب منه التحقق بدقة.”
“……!!”
احمر وجه إلبيرت خجلًا.
إذ هناك شرط أساسي عند فحص مستوى السحر، وهو أن يكون مستوى الفاحص أعلى من مستوى الشخص المفحوص.
إذا كان الفاحص أقل مستوى، فلن يتمكن من قراءته وتظهر النتيجة “0”.
وكان الدوق يشير إلى ذلك.
سأل إلبيرت بصوت مرتجف:
“أتقصد… أنني ربما لم أتمكن من قياس مستواها لأن مستواي أقل من… تلك الحقـ… أقصد، الآنسة لوسيا؟”
“هذا ليس مستحيلًا.”
“……هذا!!”
انتشرت الصدمة على وجهه.
سمعت أن سيد العائلة تغيّر…!
لم يكن يتصور أن شخصًا قد يتغير لهذا الحد.
لم يكن ليفتح المجال لفرضية مستحيلة كهذه من قبل!
لكن حين بدأ عقله يعود، أدرك مدى فظاظته، وحاول إنهاء تقريره بدل الدخول في جدال.
وبينما أوشك على الانتهاء—
طرق طارق على الباب.
فتحقق ليغرين من الزائرة.
كانت خادمة تعمل كمساعدة مؤقتة لمارين، مكلفة برعاية لوسيا.
كانت لاهثة وكأنها ركضت بسرعة.
سألها ليغرين بوجه قلق:
“ماذا هناك؟ هل حدث شيء للآنسة؟”
قالت وهي تلتقط أنفاسها:
“الآنسة لوسيا…!!”
شحب وجه ليغورين.
فتحتُ عيني.
أشعة الشمس الدافئة وخزت عيني.
كانت الإضاءة قوية لدرجة أنني رفعت يدي لأحجبها.
أين أنا؟
حين اعتادت عيناي على الضوء، بدأت ملامح المكان تظهر تدريجيًا.
غرفة ليست كبيرة.
جدار مغطى بالكتب.
مكتب بني في أكثر زاوية مضيئة.
سجادة حمراء، وأريكة خضراء فوقها.
خلف الطاولة، مدفأة بيضاء يتقد بداخلها الحطب.
كان المكان عمومًا دافئًا ومريحًا.
لكن بدا مألوفًا… لقد رأيت هذه الغرفة من قبل.
…المنطقة غير المخصصة للعامة.
كانت الشمس مشرقة، والنوافذ المغلقة مفتوحة على مصراعيها، مما جعلها تبدو مختلفة عن السابق.
لكنها كانت بالتأكيد «منطقة غير عامة».
“لماذا أنا هنا؟”
في اللحظة التي حاولت فيها تذكر ما حدث، داهمني صداع.
“آه…”
لم يكن الصداع وحده، بل كان جسدي كله متعبًا ومؤلمًا.
هذا ليس واقعًا، وإن كان حلمًا، فلماذا أشعر بالألم؟
لا… هل هو حلم أصلًا؟
أين أنا…
حينها—
“ها هي.”
ارتعبت من الصوت المفاجئ خلفي والتفت.
امرأة دخلت من الباب.
شعر أسود…
“إنه مخبئي السري. ما رأيك؟ أليس جميلًا؟”
ضحكت المرأة بمرح.
ودخل خلفها رجل.
حين وقعت عيناي عليه، انقطع نفسي.
“إنه ضيق.”
شعر بلاتيني وعينان رماديت مائلة إلى الأزرق.
كان يشبه ولي العهد، لكنه لم يكن هو.
وقد عرفته على الفور هذه المرة أيضًا.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 129"