“هل تعلمين لماذا مات ذلك الإنسان؟ ذلك الحقير تجرأ على تهديد السيدة كورِيليا. السيدة كورِيليا أبدت تسامحاً وقالت أنها ستعفو عنه إن انضم إليها…..”
“…….”
لكن ذلك الحشرة اللعين لم يستمع، فاضطررتُ إلى التخلص منه بهدوء. لقد مات وهو يقلق عليكِ حتى آخر لحظة. كان أحمقاً بحق.”
انهمرت الدموع من عيني إيلين. و تشوّه وجهها من الألم.
‘هكذا إذاً…..كاي كان قلقاً عليّ حتى النهاية..…’
كانت إيلين تظن أنه يلومها. فلو لم تكن موجودة، لما مات كاي.
لكن كاي الطيب ظل يقلق عليها حتى اللحظة الأخيرة.
عندما علمت إيلين بتلك الحقيقة، شعرت بصدمة كبيرة وحزنٍ عميق.
‘الآن حانت الفرصة.’
أثارت شارلوت قصة كاي بهدف إلحاق صدمةٍ نفسية بإيلين. لذا، وكما توقعت، فإن اللحظة التي غرقت فيها إيلين في اليأس كانت فرصةً للهجوم.
لكن عندما مدت يدها نحو إيلين ورأت وجهها الحزين حقاً، كادت شارلوت أن تنفجر ضاحكة.
لقد كانت تستهين بإيلين تماماً. صورة إيلين وهي طفلة كانت منغرزةً بعمق في عقلها. ولو لم تكن شارلوت غافلة، لما تلقت تلك الضربة في تلك اللحظة.
‘ما الذي حدث للتو؟’
الأمر حدث بسرعة كبيرة لدرجة أن دماغها استغرق وقتاً لاستيعابه.
شعرت أن “آه” لن تستطيع أن تخرج من فمها، وفي اللحظة نفسها، بدأ رأس شارلوت ينخفض ببطء.
وسرعان ما أدركت ما الذي حدث لها.
و آخر ما تذكرته شارلوت كان وجه إيلين وهي تنظر إليها.
كان وجهها خالياً تماماً من أي تعبير.
***
كانت كورِيليا تستمتع بوقتها بهدوء. وخلفها، وقفت إحدى الخادمات تدلك كتفيها.
“هل تشعرين بالراحة؟”
“نعم، أشعر بالراحة. مهارتكِ تحسّنت.”
ابتسمت الخادمة بفخر عند سماع كلمات كورِيليا.
كل شيء كان يسير بسلاسة. دمية الماركيز ليسِيروس التي صنعتها شارلوت كانت تقوم بواجبها بإخلاص. وبفضل ذلك، لم يلاحظ أحد أن الماركيز الحقيقي قد اختفى.
أسندت كورِيليا رأسها على الأريكة وهي تتخيل الماركيز الحقيقي في السجن تحت الأرض.
‘من المحتمل أن إيلين قد ماتت الآن.’
احتمالية فشل شارلوت لم تكن واردة. فقدراتها السحرية تفوقت بكثير على رايمون، الذي كان قد أصبح للتو فارساً من الدرجة العليا.
وفوق ذلك، فقد ابتلعت حجر المانا مما ضاعف قوتها بشكلٍ هائل.
وبتلك القوة، كانت قد قامت بتحوير جزئي لجسدها، لذا، باستثناء الدوق أسيلي، من الصعب على أي من سادة السيف في الإمبراطورية أن يسيطروا عليها بسهولة. وحتى إن تمكنوا من ذلك، فسيخرجون مصابين بجروحٍ خطيرة.
لهذا السبب، كانت كورِيليا واثقةً من أن الأمور ستنجح هذه المرة.
حتى الآن، كانت هناك بعض الحوادث الصغيرة، لكن لم يحدث أي خلل في خطتهم العامة.
“آآه! سيدة كورِيليا!”
بلا شك، كانت تظن ذلك.
رفعت كورِيليا رأسها بينما كانت تتلقى التدليك. ثم دخلت إحدى الخادمات الغرفة مسرعةً بوجهٍ مصدوم بعد أن فتحت الباب فجأة.
“ما الأمر لتتصرفي بهذه الوقاحة..…؟”
“الماركيز…..الماركيز تحوّل إلى رمال!”
“ماذا؟”
ما إن أنهت جملتها، حتى نهضت كورِيليا من مقعدها.
“متى حدث هذا؟”
“الآن…..للتو حصل ذلك.”
“هل هناك شهود؟”
“عفوا؟”
“قلتُ هل هناك من شاهد ما حصل؟”
“أ…..كنت وحدي فقط..…”
أمسكت كورِيليا بالسيف المعلق على الجدار، وبضربة واحدة قضت على جميع الخادمات في الغرفة.
كانت ضربتها سريعة جداً لدرجة أنهن لم يصرخن حتى.
ثم ارتسمت على شفتي كورِيليا ابتسامةٌ ملتوية.
لقد اختفت الدمية. وكانت تلك الحقيقة دليلاً واضحاً.
‘شارلوت قُضي عليها.’
الساحرة التي صنعت الدمية قد ماتت. لكن شارلوت لم تكن ضعيفة أبداً. فهل يعقل أن تُهزم بسهولة؟
“من يكون؟ هل هو ذلك الشخص مجدداً؟ ذلك المسمى بسيد السيف الغامض؟”
المصادفة لا تتكرر ثلاث مرات. ما يحدث لم يكن صدفة، بل كان حتمياً بكل ما في الكلمة من معنى.
بدأت كورِيليا تفترض في ذهنها أسوأ السيناريوهات.
“يجب أن أضع في الحسبان أن هناك سيد سيفٍ يقف في صف فريدين. لا أعلم من يكون….لكن..…”
شعرت أنها قد تضطر إلى تسريع خططها أكثر مما كانت تتوقع.
كورِيليا لم تستطع تحمل هذا الوضع. فرايمون، شارلوت. كانا بمثابة يديها وقدميها. والآن اختفيا واحداً تلو الآخر.
وبعد عدة أيام، وصل رسول إلى قصر الماركيز. وما إن سمعت كورِيليا كلامه حتى اتخذت قرارها.
“السيدة إيلين نجحت في اختبار الترقية في الغرب!”
ارتسمت على وجه كورِيليا ابتسامةٌ وهي تنظر إلى الحارس.
بدت و كأنها ابتسامةُ فخر بإيلين، لكن حقيقتها كانت شيئاً مختلفاً تماماً.
لم تكن كورِيليا تعرف على وجه الدقة إن كان رايمون وشارلوت قد قُضي عليهما فعلاً، أو من كان الفاعل.
لكن لم يكن من الصعب أن تستنتج أن لإيلين علاقة بالأمر.
وسرعان ما اتخذت كورِيليا قرارها. حان الوقت لوضع نهايةٍ لهذا المسرح الممل الذي طال أمده.
***
إيلين التي لوّحت بسيفها نحو شارلوت، انهارت بعدها على الفور.
لم يتبقَ في جسدها طاقةٌ لتحرك حتى إصبعاً واحداً. و رؤيتها كانت ضبابية، وكل ما أرادته هو أن تنهار وتغفو في الحال.
لكن ما إن أغمضت عينيها، حتى تراءى لها وجه فريدين.
و عينيه الزرقاوين اللتين لم تكونا تريان سواها ظلتا تلمعان في ذاكرتها.
‘لقد وعدتُ أن أعود..…’
وقفت إيلين بصعوبة، وهي تترنح. وفي تلك اللحظة، سال الدم من جسدها.
‘لو مات هيليكس وإيزيس، سيحزن..…’
أخذت إيلين زجاجة الدواء التي كانت بحوزة شارلوت.
وبسبب ضعف قبضتها، كادت تسقطها أكثر من مرة.
أخيراً، وجدت من قتل كاي ونالت منه. لكن رغم أنها حققت انتقامها، انسابت الدموع من عينيها بلا إرادة.
فكلمات شارلوت التي قالتها قبل موتها، ظلت تتردد في رأسها دون توقف.
‘كاي كان قلقاً عليّ حتى النهاية..…’
هذه الحقيقة الجديدة زادت من عذابها. كان الألم يمزق صدرها، وأصبحت أنفاسها ثقيلة.
ومع ذلك، لم تستطع إيلين التوقف. و بيدين مرتجفتين، سارعت إلى إيقاف نزيف جراح هيليكس وإيزيس.
ثم حملت جسديهما المغمى عليهما، وبدأت تخرج بمفردها من دار الأيتام الذي خيّم عليه الهدوء.
لحسن الحظ، استعاد هيليكس وعيه أثناء الطريق، وحمل إيزيس على ظهره.
كانت أجسادهم على وشك الانهيار، لكنهم اتكأوا على بعضهم البعض، وبالنهاية استطاعوا الوصول بسلام إلى معبد الغرب.
وما إن وصلوا إلى المعبد، حتى خرج الكهنة إليهم بوجوهٍ مصدومة.
“ما…..ما الذي حدث هنا؟!”
“يا إلهي، أسرعوا بالعلاج!”
“ما الذي جرى بحق..…؟”
“السيدة إيلين، استفيقي!”
“السيدة إيسزيس! السيد هيليكس!”
ما إن وصلوا إلى معبد الغرب، حتى انهارا إيلين وهيليكس على الأرض. وكانت إصابات إيلين بالغة، وهيليكس وإيزيس لم يكونا بحالٍ أفضل منها.
لكن الماضي قد تغير. وعلى الأرجح، لن تتعرض المنطقة الغربية لهجوم من الوحوش بعد الآن.
حتى وهي ملقاةٌ على الأرض الباردة، كانت إيلين تفكر.
‘ولن يموت فريدين في الغرب أيضاً…..’
لو أنهم لم يكتشفوا ذلك المكان إلا بعد بضع سنوات، لكانت التجارب استمرت، وزاد عدد الوحوش أضعافاً أو أصبحت أقوى. و لا يمكن حتى تخيل مدى الفظائع التي كان من الممكن أن تحدث حينها.
‘لا بأس…. فهذا شيء لن يحدث بعد الآن.’
فقط حينها استطاعت إيلين أن تنام مطمئنة. وكان ذلك أعمق نومٍ غفت فيه منذ زمن طويل.
***
“أين أنا؟”
فركت إيلين عينيها. كانت متأكدة أنها فقدت وعيها فور وصولها إلى المعبد، فجسدها الذي لم أُنهك بشدة لم يعد يتحمل.
لكن المكان الذي فتحت عينيها فيه كان غريباً تماماً عنها.
كانت هناك أشجارٌ تمتد بلا نهاية. ورغم كثرة الغابات في الإمبراطورية، إلا أنها لم ترَ من قبل غابةً تصطف فيها أشجارٌ بهذه الضخامة.
لكن لم تكن الأشجار وحدها ما في المكان. بل كانت هناك زهورٌ تُشبه الورود متفتحةً على جذوع الأشجار.
كانت جميلة، لكن وجودها في غير موضعه جعل المشهد يبدو غريباً ومريباً.
نظرت إيلين حولها، و لم تستطع أن تحدد أين هي بالضبط.
لماذا جاءت إلى هذا المكان؟ هل يمكن أنها قد ماتت من شدة الإرهاق؟
رغم أنها اختبرت الموت عدة مرات، إلا أنها لم تصل إلى مكانٍ كهذا من قبل.
فهل ما يحدث الآن هو الفرصة الأخيرة التي مُنحت لها؟
ربما لهذا السبب وجدت نفسها في هذا المكان الغريب على خلاف كل مرةٍ سابقة.
‘هل هذا هو الجحيم؟’
وإن كانت قد ماتت، فماذا عن هيليكس وإيزيس؟ هل هما بخير؟
فجأة، تملكها الخوف. ففكرة أنها قد ماتت الآن جلبت معها ألماً لا يُحتمل.
“يا غبية، أيتها الحمقاء…..قلتِ أنكِ ستعودين.”
الرجل الذي طلب منها ألا تغادر إلى الغرب، والذي قال أنه لا يريد أن يراها تتأذى، لا بد أنه ما زال يؤمن بأنها ستعود. وكارون أيضاً لا بد أنه ينتظرها.
“أتمنى فقط فرصةً واحدة أخرى…..فرصة واحدة..…”
غرست إيلين يديها في التراب، وشدت عليه بقوة حتى تمزق جلد راحتيها وسال منها الدم.
________________
راحت شارلوت هاتاتاهاعاهاهاهاهاهاهاهاهاعاهاها
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 71"