“صحيح، فمن الطبيعي أن تشعري هكذا، فهذه أول مرة تأتين فيها إلى القصر الإمبراطوري بصفتكِ فارسة.”
عند كلمات الدوق أسيلي، أدركت إيلين مجددًا أين كانت. لقد جاءت إلى القصر الإمبراطوري لتنال الاعتراف بها كسيدة سيف.
لقد مضى يوم كامل منذ أن وصلت إلى هذا المكان. ويبدو أن الدوق ظن أن إيلين متوترة لأن وقت مقابلتها لجلالة الإمبراطور قد اقترب.
لكن شعورها لم يكن ناتجًا عن التوتر. بل كان هناك شعورٌ غريب بعدم الارتياح، لا يمكن تفسيره.
و بدأت تشعر أن دقات قلبها تتسارع.
‘هذا غريب…..’
نظرت إيلين إلى عنقها. بدا أن القلادة التي أعطاها لها فريدين تتلألأ بطريقةٍ ما.
***
دخلت إيلين ساحة التدريب المخصصة داخل القصر الإمبراطوري برفقة الدوق أسيلي.
“هل تعلمين ما الذي يتضمنه الاعتراف بك كسيدة سيف؟”
قال الدوق ذلك وهو يوجه نظره نحو ساحة التدريب. فهو أيضًا أثبت كونه سيد سيف في هذا المكان.
“إذا خضتِ مبارزةً باستخدام المانا مع سيد سيفٍ آخر، سيتم الاعتراف بك كسيدة سيف. في العادة، تكون مجرد إجراء شكلي.”
توقف الدوق أسيلي للحظة، ثم تابع كلامه.
“جلالة الإمبراطور قال أنه سيحضر بنفسه لمتابعة الأمر. يبدو أنه يعلّق آمالًا كبيرة عليكِ.”
لكن كلمات الدوق لم تتطابق مع ملامح وجهه. فقد كانت تعابيره متجمدة لدرجةٍ تثير الخوف.
“إذا انتظرنا قليلًا، سيصل جلالته.”
ولم تمضِ سوى لحظاتٍ على انتهاء كلماته حتى ظهر الإمبراطور في ساحة التدريب.
كان هناك عدد كبير من الفرسان يتبعونه من الخلف. لقطّب الدوق أسيلي حاجبيه حين وقعت عيناه على أحد الفرسان الذين يسيرون خلف الإمبراطور مباشرة.
الماركيز إيرمان دخلت إلى ساحة التدريب برفقة الإمبراطور.
إن كان الدوق أسيلي يُعتبر أحد أبرز نبلاء التيار المحايد،
فإن الماركيز إيرمان تُمثل النبلاء الموالين للإمبراطور.
كانت تملك بنية جسدية صلبة، تليق بشخص يتقن استخدام السيف. وكانت تسير خلف الإمبراطور بوجهٍ يحمل قسوةً واضحة.
جلس الإمبراطور بتعجرف على كرسي فاخر أُعِدّ في أحد أطراف ساحة التدريب.
“السيدة إيلين؟ هل أنتِ بخير؟”
نظر الدوق أسيلي نحو إيلين، وكان القلق بادٍ على وجهه.
“نعم، أنا بخير.”
أجابت إيلين، ثم وجهت نظرها نحو الإمبراطور الذي اقترب منها.
توجهت عينا الإمبراطور الثعبانيتان نحو إيلين. و كانت نظراته حادة وباردة لدرجة قد تُضعف عزيمة أي شخص عادي على الفور.
“سمعتُ أنكِ قتلْتِ الكونت ليون، أليس كذلك؟”
عند كلمات الإمبراطور، سحبها الدوق أسيلي قليلًا إلى خلفه وتحدث،
“جلالتك، لقد كانت تلك التهمة محض افتراء.”
“افتراء؟”
“السيدة إيلين وصلت إلى مرتبة سيدة السيف، وهذا يعني أن كل الشائعات عن استخدامها للسحر الأسود كانت كاذبة.”
“….…”
“ما حدث للكونت ليون كان حادثًا، وقع عندما كانت السيدة إيلين تحاول حماية شقيقها، السيد كارون، من تهمةٍ باطلة.”
عند حديث الدوق أسيلي، علت ملامح الاستياء على وجه الإمبراطور، لكن لم يكن لديه ما يرد به مباشرة.
ضيّق الإمبراطور عينيه وهو يحدق في إيلين.
“يُقال أن مهارتها تقارب تلك الخاصة بالدوق أسيلي نفسه، أليس كذلك؟”
لكن الإمبراطور لم يصدق تلك الأقوال. كان يظن أن الدوق أسيلي يقول ذلك فقط لحماية إيلين ليسروس.
‘يحميها كما لو كانت ابنته.’
أليس هذا ما يفعله الآن أيضًا؟
كان من الوقاحة الشديدة أن يقف الدوق أسيلي كأنه يحاول حماية إيلين ليسيروس منه.
نظر الإمبراطور إلى فرسان الفيلق الثالث الذين يحيطون به.
كانوا جميعًا يحدقون في إيلين بنظراتٍ مليئة بالشك، وكذلك كانت نظرات الماركيزة إيرمان الواقفة بجانبه.
قال الإمبراطور موجهًا حديثه إلى الدوق أسيلي،
“يا دوق، خصم السيدة إيلين في المبارزة ستكون الماركيزة إيرمان.”
توقف الدوق أسيلي للحظة عند سماعه أمر الإمبراطور.
“سمعت أنك تُكِن مشاعر خاصة للسيدة إيلين. لكن لا ينبغي للمشاعر الشخصية أن تتداخل مع مواجهة عادلة.”
بدت الحيرة واضحة على وجه الدوق أسيلي عند كلمات الإمبراطور. و رأى الماركيزة إيرمان تتحرك نحو وسط ساحة التدريب.
‘إنها ليست خصمًا سيئًا…..’
لم يستطع الدوق أسيلي إخفاء شعوره بالقلق.
فعلى عكس الكونت ليون، كانت الماركيزة إيرمان تتمتع بأساسيات الفروسية الحقيقية.
ورغم أنه لم يظهر ذلك من قبل، إلا أن الدوق كان يقدّر كثيرًا انضباطها كفارسة.
‘مؤسف…..’
فكر في ذلك وهو ينظر إلى إيلين والماركيزة إيرمان وقد بدأتا بالوقوف في وضعية المواجهة.
بالطبع، الشخص الذي شعر الدوق أسيلي بالأسى تجاهه لم تكن إيلين، بل الماركيزة إيرمان.
لأنه كان يعلم جيدًا كم سيكون الأمر مريرًا بالنسبة لها إن خسرت أمام إيلين، بسبب كبريائها الشديد.
***
نظرت الماركيزة إيرمان إلى الفارسة الصغيرة التي تقف أمامها.
‘قالوا أنها قتلت الكونت ليون.’
عندما سمعت الخبر لأول مرة، لم تستطع تصديقه إطلاقًا.
لكن الآن، بعد أن رأت إيلين واقفةً أمامها، استطاعت أخيرًا تقبّل الأمر.
“رائعة حقًا.”
قالت ذلك بإعجابٍ صادق. فالهالة المنبعثة من جسد إيلين كانت طاغيةً ومهيبة.
استعادت الماركيزة إيرمان في ذهنها الأوامر التي أعطاها الإمبراطور قبل أن تأتي إلى هنا،
“لا بأس إن قتلتها وكأنه حادثٌ أثناء المبارزة. وإن لم تستطيعي قتلها، فأصيبيها بعاهةٍ دائمة.”
لكنها لم تكن ترغب في تنفيذ أوامر الإمبراطور كما هي حرفيًا.
رغم أن الماركيزة إيرمان كانت زعيمة النبلاء الموالين للإمبراطور وكانت دومًا مخلصة لسيدها، إلا أنها كانت شخصًا يعرف حدود الصواب.
وبصفتها أيضًا من مبارزي السيف، لم تكن تكره الفرسان الموهوبين.
لذلك لم تكن تفهم سبب غضب الإمبراطور من إيلين. ومع ذلك، لا يمكنها تجاهل أوامر الإمبراطور.
تلألأت نظرةٌ قاتمة في عينيها.
“سنبدأ المبارزة الآن.”
بمجرد أن أعلن الفارس المسؤول عن الإشراف بدء المبارزة، كانت الماركيزة إيرمان أول من تحرك.
سكبت كل قوتها في سيفها. تلك القوة المتفجرة المنبعثة من ذراعيها العضليتين كانت مذهلةً بحق.
طار سيفها في مسار بدا وكأنه سيقطع ذراع إيلين. فتجمد وجه الدوق أسيلي للحظة. إذ كان في سيف الماركيزة إيرمان نية قتلٍ، ولو بنسبة ضئيلة.
لكن إيلين صدّت هجومها بسرعة فاقت كل توقعاتها.
كان على سيفها هالة مانا بيضاء، رمز سيدة السيف.
صدُّ هجوم واحد لا يعني انتهاء المبارزة.
دار سيف الماركيزة في نصف دائرة قاصدةً عنق إيلين.
تشاانغ! تشانغ-!
تبادلت الاثنتان الهجمات في مناوشةٍ سريعة وخاطفة.
الفرسان وقفوا يحدقون فيهما بلا حراك.
كانت إيلين تثبت بمهارتها حقيقة كونها سيدة السيف.
كانت الحقيقة التي لا يمكن لأحد إنكارها تتجلى في سيفها.
وبمرور الوقت، بدأت الماركيزة إيرمان تنسى كلام الإمبراطور وتركز فقط على مبارزتها مع إيلين.
ابتسم الدوق أسيلي ابتسامةً صغيرة وهو يراقب هذا المشهد.
أما الإمبراطور، فظل عابسًا صامتًا وهو يشاهد المبارزة.
***
بعد انتهاء المبارزة، توجه الدوق أسيلي مع إيلين إلى قصر الدوق القريب من القصر الإمبراطوري.
كان في مزاجٍ جيد. لقد اعترفت الماركيزة إيرمان للإمبراطور بحقيقة أن إيلين هي سيدة السيف.
وكانت تعبيرات وجهها وكأنها في حالة من الذهول. وكان الدوق أسيلي يفهم شعورها، فقد مرّ بنفس التجربة ولم يستطع استعادة تركيزه بسهولة بعد المبارزة مع إيلين.
وفي النهاية، اعترف الإمبراطور بغضب أن إيلين هي سيدة السيف الثالثة في الإمبراطورية.
‘لم يكن بوسعن إلا الاعتراف بذلك. كيف يمكن إنكار حقيقة كونها سيدة السيف؟’
“كان في سيف الماركيزة إيرمان نية قتلٍ واضحة.”
هز الدوق أسيلي رأسه على كلام إيلين.
“لنكمل الحديث في غرفة العمل.”
قال ذلك وفتح باب غرفة العمل، لكنه تفاجأ بما رآه وفتح عينيه على اتساعهما.
كانت الآنسة أسيلي تشرب الشاي في غرفة عمله. وكان بجانبها كارون وليلِيا.
“أوه، لقد عدتما.”
“وماذا عن الأكاديمية؟ لماذا جئتِ إلى هنا؟”
“قررت أن أُوقف دراستي مؤقتًا.”
“إيقاف الدراسة؟”
عند سماع كلمات الآنسة، عبس الدوق أسيلي وبدأ يتفحص وجه ابنته بدقة. وبدا له أنها قد فقدت الكثير من وزنها.
شعر بشيء غريب ومريب فتوقف فجأة.
“إيقاف الدراسة فجأة؟ هل تعانين من مرضٍ خطير؟”
أصرت الآنسة على إنكار ذلك وهي تحني رأسها.
“سأخبركَ لاحقًا. الآن لدي أمر أود مناقشته مع السيدة إيلين.”
“….…”
“سأستخدم غرفة والدي للعمل قليلاً.”
هز الدوق أسيلي رأسه كأنه لا يستطيع منعها. بينما كان كارون وليلِيا مندهشين من كلام الآنسة.
“سيدتي القديسة؟ أعتقد أنه من الأفضل لنا أن نغادر.”
“صحيح، كيف يمكننا أن نُخرج الدوق من غرفة عمله..…”
نظر كارون إلى الآنسة بعينين مرتعشتين. كما بدأت ليلِيا تشعر بالقلق وتنظر بتوتر إلى الدوق أسيلي.
لكن، على عكس قلق كارون وليلِيا، لم يغضب الدوق. و كان ينظر إلى الآنسة فقط بعينين مليئتين بالقلق.
“إذا كنتِ متألمة، فلا تكتمي الأمر وحدثيني فورًا.”
عندما قال الدوق ذلك، شدّت الآنسة أسيلي يدها التي تمسكت بكوب الشاي.
كان من الصعب عليها كبح الحزن المتدفق. لكن سرعان ما هزّت رأسها بوجهٍ حازم.
راقبها الدوق للحظة، ثم أخذ الفرسان المنتظرين خارج غرفة العمل وأفسح لها المجال.
_____________________
وش ذا الفصل مافيه فايده كأنه فاصل 😭
المهم تجنن الآنسه أسيلي وميانتها مع ابوها ياناس احبهمممم🤏🏻
وفريدين شصار له؟ شكل ايلين بتدري الحين وش السالفه وتنط له ولا عليها من ابوها😘
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 94"