أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“لقد اختفت العاصفة السحرية.”
العاصفة السحرية التي هددت بهز المبنى حتى أساساته انحسرت وكأنها كانت مجرد حلم.
“إذن ما هذه الأشياء؟ أنتِ وأنا فقط من هنا.”
“……”
لم أستطع الرد على كلماته.
لا أستطيع أن أقول له بالضبط: “صحيح، هذه قوتي. لكنني لا أعرف ما الذي يحدث أيضًا.”
في الحقيقة، كنت أريد أن أقول أي شيء.
الصمت لن يؤدي إلا إلى زيادة شكوكه، لذا كنت أريد أن أقول إنها ليست قوتي، أو أنني لا أعرف ما الذي يحدث أيضًا، أو ربما أنها قوة مخفية في المكتبة.
كان علي أن أقول شيئًا، أي شيء.
لكنني لم أستطع أن أنطق بكلمة.
وبالأدق، كان من الصعب حتى أن أفتح فمي.
‘إنه دوار…’
انتظر، منذ متى كان هناك دوقان؟
ولماذا هو يتمايل هكذا؟
أم أن…
‘أنا التي أتأرجح؟’
“أجيبي… لوسيا؟”
عندها فقط لاحظ الدوق حالتي واقترب مني بملامح مندهشة.
واو… حتى الدوق يمكن أن يُظهر هذا التعبير.
الأمر مضحك بطريقة ما، لذلك ابتسمت.
“سيدي! أين أنت!”
“ما هذه الأشياء بحق الجحيم!”
“السيد هناك…!”
من بعيد، سُمعت أصوات أقدام كثيرة وصرخات عاجلة.
آه… يا للراحة.
‘لقد نجوت.’
هل كان ذلك بسبب الشعور بالراحة؟
الدوق أسرع وجذبني إلى صدره، وكان ذلك آخر ما رأيته.
سقوط.
سقط جسدي على هذا النحو.
حدق الدوق في لوسيا التي فقدت وعيها بين ذراعيه.
ثم ببطء، قرّب أذنه من وجهها.
شخير خفيف…
كان بإمكانه سماع أنفاسها الهادئة.
لم تكن ميتة. كانت على قيد الحياة.
شعر الدوق براحة غريبة لمجرد هذا الأمر.
لم يكن يعرف من أين جاء هذا الشعور.
هل هو ارتياح لعدم فقدان “التضحية”، أم أنه شيء آخر…؟
عندها.
“سيدتي-!”
شخص ما شق طريقه دافعًا بين الحشد القادم.
بردت نظرات الدوق حين وقعت عيناه عليه.
ارتبك الجميع من الطاقة الغريبة التي انبعثت فجأة، لكن ذلك الشخص الوحيد ركض باحثًا عن لوسيا.
غير أن آين، حين رأى لوسيا فاقدة الوعي بين ذراعي الدوق، توقف عن الحركة تمامًا.
شحب وجهه.
“سيدتي…؟”
ارتجف صوته وهو يناديها قليلًا.
ولم يكن صوته وحده.
كتفاه، يداه، وحتى عيناه كانت تهتز بقلق.
عينا آين ريكسوس، بلونهما الغروبّي، لم تعكسا سوى صورة لوسيا المسترخية كالميتة.
“سيدتي.”
حين خطا آين خطوة أخرى نحو لوسيا—
“توقف.”
“……”
صوت بلا نبرة قطع الطريق.
لكن تلك الكلمة وحدها لم توقف قدميه.
إذ اقترب بالفعل، مدّ يده نحو لوسيا.
وقبل أن تلمس يده جسدها—
“قلت لك توقف، آين ريكسوس.”
تدفقت هالة قاتلة لتسد طريقه.
عندها فقط توقف آين ورفع نظره.
غامت عيناه بلون الغروب.
“…ابنتك، تقول؟”
بصوت قاسٍ مخدوش من حنجرته، بصق الكلمات وكأنه يمضغها.
ظل الدوق يحدّق في آين بصمت.
لكن ذلك لم يزد آين إلا استفزازًا.
غلى شيء ما في داخله.
وبدلاً من كبته، أطلقه بلا تردد.
“عندما كنت تتغاضى عن الأمر!”
“……”
“تغاضيتَ عندما كانت بحاجة إليك أكثر من أي وقت، والآن ما الحق الذي تملكه…!”
كان على وشك الانفجار بالإحباط، لكنه عض شفتيه التالفتين.
لأنه يعرف أن هذا الصراخ بلا معنى.
صوت لن يصل أبدًا.
الصراخ على جدار سيكون أفضل.
“هاه…”
أخذ نفسًا عميقًا ليستعيد هدوءه، ومد يده نحو الدوق.
“ليس لدينا وقت لهذا الجدال. عليك أن تأخذ السيدة إلى المعالج فورًا، فسلّمني إياها.”
حتى في صوته المتصلب، كان قلقه على لوسيا واضحًا.
الدوق نظر إلى يده بهدوء.
ظل يحدق به بهدوء شديد، ثم قال:
“لن أسلمها.”
“…ما زلت ستفعل ذلك!”
“القائد على حق. لقد تغاضيت عن هذه الطفلة.”
“……!”
اتسعت عينا آين بدهشة من هذه الكلمات غير المتوقعة.
“لكن، حتى مع ذلك.”
العينان البنفسجيتان اللتان تحدقان فيه كانتا هادئتين.
“حتى مع ذلك، هي ابنتي.”
“……”
“أقول لك، مهما عاملتُ هذه الطفلة، ليس للقائد أي حق في التدخل.”
أمام هذه الحقيقة القاسية، لم يعد بإمكان آين فعل أي شيء.
الدوق محق.
آين ولوسيا مجرد معلم وطالبة. لا يمكنه التدخل بعمق في علاقة أب وابنته.
مرّ الدوق بجانب آين، المتجمد كالجليد.
الفرسان والسحرة، الذين تجمدوا من الموقف غير المتوقع، أسرعوا في التنحي جانبًا.
تابع الدوق السير بخطى واثقة، حاملاً لوسيا في ذراعيه.
بعد مغادرته، طلب ليغرن من إيلبرت أن يصرف الفرسان والسحرة.
أطاع السحرة أوامر إيلبرت، وألقى الفرسان نظرة على آين قبل أن يختفوا بهدوء.
بعد أن رحل الجميع، كان ليغرن الوحيد الذي نظر إلى آين بنظرة شفقة.
لم يتمكن من رؤية وجهه لأنه كان يدير ظهره، لكنه استطاع تخمين بؤسه.
“هاه…”
في النهاية، لم يستطع ليغرن منع نفسه من إطلاق تنهيدة.
وفي تلك اللحظة، شعر بها.
تكوّن شرخ في رودبيل، الذي كان صلبًا كجدار الحصن.
ذلك الشرخ قد يهز رودبيل من أساسه يومًا ما.
و…
‘السيدة لوسيا…’
كل هذا بدأ منها.
أين بدأ الخطأ؟
وماذا يجب أن نفعل الآن؟
بعد التفكير مليًا، أغلق ليغرن عينيه.
كان ذلك أفضل ما يمكنه فعله الآن.
“هووو.”
على قمة الجبل، حيث يمكن رؤية المكتبة من بعيد.
“إنه يحملها للخارج؟”
تمتم الرجل ذو القناع الأسود بإعجاب وهو يراقب كل شيء من خلال منظاره.
خلف العدسات، كان يمكن رؤية الدوق يحمل فتاة ذات شعر أسود، متراخية كدمية قُطع خيطها.
العاصفة السحرية التي بدت وكأنها ستبتلع المكتبة اختفت في لحظة كالحلم.
كان الجميع يظن أنهم سيموتون حين دخل الدوق هناك، لكن رؤيته يسير واثقًا للخارج تركهم بلا كلمات.
ماذا تتوقع غير ذلك من دوق رودبيل؟ يبدو أن شيئًا كهذا لا يحركه.
لكن… ماذا حدث في الداخل؟
أراد أن يتحقق فورًا، لكن…
“مهمتي تنتهي هنا.”
أعاد الرجل المنظار إلى سترته، كما لو كان ينهي عرضًا ممتعًا، وغادر المكان بسرعة.
لو بقي أكثر، قد يتم كشفه.
تسلل الرجل إلى منطقة تحت الأرض في أحد أزقة العاصمة.
وبمجرد دخوله، خلع قناعه كما لو كان يختنق.
ظهر شعر أحمر ناري، كأن النار مشتعلة فيه.
وعيناه، الحمراء بنفس لون شعره، كانتا مليئتين بالمكر مثل مشاغب.
“رين، هل كنتِ تحرسين المنزل جيدًا؟ هل حدث شيء أثناء غيابي؟”
سأل مازحًا المرأة الشقراء التي كانت تحرس المكتب أمام الباب مباشرة.
ألقت المرأة عليه نظرة لا مبالية، ثم أشارت إلى نهاية الممر بصوت جامد:
“السيد في الغرفة بالداخل.”
“تشه، مملة كالعادة. حسنًا حسنًا، سأذهب لأرفع التقرير~!”
بيديه خلف رأسه، مشى الرجل بخطى متبخترة في الممر.
لكن أمام الباب في النهاية، أنزل يديه فجأة وبدأ يزيل الغبار عن ثيابه بلا داع.
“أهم.”
بعد تنظيف حلقه، رفع يده.
طرق طرق.
“سيدي، أنا كاين. عدت للتو بعد إنهاء المهمة.”
“ادخل.”
عاد صوت أنيق وجميل من خلف الباب.
أخذ كاين نفسًا عميقًا، ثم فتح الباب.
انفتح الباب بسلاسة دون أي احتكاك.
دخل الغرفة، وأغلق الباب بهدوء خلفه، ثم وقف مستقيمًا.
كان يبدو كفارس بوقفته المنضبطة.
وفي نهاية نظره، كان فتى صغير ذو شعر رمادي فاتح يجلس على المكتب في وضع مرتب.
وحين رفع رموشه الطويلة ببطء، كاشفة عن ظلها، ظهرت عينان رماديتان بلون غامض.
م.م: إستيو؟
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 126"