أستغفر الله العظيم واتوب اليه 

⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁

 

كان ليغرين هو من تقدّم ليوقفه.

 

حين وضع ليغرين يده على ذراعه وأوقفه، عضّ آين على أسنانه وأسقط إلبيرت كما لو كان يرميه.

 

“كح، شـ، شكراً لك…”

 

حاول إلبيرت أن يعبّر عن امتنانه، لكن ليغرين رمقه بنظرة باردة ولم يعترف حتى بوجوده.

 

“اللعنة… إنها غلطتي. بسببي السيدة…”

 

“لوم النفس يمكن أن ينتظر. الآن علينا أن نفكر في كيفية إنقاذ السيدة.”

 

“…إنك هادئ يا كبير الخدم.”

 

“هل أبدو كذلك؟”

 

شدّ ليغرين زاويتي فمه قسراً وضبط نظارته.

 

في تلك اللحظة، لاحظ آين أصابع ليغرين وهي ترتجف.

 

“…”

 

كان يبدو متماسكاً وهادئاً، لكنه في الحقيقة كان مضطرباً مثل آين تماماً.

 

لقد أراد أن يلتقط السيف الذي أسقطه آين ويندفع إلى العاصفة.

 

لكن ما تبقى لديه من ذرة عقل قال له إن ذلك لن يكون سوى مضيعة للوقت.

 

ومع ذلك…

 

“ليست لدي أي فكرة.”

 

ليغرين، المعروف كأحد استراتيجيي رودبل، لم يستطع إيجاد طريقة لإنقاذ لوسيا.

 

حتى إنه لم يستطع فهم كيف استطاعت لوسيا وحدها الدخول إلى تلك العاصفة.

 

“اللعنة.”

 

لم يكن يعلم أن عقله يمكن أن يكون بطيئاً إلى هذا الحد.

 

لقد قال لإين إن الوقت ليس مناسباً للوم النفس، لكنه كان يلوم نفسه في داخله.

 

عندها…

 

“تنحَّ.”

 

“……!”

 

اتسعت عينا ليغرين حين رأى شخصاً يقترب.

 

إيغو رودبل.

 

شَعره الأبيض كالثلج يتطاير، وكان يخطو ببطء نحوهم.

 

في تلك اللحظة، لمعت شرارة أمل في عيني ليغرين الخضراوين.

 

إن كان هو، إن كان دوق رودبل، فقد يتمكن من إنقاذ لوسيا التي جرفتها العاصفة!

 

كان ليغرين على وشك أن يطلب منه المساعدة.

 

“سيّديـ-“

 

لكن قبل أن يقترب، مرّ الدوق بجانبه بلا رحمة.

 

التفت ليغرين نحو الدوق بعينين متحيّرتين.

 

وخوفاً من أن يفوته الأمر، مدّ يده نحوه.

 

انتظر.

 

لكنه سرعان ما أدرك شيئاً فتوقف.

 

فالدوق كان يقترب حالياً من…

 

“قلت لك تنحَّ.”

 

أمام العاصفة السحرية التي ابتلعت لوسيا.

 

عند صوت الدوق البارد، التفت آين ببطء، وكان واقفاً مثل جندي مهزوم.

 

لقد اندفع مراراً لكنه فشل في إنقاذ لوسيا، ووجهه كان أقرب لوجه جثة.

 

“…”

 

نظرة الدوق التي كانت تحدّق به كانت باردة كهاوية لا قرار لها.

 

“مزعج.”

 

مظهر آين وكأنه فقد أغلى ما يملك.

 

“هل أقتله؟”

 

مزعج لدرجة أنه أراد أن يقتله.

 

بالطبع، كان يعلم أن هذه ليست فكرة طبيعية.

 

آين كان تابعاً بارعاً، وأقوى وأصدق السيوف التي يملكها.

 

موهبة لا غنى عنها لرودبل الحالية.

 

ومع ذلك، السبب الذي جعله يريد محوه من أمامه كان…

 

“همم…”

 

لأن طريقة حزنه وكأنه فقد أعز ما لديه كانت مزعجة لدرجة تدفعه لقتله.

 

“لماذا؟”

 

لماذا هو مزعج إلى هذا الحد؟

 

كانا مجرد سيد وتلميذ غريبين الأطوار، فما أهمية الأمر؟

 

لا، لم يعد هذا يهم الآن.

 

مهما كان قربهما، ومهما كان الأمر مزعجاً…

 

سيخبره ببساطة:

 

“متغطرس.”

 

ششخ…

 

سحب إيغو رودبل سيفه.

 

صوت احتكاك النصل بالغمد الحاد أسكت كل ما حولهم.

 

وبعد قليل، ظهر نصل شاحب وشفاف كضوء القمر.

 

“آه…”

 

شهق أحدهم عند رؤيته.

 

سيف إيغو رودبل الحالي، الكنز الذي يُورَّث فقط لرأس عائلة رودبل – نوكس.

 

كانت هذه أول مرة يرونه فيها شخصياً، فنسوا خطورة الموقف لبرهة وحدّقوا في سيف الدوق.

 

سيف غامض وجميل يليق بسيد رودبل المتألق.

 

وجّه الدوق طرف السيف بدقة نحو إين أمامه، ثم أماله ببطء نحو السماء.

 

ثم…

 

“……!”

 

“هذا…”

 

“سحر رودبل…”

 

بدأ السحر الأرجواني يتدفّق من جسد الدوق على شكل موجات.

 

تسلقت طاقة سحرية، امتدت مثل الجذور، على جسده ولفّت النصل.

 

راقب الجميع المشهد المهيب بعيون مسحورة.

 

سحر رودبل…

 

فرسان سحر رودبل يمكنهم تنمية السحر بفتح طاقاتهم عبر مراسم السحر، وهي طقوس التنصيب.

 

لكن السحر الذي يتجلى بـ”سحر رودبل” – أصل السحر وقمته – كان في مستوى آخر تماماً عن التعاويذ.

 

حتى دون اختبار قوته، كان يمكن الشعور برتبته من الهالة وحدها.

 

قبل أن يلاحظوا، كان السحر الأرجواني قد غلّف السيف تماماً، وبثّ هالة مهيبة.

 

امتد السحر حوالي شبر أطول من النصل.

 

وووش— ترددت أصداء بين السيف وسحره، فاهتز الهواء.

 

وسط الصمت الذي عمّ تحت وطأة الدهشة، تحرّكت شفتا الدوق ببطء.

 

“آين ريكسوس، القائد، هناك حقيقة يجب أن تنقشها في ذهنك.”

 

“…”

 

“تلك الطفلة.”

 

توقف الدوق لحظة.

 

حدّق بآين، بلا حراك وكأن أنفاسه انقطعت، ثم قال:

 

“هي ابنتي.”

 

م.م: خلونا نتصدم من تغير الأحداث، و من تغير الدوق 🫣😱

 

اتسعت عينا آين ببطء.

 

ولم يكن آين وحده.

 

الجميع في ذلك المكان سمعوا كلماته.

 

ومع ذلك، لم يستطيعوا فهم ما قاله الدوق.

 

من كانت “تلك الطفلة” التي يسميها ابنته؟

 

لا.

 

حتى بدون تحديد مباشر، كانوا يعرفون من خلال السياق.

 

من كان آين يحاول إنقاذها بجنون، ولماذا قال الدوق إنه غير مؤهل، ومن هي “الابنة” التي يقصدها.

 

السبب في أنهم لم يستوعبوا فوراً هو…

 

كان ليغرين يحدق في ظهر الدوق مذهولاً.

 

“هل… هل سمعت بشكل صحيح للتو؟”

 

ذلك لأن…

 

“السيد للتو قال إن السيدة لوسيا ابنته…”

 

بالطبع، لاحظ أن موقف الدوق تجاه لوسيا قد تغيّر مؤخراً.

 

لكن لم يتخيل يوماً أنه سيقول علناً إنها ابنته أمام هذا الجمع.

 

الجميع، بمن فيهم ليغرين، كانوا في صدمة.

 

وسط الصدمة التي غمرت الجميع،

 

“إذن…”

 

كان آين وحده يحدّق في الدوق بعينين حادتين.

 

“أأنت تطلب مني أن أتخلى عن السيدة، الآن؟”

 

هكذا فهم الأمر.

 

أنه غير مؤهل لحماية لوسيا، فيجب أن يتنحى ويتخلى عنها.

 

في تلك اللحظة، ارتسمت على شفتي الدوق ابتسامة ملتوية.

 

“نعم. هذا صحيح.”

 

“هل هذا ما تحـ-“

 

“إنقاذ تلك الطفلة هو واجبي.”

 

“……!”

 

طنننغ.

 

أمسك إيغو رودبل بمقبض السيف بكلتا يديه.

 

وأصبحت تدفقات السحر أكثر حدة.

 

وعيناه الأرجوانيتان تحدقان في نقطة واحدة وسط العاصفة السحرية الهائجة.

 

وفي اللحظة التالية…

 

سوش—!

 

هوى بالسيف بقوة.

 

──كواااانغ!

 

دوّى صوت انفجار في مكان ما، ففتحت عيني ببطء.

 

كنت ممددة على ظهري، أنظر إلى السماء الأرجوانية المتموجة.

 

رمشت ببطء، أفكر بشرود.

 

…أين أنا؟

 

لقد انقطعت أفكاري فجأة، فلم تكن ذهني مرتبطة جيداً.

 

بدأت أستعيد ذكرياتي ببطء.

 

إذن، بوضوح…

 

العاصفة الناتجة عن التصادم السحري حدثت أبكر من المتوقع.

 

كنت أذرع المكان جيئة وذهاباً، حائرة من هذا المتغير المفاجئ…

 

ثم ألقيت بنفسي فيها.

 

الآن صارت الذكرى حية.

 

“آي آي آي…”

 

يبدو أنني سقطت بوضعية خاطئة، إذ كان مؤخر رأسي يؤلمني.

 

بخلاف ذلك، كنت بخير تماماً، دون خدش واحد.

 

بصراحة، كنت أتوقع على الأقل جرحاً مثل جيلز سمور حين رميت نفسي…

 

“…هل هذا ممكن؟”

 

تمتمت بشرود.

 

في الواقع، لم أندفع هكذا دون أي حساب.

 

السبب في أن جيلز سمور استطاع اختراق حاجز التصادم السحري كان بفضل المؤهلات التي منحها المؤسس.

 

وقد كنت مؤخراً أتشابك كثيراً مع رأس العائلة المؤسس.

 

رأيت ذكرياتها، ورأيت أوهامها.

 

وأيضاً تفاعل إرث المؤسس أثناء الطقوس.

 

لذا، حتى وإن لم أُمنح المؤهلات مثل عائلة سمور، ظننت أنني ربما أتمكن من الاختراق بطريقة ما.

 

والنتيجة كانت نجاحاً.

 

لكن ما لم أتوقعه أنني لم أصب حتى بحرق طفيف.

 

ربما…

 

هذا ممكن لأن نصف دم رودبل يجري في عروقي.

 

امتياز أحفاد.

 

هذا الدم الملعون يكون مفيداً أحياناً.

 

في هذه اللحظة، كنت ممتنة لكوني نصف رودبل، فنهضت.

 

“لا وقت لدي لأفعل هذا.”

 

م.م: مرحبا يا أحلى قراء، الأحداث صارت ناااار 🔥🔥🔥

 

Sel

للدعم :

https://ko-fi.com/sel08

أستغفر الله العظيم واتوب اليه