⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
اتسعت عينا «أين» عندما لمحني.
قدماه، اللتان كانتا تتجهان نحو الدوق، انحرفتا نحوي.
جثا فورًا أمامي وسأل بلهفة:
“لماذا أنتِ هنا يا آنسة؟ هل تورطتِ في هذا الأمر؟ هل أنتِ مصابة في أي مكان؟ ها؟”
من دون أن يترك لي مجالًا للإجابة، بدأ «أين» يفحص حالتي على عجل.
وفجأة خطر ببالي أن… بطريقة ما، صار «ليغرِن» و«أين» يتصرفان بأسلوب متشابه أكثر فأكثر.
وبدلاً عني، وأنا التي كنتُ شاردة الذهن، تولّى «ليغرِن» الإجابة:
“لقد اكتشفتِ خللًا أثناء تجوالك بالقرب من المكتبة، وجئتِ إلى هنا وحدك.”
“ماذا؟! هذا… خطير! في مواقف كهذه عليكِ الهرب لأبعد مسافة ممكنة من دون أن تلتفتي!”
هل كان ذلك من نسج خيالي، أم أن «ليغرِن» كان يشي بي لـ«أين»؟
ثم أومأ «ليغرِن» موافقًا على كلام «أين»:
“أنا أؤيد ما قاله القائد. يا آنسة، هذه المرة انتهى الأمر على هذا النحو، لكن إذا وقع حادث مشابه في المستقبل، عليكِ أن تُخلِي المكان فورًا وتتوجهي لأبعد نقطة. سلامتكِ هي الأولوية القصوى، ولا ينبغي إغفالها أبدًا.”
“كبير الخدم محق. أهم شيء هو سلامة الآنسة.”
“……”
انهمرت عليّ وابل من الملاحظات من الجانبين.
هذان الاثنان… هل كانا دائمًا بهذا التوافق؟
يبدو أنهما تقاربا كثيرًا بينما لم أكن أراقبهما.
لكنني كنت أعلم أن كل هذا ينبع من القلق عليّ، فقررت أن أقدّم لهما الجواب الذي يريدانه:
“نعم، آسفة. سأهرب في المرة القادمة، أعدكما.”
عندما خفضت رأسي بتعبير متأثر، خفّت حدّة نبرتهما كثيرًا.
عندها جاء صوت مرتبك من مسافة قريبة:
“ماذا… ماذا تفعلون جميعًا؟”
لمحت من بين «ليغرِن» و«أين» «إلبرت»، الذي كان واقفًا بجوار الدوق، يحدق بنا بملامح منزعجة.
أو بالأحرى، كان مرتبكًا جدًا من مشهد «أين» و«ليغرِن» وهما يقفان على جانبيّ.
“مرحبًا.”
عندما ألقيت عليه تحية مقتضبة، غطى فمه بقبضته وسعل: “أهم!”
ثم بدأ يوبّخ بنبرة متصنعة الجدية:
“أنتم أمام رأس البيت. مثل هذا السلوك غير اللائق والمستهتر—”
لكن صوته قُطع فجأة.
“القائد إلبرت بيدن.”
ارتبك «إلبرت» من الصوت العميق الذي أوقفه، ونظر إلى الدوق.
“ن-نعم! هل ناديتني، يا رأس البيت!”
وهو يحدق فيه بلا مبالاة، سأله الدوق:
“تقييم الوضع؟”
“آه…!”
وكأنه تذكر دوره لتوّه، سارع للتقرير:
“بعد الفحص، تبين أنه أثر جانبي ناجم عن تصادم هائل لقوى سحرية.”
“تصادم قوى سحرية.”
ابتسم الدوق بسخرية باردة.
واصل «إلبرت» شرحه وهو يتصبب عرقًا:
“يبدو أن القوة السحرية القديمة لم تختفِ، بل بقيت…”
“قوة سحرية قديمة، تقول؟”
“…يُرجح أنها قوة مؤسس البيت.”
“قوة المؤسس. وهذه اصطدمت بقوتنا السحرية؟”
“هذا محتمل بشدة، لكن هناك احتمال بأن قوة أخرى تدخلت في العملية…”
كنت أراقب حوارهما شاردة الذهن.
‘إنه مشابه.’
قد يختلف مضمون الحديث قليلًا، لكن تسلسله كان مطابقًا لما حدث من قبل.
وبعد ذلك…
“الحل؟”
“حاليًا لا توجد طريقة مناسبة… لا بد أن هناك وسيطًا داخل المبنى تسبب في تصادم القوى السحرية. ما لم يُعثر عليه ويُزال…”
تفادى «إلبرت» النظر في عينيه، وقطرات العرق تتساقط.
وخلفه، كان السحرة وفرسان السحر يتطايرون بفعل العاصفة، ويتدحرجون على الأرض.
وفي النهاية، تمتم «إلبرت» بصوت ثقيل وكأنه ينطق بحكم إعدام:
“لا أحد يستطيع الدخول. كما هي الحال الآن…”
“إذًا علينا أن نقف متفرجين؟”
“……”
“أفهم.”
على عكس نبرة «إلبرت» المثقلة، كان الدوق هادئًا جدًا.
نظر إلى المكتبة المحاطة بالعاصفة البنفسجية بعينين باردتين، ثم همس بهدوء:
“إذا لم يكن هناك حل آخر، فلا مفر من الأمر.”
“نعم. نعم؟”
اتسعت عينا «إلبرت» لدهشة من تخلّيه السريع.
“رأس البيت…!”
اقترب «ليغرِن»، الذي كان بجانبي، سريعًا من الدوق:
“المكتبة هي الإرث الأهم لعائلة رودبيل. إذا فقدناها، فإن مكانة العائلة—”
لكن الدوق ظل ثابتًا:
“إذا كانت سمعتنا ستنهار لمجرد أن إرثًا واحدًا قد زال…”
ابتسم بسخرية باردة:
“فالأفضل أن تختفي.”
“لكن يا رأس البيت…!”
حتى «ليغرِن»، الذي كان يطيع الدوق طاعة عمياء عادة، بدا من الصعب عليه تقبّل الأمر هذه المرة.
صحيح، فهو يعلن استعداده للتخلي عن المكتبة.
لكن… لماذا، لماذا!
‘لماذا لم يظهر بعد!’
مهما انتظرت، لم يظهر «جايلز سمور» في الأفق.
لا يمكن أن أترك الأمر هكذا.
شدَدت قبضتي وتقدمت نحو «ليغرِن»، وجذبت كمّه.
توقف «ليغرِن»، الذي كان يحاول إقناع الدوق، ونظر إليّ.
“آنسة؟”
“كبير الخدم، هل رأيتَ السير جايلز سمور صدفة؟”
“هاه؟”
ارتسمت على وجهه ملامح استغراب.
‘إذا لم يظهر، فسأبحث عنه بنفسي.’
و«ليغرِن» يعرف كل شبر في قصر الدوق، فلا بد أنه يعرف مكان «جايلز سمور».
“لماذا فجأة…”
لم يستطع إخفاء حيرته.
أتفهّم ذلك—فلا بد أنه يتساءل لماذا أبحث فجأة عن شخص وسط هذا الموقف الحرج.
لكن لا وقت للشرح.
يجب أن أجد ذلك الرجل فورًا.
قبضت على كمّه أكثر وسألته بإلحاح:
“أحتاج حقًا أن أعرف. هل تعرف أين هو السير جايلز سمور؟”
أنت تعرف، أليس كذلك؟ لا بد أنك تعرف!
دون وعي، تمسكت به بلهفة.
“لا أعلم سبب بحثك عنه، لكن…”
تغيّر تعبير «ليغرِن» إلى شيء أشبه بالحرج:
“السير جايلز سمور خارج القصر حاليًا.”
“……ماذا؟”
ماذا؟ ماذا فعل؟ خارج القصر؟
شعرت وكأن شيئًا ضربني في مؤخرة رأسي.
خارج القصر… ماذا يعني ذلك!
“ماذا تعني بأنه ذهب لمكان ما؟”
لقد كان يتحدث معي منذ لحظات، فأين اختفى فجأة؟
“سمعته يقول إنه سيعود إلى البيت الرئيسي لبعض الوقت ليروّق ذهنه. أعتقد أنه غادر فورًا… آنسة؟ هل أنتِ بخير؟”
” بخير……”
لا، لست بخير.
تراخت ساقاي وسقطت أرضًا.
كانت الرؤية تدور من حولي، وكأن شيئًا ما ينهار.
نظرت إلى المبنى المحاصر بالعاصفة البنفسجية، وعيناي ترتجفان.
لماذا. لماذا.
‘لماذا الآن بالذات!’
قبضت على قبضتي وأغمضت عيني بإحكام.
كان قلبي يخفق بقوة.
شعرت أنني أعرف سبب تصرف «جايلز سمور» فجأة على غير عادته…
‘إنه بسببي.’
المحادثة التي دارت بيننا غيّرته.
‘قال إنه سيساعدني في المرة القادمة…’
لكن حين أحتاجه أكثر من أي وقت، هو ليس هنا.
شعور بالمرارة تسلل إلى قلبي.
وفي الحقيقة… أعلم أن الأمر ليس خطأه.
فهو لم يتعمد تفادي هذا الموقف، ومن ناحية ما، ليس مُلزمًا بالتصدي للعاصفة السحرية.
وأعرف جيدًا أن هذه مجرد مسألة تخصني وحدي.
لكن، لكن…
‘لنهدأ.’
التفكير في من المحق ومن المخطئ والانغماس في التشاؤم لن يجدي نفعًا.
‘ماذا عليّ أن أفعل الآن؟’
«جايلز سمور»، الذي كان أملي الوحيد، لن يأتي.
لكن لا يمكنني الوقوف مكتوفة اليدين وأترك ما بداخل المبنى يختفي.
ثم فجأة، ومضة سؤال خطرت ببالي:
‘لماذا جايلز سمور بالذات؟’
«إلبرت بيدن»، والسحرة، وفرسان السحر، وحتى «أين»—جميعهم لم يتمكنوا من اختراق العاصفة.
لكن كيف تمكن «جايلز سمور» وحده، وهو مجرد أمين مكتبة عادي، من اختراق العاصفة والدخول؟
ما المميز في «جايلز سمور»؟
تذكرت تلك المرة البعيدة حين هبّت العاصفة السحرية…
وبالتحديد، الكلمات التي قالها الدوق وهو يمرّ بجانبي:
‘شخص قد مُنح الإذن.’
لقد قال بوضوح “شخص قد مُنح الإذن” في ذلك الحين.
لا بد أنه كان يقصد «جايلز سمور»، الذي كان الوحيد الذي اخترق العاصفة ودخل.
شخص مُنح الإذن… الإذن لدخول المكتبة ما وراء العاصفة.
من مَن؟
على الأرجح، من صاحب تلك القوة السحرية.
فتحت عيني ببطء، ورفعت رأسي.
كانت العاصفة البنفسجية الدوّارة منطبعة بقوة في بصري.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات