أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بمجرد أن غادرت الغرفة، بدأ المبنى بأكمله يهتز.
طَقطَقة… طَقطَقة… طَقطَقة…
كان ضوء العاصفة السحرية يضيء الداخل بخفوت، لذا لم يكن هناك أي مشكلة في الخروج.
ركضتُ للأمام دون أن ألتفت للخلف.
كنتُ أرغب في الركض أسرع، لكن لم أستطع بسبب الكتابين اللذين خبأتهما داخل ثيابي.
لكن في تلك اللحظة…
دَق، دَق، دَق!
“آه…”
لسوء الحظ، تعثّرت بساق كرسي مقلوب وسقطتُ على وجهي.
“آه…”
كادت الدموع تنهمر من عيني بسبب الألم المفاجئ، لكنني عضضتُ على أسناني ونهضت.
لكن…
سقوط!
انهرتُ مباشرة مرة أخرى.
خلعتُ حذائي وتفقدتُ كاحلي، وعبستُ.
كاحلي…
يبدو أنني التويته بشدة أثناء السقوط، وبدأ التورّم يظهر.
في هذا الوقت بالذات…!
لعنتُ نفسي على عدم الحذر، وحاولتُ النهوض مجددًا.
“آه…”
بمجرد أن لامست قدمي الأرض، عضضتُ شفتي من شدة الألم الذي اخترقها.
لكن لم يكن بوسعي التوقف هنا.
تشبّثتُ بطاولة وكرسي وأنا أتحرك بصعوبة للأمام، حين…
“…هاه؟”
هناك شخص واقف أمامي.
لكن…
هل أنا أتخيل؟
لأن هويته هي…
“…الدوق، يا سيدي…؟”
إنه دوق إيغو رودبيل.
وكان يحمل سيفًا.
أليس هذا…؟
سيفه المفضل، سيف الكنز الخاص الموروث فقط لرؤساء عائلة رودبيل، نوكس.
لماذا يحمله الآن…؟
هل جاء ليقتلني؟
أعلم أن الأمر ليس كذلك.
بالنسبة له، أنا مجرد أداة للاستعمال، لذلك لا يستطيع التخلص مني حتى لو أراد.
كنتُ حتى الآن أتعامل معه بجرأة وأنا واثقة من ذلك.
لكن الآن… أنا متعبة وجسدي يؤلمني، وصار من الصعب التفكير بعقلانية.
صار تنفسي سريعًا، والألم ينتشر في جسدي، ورؤيتي تغيم من العرق… وفي نهاية الطريق… يقف دوق يحمل سيفًا.
كل شيء بدا وكأنه أسوأ سيناريو ممكن.
أنا خائفة.
شعرت وكأن هذا الرجل، الذي يشبه ملك الموت، على وشك قتلي.
وكأن كل ما فعلته للبقاء على قيد الحياة سيتبخر في لحظة.
“أنقذ…”
كان الجو مظلمًا، فلم أرَ ملامحه جيدًا، لكن شعرت أنني أعرفها دون أن أراها.
لابد أنه ينظر إليّ باشمئزاز.
بعينين محتقرتين، وكأنه يرى أقذر شيء في العالم، هكذا ينظر إليّ.
في الماضي، كانت كل نظرة منه تطعنني كقطع الزجاج، لكن الأمر لم يعد يهم.
لأنه… مهما كانت نظرته لي، لن أتأذى بعد الآن.
فقط…
“أرجوك… أنقذني…”
فقط لا تقتلني.
توسلتُ بيأس.
لذلك الشيء الذي لم أدرِ إن كان وهمًا أم واقعًا.
لم أدرِ حتى إن كان صوتي قد وصله.
ظل واقفًا بلا حراك، يحدّق بي.
ثم…
كوووووووانغ!!
بدأ السقف أخيرًا بالانهيار.
والمصيبة أنه كان فوق رأسي مباشرة.
سأُدفن!
كان الأوان قد فات للهرب.
أغمضتُ عيني بقوة، أنتظر الصدمة التي ستغمر جسدي.
لكن…
ووش!
شيء ما التف حولي.
وفي نفس اللحظة…
تَكَسُّر… تَكَسُّر… تَكَسُّر…
انهار السقف.
كانت أصوات الأنقاض المخيفة تتساقط وتتكدس حولي تتردد في الأرجاء، لكن جسدي كان سليمًا.
لم أشعر بأي ألم.
…ما هذا؟
كل شيء حدث بسرعة فلم أستوعب الموقف.
إذًا… ما الذي التف حولي؟
فتحتُ عيني بحذر.
كان الأمام محجوبًا تمامًا.
رفعت رأسي ببطء.
عندها فقط فهمت ما كان يحتضنني.
…لكن هذا غير منطقي.
لماذا…
“الـ… دوق؟”
لماذا تحتضنني؟
وفوق ذلك، كان يمسكني بقوة لدرجة أنني لم أستطع الحركة.
وسط كل هذه الأمور غير الواقعية، كان هناك شيء واحد مؤكد.
بفضله وأنا بين ذراعيه، لم أُدفن أو أُصب بالأنقاض.
لكن هذا يعني، في المقابل، أن الدوق أخذ مكاني…
“الـ… دوق…”
“ابقي ساكنة.”
همس بهدوء.
كان صوته هادئًا لدرجة شعرت أن كل هذا مجرد حلم.
وكأنه لم يحدث شيء.
“هل أصبتِ؟”
سأل بنبرة لا مبالية.
“آه… أنا…”
قبل أن أتمكن من الرد، تحرك بصره أولًا.
بدا وكأنه يفحص جسدي، ثم توقف عند الأسفل.
ماذا ينظر هكذا؟
اتبعتُ نظره، وعندها فهمت.
كاحلي… كان قد أصبح بنفسجيًّا ومتورمًا كقبضة اليد.
“أنا… بخير.”
أخفيت قدمي خلفي بحرج، وكأنني أظهر جانبًا ضعيفًا.
“لكن… كيف أتيتَ إلى هنا، دوق…”
كنتُ على وشك السؤال.
لكن بمجرد أن رفعت رأسي ثانية لأسأله…
لم أتمكن من قول أي شيء.
قطرة… قطرة… قطرة…
شيء ما سقط على جبيني وخدي.
دافئ… لا، بارد… يثير الحكة… لكنه يلسع.
هذا…
دم؟
حدقتُ بذهول في الدم المتساقط من جبينه.
وعندها فقط، عادت إليّ الحقيقة القاسية التي نسيتها للحظة.
من البداية، كان الأمر واضحًا.
السقف انهار فوق رأسي، والدوق احتضنني.
ومن المستحيل أن الأنقاض اختفت فجأة، إذن كلها سقطت عليه.
كنت أعلم هذا… لكن مظهره كان هادئًا جدًا.
لا يختلف عن المعتاد.
وقبل كل شيء…
لأنك أنت.
لذا ظننت بشكل غامض أنه سيكون بخير.
أن الدوق سيكون سالمًا حتى لو دفنته الأنقاض.
أنه سيكون بخير…
لكن في الحقيقة… هذا مستحيل.
لأنك أيضًا إنسان.
بالطبع، هذا بديهي.
لكن… كيف أقول…
لا أشعر بأي إنسانية منك.
باستثناء “ميراكيل”، كان دائمًا يتعامل مع كل شيء بوجه بلا تعابير، وعينين بلا رحمة، وصوت بارد.
إنسان لا تشعر منه بالإنسانية مطلقًا.
وليس عبثًا أن فانسيس يخشى والده.
لكن، لماذا أنت، بهذا الشكل…
“…لماذا فعلت هذا؟”
لم أستطع إلا أن أسأل.
وعندما أدركتُ ذلك، شعرت بالذعر، لكنني لم أسحب السؤال.
لأنني كنتُ حقًا أريد أن أعرف.
لماذا تخاطر لتنجيني…
ظل الدوق يحدق بي بوجه جاف، وأجاب بنبرة لا مبالية:
“لا أعلم عمّا تتحدثين.”
لولا الدم الذي لا يزال يسيل، لما أدركت أنه أصيب.
صُدمت من وقاحته، وهو يرد بوجه خالٍ من المشاعر.
“لا تعلم؟”
أعرف الإجابة عن سؤالي.
لأنني لا أستطيع أن أموت.
لكن هذه لا يمكن أن تكون الإجابة في الوقت نفسه.
لأنها تعني حرفيًا: “طالما أنا لم أمت”.
وهذا لا يفسر لماذا خاطر بجسده لإنقاذي.
كانت هناك طرق أخرى لحماية حياتي.
لكن لماذا…
“لم يكن عليك أن تذهب إلى هذا الحد.”
أعرف أن أسلوبي ليس جيدًا.
في الواقع، لم يكن يهم لماذا ألقى بنفسه لينقذني.
المهم هو…
أنني نجوتُ هذه المرة أيضًا.
هذا وحده يكفي.
لكن…
“أنا… لا أعرف ما الذي تفكر فيه.”
قلبي مثقل جدًا.
شعرت بشؤم أن شيئًا ما يسير في اتجاه خاطئ.
ما الأمر؟
لقد حصلتُ على مؤهل النسب المباشر، ووجدتُ كتاب آيلا الطبي.
كما وجدتُ القلادة التي كانت مصدر التصادم السحري، وبفضلها يمكنني منع الانهيار الكامل للأرشيف.
الأمور تبدو سلسة، كأنني أنجزتُ الكثير، فلماذا أشعر بعدم الارتياح؟
قبل كل شيء…
“أنت لا تهتم بما سيحدث لي، أليس كذلك؟”
لماذا يخرج من فمي هذا الكلام؟
وأي إجابة أريد أن أسمعها؟
في الواقع، أعرف الإجابة على كل هذا.
سبب شعوري بالقلق رغم سير الأمور كما يجب… وهذا الضيق الغامض…
أنا مرتبكة.
أنا مرتبكة من تغيّر هذا الرجل.
الدوق الذي أعرفه ليس هكذا أبدًا.
بالتأكيد، ليس شخصًا يلقي بنفسه لينقذ أحدًا.
“…حسنًا.”
“…”
“أنا أيضًا لا أعرف السبب.”
ولم يكن حتى من النوع الذي يعطي مثل هذا الجواب الغبي.
م.م: كلنا لا نعرف السبب
شكرا على 20 ألف مشاهدة للرواية 🥹😭😭😭 و شكرا على تعليقاتكم الجميلة و دعمكم 💜💜
استمتعوا بالقراءة
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 123"