“إيلين؟ أنتِ إيلين، أليس كذلك؟ أنا لا أتوهم، صحيح؟”
“لا كلمات لدي يمكنني قوله……لقد عدتِ فعلًا بعد اجتيازكِ لترقية الغرب.”
رأت آمون وهو يضرب ظهر ديريك بعد كلامه، فتألم ديريك وتذمّر منه.
كانت هذه هي الحياة اليومية المعتادة في الفِرقة، كما اعتادت إيتين رؤيتها. فشعرت بالطمأنينة لرؤيتها، لأنه لو كان فردين قد أُصيب إصابةً بالغة، لما استطاعت رؤية هذا المشهد أبدًا.
ولكن لم تطمئن تمامًا قبل أن تراه بعينيها.
في تلك اللحظة، التفت هيليكس إليهم،
“آمون هيدور، أين هو صاحب السمو فريدين؟”
“فريدين في مكتبه.”
وما إن أنهى آمون كلماته، حتى استدار إيلين وهيليكس على عجل.
***
كما قال آمون، كان فريدين في مكتبه.
وكان ديريك، الذي أتى إلى السكن مع إيلين وهيليكس، قد دخل أولًا إلى المكتب وأشار لهما بالدخول.
كان فريدين ينظر من النافذة، ثم التفت عندما سمع صوت فتح الباب. وعندما رأى إيلين تدخل، نهض من مقعده فجأة.
ظل فريدين ينظر إليها طويلًا، وكأنه لا يصدق ما يراه.
“السيدة إيلين؟”
“لقد عدتُ، سموك فريدين.”
اقترب فريدين منها ببطء. وحين رأى حالتها عن قرب، تصلب تعبير وجهه، لأن جراحها لفتت انتباهه.
وعندما رأى وجهه يظلم، سأله هيليكس،
“سموك، هل أصبتَ بشيء؟”
نظر فريدين إلى هيليكس وأجاب،
“سؤالكَ هذا يعني أنكَ تعرف أنني تعرضت لهجوم.”
“….…”
“نعم، لقد تم الهجوم عليّ. ولو لم يكن آمون موجودًا، لحدثت كارثة.”
“هل تم القبض على المهاجم؟”
“لا، انتحر في نفس اللحظة.”
ازداد وجه هيليكس ظلمة. فلم تكن هذه المرة الأولى التي يُهاجم فيها فريدين.
فحتى حين كان في القصر الإمبراطوري، كان دائمًا يعيش تحت تهديد الموت. لكن منذ دخول فريدين إلى أكاديمية أتينس، لم يحدث شيءٌ كهذا قط.
فكيف تبدأ تلك الهجمات مجددًا؟
مهما كان الإمبراطور قويًا، فإن نفوذه لا يمكن أن يمتد بلا حدودٍ إلى منطقة محايدة كأكاديمية أتينس.
ولذا، فإن هذا التحرك المفاجئ لا بد أن له سببًا ما.
“سأتلقى التقرير لاحقًا، هيليكس. لدي حديثٌ خاص مع السيدة إيلين، لذا ارحل الآن.”
ما إن أنهى فريدين كلامه، حتى أومأ هيليكس برأسه بوجهٍ كئيب وغادر الغرفة. وحين خرج ديريك أيضًا خلفه، لم يبقَ في المكتب سوى إيلين وفريدين.
كان فريدين ينظر إلى إيلين وهو يشعر بمشاعر لا يمكن التعبير عنها بالكلمات.
“هل أنتِ بخير، السيدة إيلين؟ هل كان الأمر شاقًا عليكِ؟”
بدا القلق واضحًا على وجهه. فاستعادت إيلين إحساسها بجسدها، رغم أن المعبد عالجها، إلا أن جراحها لم تلتئم تمامًا بعد.
“هل يمكنني الاقتراب منكِ، السيدة إيلين؟”
أومأت إيلين برأسها بخفة. ثم تأملها فريدين من رأسها حتى قدميها.
“لقد أُصبْتِ.”
عند كلماته، ظهرت الدهشة على وجه إيلين، لكنها لم تجد ما تقوله، فأغلقت فمها في صمت.
ثم قادها فريدين بلطف لتجلس على الأريكة.
“هل تسمحين لي أن أُعاين جراحكِ قليلًا؟”
أومأت إيلين برأسها بخفة ثانيةً.
وما إن حصل على موافقتها، حتى بدأ فريدين يتفحص جراحها.
كانت هناك العديد من الجراح الظاهرة، كما لم تكن الضمادات الملفوفة حول جسدها من الداخل بالقليلة.
كان جسد إيلين منهكًا وممزقًا تمامًا.
أغمض فريدين عينيه بشدة. كل ما تمناه هو أن تعود إليه سالمة. لكن رؤيتها تعود بهذه الحالة، جعلت شيئًا ما يشتعل بداخله.
كان ذلك الشعور هو الغضب. غضبَ من نفسه، لأنه لم يتمكن من فعل شيءٍ بينما كانت إيلين تتألم. وغضب على أولئك الذين أوصلوها إلى هذه الحالة.
وبينما كان الغضب يغمره، همست إيلين بصوت خافت،
“أنا بخير، سموك فريدين.”
فشعر فريدين بأن مشاعره تكاد تخرجه عن طوره.
إيلين لم تكن بخيرٍ أبدًا.
“أنا فقط……أتمنى لو أنكِ……تهتمين بنفسكِ أكثر قليلًا.”
“….…”
“لا ألومكِ، السيدة إيلين. لكن رؤيتكِ تتألمين……تحطم قلبي.”
لم تستطع إيلين قول شيء أمام كلمات فردين، لأنها كانت ستتخذ نفس القرار من جديد.
“السيدة إيلين، هل يمكن أن تسامحيني لو تصرفتُ الآن بطريقةٍ غير لائقة؟”
“سموك؟”
استعاد فريدين ذكرى قديمة، الكلمات التي كانت إيلين ستقولها له لو كان ذلك الشخص، الذي كشف له بصر الحقيقة ماضيه، قد عاد حيًا.
ضمّ فريدين إيلين بين ذراعيه بحذر. فتوسعت عيناها من الدهشة وتصلبت في مكانها.
“اشتقت إليكِ، سيدة إيلين.”
“….…”
“أنا سعيدٌ لأنكِ عدتِ سالمة.”
***
كان هيليكس يقدّم تقريرًا مفصلًا لفريدين عن كل ما حدث في الغرب. وكلما تقدم في الحديث، ازداد وجه فريدين جديةً وعبوسًا.
كل الأفعال التي ارتكبتها تلك الوحوش المقنّعة في هيئة البشر، وكل ما قامت به إيلين من أجل أولئك الذين تحوّلوا إلى وحوش.
وفي نهاية التقرير، سلّم هيليكس لفريدين دفتر ملاحظات.
“هذا دفتر يومياتٍ كُتبت فيه بالتفصيل الفظائع التي وقعت هناك، سموك. ربما……من الأفضل ألا تطّلع عليه.”
“لا، يجب أن أقرأه. فهذا من واجبي.”
في تلك اللحظة، شعر فريدين بقدرة خارقة تنشط داخل جسده، مصحوبةً بصداعٍ مفاجئ. فتغيّر تعبير وجهه.
لقد رأى لمحةً من ماضي من كتبوا تلك اليوميات، ولو للحظاتٍ قصيرة فقط.
ألم، ندم، عذاب، حنين…
لم تكن مشاعر شخصٍ واحد، بل مشاعر متعددة اجتاحته دفعةً واحدة، حتى كادت تُفقده وعيه.
ما تعرضوا له……لم يكن شيئًا يُصدق أنه من فعل بشر.
شعر بالغثيان من هول ما عاشه أولئك الذين ماتوا. و شحب وجهه بشدة، فقد رأى وجه رجلٍ مألوف له في ذاكرتهم.
ديتريون كان بين الباحثين.
“لم نتمكن من معرفة الكثير عن الشخص الذي يبدو أنه خلف كل شيء، لكن يبدو أن له علاقة بزوجة الماركيز. إذا أصدرتَ أمرك، سموك، فنحن مستعدون للقتال في أي لحظة.”
“…….”
“لا يمكنني تخيل ما كان سيحدث لو تم اكتشاف الأمر بعد بضع سنوات أخرى. وربما هناك أماكن أخرى داخل الإمبراطورية تجري فيها نفس هذه الفظائع.”
“هذا أمرٌ لا يمكن التغاضي عنه.”
“إذا علم الدوق أسيلي بالحقيقة كاملة، فسوف يتعاون معنا بلا شك، فهو أكثر من يهتم بالفرسان ويحميهم.”
ما إن أنهى هيليكس حديثه، حتى استعاد فريدين في ذهنه الماضي الذي رآه من خلال قدرته الخارقة.
رحيله إلى الغرب. إيلين التي كانت بانتظاره. ونفسه التي لم تستطع العودة أبدًا.
لو أن إيلين لم تذهب إلى الغرب، لم يكن ليتخيل كيف كانت الوحوش هناك ستتحوّل. و لكان الغرب قد دُمّر بالكامل، وبعد بضع سنوات، ربما كان هو نفسه سيلقى حتفه.
‘لكان هناك بحرٌ من الدماء.’
ومن أجل أولئك الذين يخصونه، أدرك فريدين أنه قد حان وقت اتخاذ القرار.
***
انفجر ديتريون ضاحكًا وكأنه وجد الأمر ممتعًا.
“إذاً، حقًا كل أولئك الفرسان قُتلوا، أليس كذلك؟”
“نعم، سموك.”
“وإيلين ليسيروس هي من قتلتهم جميعًا؟ أنت متأكدٌ أن هيليكس إزارت لم يتدخل؟”
عند كلمات ديتريون، أومأ الفارس الواقف أمامه برأسه.
“نعم، يا سموك، يبدو أن إيلين ليسيروس هي من قامت بالأمر. كان مستواها القتالي مختلفٌ تمامًا عما هو معروفٌ عنها.”
ابتسم ديتريون وكأن الأمر أثار اهتمامه.
لطالما اعتقد أن إيلين تخفي شيئًا، لكن ما حدث تجاوز كل توقعاته.
قلةٌ هم من تمكنوا من اجتياز اختبار الترقية في الغرب. ومن بين الأسماء الشهيرة، لم يكن سوى الدوق أسيلي.
حتى هو، ذهب إلى الغرب حينها لاجتياز اختبار الترقية كفارسٍ رسمي بعد تخرّجه من الأكاديمية. ومع ذلك، تمكنت إيلين، التي كانت في الصف الأول، من اجتياز ذلك الاختبار.
“اجتياز اختبار الترقية قد يكون ممكنًا. حتى لو تأخرت في تعلم فنون السيف، فإن لديها موهبة أُعطيت لها من السماء.”
“.……”
“لكن، ما رأيكَ؟ هل تعتقد أن إيلين ليسيررس قادرة على هزيمة أولئك الفرسان؟”
“لا، هذا غير ممكن، سموك.”
“….…”
“هذا شيءٌ لا يمكن تفسيره بالموهبة وحدها.”
“وأنا كذلك……أرى الأمر بهذه الطريقة.”
تألقت عينا ديتريون ببريق حاد، وكان في عينيه بريقٌ من الجنون أيضًا.
“الآخرون سيفكرون بالطريقة نفسها. تلك القوة ليست طبيعية. لكن هذا لا يعني أنه لا توجد طريقة لشرحها.”
لم يستطع الفارس أن يفهم تمامًا ما يدور في ذهن ديتريون، لكنه كان يعلم، مثل غيره، أن هناك طرقًا تجعل الإنسان يزداد قوةً خلال فترة قصيرة.
“تمامًا كما قال جلالة الإمبراطور……يبدو أن إيلين ليسيروس استخدمت طريقة محرّمة.”
“لكن سموك، إن ثبت ذلك، فسنكون قد جعلنا الماركيز بأكمله عدونا.”
“على أي حال، كل شيءٍ يسير وفق خطة تدريجية.”
شعر الفارس بخوف خافت يتسلل إلى داخله من كلمات ديتريون.
الطريقة المحرّمة……استخدام حجر المانا الناتج عن السحر الأسود لزيادة القوة. واستخدام السحر الأسود يُعد جريمةً كبرى يُعاقب عليها بالإعدام الفوري دون محاكمة.
______________________
اوتش يبون يلبسون ايلين ذا التهمة؟ يالمجانين!
وشي بيسوون؟ كوريليا تجي تتبكبك ومعها الحجر تقول لقيته في غرفة ايلين؟ يع يععععععع
معليش ختامية فصول اليوم كانت على وجه ديتريون للأفس
المهم فزيدين اخيرا جا دوره اشتقت له التيس 🫂🤏🏻
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 75"