سيد السيف يستطيع حتى التحكم في جسده.
لكن إيلين، كلما وقفت أمام فريدين، كانت تشعر وكأنها تنسى أنها سيد السيف وتعود إلى ذاتها في الماضي.
“أنا…..ظننت حقًا أن فريدين سيتعرض لمكروه. لذلك..…”
كنت خائفةً جدًا. لكن إيلين ابتلعت تلك الكلمات. فهي لم تعد تريد أن تتصرف كطفلةٍ حمقاء.
عانق فريدين إيلبن المرتجفة.
لم يستأذنها، لكنه لم يستطع الاحتمال وهو يراها تذرف الدموع بصمتٍ وشفتيها مطبقتين بألم.
ما الذي يجعلها تستحق كل هذا الحزن؟
إيلين تملك الذكريات الكاملة التي لم تعد موجودةً لدى فريدين. حتى حين يحاول استرجاعها، تبدو ضبابيةً كما لو أن الضباب يحجبها.
كان فربدين يشعر بالأسف لأنه لا يتذكر كل شيء.
“لا يجب أن تتأذى، سموك فربدين. لا يجب أن تتركني وحدي وترحل.”
منذ أن قال لها أنه لن يرحل عنها، لم تعد إيلين تفكر في ترك فربدين.
لأنها ستحمي الجميع. وبعدها ستكون معه حقًا.
ظل فريدين يكرر نفس الكلمات في أذن إيلين حتى اطمأنت.
“لن أرحل أبدًا، سيدة إيلين.”
ظل يهمس، ويكرر ذلك، حتى توقفت عن الارتجاف تمامًا.
***
تحرك الدوق أسيلي.
“أحد فرسان الكتيبة الثانية قال أن الكونت ليون بالفعل سجن السيدة إيلين.”
إن كان ما قاله الفارس صحيحًا، فهناك ما يجب التحقق منه.
توجه الدوق أسيلي على عجل إلى سجن الأكاديمية. وما إن دخل السجن، حتى رأى القضبان المصنوعة من حجر التحكم في المانا وقد انحنت.
اقترب ببطء من حجر التحكم في المانا. أما فرسان الكتيبة الذين تبعوه إلى الداخل، فقد بدأوا يتهامسون من هول ما رأوا.
“فقط الوقوف قرب حجر التحكم يجعلني أشعر بالقشعريرة..…”
“هل السيدة إيلين هي من فعلت هذا؟”
“هل هذا يعني، كما قال فرسان الكتيبة الثانية، أنها بالفعل سيدة سيف؟”
“انتظر، كم يبلغ عمر السيدة إيلين هذا العام؟”
تفحص الدوق أسيلي حجر التحكم في المانا بدقة، ثم مد يده ولمسه. فشعر بإحساسٍ مزعج.
لقد كانت إيلين بالفعل من ثنت حجر التحكم في المانا.
صدرت ضحكةٌ من الدوق وهزّت جدران السجن.
“سيدي الدوق؟”
“أليس هذا مذهلًا؟”
“عذرًا؟”
“انظروا إلى هذا، لقد ثنته باستخدام المانا النقية فقط.”
“……”
“هذا ليس مستوى يمكن الوصول إليه في سنة أو سنتين فقط.”
انعكست الحيرة في عيني الفارس الأول، فقد كان ما حدث يفوق مستواه ولا يستطيع تفسيره بعد.
“اذهبوا فورًا للبحث عن السيدة إيلين.”
***
نظر الدوق أسيلي إلى ابنته التي كانت تقف في وجهه وتمنعه من المرور.
كانت تقف وذراعاها متشابكتان، تحدق به بثبات.
“لا يمكنكَ الدخول، أبي.”
لو كان شخصًا آخر، لتجاهله الدوق دون تردد. لكنها كانت ابنته، الآنسة أسيلي.
“تلقيت أمرًا إمبراطوريًا بقتل السيدة إيلين.”
“أعلم، لكن ذلك أمرٌ غير منطقي أبدًا.”
“ما دام أمرًا رسميًا، فلا مفر منه يا ابنتي.”
عضّت الآنسة على أسنانها. فلم تكن تريد أن تتدخل في الوقت الذي يجمع بين إيلين وفريدين.
‘لا بد أنه تأكد من كل شيء.’
لا شك أن الدوق قد رأى جثة الكونت ليون، ويعرف من الذي جعله على تلك الحال.
“إن دخلت دون إذن، سأخبر أمي.”
صُدم الدوق أسيلي من كلمات ابنته، وكذلك فرسان الكتيبة الأولى الواقفون خلفه.
رغم أن شعب الإمبراطورية لا يعرفون ذلك، الا أن الدوق أسيلي كان في الحقيقة زوجًا متعلقًا بزوجته بشدة.
تنهد الدوق بخفة،
“الكونت ليون مات.”
“….…”
“لقد حدث ذلك داخل الأكاديمية. وقد أُبلغت من جلالة الإمبراطور أن إيلين ليسيروس مسجونةٌ هنا.”
أغلقت ابنته عينيها بقوة.
“لكنها لم تكن في الزنزانة.”
“…….”
“ما رأيته كانت القضبان المصنوعة من حجر التحكم في المانا وقد انثنت.”
أصبح وجه فرسان الكتيبة الأولى خلف الدوق أكثر جدية.
حتى لو كانت إيلين قد تعرضت للظلم، فإن قتل سيد السيف التابع للإمبراطورية بناءً على أمر من الإمبراطور، دون دليل واضح، أمر لا يمكن تبريره.
ربما كانت مظلومة، لكن ما دامت تعيش في الإمبراطورية، فعليها إثبات براءتها وفق الإجراءات القانونية العادلة التي يجب أن يخضع لها الجميع.
“أحد فرسان الكتيبة الثانية شهد بأن السيدة إيلين هي سيدة السيف. وحقيقة أنها تمكنت من الهروب من السجن تثبت صحة كلامهم.”
في البداية، لم يصدق الدوق أسيلي ذلك. فهو لا يزال يتذكر جسد إيلين الذي لم يكن متمرسًا بالكامل بعد.
حقًا، كانت إيلين مليئةً بالغموض.
هل وُجد في يوم من الأيام فارسٌ بتلك المهارة في السيف، دون أن يكون جسده قد خضع للتدريب الكافي مثلها؟
“السيدة إيلين تخفي شيئًا. ويجب عليّ التأكد من ذلك.”
بدت ملامح الغضب على وجه ابنته، ثم صرخت في وجهه.
“أبي، الإمبراطور ملوّثٌ بالشر. إنه ليس في كامل وعيه! هناك شيطانٌ في رأسه!”
صُدم بعض فرسان الفيلق من كلماتها، فقد كان ما قالته يعتبر إساءةً صريحة إلى العائلة الإمبراطورية.
أصدر الدوق أسيلي أمره بصوتٍ منخفض إلى الفرسان،
“امسحوا ذلك من ذاكرتكم.”
“أمرك!”
كان الدوق على وشك توبيخ ابنته، فحتى لو كانت أمام والدها وفرسانه، فإن إهانة الإمبراطور تبقى تصرفًا محفوفًا بالخطر.
لكن قبل أن ينطق بكلمة، اختفت الدماء من وجهها. و ترنحت ابنته في مكانها.
لقد اجتاحتها صدمةٌ تفوق بكثير ما كانت تشعر به في كل مرة أفصحت فيها عن المستقبل.
ركض الدوق أسيلي نحو ابنته مذعورًا وأمسك بجسدها.
“هل أنتِ بخير؟”
تمتمت ابنته بغضبٍ مكبوت،
“تبًا، لا يمكنني حتى أن أُسمي الشيطان شيطانًا. لماذا هذا الابتلاء لي..…”
“….…”
“مُت، أيها الشـ.…”
أمسك الدوق رأسه وهزّه بيأس.
كان يعلم أن ابنته تستخدم أحيانًا أسلوبًا فظًا، لكن هذه المرة كانت مبالغة.
“طالما لسانكِ ما زال يعمل، فأنتِ بخيرٍ على ما يبدو.”
في تلك اللحظة، فُتح باب غرفة الإسعاف المغلقة. ففزعت الآنسة والتفتت بسرعة إلى الخلف.
وحين رأت من خرج من الغرفة، نهضت من حضن دوق أسيلي. وقد بدت بحالة جيدة، ما جعل الدوق يشعر بخفة وكأنه خُدع.
“سيدة إيلين، ألم تكوني تتحدثين مع فريدين؟”
“سموه فربدين قد نام، فخرجت. لم يتعافَ بالكامل بعد.”
ظهر الحرج على وجه الآنسة. فمن المؤكد أن حاسة السمع لدى إيلين، بصفتها سيدة السيف، حادةٌ جدًا.
لم يكن من الممكن أن تكون إيلين لم تسمع حديثهم خارج غرفة الإسعاف.
“مرحبًا، سيدي الدوق.”
“سيدة إيلين، لقد مر وقتٌ طويل.”
أدت إيلين التحية ثم اقتربت منه.
تفحص الدوق أسيلي إيلين التي كانت تقف أمامه بدقة.
‘سيدة السيف..…’
لقد كان عبقرياً من بين العباقرة.
منذ اللحظة التي أمسك فيها السيف لأول مرة، ودخوله الأكاديمية وتخرجها، وصولًا إلى ما هي عليه الآن.
لم يلتقِ أبدًا بمعارضٍ حقيقي. حتى أولئك الذين يُعتبرون عباقرة يهيمنون على العالم، كانوا يظهرون بمظهر صغيرٍ أمامه.
كانت الحياة سهلة جدًا لدرجة أنه شعر بالملل.
التدرب على السيف كان مجرد عادةٍ مستمرة، ولكنه وصل إلى حد معين فقط.
‘نعم، كل شيء كان مجرد أعذار.’
الكلمات التي قالها لابنته كانت في الواقع مجرد أعذار.
عندما مات الكونت ليون، لم يشعر بأي تأثر. لم يكن لديه أي اهتمام بشخص فقد تطوره كفارس.
‘كيف وصل إلى مرتبة سيدة السيف؟ إنه شخص جشع لدرجة أنني أتساءل عن السبب، لا بد أنه ارتكب خطأ كبيرًا.’
لكن ما كان يهم الدوق أسيلي الآن هي إيلين التي كانت تقف أمامه.
لم ينسَ الدوق أسيلي المعركة التي خاضها مع إيلين قبل أن تذهب للترقية.
“لماذا لم أكن أعرف ذلك؟”
قال الدوق أسيلي فجأة كلمات غير متوقعة، لكن إيلين فهمت معناها على الفور.
“ربما لأنكَ لم تستطيع تقييم مستواي، كما هو الحال معكَ.”
ضحك الدوق أسيلي ضحكةً باردة على إجابة إيلين.
“ممتع، سيدة إيلين. هل يمكنكِ إثبات براءتكِ؟ أتعرفين لماذا أنا هنا؟”
كما قال الدوق أسيلي، كانت إيلين تعرف تمامًا السبب الذي جاء من أجله.
لكن كلمات الدوق جعلت ابنته تقف في طريقه.
“لا! سيدة إيلين لم تمضِ وقتًا طويلًا منذ أن خاضت معركةً مع الكونت ليون!”
“لا بأس، آنسة. هذا ما أريده أيضًا.”
قرأت إيلين التحدي في عيني الدوق أسيلي.
لم تكن راضية عن المعركة التي خاضتها قبل ترقيتها. فإخفاء قوتها في المعركة كان بمثابة إهانة لها، وكأنها تسيء إلى نفسها.
وضعت إيلين يدها على صدرها مع ثني ذراعها، ثم انحنت أمامه.
“من فضلك، أرجو أن تمنحني فرصةً لإثبات براءتي، سيدي الدوق. أطلب منكَ مبارزتي.”
ابتسم الدوق كما لو كان راضيًا عن جواب إيلين،
“هذه المبارزة ستتم بحضور فرسان الكتيبة الأولى. هناك، ستتمكنين من إثبات براءتكِ، يا سيدة إيلين.”
_____________________
وناسه مبارزة جديدة
الدوق وبنته وزوجته يجننووووووون
مابعد طلعت الزوجك بس واضح هي بعد حلوه دام بنتها وزوجها كذا😭
المهم ودي بفصول اضافيه لهم خاصه بس مشكله المؤلفه نطلت خمس فصول بس واكتفت😔
غش ياخي طيب ابي اشوف قصة الدوق وزوجته😭
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 88"