أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
لقد حصلت بالفعل على معلومة تقول إن مكانة لوسيا داخل رودبل تغيّرت بشكل مذهل مؤخرًا.
حتى تلك كانت مجرد معلومات هامشية تسربت مع مراقبتي لتحركات الدوق.
لذا، لم أولِ الأمر الكثير من التفكير.
كان يجب أن ألاحظ ذلك مبكرًا.
أن نظرة الدوق تجاه ذلك اللقيط قد تغيّرت.
“لا.”
ربما لم يكن الأمر كذلك، بل ربما أدرك أن لوسيا قد يصبح حجر أساس لإسقاط إستيو في المستقبل، فقام بمنعه مقدمًا.
أيا كان السبب، فإن عدم إدراكي لأهمية لوسيا في الوقت المناسب كان خطأً مني.
لو كنتُ قد علمت بذلك مسبقًا، لربما كنت غيرت الخطة.
“يجب أن أراقبها أيضًا.”
الآن، بعدما تأكدت أن لوسيا رودبل قد تكون متغيرًا مؤثرًا.
فربما يكون هو المفتاح لإسقاط الحصن المنيع المسمى بـ “الدوق إيغو رودبل”.
لكن، من المؤسف تركه هكذا.
حتى بصفتي أحد الشيوخ، لا يمكنني دخول قصر الدوق بحرية.
علاوة على ذلك، فالدوق لا يرحب عادة بزيارات الشيوخ، لذا فإن إجراءات الدخول كانت صارمة للغاية.
إذا كان ثمة ما يجب فعله، فالفرصة الآن ما دمت داخل قصره.
خشية أن تتعطل رحلة العودة، تم تأجيل عودة الشيوخ قليلًا إلى المجلس.
أدار غاسبار رأسه ونظر من النافذة.
كان برجٌ مدببٌ يقف شامخًا تحت وهج الغروب.
إرث رودبل العظيم، المكتبة.
“…”
تومضت عينا غاسبار بنظرةٍ قاتمة.
●●●
“ليس هنا.”
الرد الذي تلقّته عند زيارتها لمكتب الدوق، بعد أن قررت أن تبذل جهدًا لذلك، كان خبرًا مخيّبًا مفاده أنه “غير موجود حاليًا”.
“هل كذب علي؟”
هل طُردتُ بحجة كاذبة لأنه لا يرغب بالتعامل معي…؟
شكت للحظة، لكنها سرعان ما هزّت رأسها.
“لا حاجة له للكذب.”
إنه شخص يمكنه طردي بكلمة واحدة فقط.
إذاً، هو ليس هنا فعلًا…
“إلى أين ذهب؟”
الطقوس الخاصة بالنسل المباشر انتهت للتو.
ولا يزال هناك ضيوف لم يغادروا، لذا لا يُعقل أن يغادر الدوق القصر أولًا.
فأين يمكن أن يكون…؟
“مهلًا.”
طرأت عليها فكرة فجائية، فتوقفت عن السير في الممر.
وتمتمت بصوتٍ خافت:
“…هل من الممكن أن يكون هناك اجتماع؟”
تُعقد اجتماعات الطوارئ في رودبل عندما تظهر مسألة هامة تتطلب قرارًا فوريًا.
ولا يملك صلاحية الدعوة لهذا الاجتماع إلا شخصان: الدوق، والشيخ الأكبر.
وإن كان هناك موضوع لاجتماع طارئ في هذا الوقت…
“الطقوس.”
وتحديدًا، عن الظاهرة الغريبة التي حدثت خلال دوري.
“…”
فجأة، اجتاحه شعور سيء.
إن كان الاجتماع يُعقد فعلاً بسببي، فلن يكون ذلك بنية حسنة.
“الشيوخ يحتقرون اللقطاء.”
ألم يكونوا هم من حاولوا الإطاحة بإستيو لأنه لقيط؟
يريدون فقط بقاء أحفاد رودبل النقيين.
وهذا يعني أنهم قد يشككون في أهليتي عن طريق إثارة الظاهرة الغريبة التي وقعت أثناء الطقوس.
لو كان المستهدف هو إستيو، لكان الدوق حماه.
لكن إن كنتُ أنا…
“فلن يحميني.”
إنه لا يحبني أصلًا، ولا سبب يدفعه للوقوف في وجه الشيوخ من أجلي.
م.م: مستحيل تصدقي بس هو حماك ووقف بجنبك 🙃
بصفته دوقًا، فهو يفضّل أن أعيش بهدوء، كأني غير موجودة، ثم أسقط في الهاوية حين يحين الوقت، بدلًا من أن أحصل على مؤهلات رودبل وأزداد أهمية.
صرّ.
انغرست أظافرها في راحة يدها.
“لا يمكنني السماح بحدوث ذلك.”
فورًا، استدارت وانطلقت.
إن كان هناك اجتماع طارئ، فسيُعقد في القاعة الكبرى في الجناح الشرقي.
أسرعت في خطواتها.
حتى لو لم يكن سبب غيابه هو الاجتماع، فلن أخسر شيئًا.
لأنها مسألة حياة أو موت بالنسبة لي، ويجب أن أكون شديدة الحساسية تجاهها.
…تادادوت!
تسارعت خطواتها، وحين أدركت الأمر، كانت تركض بأقصى سرعتها.
وفي تلك اللحظة، أثناء انعطافها عند الزاوية…
رنّ صوت فجأة في الممر، فأوقفها في مكانه.
“باباااه!”
كان صوت فتاة صغيرة، صافٍ ومليء بالفرح.
وقفت في مكانها تحدّق عبر الممر.
أشعة الغروب التي تسللت من النافذة صبغت شعرها الأبيض الناصع بلونٍ أحمرٍ جميل.
ركضت بخفة على أرضية الرخام البيضاء النقية، بلا أي تردد.
“ميراكل؟”
الدوق، الذي انحنى قليلاً، فتح ذراعيه بسرعة.
قفزت ميراكل إلى حضنه مثل طائر صغير.
“ميراكل، ما الذي أتى بك إلى هنا؟”
سألها الدوق، وهو يحملها بين ذراعيه، بنظرة متفاجئة.
أخرجت ميراكل شفتيها بتدلل، كما لو كانت غاضبة.
“بالطبع جئت لأنني اشتقتُ إلى بابا. ألا يسعدك رؤيتي؟”
“آه…”
أدارت ميراكل وجهها بعيدًا وكأنها مستاءة من ردة فعله الباردة.
ابتسم الدوق ابتسامة خافتة وقال:
“بالطبع أنا سعيد أيضًا.”
“هيهي.”
كان صوتًا لطيفًا ودافئًا يصعب تصديقه من شخص مثل الدوق.
غرست ميراكل وجهها في صدره وتدللت وكأن كل مشاعرها السيئة قد تلاشت بتلك الكلمة.
“بابا، رجليا تؤلمانني. احملني إلى غرفتي.”
“حسنًا، لنفعل ذلك.”
تقبّل الدوق دلعها بابتسامة.
أنزلها للحظة على الأرض ليمسكها بوضع أكثر راحة.
وفي اللحظة التي كان على وشك أن يحملها مجددًا…
“…”
تلاقت عيناه بعيني.
هل لاحظ وجودي للتو؟
هاه.
لسببٍ ما، شعرتُ وكأن الأرض قد اختفت من تحت قدمي، وخرج ضحك أجوف مني دون وعي.
لكن، هل هو مجرد وهم؟
بدت عينا الدوق وكأنهما ترتجفان قليلًا وهو ينظر إليّ.
“مستحيل.”
حتى لو لاحظ وجودي الآن، لا يوجد سبب يجعله يرتبك.
نظرتُ إليه وإلى ميراكل، ثم استدرتُ بلا تردد.
“سأبحث عنه لاحقًا.”
الآن ليس الوقت المناسب.
أعرف جيدًا مثل هذه اللحظات.
اللحظة التي تصبح فيها أكثر بؤسًا من أي وقت مضى.
لحظة بائسة لدرجة أن تفضّل اختفاء وجودك بالكامل.
لو ذهبت إليه الآن، فسيغضب مني لتعكيري صفوه مع ميركل.
لا حاجة لأن أزعجه بنفسي.
وفي اللحظة التي كنت على وشك أن أختفي فيها بهدوء…
“توقّفي.”
رنّ صوت الدوق فجأة.
ماذا؟ هل سمعت خطأ؟
“قلت توقّفي، لوسيا.”
لكن الدوق كان يناديني بوضوح لا يمكن إنكاره.
لماذا أنا؟
استدرتُ بوجهٍ مرتبك.
أنزل الدوق ميراكل ببطء.
“بابا…؟”
نظرت إليه ميركل بعينين مرتجفتين، وكأنها لا تصدق ما يحدث.
“آسف يا ميراكل. ستعودين وحدك اليوم.”
“انتظر…”
مدّت ميراكل يدها بسرعة نحو الدوق، لكنه تحرك دون تردد.
نحوي.
نظرتُ إليه بعينين مرتجفتين، وهو يقترب.
ما الذي يحدث بحق السماء؟
طق.
توقف الدوق أمامي تمامًا، ونظر إليّ من أعلى.
غطّى ظلّه الهائل جسدي بالكامل.
حدقت فيه، غير قادر على إخفاء ارتباكي.
الغروب قد تلاشى بالفعل، ولم يتبقَ سوى عيناه البنفسجيتان تلمعان في الظلام الزاحف.
عينان باردتان قاسيتان.
نظرة أعرفها أكثر من أي شخص آخر… نظرة لا يعرفها أحد سواي.
“لقد قلت لك بوضوح أن تتوقفي.”
بتلك النظرة…
“هل سمعتني وتجاهلتني؟”
عبّر عن غضبه بهدوء.
كان غاضبًا من تجاهلي لكلامه.
“بابا، أشعر بالبرد…”
رغم نداء ميركل له بصوتها المتوسل من الخلف، فإن عيناه لم تبتعدا عني.
“أجبيني، لوسيا رودبل.”
أمرني ببرود.
حدّقت فيه كأنني عالقٌة في فخ، ثم فتحتُ شفتي ببطء.
“لأن…”
لسببٍ ما، كان حلقي مشدودًا، ومن الصعب النطق.
ولم يكن ذلك السبب الوحيد.
نظرتُ إلى الفتاة الواقف خلفه.
في الظلام، كانت ميراكل تحدّق في هذا الاتجاه دون أن ترمش.
الظلام حال دون معرفة تعبيرها، لكن نظراتها كانت حادة لدرجة لا يمكن تجاهلها.
لكن…
“ألا يشعر بتلك النظرة؟”
الدوق يركز علي فقط، وكأنه لا يشعر بتلك النظرة التي أشعر بها بوضوح.
“هذا… غريب حقًا.”
وجهه لا يزال باردًا، غير مبالٍ، ومتعالٍ وهو ينظر إليّ.
نفس الوجه المعتاد.
لكن…
“لماذا يبدو وكأنه شخص مختلف؟”
وكأنه شخص آخر يرتدي قناع الدوق.
ومع ذلك، في هذه اللحظة، كانت عيناه تطالبان بإجابة واضحة.
لماذا تجاهلتَ أوامري بالتوقف؟
“لماذا؟”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات