منذ أن كشفت إيلين عن قوتها، بدأت الآنسة أسيلي تستعد للمستقبل.
كانت تعلم أن والدها سيأخذ إيلين إلى القصر الإمبراطوري، بل وكانت تعرف حتى القرار الذي سيتخذه فريدين.
الرسالة التي أرسلتها إلى ليليا كانت تتضمن طلبًا بزيارة قصر الدوق.
“السيدة إيلين، هل اعترف جلالته بكِ كسيدة سيف؟”
“نعم، ولحسن الحظ لم يعترض أحد.”
ابتسمت الآنسة وهي تنظر إلى إيلين وكأنها مرتاحة بالفعل لذلك.
ثم أدارت رأسها سريعًا لتنظر إلى كارون وليليا اللذين كانا بجانبها.
كانا ينظران إليها بعينين مملوءتين بالحيرة، وكأنهما لا يفهمان سبب وجودهما في هذا المكان.
“السيدة ليليا، يمكنكِ استخدام سحر الانتقال الآني، صحيح؟”
أومأت ليليا برأسها ردًا على سؤال الآنسة أسيلي، وقد بدا عليها شيءٌ من الذهول.
‘لم يمضِ وقت طويل منذ أن أصبحت قادرة على استخدام سحر الانتقال الآني..…’
ولكن كيف عرفت الآنسة بذلك؟
“بما أن السيدة إيلين قد تم الاعتراف بها كسيدة سيف، فلن يكون هناك حاجة بعد الآن للحصول على إذن من أي أحد لاستخدام سحر الانتقال الآني.”
أومأت إيلين برأسها ردًا على كلام الآنسة.
في الحقيقة، كانت قد فكرت مسبقًا في الذهاب إلى قصر الماركيز ليسيروس باستخدام سحر الانتقال الآني، حتى قبل أن تفتح الآنسة أسيلي الموضوع.
لكن استخدام سحر الانتقال الآني لا يتطلب فقط إذن سيد السيف، بل يحتاج أيضًا إلى تعاون برج السحر.
ولم يكن في برج السحر إلا عدد قليل من السحرة القادرين على استخدام هذا النوع من السحر المتقدم.
ولهذا كانت قد تواصلت مسبقًا مع برج السحر بمساعدة الدوق أسيلي.
غير أن الساحر كان يحتاج إلى يومٍ كامل إضافي للوصول إلى هذا المكان.
ابتسمت الآنسة بلطف نحو إيلين،
“السيدة إيلين، لا حاجة لانتظار الساحر القادم من برج السحر، فالسيدة ليليا موجودةٌ هنا.”
ثم سألت ليليا بوجهٍ حائر،
“إلى أين سيكون الانتقال الآني..…؟”
“إلى قصر الماركيز ليسيروس، من فضلكِ.”
ردّت الآنسة أسيلي بذلك وهي تمسك بيد إيلين بإحكام. فشعرت بخشونة اليد الصلبة المتقرّحة.
كم من الأرواح أنقذت بهذه اليد يا ترى؟ وكم من الألم تحملته من أجل الوصول إلى هذه اليد؟
“سيدة إيلين، رافقتكِ السلامة، إلى اللقاء.”
في تلك اللحظة، شعرت إيلين وكأنها رأت وجه الآنسة أسيلي هذا في مكانٍ ما من قبل.
كان وجهها يشبه وجه المرأة التي ظهرت في الحلم الذي رأت فيه تيتي في الماضي.
***
بعد أن غادروا إيلين وكارون وليليا مكتب العمل، وقفت الآنسة أسيلي بصمت أمام الباب المغلق بإحكام.
“هل يمكن أن يتغير المستقبل؟”
سألت الفراغ رغم علمها أنها لن تتلقى إجابة.
حتى الآن، كانت الآنسة تسير وفقًا لأحلامها. لقد سلكت الطريق الوحيد الذي يمكن أن ينجو فيه كل من فريدين و الماركيز ليسيروس.
وبالطبع، كانت تعلم أن فريدين سيتعرض لإصابة خطيرة في ذلك المسار.
لكن إيلين كانت تحمل قلادة القديسة السابقة. والقلادة المقدسة تعزز القوة المقدسة.
لذا إن ذهبت إيلين إلى قصر الماركيز ليسيروس، فستتمكن إيسيس من إنقاذ فريدين.
طالما أنها لا تصل متأخرة…..
إن تأخرت ولو قليلًا، فلن يمكن ضمان نجاته. ولهذا لم تستطع الإجابة عن سؤال إيسيس.
لكن فربدين كان مستعدًا لتقبّل هذا الألم بسعادة إن كان من أجل إيلين. ولعلّه سيتمكن من الصمود حتى يصلوا.
انهارت الآنسة أسيلي على أريكة المكتب وهي تترنح. و في تلك اللحظة، طرق الدوق أسيلي الباب ثم فتحه ودخل مباشرة.
“هل انتهيتِ من كل ما كان عليكِ فعله؟”
نظرت الآنسة إلى والدها.
كان الدوق رجلاً يشبه القلعة الضخمة. رجلًا يبدو وكأنه لا يمكن أن ينهار أبدًا.
لكن في المستقبل الذي رأته، رأت والدها حزينًا بعد وفاتها.
الدوق أسيلي، الذي كان جميع الفرسان ينظرون إليه بإعجاب، كان يعاني من ألم فقدان ابنته كأي إنسانٍ عادي، وانهار تمامًا.
وعندما رأته على تلك الحال، شعرت بذنبٍ كبير.
لكن…..
‘لم يعد لدي وقت متبقٍّ.’
إنها تعرف. تعرف ما سيحدث بعد هذا. وتعرف المصير الذي ينتظرها في النهاية.
ومع ذلك، لم تستطع التوقف. لا، بل لم تتوقف بإرادتها.
قطّب الدوق أسيلي حاجبيه وهو ينظر إلى ابنته التي لم تجبه.
“أنتِ غريبةٌ اليوم. ظهرتِ فجأة دون سابق إنذار لتقولي أنكِ ستتوقّفين عن الدراسة في الأكاديمية، ثم تنظرين إليّ بهذه النظرات الغريبة.”
“….…”
“الساحرة ليليا استخدمت سحر الانتقال الآني وتوجهت إلى قصر الماركيز ليسيروس. يجب أن أخبر برج السحر أن الأمور سارت على ما يرام. لكن…..هل كنتِ تعرفين مسبقًا أن ليليا قادرةٌ على استخدام سحر الانتقال الآني؟”
جلس الدوق أمام ابنته. فابتسمت له وأجابت،
“نعم. ولهذا السبب دعوت ليليا إلى هنا. فألم تساعد فريدين مؤخرًا على استخدام سحر الانتقال الآني يا أبي؟”
“….…”
“أخذ الأمر وقتًا طويلًا للحصول على إذن من برج السحر والالتقاء بساحر، لكننا الآن لا نملك رفاهية الانتظار.”
لم يفهم الدوق سوى نصف ما قالته ابنته. لكنه كان يعلم أيضًا أنه حتى لو سألها عن أي أمر يثير الشك، فلن تقدم له إجابة.
فمهما فكر بالأمر، كانت ابنته تبدو غريبةً اليوم.
“ألم تقولي أنكِ ستتخرجين من الأكاديمية مهما كلّف الأمر؟ فلماذا تقولين فجأة أنكِ ستتوقّفين عن الدراسة؟”
الدوق وزوجته لم يكونا يرغبان أصلًا في أن تتابع ابنتهما الدراسة في الأكاديمية. لكنها كانت هي من أصرت على أنها ستتخرج مهما حصل.
‘كنت أظن أن حالتها الصحية قد تحسّنت كثيرًا..…’
كان يظن ذلك حقًا، لكن وجهها أمامه الآن كان شاحبًا لدرجة بدت وكأنها على وشك الانهيار.
“أبي، أنت تعلم أنني كنت أريد أن أصبح فارسةً في السابق، أليس كذلك؟”
أومأ الدوق أسيلي برأسه بوجه يحمل شيئًا من المرارة.
فقد كانت ابنته، التي كانت مرحةً ونشيطة في طفولتها، دائمًا ما تقول له أنها ستصبح يومًا ما سيدة سيفٍ مثله.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 95"