انهار بعض أفراد الكتيبة الثانية على الأرض من الصدمة بعدما خارت قواهم.
شعر الكونت ليون هو الآخر برغبةٍ في الانهيار مثلهم.
وعلى عكس ارتباك الآخرين، كانت إيلين هادئةً تمامًا.
ثم نظرت إلى ديريك،
“سيد ديريك، خذ زملائي والجرحى إلى العيادة من فضلكَ.”
أومأ ديريك وطلاب المستوى الأول برؤوسهم بوجوه مذهولة.
كانوا يعرفون هذا مسبقًا قبل المجيء إلى هنا، لكن الأمر ظل مذهلًا رغم ذلك.
رفع الكونت ليون سيفه باتجاه إيلين.
“أظن أنني أثبتُّ براءتي، أليس كذلك؟”
“يا لكِ من…..وقحة..…”
لم يستطع الكونت ليون تقبّل الأمر. كيف يمكن لشخص في مثل هذا العمر أن تصبح سيدة السيف؟
حتى الدوق أسيلي لم يبلغ مرتبة سيد السيف إلا في منتصف الثلاثينات من عمره.
كان هذا أمرًا خارجًا تمامًا عن حدود المنطق.
“أنا أطيع أوامر الإمبراطور. إيلين ليسيروس، لن تغادري هذا المكان حيّة. وهؤلاء الأوغاد أيضًا. كارون ليسيروس وأنتم ستموتون هنا جميعًا.”
نظرت إيلين إلى السماء لوهلة ثم عادت لتحدق فيه.
“وأنا أيضًا، لا أنوي ترككَ ترحل.”
***
بعد حديثها مع فريدين، عقدت إيلين عزمها على ألا تسامح أي شخص يهدد أحبّاءها.
الكونت ليون تلاعب بفرقة الفرسان الاحتياطية التابعة لفريدين. بل وتجرأ على إيذاء فريدين نفسه.
‘لقد تسبّب في جرح جسده.’
حاولت إيلين أن تهدأ. لكن الغضب كان يذيب عقلها كحمم تغلي، و كانت تريد أن ترد على الكونت ليون بما فعله بفريدين، تمامًا كما هو.
“سيدة إيلين، حالة آمون سيئةٌ للغاية، إن تأخرنا أكثر..…”
كان ديريك، الذي كان يتفقد حالة آمون، يشعر بأسى شديد، وكذلك كان حال فرسان الصف الأول.
“غادروا بسرعة.”
عند سماع كلمات إيلين، ضرب فيليب الأرض بقبضته. فالشيء الوحيد الذي يمكنهم فعله من أجل إيلين الآن هو نقل فريدين وفرسانه إلى العيادة.
‘تباً، كم هو مؤلم أن نظهر بهذا الضعف.’
“ألن يكون من الأفضل أن نبقى ونساعدكِ؟”
حركت إيلين رأسها نافية.
“لا بأس، فيليب. وجودي هنا وحدي كافٍ.”
احمرّ وجه الكونت ليون غضبًا عند سماعه تلك الكلمات.
“يا لكِ من مغرورة، إيلين ليسيروس!”
كانت تتصرف وكأن الكونت ليون غير موجود.
وبينما كان يحدق بها، تذكّر الدوق أسيلي. ذلك الرجل المقيت كان يتصرف معه بنفس الطريقة التي تتصرف بها إيلين الآن.
لكن، بما أنه الدوق أسيلي، كان يستطيع على الأقل تقبّل ذلك منه. لكن لا أحد يعلم كيف أصبحت إيلين سيدة السيف.
‘عليّ التخلص منها الآن.’
سيدة سيف في أوائل العشرينات من عمرها. كانت تمثل تهديدًا حقيقيًا.
حتى مجرد وجود الدوق أسيلي، أحد سادة السيف، جعل من الفصيل المحايد قوةً يصعب التعامل معها. فماذا لو أن سيدة سيف جديدةً دعمت الأمير الثاني؟
وذلك بعد أن لفّق الإمبراطور تهمة استخدام السحر الأسود لبيت الماركيز ليسيروس.
لقد أصبحت الأمور خارج السيطرة بالفعل.
‘من المؤكد أنني ما زلت الأقوى.’
كما أن هناك فرقًا في المهارة بينه وبين الدوق أسيلي، فحتى بين من بلغوا نفس المرتبة، يوجد تفاوتٌ في المستوى.
لا يمكن أن تكون إيلين ليسيروس، التي أصبحت للتو سيدة سيف، أقوى منه.
راقب الكونت ليون إيلين. من النظرة الأولى، بدت كأنها فتاة عادية تمامًا.
جسدٌ صغير لا يبدو قويًا، وقامة أقصر من المتوسط، لكنها لم تكن شيئًا يمكن الحكم عليه من الشكل فقط.
لأن سيد السيف هو كائنٌ يتجاوز الظاهر.
“سأتخلص من إيلين ليسيروس…..وسأقضي على كل الشهود أيضًا.”
مجرد حقيقة أن إيلين أصبحت سيدة سيف كان يجب أن تُمحى من القصة المرتبطة بعائلة الماركيز ليسيروس.
أدار الكونت ليون نظره. فرأى ديريك وفرسان الصف الأول يعتنون بفريدين وأفراد فرقته.
“ديريك أثيرن، ألم أقل أنني لن أسمح لكم بالمغادرة؟”
بمجرد أن نطق الكونت ليون بذلك، وقفت الكتيبة الثانية في وجه ديريك لمنعه.
لكن لم يمض وقتٌ طويل حتى شحب وجه جنود الكتيبة الثانية الذين اعترضوا ديريك.
كوووااانغ!
غرست إيلين سيفها المملوء بالمانا في الأرض بقوة، فانبعث صوتٌ مرعب وانشقّت الأرض أمامهم بشكل هائل.
تراجع أفراد الكتيبة الثانية إلى الخلف بخوف. حتى أن بعضهم أطلق أنينًا من شدة الصدمة.
“هل…..هل هذا ممكن؟”
“ما الذي يجري بحق..…؟”
أما وجه إيلين، التي ارتكبت هذا الفعل الهائل، فكان بارداً كالثلج.
وفي تلك اللحظة، أصبح ديريك وفرسان الصف الأول أكثر تصميمًا. و استغلوا الفرصة التي وفّرتها لهم إيلين وانطلقوا مسرعين.
“يا لها من وقاحة..…!”
اشتعلت عينا الكونت ليون غضبًا، ورفع سيفه ليضرب الفارين. لكن سيف إيلين كان أسرع.
انقض سيفها فجأةً دون أي تحذير، ولو لم يتدحرج ليون بسرعة في اللحظة الأخيرة، لكان قد أُصيب إصابةً خطيرة.
“هذا تصرّف دنيءٌ لأقصى حد..…”
لكن إيلين ردّت ببرود على كلماته.
“هذا مضحك.”
“ماذا قلتِ؟”
“من أصبح سيد السيف ويقلّل من شأن الفرسان الأضعف منه، لا يحق له قول مثل هذا الكلام.”
قالت إيلين ذلك، ثم أغمضت عينيها وفتحتهما مجددًا. وكانت نظرتها قد تغيّرت تمامًا.
ذلك الدفء الذي كان يملأ عينيها عندما تنظر لأحبّتها، لم يعد موجودًا. و كأن شتاءً قارسًا قد حلّ داخل عينيها.
حتى الهواء بدا وكأنه يحمل قسوةً قادرة على تمزيق الجلد.
“لو تركتني وشأني، لما وصلت الأمور إلى هذا الحد.”
“……..”
“لماذا تهاجمون أحبّتي؟ لماذا…..تستمرون في إيذائي..…؟”
شعر الكونت ليون بالخوف لأول مرة منذ أن أصبح سيد السيف.
على الرغم من صوتها المليء بالغضب، كان وجه إيلين الجميل خاليًا تمامًا من التعبير، إلى حدٍّ مخيف، وكأنها شخصٌ لا يملك أي مشاعر.
بعد أن كشفت إيلين ليسيروس عن حقيقتها. لم يكن بوسعه تفسير الأمر إلا بهذه الطريقة.
“و…..وحش..…”
تمتم أحد أفراد الكتيبة الثانية وهو يحدق بها. وكأنها قد نزعت القناع الذي كانت ترتديه، فما إن اختفى فريدين وفرسانه، حتى تغيّر جو إيلين بالكامل.
‘ما طاقة القتل الكامنة هذه في أجوائها؟’
لم يستطع الكونت متابعة التفكير. فقد بدأت إيلين بالتحرك بجدية.
***
“سيدي الدوق، ما الذي تنوي فعله؟”
سأل الفارس الأول، بينما كان الدوق يتأمل سيفه المعلّق على خصره بوجهٍ يصعب قراءته.
كان الدوق أسيلي متوقفًا على الطريق المؤدي إلى الأكاديمية، يقود فرقة الفرسان التابعة له.
لم يكن بوسعه أن يخطو بسهولة. وكان الفارس الأول يفهم تمامًا ما يشعر به الدوق أسيلي.
‘لقد كان الدوق معجبًا بتلك الموهوبة بعد وقتٍ طويل من الجمود.’
كان الدوق راضيًا جدًا عن إيلين. ومنذ المبارزة التي خاضها معها، بدا أحيانًا وكأنه يسترجع تلك اللحظة بنظراتٍ شاردة حالمة.
رغم أن الفارس الأول كان يشعر بالغيرة من إيلين، إلا أنه لم يتمنَّ لها أبدًا أن تواجه مثل هذا المصير.
بل على العكس، حين رأى إيلين وهي تنال اعتراف الدوق، بدأ يرسم أهدافه الخاصة.
‘في يومٍ من الأيام، سأبارز الدوق بنفسي وأنال اعترافه.’
أراد أن يتفوق عليها كفارس، لا أن تنتهي قصتها بهذه الطريقة المؤسفة.
“لا أعلم…..لستُ متأكدًا.”
كان يثق تمامًا بموهبة إيلين. لكن إن كانت كلمات الإمبراطور صحيحة، وإن كانت قد نالت قوتها من السحر الأسود، فسيكون من الواجب القضاء عليها.
فمن يستخدم السحر الأسود لا يمكن إعادته إلى حاله السابق.
كان الفرسان يؤمنون أن من يتحول إلى شيطانٍ عبر السحر الأسود، فإن روحه نفسها تفسد وتتلوّث.
“لكن الماركيز ليسيروس لا يمكن أن يرتكب شيئًا كهذا.”
قال الدوق ذلك وهو يبتسم ابتسامةً مُرّة.
“لكن، سواءً أنا أو هو…..لم نكن آباءً جيدين على أية حال..…”
“…….”
“رغم أنه بالتأكيد ليس من النوع الذي قد يفعل شيئًا كهذا لابنته.”
قال الدوق أسيلي ذلك دون أن يزيح نظره عن الاتجاه الذي تقع فيه الأكاديمية.
وفجأة، تجمّد وجهه.
“سيدي الدوق؟”
سأل الفارس الأول بدهشة وهو يحدّق في الدوق.
“إنه…..هو….”
مدّ الدوق يده نحو سيفه، وتابع كلامه بوجهٍ تملأه الحيرة.
“لقد ظهر.”
“ماذا؟”
“ذلك الشخص الذي قيل أنه ظهر أثناء مهمة القضاء على الوحش…..سيد السيف، إنه هو بلا شك. ما أشعر به من نية قتل يفوق التصوّر، شيءٌ يقشعر له البدن.”
كاد كبير الفرسان أن يسقط من على حصانه من شدة الدهشة.
وأبدى جميع أفراد الكتيبة الأولى تقريبًا ردود فعل مشابهة عند سماع كلمات الدوق.
“لقد…..ظهر؟”
“هل يعني ذلك أنه كان فعلًا أحد المشاركين في حملة القضاء؟”
“يا لها من نية قتلٍ رهيبة..…”
أصبح جو الكتيبة الأولى مضطربًا بشكلٍ غير معتاد، حيث أن وجود ذلك الشخص كان يشغل اهتمام جميع فرسان الكتيبة.
سيد السيف الآخر، بخلاف الثلاثة الكبار في الإمبراطورية. هل هو سيد سيفٍ من مملكةٍ أخرى؟ أم هو شخص ذو قدراتٍ مخفية؟ كان وجوده غير واضح.
ولم يكن من الممكن معرفة ما إذا كان عدوًا أو حليفًا، مما جعل التوتر يظهر على وجوه الفرسان.
“هل يعني ذلك أنه في الأكاديمية الآن؟”
“نعم.”
بدأ الدوق يتحرك بسرعةٍ نحو الأكاديمية. حتى الفارس الأول، الذي كان مذهولًا بسبب الخبر المدهش، تسارع في اتباعه.
كلما اقترب الدوق من الأكاديمية، زادت خطواته عجلة. وكان الفارس الأول على وشك أن يفقده أكثر من مرة.
على الرغم من أن الدوق كان يهتم عادةً بالفرسان من حوله، إلا أنه في هذه اللحظة كان في حالةٍ من الحماس الشديد لدرجة أنه نسي تلك الاهتمامات.
__________________
هيه ياشيخ خل حماسك شوي ورح شف بنتك ياخي بنتك اعمى عليها في الطريق افطس انت ولا هي تكفى ياحماار
وايلين قلبو شرايس ىًذبحين ليون ذاه مرةٍ وحده؟ ثم روحي شوفي فريدين واعترفي بعدين العرس قولوللولوووووش
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 86"