هيليكس لم يكن ينوي التنازل عن إيلين أو إيزيس. على الأقل ما دام فيه رمق، فلن يسمح لأحد أن يمسّهما ولو بأطراف أصابعه.
“أنا أكره البشر الزائفين أمثالكَ.”
“…….”
“نظراتكم تلك…..أكرهها لدرجة تقشعر لها الأبدان!”
اندفع هيليكس نحو شارلوت. لكن سيفه لم يصل إليها. كانت المعركة تبدو و كأنها من طرفٍ واحد. فذراع شارلوت المتحولة إلى هيئة وحش كانت أكثر حدة من السيف.
تدفقت الدماء من ذراعه التي اخترقتها. ومع ذلك، لم يتوقف هيليكس.
قُطعت ساقه. ثم ظهره، ثم بطنه. ومع ذلك، لم يسقط.
شعر هيليكس بأن رأسه بدأ يفقد الإحساس. و لم يعد قادراً على التفكير بشكلٍ طبيعي.
‘إنه مؤلم…..أريد أن أرتاح.…’
تسلسلت في ذهنه أفكارٌ بسيطة، وبدأ وعيه يتلاشى.
‘لا…..إن توقفت أنا..…’
لكن إن فقد وعيه، فإن إيلين ستموت.
شعر هيليكس بأن وعيه يتلاشى رغم إرادته. و في تلك اللحظة، تذكّر مشهداً من الماضي، قبل وفاة. القديسة السابقة.
حين كان صغيراً، سأل القديسة،
“سيدتي، لا أفهم ما معنى أن أحمي شخصاً آخر.”
“….…”
“لماذا تضحّين بهذا الشكل من أجل الآخرين؟”
“…….”
“لماذا يخسر الطيبون دائمًا؟”
لم يستطع هيليكس أن يفهم. و لم يستوعب واقع موت القديسة، ولا اضطهاد سكان الغرب.
برأيه، لم يكن هناك إنسانٌ أطيب من القديسة. التي كانت تعيش من أجل الآخرين أكثر مما تعيش لنفسها.
لماذا يموت الطيبون دائمًا باكرًا؟ لم تكن القديسة وحدها. حتى الفرسان المقدسين الذين عرفهم، انتهت حياتهم مبكرًا.
حين ماتوا، قال الناس أنها كانت تضحيةً نبيلة. قالوا أنهم ماتوا دفاعًا عن الغير، وإن حياتهم لم تذهب سدى.
لكن هيليكس لم يفهم تلك الكلمات. لو بقوا على قيد الحياة، لكانوا حموا وأنقذوا المزيد من الناس.
عندها ابتسمت القديسة ابتسامةً خفيفة،
“هيليكس، ستفهم ذلك يومًا ما. وعندما يأتي ذلك اليوم…”
وكانت القديسة محقة. الآن فقط، فهم هيليكس معنى أن يضحي المرء بنفسه لحماية الآخرين. فأحيانًا، يجد المرء شيئًا أثمن من حياته.
“مت الآن، أيها الحشرة الحقير.”
شعر هيليكس وكأن الوقت بدأ يتباطأ. و في تلك اللحظة، أدرك أن مستواه قد ارتقى إلى مرحلةٍ أعلى.
سيف هيليكس تصدّى لهجوم شارلوت.
تشانغ-!
و انطلق صوت صافٍ لا يُصدق أنه نتج عن تصادم بين سيف وذراع.
“فارِسٌ مقدّس تافه يجرؤ على صد هجومي؟”
تشوّه وجه شارلوت من شدة الغضب.
البشر المتحولون إلى وحوش أقوياء. وفوق ذلك، كانت تمتلك طاقة مانا هائلة كمُشعوذة، ما زاد من تعزيز قدراتها الجسدية.
كان من المفترض ألا يقدر على مجابهتها سوى سيّد سيف. ومع ذلك، نجح هيليكس في صدّها.
لكن شارلوت سرعان ما ابتسمت. لقد أدركت أن هيليكس بالكاد يستطيع الوقوف، وأن حالته لا تسمح له بالقتال.
ظنت أن صده لهجومها قبل قليل كان مجرد ضربة حظ.
هيليكس، الذي صدّ تلك الضربة، توقف في مكانه تمامًا. و أدركت شارلوت أنه فقد وعيه وهو لا يزال واقفًا.
“يا له من عنادٍ مقزز.”
لكن هذا كان الحدّ. الآن، هو مجرد إنسان سيموت على يدها.
كانت شارلوت تكره بشدة أمثال هيليكس، أولئك الذين يضحون بأنفسهم لحماية الآخرين.
هل كان وقوفه فاقدًا للوعي أيضًا بسبب تلك “الإرادة”؟
“وما الفائدة؟ لم يستطع حماية أحدٍ على أي حال.”
الشيء المؤكد هو أن هيليكس سيموت قريبًا، وكذلك إيلين ليسيروس.
وبينما كانت شارلوت تفكر بذلك، مدت يدها نحو عنقه. لكن يدها لم تصل إلى هيليكس، بل قُطعت في مكانها.
***
مقاومة هيليكس لم تكن بلا معنى. لو لم يصد ضربة شارلوت، لكان قد مات في الحال. وإيلين ما كانت لتستفيق أبدًا.
لكن صده للهجوم منح الوقت الكافي.
تمامًا في اللحظة التي همّت فيها شارلوت بمهاجمته، فتحت إيلين عينيها. وفي لحظة استوعبت كل ما يجري، ولوّحت بسيفها بسرعة لمهاجمة شارلوت.
“إيلين ليسيروس!”
توسعت عينا شارلوت بدهشة، غير مصدقة أن إيلين تهاجمها بالفعل.
لكن ارتباكها لم يدم سوى لحظة. فقد ظنت شارلوت أن إيلين هاجمت ذراعها وأحدثت فيها ذلك الجرح الكبير لأنها اعتبرتها وحشًا.
فقتل الإنسان يختلف تمامًا عن قتل الوحوش.
نظرت شارلوت إلى ذراعها بطرف عينها، فرأت أنها بدأت تتجدد ببطء. وكانت إيلين تراقب ذلك أيضًا.
“كيف استيقظتِ؟”
عند سؤال شارلوت، نظرت إيلين إليها من رأسها حتى قدميها. وسرعان ما أدركت أن الوحش الواقف أمامها هي شارلوت نفسها.
“أنتِ من فعل هذا بهيليكس وإيزيس، أليس كذلك يا شارلوت؟”
لم تجب شارلوت، بل بدأت تقيّم حالة إيلين. وبما أنها كانت قد سقطت سابقًا، بدا واضحًا أن حالتها لم تكن جيدة. وفوق ذلك، كان هناك رهينة ثمين عند قدمي شارلوت.
فكّرت بأنها ليست معركة ميؤوسًا منها تمامًا. ثم إن خصمها هي إيلين ليسيروس، وإن كانت سيّدة سيف، فهي حتى وقتٍ قريب لم تكن تجرؤ على قتل حتى حشرة.
لقد قتلت قطةً كانت تحبها إيلين كثيرًا، وظلت تبكي طوال اليوم بسببها. لذا لم يخطر في بال شارلوت، ولو لثانية، أن إيلين قد تجرؤ على قتلها.
و ربما بسبب تناولها لحجر المانا، بدأت تشعر بحماسٍ في قتال سيّدة السيف. و راودها شعور بأنها قد تتمكن من هزيمة إيلين في حالتها الحالية.
‘صحيح أن قتلها لكل أولئك الوحوش كان مفاجئًا، لكن هذا هو حدّها.’
إيلين التي تعرفها كانت دائمًا تتردد وتذعن لكلام كورِيليا إن تعلق الأمر بمن حولها.
حتى لو أصيبت بجروحٍ بالغة أثناء القتال، فلن تتمكن من قتل خصمها.
“وإذا كنتُ أنا من فعلها، فماذا ستفعلين؟”
“وخدعتِ ليليا أيضًا، أليس كذلك؟”
“وإن كان كذلك؟ هل ستقتليني مثلًا؟”
“…….”
“قتل الإنسان مختلفٌ تمامًا عن قتال الوحوش. حتى لو كان شخصًا تكرهينه، فإنكِ ستترددين.”
إيلين لم تجب على كلامها، بل سألت سؤالًا آخر.
“أنتِ من حوّل الناس هنا إلى وحوشٍ وحرّكتِهم؟”
“نعم، أنا من فعلها. كان البحث الذي أجريناه هنا ممتعًا للغاية. لولاكِ، لتمكّنتُ من صنع المزيد، ولمدةٍ أطول.”
نظرت شارلوت إلى إيلين. التي كانت بالكاد تقف، كان جسدها يتمايل من الإرهاق، فبدا مشهدها مثيرًا للشفقة.
حتى أن أنفاسها الآن كانت متقطعة وخشنة.
نظرت شارلوت إلى ذراعها، وإذا بها قد تعافت بالكامل دون أن تدري. ولا شك أن إيلين لاحظت ذلك أيضًا.
“لكي تقتلينني، يجب أن تضربي عنقي بضربةٍ واحدة، لكن إيلين، التي لم تقتل إنسانًا في حياتها، لن تستطيع فعلها.”
قد تتمكن من صد بعض الهجمات والدفاع عن نفسها لفترة، لكن إن لم تستطع قتلها، فالنصر في النهاية سيكون من نصيب شارلوت.
بينما كانت شارلوت تسترخي وتستعد للهجوم، فاجأتها إيلين بسؤالٍ غير متوقع.
“ألم تشعري بالذنب ولو لمرة واحدة؟”
***
كانت إيلين تتساءل كثيرًا: هل أولئك الذين يقفون خلف كل ما حدث، لم يشعروا بالندم ولو لمرة واحدة؟
أما هي، فلطالما ندمت. ندمت على قراراتها، وعلى النتائج المأساوية التي ترتبت عليها.
فقط بعد أن عاشت ثلاث حيوات، استطاعت أخيرًا أن تنظر بصدقٍ إلى ما مرّت به.
لماذا حدث لها كل ذلك؟ هل كان لأولئك الناس أسبابهم أيضًا؟
لطالما أرادت أن تسأل.
شارلوت، هل شعرتِ بالندم يومًا؟ هل شعرتِ بأي تأنيب ضمير بشأن خداعكِ ليليا ومساعدتكِ لجرائم كورِيليا؟
“لماذا يجب أن أشعر بالندم؟”
“حقًا، لم تشعري أبدًا بأي أسف؟”
“لم يحدث ذلك. من كانوا هنا لم يتلقوا معاملةً إنسانية أصلاً، كانوا مجرد بشر من الغرب الذين لم يمتلكوا أي موهبةٍ في السيف.”
“….…”
“حتى لو أصبحوا فرسانًا، كانوا مجرد بشرٍ عاديين، أشباه الحشرات الذين سيعيشون حياتهم دون قيمة.”
“حشرات؟”
“نعم، مثل ذلك الشخص كاي.”
عند سماع كلام شارلوت، تجمدت إيلين في مكانها.
“كاي؟”
ضحكت شارلوت وكأنها تجد الأمر ممتعًا.
“أوه، حتى لو تغيرتِ، أنتِ ما زلتِ إيلين ليسيروس.”
حتى لو كانت كورِيليا تقول أفظع الكلمات، كانت إيلين تبكي مثل البلهاء. وها هي الآن تسأل أسئلةً غبية.
‘هل أشعر بالأسف؟ هل تعتقدين أنه إذا شعرت بالأسف، سأرحمكِ؟’
إن طرح هذا السؤال نفسه يعني أنها لم تتغير.
__________________
يمه قامت وهيليكس اغمى عليه وهو واقف؟😭😭😭😭
شارلوت المجنونه شكلها بتفطس هنا خلاص بس الحماره ليتها تفضح خطتهم عشان يسمها هيليكس اذا قام بالغلط ولا ايزيس
ثم يصير عند ايلين شهود✨
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 70"