نظر الدوق إلى سيفه. و قال لإيلين أن الأمر سيستغرق عشر ضربات، لكن حتى الفارس الأول لم يكن بإمكانه صد سيفه عشر مرات.
“هل ترغبين في خوض اختبار الترقية في الغرب بسبب المجد الذي يأتي من تحقيق المستحيل؟”
هزّت إيلين رأسها رداً على كلمات الدوق أسيلي.
“كلا.”
“إذاً ما السبب؟”
كان من الصعب على إيلين أن ترد على كلام الدوق أسيلي. فلم يكن بإمكانها أن تقول بصراحة أنها ذاهبة للبحث عن دليلٍ يتعلق بموت فريدين.
تمتمت إيلين دون أن تشعر.
“لأن هناك شيئًا يجب أن أحميه.”
كانت إيلن قد لوثت يديها بالدماء بالفعل.
طلاب أكاديمية أتينس كانوا دائمًا يقسمون قبل أن يمسكوا بالسيف. أن الدم الوحيد الذي سيلطخ أيديهم سيكون دم الوحوش فقط.
ما تكون هي إذًا؟ هل يحق لها حقًا أن تسمي نفسها فارسة؟
لكن كان هناك شيءٌ كانت إيلن واثقةً منه. حتى لو عادت إلى الماضي، كانت ستتخذ نفس القرار.
سألها الدوق أسيلي باستغراب.
“شيءٌ يجب أن تحمينه؟”
“نعم.”
“وما هو؟”
“لا يمكنني أن أخبركَ.”
“لا يمكنكِ أن تخبريني……؟”
انخفض بصر الدوق أسيلي بعينيه ببطء.
في الحقيقة، لم يكن السبب بحد ذاته مهمًا بالنسبة له. لأن هدفه كان ألا يترك إيلين تذهب إلى الغرب.
“يبدو أن الحديث بلا فائدة.”
“…….”
“إن لم تستطيعي التعبير بالكلام، فأظهري عزيمتكِ بالسيف، إيلين ليسيروس.”
قال الدوق أسيلي ذلك وهو يرفع سيفه. لكن في اللحظة التي وقف فيها في مواجهة إيلين، شعر بشيء غير مريح.
‘كانت موهوبة وتؤدي جيدًا في المبارزات مع الآخرين، لكن يبدو أنها لم تُدرّب جسدها كثيرًا.’
لكن السيف لا يُصقل بالجسد فقط. وكان هو يعرف تلك الحقيقة أكثر من أي شخص آخر.
كان الدوق أسيلي ينوي أن يُري إيلين بوضوح ما الذي تحتاجه لتصبح فارسةً حقيقية، لا مجرد عبقرية عابرة.
‘هناك أمورٌ لا يمكن تعويضها بالموهبة فقط. لا بد أن تعرف ذلك لتتقدم خطوةً أخرى إلى الأمام.’
لا بد من تدريب قاسٍ ككشط العظام، ويجب أحيانًا أن تمرّ بالإحباط، وأن تصطدم بجدارٍ وتتألم، وأن تمرّ بسنوات تتغلب فيها على ذلك الإحباط.
لذلك، بضربةٌ واحدة. صبّ الدوق في سيفه ثقل السنوات. لكي يُري هذه العبقرية التي أمامه ما لا يمكن للموهبة وحدها أن تُحققه.
لم تكن الضربة سريعة، لكنها كانت ضربةً لا يمكن تفاديها. وكان الدوق أسيلي واثقًا. أن هذه الضربة الواحدة، حتى فارسهُ الأول لن يستطيع صدها.
تشانغ-!
لكن النتيجة كانت مختلفةً تمامًا عما توقعه.
رنّ صوتٌ صافٍ حين اصطدم السيفان ببعضهما. و قد صدّت إيلين سيفه.
***
أدركت إيلين ما الذي كان الدوق يحاول اختبارها فيها.
لكن كان هناك أمر لا يعرفه الدوق. فهي أيضًا كانت قادرةً على أن تصبّ في سيفها ثقل السنين.
‘في حياتي الأولى، تعلمت معنى الإحباط.’
لأنها مرت بمواقف لم تتحسن فيها الأمور رغم كل ما بذلته من جهد، استطاعت أن تواصل المضي قدمًا حتى حين وصلت إلى حدودها بعد آلاف الضربات بالسيف، دون أن تستسلم.
لذلك، ردّت الضربة. بضربةٍ واحدة.
‘أما في حياتي الثانية، فكان كل شيءٍ ينقصني.’
كان هناك الكثير مما أرادت أن تتعلمه، والكثير مما أرادت أن تجربه، لكنها لم تستطع.
لأنها اختبرت شعور الحنين الذي يحترق داخلها، كانت تضرب بالسيف عشرات، مئات، آلاف المرات لتسدّ ما ينقصها.
‘حياتي الثالثة كانت سلسلة من الخسارات.’
أصبحت أقوى وهي تكشط عظامها وتبصق دمها. وكانت تعرف أيضًا أن الزمن الذي مضى لن يعود أبدًا.
لكن الكثيرين كانوا يموتون. ومن أجل حماية الآخرين، واصلت التدريب دون راحة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 58"