⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
كان يعطي دائمًا إجابات واضحة وحاسمة، لدرجة أنك لا تستطيع حتى أن تجد الإرادة لمقاومته.
مثل ذلك اليوم حين أسقطني في الهاوية.
بلا مبالاة وبنُبل.
لكن لماذا الآن…
“أنتِ محقة، لوسيا.”
“……”
“بالتأكيد، لم تكوني شيئًا بالنسبة لي. لكن لماذا أنا…”
في تلك اللحظة تقريبًا، ندمت أنني طرحت عليه السؤال.
كلما تكلم أكثر، شعرت أنني أنزف أكثر.
لا أظن أنه يجب أن يتكلم أكثر.
بدأ شحوب وجهه يزداد أيضًا.
لم يكن هذا يشبه الدوق الذي كان دائمًا يواجه كل شيء بصلابة لا تتزعزع.
“توقف… توقف عن الكلام.”
لم أرد أن أسمع أي كلمة إضافية.
ولم يكن السبب فقط خوفي من تدهور إصاباته.
لا ينبغي أن أسمع أكثر.
إن سمعت المزيد، فقد تتغير صورة الدوق المتجمدة بداخلي.
لا أريدها أن تتغير.
أريد أن يبقى الدوق كما أعرفه.
حينها فقط ستبقى مشاعري تجاهه كما هي.
حتى ولو كان الاحتمال ضئيلاً جدًا، لا أريد لمشاعري نحوه أن تتغير.
كنت خائفة من أن كلماته، حتى إن قالها بلا أي نية خاصة، قد تزلزلني من جديد.
أنا خائفة.
رغم أنني أعلم أن هذا لن يحدث، إلا أن الخوف ينهشني من فكرة العودة إلى نفسي القديمة، تلك التي كانت تتوسل لنظرة منه وتكتفي برؤية ظهره من بعيد.
لذا أرجوك، ابقَ كما أنت.
ابقَ باردًا، بلا قلب، وقاسيًا إلى حد مرعب.
نظرت إليه برجاء عميق.
“……”
ظل الدوق يحدّق بي بصمت.
وبعد لحظة، تمتم بهدوء:
“حسنًا، لن أقول أكثر.”
شعرت بالارتياح.
لكن في اللحظة التي فكرت فيها بذلك…
“لكن، اسمحي لي بسؤال واحد فقط. ليس عليك الإجابة فورًا.”
“ها؟”
ما الذي يسأله فجأة؟
رفعت بصري إليه بحيرة، لكن ملامحه الحديدية لم تتغير.
تمامًا كما كانت دائمًا.
“ما نوع الوجود الذي تمثلينه بالنسبة لي؟”
م.م: اطرح أسئلة مفهومة يا دوق الجليد!!!
طرح سؤالًا غريبًا.
ما نوع الوجود الذي أمثله بالنسبة لك؟
ولماذا تسألني هذا؟
أنت تعرف الإجابة أكثر من أي أحد.
كنت مذهولة من غرابة السؤال، لكنني فتحت فمي لأجيب.
“ابنة غيـ…”
“قلت ليس عليك الإجابة فورًا.”
“……”
قاطع جوابي.
“فكّري جيدًا قبل أن تجيبي، لوسيا رودبيل.”
“……”
لم يكن هذا سؤالًا يحتاج إلى الكثير من التفكير.
بالنسبة له، لم أكن سوى “ابنة غير شرعية قذرة”.
أو تضحية أُعدّت ليزداد مجد عائلة رودبيل بريقًا في المستقبل.
لا أكثر ولا أقل.
لكن الدوق أجبرني على الصمت بنظرة حادة، وكأنه يتجنب سماع الإجابة الحتمية.
وفوق كل شيء، السؤال نفسه كان غريبًا.
ما شأني أنا بنوع الوجود الذي أمثله بالنسبة له؟
وما الفائدة؟
الدوق الواقف أمامي أصبح غامضًا جدًا.
كنت أتساءل إن كان حقًا هو نفسه الرجل الذي عرفته…
هل يمكن أنه قد استُبدل؟
كنت جادة في شكي، حتى…
دووووم…
سمعت صوت انهيار ما.
“كهـ.”
وفي اللحظة نفسها، توتر جسد الدوق أكثر.
شعرت فورًا أن السقف انهار مرة أخرى، وأن الدوق يتحمل العبء بالكامل.
غمرتني موجة من العجز القاسي.
كل ما استطعت فعله هو النظر إلى وجهه وهو يكافح، بعينين مرتجفتين، وأنا محصورة بين ذراعيه بلا حيلة.
حينها، التقت أعيننا.
حتى في هذه اللحظة، بقيت عيناه البنفسجيتان مستقيمتين وجميلتين.
فتح شفتيه ببطء.
“لوسيا.”
تساءلت فجأة:
منذ متى؟
منذ متى بدأ يناديني باسمي بهذه الألفة؟
“هل أنت خائفة؟”
يسأل عن شعوري.
“لن أموت، لذا لا تقلقي.”
منذ متى بدأ يقول أشياء لا تليق به كهذه؟
لن تموت؟
أجبته في داخلي:
بالطبع.
هذا بديهي لدرجة أن قولها بصوت عالٍ سيكون مملاً.
لن تموت. مهما كلف الأمر.
حتى لو كان الثمن تحطيم شيء ما.
لكن…
غريب أن تقولها أنت تحديدًا.
نظرت إليه بهذا المعنى.
كنا قريبين لدرجة أن كل منا انعكس في عيني الآخر، لكننا لم نستطع رؤية ما في القلوب.
أنت تحديدًا، غريب أن تقول ذلك.
أليس كذلك؟
أنت، من ربّيتني منذ البداية بنية استخدامي كأضحية.
لم أستطع التعبير عنها بالكلمات، فاكتفيت بالتحديق في عينيه.
بعينين تحملان الشك والحقد.
وأنت، بماذا نظرت إلي في تلك اللحظة؟
حلّ صمت غريب، حتى…
دوووم…
اهتز المكان اهتزازًا أعنف من كل ما سبق.
هذا… خطر حقيقي.
صرخت غريزتي: بهذه الوتيرة، قد أموت حقًا.
نظرت حولي بلا وعي.
لو وجدت شيئًا ليدعم الأنقاض بدلًا من الدوق، فقد نتمكن من النجاة معًا.
وبينما كنت أبحث بعيني، لمحت شيئًا.
هذا…
مع تحرك الجدار الحجري، انفتح فراغ بالكاد يكفي ليمر منه طفل.
بهذا الحجم، أستطيع…
“اخرجي، لوسيا.”
“……!”
شهقت ونظرت إليه.
تبع بصره الفجوة التي كنت أنظر إليها، ثم عاد إليّ.
كان الدم والعرق يمتزجان ويتجمعان عند زاوية عينه.
وقال:
“اخرجي من خلال تلك الفتحة. ستتمكنين من الهرب كما دخلتِ من قبل—”
“انتظر، لحظة فقط!”
قاطعته بسرعة.
في الظروف العادية، لم أكن لأجرؤ، لكن لم يكن هذا وقت المجاملة.
المهم كان…
“هل تقول لي أن أهرب وحدي الآن؟”
“نعم. فهمتِ جيدًا.”
كان يقول شيئًا غير منطقي!
… لا، في الحقيقة، ليس أنه غير منطقي.
كما قال، إن خرجتُ من هناك، سأكون في أمان.
لكن…
“وماذا عنك أنت، دوق؟”
“……”
“ماذا سيحدث لك إن خرجت وحدي؟”
حدّق في وجهي بصمت، ثم…
…هاه؟
للحظة، شككت في بصري.
لأنه قال:
“أنت تقلقين بلا داعٍ.”
وبينما قال ذلك… بدا وكأنه يبتسم.
ابتسم؟
أغمضت عيني وفتحتهما بقوة، غير مصدقة لما رأيت.
م.م: وأنا منصدمة أكثر
تساءلت إن كنت أتوهم.
وحين فتحت عيني مجددًا…
“لن أكرر كلامي. لوسيا رودبيل، تحركي بسرعة.”
عاد إلى وجهه المعتاد الذي أعرفه.
صحيح.
لابد أنني كنت أتوهم.
ومع ذلك، كيف أرى وهمًا كهذا؟
لا بد أنني منهكة جدًا الآن.
لا عجب، فقد رميت نفسي وركضت، بل وأصبت ساقي.
كانت رؤيتي تزداد تشوشًا أحيانًا، وكأنني سأفقد وعيي إذا تراخيت قليلًا.
“لوسيا رودبيل.”
ازدادت نبرته حزمًا.
“ألا تسمعينني؟ قلت اخرجي.”
تساءلت فجأة:
هل هو بخير حقًا؟
هل يمكن لرجل مصنوع من الجليد أن يتجاوز حتى هذه الأزمة؟
هل هذا سبب ثباته؟
لا أعلم. وفي الحقيقة، هذا لم يكن مهمًا جدًا الآن.
لأن…
“مستحيل.”
هززت رأسي.
وقلت بابتسامة باهتة:
“كاحلي يؤلمني كثيرًا ولا أستطيع التحرك.”
عدت أنظر إلى حالة كاحلي.
لقد تورم أكثر.
لم أظن أنه يمكن أن ينتفخ أكثر، لكن تورمه ازداد حتى صار أكبر من قبضتي.
لا أستطيع التحرك هكذا.
“أنتِ تقولين هراء.”
وبّخني بهدوء.
“إن لم تستطيعي المشي، فازحفي للخارج. هذا أمر، لوسيا رودبيل.”
هل هذا كلام يقال…
لم يكن أمرًا يُعطى لطفل عادي.
ولم يكن طفل عادي قادرًا على طاعته أصلًا.
“…… نعم.”
أطعت أمره.
وتسللت بصعوبة من بين ذراعيه، وزحفت باتجاه الفتحة.
كما لو كنت أهرب من الواقع.
كما لو كنت أهرب من شيء ما.
كنت متعبة ومرهقة، ولا أريد التفكير في أي شيء بعد الآن.
كل ما أردته هو النجاة، ببساطة.
وأنا أزحف نحو الفتحة، خطرت لي فجأة فكرة…
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 124"