من الصعب عليه تصديق أن من يقف خلف كوريليا هو الإمبراطور، فكيف يصدق ما يتعلق بالسحر الأسود والمذابح؟
‘لكن إن كانت إيلين تقول الحقيقة…..’
شعر الماركيز بقشعريرة تسري في صدره.
لكن، مهما كان السبب، الوقوف في وجه الإمبراطور يُعد خيانة.
“في سرداب القصر الإمبراطوري، توجد وحوشٌ شيطانية.”
تصلبت ملامح الماركيز. فالكلمات التي يسمعها كانت بعيدةً كل البعد عن الواقع، حتى إنه شعر وكأنه في حلم.
في الواقع، منذ أن هاجمته كوريليا، لم يكن الماركيز بكامل وعيه. فكل ما كان يؤمن به قد تهاوى وشعر وكأن الحقائق التي يعرفها قد نُقضت.
“لكن، إيلين…..لا بد من وجود دليل. ليس لأنني لا أصدقك، بل لأن لكل شيء مبررًا يجب أن يستند إليه.”
لكن لم تكن لدى إيلين أي أدلة تثبت صحة ما تعرفه. ولهذا السبب أيضًا لم تستطع التحدث إلى الدوق أسيلي عن الإمبراطور.
فالذي يطالب بقتل شخص ما دون مبرر، ويُقدم على سفك الدماء بلا سبب، لا يختلف عن الوحوش.
‘كما توقعت، من الصعب تصديق كل شيء بمجرد الكلمات.’
كان والدها دائمًا من النبلاء المعتدلين الذين يتخذون موقف الحياد بعقلانية. رجلٌ سعى دائمًا للحفاظ على التوازن في كل الظروف.
وفي الحقيقة، لم تكن مشكلةً إن لم يصدقها. فبعد أن عرفت بوجود الوحوش في سرداب القصر الإمبراطوري، كانت تنوي اقتحام القصر وحدها إن لزم الأمر.
لا يمكنها ترك تلك الوحوش التي قد تهدد حياة الكثيرين طليقة.
في تلك اللحظة، أمسك الماركيز بيد إيلين بقوة.
“لقد أصبحتِ حقًا فارسة..…”
“….…”
“حتى قولك بأنكِ لا ترغبين في حمل السيف…..كان كذبًا أيضًا..…”
تغيّرت ملامح وجه الماركيز ليسيروس بأسى.
لماذا لم يستطع أن يدرك ذلك؟ أنها كانت المختارة من قِبل السيف.
شعر بالذنب لأنه لم يعرف ابنته كما ينبغي. وسالت دمعة واحدة من عينيه.
أثناء أسره في السجن تحت الأرض على يد كوريليا، استرجع حياته بأكملها. وخلال تلك اللحظات، اتخذ قرارًا حاسمًا، أن يعيش من الآن فصاعدًا لأجل عائلته، لا من أجل الإمبراطورية.
“إيلين..…”
مسح الماركيز على ظهر يدها بوجه يملؤه القلق.
“أنا أثق بكِ.”
“….…”
“سأمنحكِ قوتي، فافعلي ما ترغبين به.”
كانت كلماته مشبعةً بالعزم. فقوات عائلة الماركيز ليسيروس، التي نمت قوتها أثناء حمايتها للحدود، كانت قوةً عظيمة لا يُستهان بها.
كان يدرك أنه لا يمكنه إنكار أخطائه الماضية، لكنه الآن أراد أن يكون عونًا لإيلين.
و عند رؤيتها لنظرات والدها الحاسمة، أمسكت إيلين بسيفها بقوة.
***
كان الدوق أسيلي ينظر إلى ابنته بوجهٍ متجمد. كان وجهها شاحبًا إلى درجة يصعب تصديق أنه يخص شخصًا على قيد الحياة.
عندما وصلت زوجة الدوق بعد سماعها الخبر، أجهشت بالبكاء عند رؤيتها لابنتها، ثم فقدت وعيها.
ولم يكن حال الدوق مختلفًا كثيرًا عن حال زوجته. فلم يستطع أن يوقف نحيبها، ولا أن يواسيها، لأنه هو نفسه كان منهارًا وعاجزًا تمامًا.
وخلفه، كان الفارس الأول الذي يلازمه دائمًا يقف بانتظار أوامره، مرتديًا درعه الكامل.
استرجع الدوق أسيلي المبادئ التي تمسك بها طوال حياته.
“لن أرفع السيف من أجل نفسي أبدًا. ومن هذه اللحظة، سأكون سيفًا يحمي الإمبراطورية وشعبها.”
كان هذا هو العهد الذي قطعه على نفسه بعد أن أصبح “سيد سيف”. ولكن…..كان هناك وعد آخر يسبق ذلك.
تذكّر نظرة ابنته الحازمة وهي تنظر إليه.
كانت طفلةً تكره الألم أكثر من أي شيء. إذا جُرحت إصبعها بورقة، كانت تبكي وتركض إليه فورًا.
‘لا بد أنها تألمت كثيرًا..…’
كان الدوق يعرف مصير القديسات جيدًا. فهن يعانين ألمًا مريعًا في كل مرة ينطقن فيها بأحلامهن، ولا يمر وقت طويل حتى يغرقن في نوم أبدي لا يفقن منه أبدًا.
يضحين بأنفسهن من أجل الآخرين، وينتهين هكذا…..
كان الدوق يتمنى لو أن ابنته التي وُلدت كقديسة نشأت بشكلٍ أكثر أنانية. ولهذا السبب، كان دائمًا يدعمها لتفعل ما تشاء.
كان يتمنى أن تكون طمّاعةً وأنانية، كي تعيش طويلًا وبصحة جيدة. لكن ابنته لم تكبر كما أراد.
مدّ يده ليمسح على خدها برقة.
“حين وُلدتِ، وعدت نفسي إن وُجد من يؤذيكِ، حتى لو كان الامبراطور نفسه، فسأقطع رأسه..…”
كانت جملةً مرعبة لو سمعَته ابنته، لأصابها الذعر.
ثم وجّه أوامره إلى الفارس الأول الواقف خلفه.
“بمجرد وصول ساحر برج السحر، سننطلق فورًا.”
تلألأت عيناه ببريق بارد ومخيف.
أقوى فارس في الإمبراطورية بدأ بالتحرك.
***
وقفت كوريليا من مكانها وهي تعقد حاجبيها.
كانت مختبئةً الآن في سرداب القصر الإمبراطوري. و لم تستطع التكيف أبدًا مع السرداب الذي عادت إليه بعد أن قضت أكثر من عشر سنوات في قصر الماركيز ليسيروس.
ضيّقت عينيها وهي تتفقد ما حولها.
“كأنني رأيت كابوسًا..…”
لكنها لم تستطع تذكّر محتوى الحلم أبدًا. مع ذلك، حاولت أن تُقنع نفسها بأنه مجرد حلم تافه، ثم نقرت لسانها بضيق.
كان الجرح الذي سبّبه لها فريدين لا يُطاق.
“كان يجب أن أقتله منذ البداية…..منذ البداية!”
لكن الندم دائمًا يأتي متأخرًا.
لقد استهانت بالأمير الثاني كثيرًا. وبينما كانت تماطل لتشهد ملامح اليأس على وجه الماركيز، انقلبت خططها كلها رأسًا على عقب.
نظرت كوريليا حولها.
في هذا المكان، كانت تحدث أمور لا يمكن لأي أحد تخيلها. امتلأ المكان بوحوشٍ شيطانية محتجزة خلف قضبان حديدية كانت تزأر بجنون.
عيونها تلمع وهي تشتاق لرائحة الدم، ومع هذا المشهد، ارتسمت ابتسامةٌ ملتوية على شفتي كوريليا.
“استمتعوا بهذه اللحظة…..فليس أمامكم وقتٌ طويل لتضحكوا بعد الآن.”
وضعت كوريليا يدها على الباب الحديدي في السرداب.
إن فتحت هذا الباب الآن، فالجحيم سينفجر على الفور.
“فريدين…..إيلين…..سأقضي على أولئكَ الحثالة دفعةً واحدة.”
غرقت عينا كوريليا في ظلام قاتم وهي تحدق في الجرح على ذراعها.
_____________________
الدوقه اسيلي في اول ظهور لها جت تصيح😭💔
من زمان ماحبيت شخصيات جانبيه كذا ياعالم تكفون خلوهم في حالهم يوجع😔
والدوق واضح كاتم دموعه اختنقت
المهم معليش بس الماركيز نرفزني كم مره كرر هو وكارون ان ايلين كأنها غريبه؟ بنتك ياحمار!
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 97"