بدأت المانا تتجمع في سيفها. و تشكّلت مانا ضبابية اللون، وسرعان ما أصبحت ملونةً بلونٍ مميز.
ظهر أمام الأعين ذلك الضوء المستقر للمانا، الذي لا يمكن أن يصنعه سوى سيّد السيف.
في تلك اللحظة، حدّق ديريك وطلّاب الصف الأول في إيلين، وقد نسوا حتى كيف يتنفسون.
***
كان فريدين يعلم أنه اتخذ قرارًا متهورًا. حتى وإن كان آمون وهيليكس قويّين، فإن الخصم هو الكونت ليون.
لكنّه لم يستطع أن يترك كارون ليموت. فهو فارسه قبل أن يكون من عائلة إيلين.
تذكّر الحوار الذي دار بينه وبين الآنسة أسيلي قبل مغادرته إلى هذا المكان.
كان ذلك حين سمع فريدين خبر كارون وهمّ بالمغادرة فورًا، فجاءت الآنسة لمقابلته.
“أأنتَ ذاهبٌ لإيقاف الكونت ليون، يا فريدين؟”
“الآنسة أسيلي؟ كيف عرفتِ ذلك؟”
“إنه أمرٌ خطير.”
“أعلم ذلك. لكن كارون هو فارسي، وهو أيضًا شقيق خطيبتي.”
“لهذا السبب لا أحبكَ. أنت غبيٌ، و طيب، وعنيد..…”
“آسف، لكن لا وقت لدينا لمثل هذا الحديث.”
“لكن لهذا السبب تحبكَ السيدة إيلين، أليس كذلك؟”
تصلّب وجه فريدين وهو ينظر إلى الآنسة أسيلي. التي لم تكن في حال جيدة.
بدت وكأنها ستنهار في أي لحظة.
“لقد رأيتُ حلماً لحدثٍ في المستقبل، يا فريدين.”
“ماذا تقصدين؟”
“إذا ذهبتَ إلى هناك، فكل أعضاء فرقة فرسانكَ الاحتياطية سيموتون…..باستثنائكَ أنت.”
قالت ذلك وهي ترتجف بكل جسدها، وكانت عيناها غارقتين في الرعب.
و تذكّرت الآنسة أسيلي ما رأته من المستقبل.
“سأذهب بنفسي للقاء السيدة إيلبن. لا تأخذ ديريك إلى غابة الغرب. اطلب منه أن يأخذ فرسان الصف الأول ويذهب للقاء السيدة إيلين. اطلب منه أن يدلها على الطريق. إذا غادرت للبحث عن السيدة إيلين أولًا، فسيكون الأوان قد فات. يجب أن تتحرك الآن فورًا.”
ما إن أنهت الآنسة كلامها حتى ترنحت، فأمسك فريدين بذراعها.
“إذا تبعكَ ديريك، فسيكون موته محتومًا. فهو أضعف من باقي الفرسان..…”
“إن واصلتِ الحديث أكثر من هذا…..”
“فريدين ليكسيا، استمع إليّ. لقد قلتها لك سابقًا، كنتُ سأموت على أية حال.”
“….…”
“اطلب من السيد آمون أن يستفز الكونت ليون. إنه بسيط التفكير، وسينجر بسهولة.”
هزّت الآنسة رأسها. و كان وجهها يزداد شحوبًا، لكنها لم تتوقف عن الكلام.
“الإمبراطور لم يعد بعقله. لقد تلوث بالشر وسيتلقى عقابه. لكن قبل ذلك…..يجب ألا يموت فرسانكَ.”
“الآنسة أسيلي؟”
“إذا مات اللورد كارون…..فإن السيدة إيلين…..”
“…….”
“لا تفعل شيئًا أحمق، كأن ترفض استدعاء السيدة إيلين لأنه خطرٌ عليها.”
عضّ فريدين شفته السفلى بصمت.
“لأنها لا ترغب في ذلك.”
“…….”
“فهي تصبح أقوى عندما تكون وحدها.”
في تلك اللحظة، انكمشت حدقة عين الآنسة. وبصوت امرأةٍ غريبة غير مألوف، فتحت الآنسة فمها وتحدثت،
“فريدين ليكسيا، من خلال الوعد الذي قطعته في الماضي، يمكنني منحكَ القوة مرةً واحدة فقط.”
كانت لحظةً خاطفة.
وبعد أن أنهت تلك العبارة، بدا على الآنسة التعب أكثر من ذي قبل. وكأنها قالت كل ما لديها، فلم تنطق بعدها بكلمة.
ثم استدارت ومشت دون تردد. وكان مشيها المتعثر يوحي بأنها على وشك السقوط.
عرف فريدين أنها ذاهبة للبحث عن إيلين.
لم يكن يفهم تمامًا ما قالته. و لماذا تغيّر صوتها فجأة، وما هو ذلك الوعد القديم الذي ذكرته.
لكنه شعر بغموضٍ أن الأمر مرتبط بذكريات إيلين التي قالت أنها مرّت بها في الماضي.
ثبت فريدين نظره إلى الأمام. وكان الكونت ليون يحدّق باستهزاء في فرسانه الاحتياطيين.
كان الكونت ليون هو من تحرّك أولًا. و حاول أن يضرب عنق كارون مباشرة. لكن في تلك اللحظة، تدحرج كارون بجسده.
كانت حركة معدّة مسبقًا. لو تأخر ولو قليلًا، لطار رأسه في الحال.
لم يتوقف الكونت ليون. و وجّه ضربةً أخرى بسيفه. وكان سيفه المشحون بنية القتل يهاجم مجددًا باتجاه بطن كارون.
عندها اندفع هيليكس نحو الكونت ليون واعترض سيفه.
“كح!”
كانت مجرد صدّةٍ واحدة، ومع ذلك شعر هيليكس بأن أحشاءه قد انقلبت.
لو أن الكونت ليون هاجم بجدية، لسقط أرضًا من فوره.
في تلك الأثناء، جذب آمون كارون إلى الخلف، ليحتمي وراء ظهره. ثم ناوله السيف المعلّق على خصره.
“ارفع سيفكَ، كارون ليسيروس. حتى لو مت، قاتل حتى آخر لحظة.”
عند كلمات آمون، أمسك كارون بمقبض السيف بإحكام.
“لقد أريتكم مشهدًا مزريًا..…”
ابتسم الكونت باستهزاء وهو يراقب ذلك، ثم التفت إلى فرسانه.
“إياكم والتدخّل.”
نظر آمون إلى هذا المشهد وسخر منه بابتسامة.
“حسنًا، فهو سيد السيف بعد كل شيء. لا بد أنه قادرٌ على التعامل معنا بمفرده.”
الكونت ليون لم يُجب. بل اندفع إلى الأمام وهو يحمل سيفه، دون أن يغلفه بالمانا.
لم يكن يمانع في تضييع الوقت كما يشاؤون.
‘سألعب بهم قليلًا، ثم أقتلهم.’
حتى إن لم يتمكن من قتل فريدين، ففرسانه الاحتياطيون سيكونون فريسةً سهلة.
وفوق ذلك، كان لديه أمرٌ مباشر من ديتريون بأن يقتل كارون بأقسى طريقةٍ ممكنة.
في البداية لم يكن مهتمًا كثيرًا، لكن استفزاز آمون كان السبب الأكبر. فالكونت ليون، منذ أن أصبح سيد السيف، لم يُبقِ على قيد الحياة أي شخص تجرأ على التحدي.
تحدث آمون وهو ينظر إلى هيليكس،
“هيليكس، لا أعرف ما الذي فعلته مع إيلين في الغرب، لكنني أعلم أنكَ أصبحت أقوى مما كنتَ عليه في السابق.”
“…….”
“إلى متى يمكنكَ الصمود؟”
“إن هاجمنا معًا…..عشر دقائق.”
“تباً، كلنا ضعفاءُ جدًا.”
رفع هيليكس سيفه.
وكما قال آمون، فقد أصبح هيليكس أقوى قليلًا بعد أن نال بصيرته في الغرب. لكن هذا لا يعني أنه قادرٌ على مواجهة سيّد السيف.
حتى إن هاجمه مع آمون معًا، فلن يصمدا لأكثر من عشر دقائق. و لم يكن هيليكس واثقًا من أن إيلين ستصل في تلك المدة.
‘لكن رغم ذلك…..لا بد من المحاولة.’
بهذه الفكرة، اندفع هيليكس بجسده نحو المعركة.
***
كانت المعركة من طرفٍ واحد. فالكونت ليون كان يتلاعب بفرسان فريدين كما لو كانوا دمى.
شعر آمون بالعجز أمام تلك القوة المطلقة. وأدرك حينها كم كانت إيلبن تراعيه أثناء تدريباتهما.
تزايدت الجروح، فيما ابتسامة الكونت ليون ازدادت اتساعًا.
وكان أول من سقط هو كارون.
ركله الكونت ليون في بطنه فسقط ولم يستطع النهوض بعدها.
لكن الكونت لم يستطع قتله. لأن فريدين وقف أمامه بسيفه ليمنعه. ومهما كان الخصم تافهًا، فإن من المزعج أن يُعاق مرارًا في طريقه.
لكن الكونت ليون كان يستمتع الآن.
لو أنه قاتلهم بكل قوته، لما كان من الصعب عليه قتل كارون، حتى مع كل محاولاتهم للتدخل.
“سموك، مستوى فرسانكَ يُرثى له.”
قال ذلك ساخرًا وهو يلوّح بسيفه. عندها تصدّى له آمون بسيفه.
لكنه هو الآخر كان قد بلغ حدّه. و كان يتنفس بصعوبة.
طعنة!
نظر آمون إلى أسفل بطنه.
“دعنا ننهي هذا. لم يعد ممتعًا.”
كان سيف الكونت ليون مغروزًا في بطنه.
‘في حملة القضاء على الوحوش، إيلين أصيبت في ظهرها بسببي..…’
وسط ذهوله وتشتّت وعيه، راوده خاطر ساخر.
“تباً…..هذا مؤلمٌ بحق.”
كان عليه أن يشكر إيلين كما يجب في ذلك الوقت. كيف تحمّلت هذا الألم بجسدٍ لم يكن مدرّبًا بعد؟
ربما لأنه على وشك الموت، فقد غمرته أفكارٌ شتّى.
نظر آمون إلى هيليكس. و لم يكن حاله أفضل من حاله هو.
كان هيليكس بالكاد ممسكًا بسيفه، وجسده مغطى بالجراح.
“هيه، هيليكس..…”
“لا تتكلم.”
“أنا آسف.”
“تباً..…”
“أوصيكَ بسموه.”
وسقط آمون على الأرض.
حاول هيليكس ألا يُغمض عينيه. لكن جسده لم يعد يطاوعه.
نظر الكونت ليون إليهم وضرب لسانه بحنق.
“كل ما يجيدونه هو الكلام، أما مهارتهم الحقيقية فمزرية.”
وجّه سيفه نحو هيليكس الذي كان ساقطًا. و هذه المرة، كان سيفه مشحونًا بنية القتل.
طنين!
لمعت عينا الكونت ليون بدهشة. فقد تصدى له فريدين.
“لقد تحسّنت مهاراتكَ في المبارزة كثيرًا منذ آخر مرة رأيتكَ فيها، سموك.”
“كان ذلك منذ زمنٍ بعيد، حين ذهبتَ لتكون مدرب سيف أخي. لو لم أتحسن، لكان الأمر أغرب.”
“نعم، لأن الأمير ديتريون أرادني.”
قال الكونت ذلك ليون ضاحكًا.
لقد أدرك أن فريدين قد وصل إلى حدّه بمجرد أن صد سيفه.
“سموك فريدين، الآن وقد سقط جميع الفرسان الاحتياطيين، ماذا ستفعل؟”
لم يرد فريدين، لكنه رفع سيفه موجهًا إياه نحو الكونت ليون.
نظر الكونت إليه باهتمام، ثم هز رأسه.
__________________
هيليكس شكله بس اغمى عليه من التعب بس آمون؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هيه ورعي؟!
اول شي أسيلي والحسن آمون؟ ليه هم احسن الناس يختي يالمؤلفة ديريك ما ملا عينس؟
بروح اصيح لين تجي ايلين
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 84"