أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“لوسيا، لا أعلم كم أنا محظوظ لوجودك في حياتي.”
الكلمات التي تمنيت سماعها طَوال حياتي قيلت من خلفي.
اندفعت مشاعر مختلطة بداخلي.
كم من الجهد بذلت فقط لأسمع هذه الكلمات؟
منذ أن دخلت إلى دوقية رودبيل، المشهورة بكونها عائلة نبيلة في السحر، كابنة غير شرعية، وتحملت كل أنواع الاحتقار والإهانة، كان السبب الوحيد الذي جعلني أتحمل هو:
“أنا سعيدة حقًا لأنك ابنتي.”
فقط لأسمع هذه الكلمات.
والآن، بعد أن سمعتها أخيرًا، الكلمات التي كنت أحلم بها فقط… لماذا لا أشعر بالسعادة إطلاقًا؟
“…هاه.”
قبل أن أدرك، انطلقت ضحكة باهتة من شفتي.
أدرت رأسي ببطء.
رجل في منتصف العمر ذو شعر أبيض يقف على بعد خطوات قليلة، يحدّق إليّ بعينين باردتين.
شعر أبيض كالثلج، عينان بلون الجمشت اللامع، ونظرة حادة كسيف مصقول. والدي، الذي لا أشبهه في شيء.
الدوق إيغو رودبيل.
حين التقت أعيننا، ارتسمت على وجهه ابتسامة ناعمة وكأنّه لم يكن بلا تعبير.
ابتسامة لم يسبق له أن أظهرها لي ولو مرة واحدة منذ أن دخلت هذه العائلة.
كان يمرّ بجانبي دائمًا بتعبير بارد ونظرة قاسية، مثل ريح الشمال العاتية.
تلك كانت أول ابتسامة يظهرها لي على الإطلاق.
ولكن، يا أبي…
هاه…
لم يظهر سوى ابتسامة باهتة لا معنى لها.
لقد أدركت الأمر للتو.
يمكنك أن تمثّل تعبير وجه، لكن لا يمكنك إخفاء نظرة الكراهية.
مهما ادعيت أنك تحبني، أو تظاهرت بأنك تهتم لأمري، فإن نظرتك ما تزال باردة وخالية من أي مشاعر.
غثيان.
بدأت معدتي تنقلب.
ما الذي أفعله هنا الآن؟
في تلك اللحظة، سُمعت نبرة ساخرة:
“هيه، أيتها الحشرة. لم لا تنهي الأمر دون تضييع الوقت؟ لقد أصبح الأمر مملًا. هاااه.”
حين أدرت رأسي، رأيت رجلًا ذو شعر أبيض يتثاءب بتكاسل.
حين التقت أعيننا، حدّق إليّ بعينين أكثر حدة.
“على ماذا تحدقين؟ تعلمين أنه لا فائدة من التوسل الآن، أليس كذلك؟
حسنًا، إذا بكيتِ وتوسلتِ، قد أفكر بالأمر.
ضحك بصوت خافت وهو يقول ذلك.
ومن يصدّق هذا الكلام؟
رغم مظهره الوسيم، فإن هذا الرجل الذي لا يفعل سوى الأمور الحقيرة هو في الحقيقة الابن الثاني لدوقية رودبيل وقائد فرقة فرسان السحر الأولى، بانشيس رودبيل.
من الخارج، قد يبدو فارسًا عظيمًا، لكنه في نظري كان أحقر إنسان على وجه الأرض.
لولا هذا الحقير، لما كانت حياتي في رودبيل بهذه القسوة.
كان بانشيس يحتاج إلى أن يدوس على وجود مثلي — فتاة منبوذة مثل القمامة — كي يشعر بالرضا.
“ذلك الوجه المشؤوم سينتهي أخيرًا.”
رددت على كلمات بانشيس في داخلي:
ومن أنت لتقول هذا؟
ثم، هذه المرة، جاء صوت من الجهة المقابلة:
“بانشيس، أنت أمام الوالد. كُفّ عن تصرفاتك الطائشة.”
“أخي.”
صوت هادئ ورتيب.
وجود لا يستطيع حتى بانشيس المتعجرف أن يعصيه.
“ولوسيا.”
عندما سمعت اسمي أخيرًا، ارتجفت وأدرت رأسي ببطء.
بعكس بانشيس ذو التصرفات الحقيرة، كان رجل ذو شعر أزرق مائل للبياض، متقن الهيئة كحصان أصيل، يحدق بي بعينين خاليتين من المشاعر.
شعرت بضيق في التنفس بمجرد النظر إليه.
إنه الابن الأكبر لدوقية رودبيل، وأصغر سيّد سيف، والوريث المنتظر الذي سيقود رودبيل مستقبلًا.
إستيو رودبيل.
لم يولد بقدرات سحرية مثل بانشيس، لكنه أظهر موهبة عبقرية في فنون السيف.
إضافة إلى ذلك، كان ذكيًا للغاية، وكان يُنظر إليه كالأمل الذي سيقود رودبيل إلى عصر ذهبي جديد.
لذلك، حتى الدوق المتعجرف إيغو رودبيل، كان يخضع أمام ابنه الأكبر إستيو. ومن الطبيعي أن يُكسر غرور بانشيس أمامه.
حدقت إليه وعضضت شفتي السفلى بقوة.
نظرة احتقار واضحة كانت تنبعث من فوق عينيه البنفسجيتين الباردتين.
“الاستمرار أكثر من ذلك مضيعة للوقت. هل تعلمين كم من وقتنا الثمين نهدره بسببك؟”
“……هاه.”
لم أستطع إلا أن أضحك بسخرية من كلماته القاسية الباردة.
تمتمت بصوت مبحوح:
“أن تقول إنك تريدين مني أن لا أضيع وقتكم الثمين وأن أقفز لأسفل وأموت… هكذا بكل بساطة. يا أخي.”
“…….”
أدرت جسدي.
حفرة عميقة وواسعة لا يُرى لها قاع ظهرت أمامي.
كل ما رأيته كان ظلامًا حالكًا كسماء الليل.
اسمها، الذي يشبه الهاوية، هو: الهاوية – أبيسوس.
وهي أيضًا مصدر قوة رودبيل.
حقيقة سرية لا يعرفها العالم.
قبل ألف عام، قام أول فرد من عائلة رودبيل بختم إله شرير داخل هذه الهاوية.
الهاوية التي خُتم فيها ذلك الإله، منحت عائلة رودبيل قوة خاصة، وبفضلها أصبحت رودبيل أقوى عائلة في الإمبراطورية.
لكن كانت هناك مشكلة مميتة.
للحفاظ على هذه القوة، كان لا بد من تقديم أحد أفراد الدم الملكي من رودبيل كقربان للهاوية كل مئة عام.
واليوم هو الذكرى المئوية، والقربان الذي سيتم تقديمه وتمزيقه إلى أشلاء هو أنا، لوسيا رودبيل، نصف الدم من رودبيل.
فكيف لا أضحك؟
يتحدثون عن موتي كما لو كانوا يتذمرون من الطقس.
“كنت أشعر بشيء.”
كان هناك سبب لعدم طردهم لي رغم كراهيتهم الشديدة لي.
مؤخرًا، شعرت أنهم أصبحوا فجأة طيبين معي.
كل ذلك كان من أجل هذه اللحظة، لاستخدامي.
ليقدّموني كقربان بدلًا عنهم.
ضحكة باهتة خرجت مني.
“على ماذا تضحكين؟ هيا، أنهي الأمر بسرعة!”
توقفت الضحكة عند صوت بانشيس الممتلئ بالضجر.
التفت إليه وقلت ببرود:
“لماذا لا تسقط أنت، أيها الحصان الغبي؟”
“……ماذا؟!”
اتسعت عينا بانشيس بدهشة من الرد غير المتوقع.
هاها، تستحق ذلك.
وبينما كنت أضحك على وجهه، جاء كلام تافه آخر من الجهة الأخرى:
“بجسدك الدنيء، ستنعم رودبيل بعصر ذهبي للمئة عام القادمة. كشخص كان سيعيش حياة عديمة الفائدة، لا يوجد مجد أعظم من هذا لك. ألا يجب أن تفخري بذلك؟”
“…….”
لم أجد ما أقوله للحظة.
كثيرًا ما أشعر بذلك، لكن في بعض الأحيان، أكون أكثر اشمئزازًا من إستيو الذي يقول هذه الكلمات الباردة بوجه جامد، من بانشيس الذي يركض كالبهيمة.
مثل هذه اللحظة تمامًا.
وليس إستيو فقط.
بل بانشيس، والرجل الذي يسمى “أبًا”، وكل شيء يتعلق برودبيل مثير للاشمئزاز.
فلمست وترهم الحساس.
“……لماذا لا يضحي إخوتي بأنفسهم من أجل هذا الموت المجيد؟ إن لم يكن، فبدلًا من المعجـ…”
صفعة!
“كيف تجرؤين على ذكر ذلك الاسم بفمك القذر!”
انفجر الدوق بغضب ناري.
أكثر من أن رأسي كاد أن ينكسر من قوة الصفعة، وأكثر من وجهي الذي احترق كأنه اشتعل، كانت الكلمات القاسية التي قطع بها قلبي أشد إيلامًا.
الألم الذي كنت أظن أنه أصبح باهتًا عاد فجأة بكل قوته.
“لماذا؟ لأنها ابنتك الصغرى الثمينة؟ لكنني أنا أيضًا…….”
أنا ابنتك.
حتى لو كنت نصف فقط، فإن نفس دمك يجري في عروقي.
كانت كلمة ظلت عالقة في قلبي طيلة حياتي.
كلمة أردت أن أنطق بها ولو مرة. لكن…
“لم أفكر بك كابنتي ولو مرة واحدة. أنت مجرد طفرة مقززة. هل ظننتِ أن شخصًا مثلك يمكن أن يكون جزءًا من رودبيل؟”
كانت كلمات الدوق القاسية، التي تخلّى فيها حتى عن التظاهر بالأبوة، كالسكاكين في قلبي.
“كنت أعلم ذلك.”
أنني محظوظة لأنني ابنة، وأنهم فرحوا بكوني ابنتهم.
كلها كانت أكاذيب، بلا ذرة صدق.
فقط قالوا لي ما أردت سماعه حتى لا أقاوم.
كل ذلك…
“كنت أعلم…….”
لكن الواقع الذي واجهته كان أكثر إيلامًا مما ظننت، وكأن تمزيق قلبي لم يكن كافيًا لوصفه.
وقف الدوق أمامي وأنا مجروحة، وقال بنبرة مرهقة:
“لا داعي لإضاعة المزيد من الوقت. اسقطي بسرعة.”
بدلًا من الشعور بالحزن أمام قسوته، أصبحت أكثر برودًا.
“لا يمكنني أن أموت بهذه الطريقة.”
حتى موتي، لن أسمح لهم بأن يستخدموه.
طريقة للهروب…
لكن لم يكن هناك مخرج بالنسبة لي، شخص عديم الحيلة، لأخترق هؤلاء الثلاثة الأقوياء وأهرب من هذا المكان.
ماذا أفعل؟
في تلك اللحظة، جاءت فرصة غير متوقعة:
“أبي؟ إخوتي؟”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 1"