في الحقيقة، روهام لم يكن يحمل أي ضغينةٍ تجاه إيلين ليسيروس. لقد كان فقط رهينة ذلك المثبط اللعين، مما جعله تحت رحمة ديتريون.
و حتى روهام لم يكن يرغب بالعيش بهذه الطريقة.
بدأ الدم يتصاعد إلى رأسه تدريجياً، وبدأ وعيه يختفي شيئاً فشيئاً. وفي الوقت ذاته، بدأ يشعر بغريزته المتوحشة تستيقظ.
هو، سيصبح وحشاً الآن. الوحش الذي سيقتل طلاب الأكاديمية.
قبض روهام على صدره بينما كان قلبه ينبض بجنون. واحمرت عيناه كلياً من شدة الاحتقان.
ورغم ضبابية وعيه، لم يستطع روهام أن يشيح بنظره عن إيلين الواقفة أمامه.
‘تلك المجنونة! لماذا لا تهرب؟’
كانت إيلين تحدّق فيه بثبات.
“اهربِ…..قلتُ لكِ اهربِ! هل تريدين الموت فعلاً؟”
روهام ارتكب الكثير من الأفعال الشنيعة بأمرٍ من ديتريون. وكان الآن يدفع ثمن تلك الجرائم.
“أنتِ…..لماذا؟”
لقد بلغ حقاً حدّه الأخير.
لم يكن يريد أن يسقط في الجحيم هكذا. وبالطبع، لم يكن بإمكانه إنكار أنه كان إنساناً سيئاً بما يكفي ليستحق الجحيم.
لكنه أراد أن يموت محتفظاً على الأقل بكبريائه كإنسان. وربما كان هذا هو آخر ما تبقى له من كرامته كفارسٍ لم يستطع أن يصون شيئاً من قبل.
لهذا، ورغم علمه باستحالة الأمر، توسل إلى تلك الفتاة الصغيرة الواقفة أمامه.
“أرجوكِ…..اقتليني.”
وبعد ذلك، من المؤكد أن وعيه قد انقطع.
كان متأكداً من ذلك. ومع ذلك…..بعد وقتٍ قصير، فتح روهام عينيه.
‘كيف عاد إليّ وعيي؟’
ومع كل ذلك، لم يستطع أن يفهم كيف استعاد وعيه. لقد كان بالتأكيد قد استُهلك تماماً بالسحر الأسود بعد أن فشل في تناول المثبط.
في تلك اللحظة، فهم روهام ما الذي حدث عندما شعر بالألم في بطنه.
لقد تحطمت نواة المانا التي كانت تحافظ على طاقته، فعاد إليه وعيه.
‘من الذي فعل هذا؟’
لم يكن هناك من يستطيع أن يردعه بضربةٍ واحدة وهو في حالته تلك، وقد بدأ يتحول إلى وحشِ بفعل السحر الأسود، سوى سيد سيف.
حتى لو هاجمه عشرات الفرسان من الرتبة العليا، فسيكون عليهم أن يخاطروا بحياتهم.
وعندما أدار نظره ورأى وجه شخصٍ ما، لم يتمالك نفسه من الضحك بسخرية.
من أوقفه كانت إيلين ليسيروس.
‘ديتريون الأحمق! الإمبراطور الغبي…..يا له من مشهد رائع!’
سخر من الإمبراطور وديتريون اللذين جعلاه يصل إلى هذا الحال. و حتى في لحظة موته، وجد نفسه يضحك.
الإمبراطور كان دائماً ما يتحدث بسوء عن النبلاء أمام دُماه. فهم بالنهاية عبيدٌ سيتم التخلص منهم في اللحظة التي يعصونه فيها، لذا لم يكن يتردد في إطلاق لسانه.
وبفضل ذلك، عرف روهام قصة عائلة الماركيز ليسيروس.
“هل تعرف، سيد روهام؟ النبلاء حمقى لأبعد الحدود. وخاصةً أولئك الذين يستخدمون السيوف! وعندما تجمع بين النبلاء والفرسان، يصبح الغباء مضاعفاً! سأحكي لك حادثةً طريفة عن ذلك.”
كانت كلمات شديدة الإهانة بالنسبة لفارس مثل روهام. ومع ذلك، لم يستطع الرد ولو بكلمة، و فقط انحنى برأسه أمام الإمبراطور.
وسمع بوضوح بأذنيه كلا الجملتين،
“الناس يظنون أن المختار من قِبل السيف في هذا الجيل هو كارون ليسيروس. لكن الحقيقة مختلفة. إيلين ليسيروس هي من اختارها السيف.”
“…….”
“وأنا من قمعت موهبة تلك الحمقاء! لم يكن هناك شيءٌ مميز في نواة سيّدة سيف مثلها.”
لا، أنت مخطئ، أيها الإمبراطور!
كاد ديتريون أن يصرخ بذلك من دون وعي.
موهبة إيلين ليسيروس المتألقة قد ازدهرت رغم كل العقبات التي وضعها الإمبراطور في طريقها.
الإمبراطور لم يتخيل هذا حتى في أحلامه. لم يكن يدرك أن حبل المشنقة يقترب من عنقه، وكان يواصل ارتكاب الحماقات.
“أنتِ…..هل أنتِ حقاً سيدة سيف؟”
“نعم.”
اعترفت إيلين بكل هدوء بأنها سيدة سيف، ردّاً على سؤال روهام. فلم يكن هناك داعٍ لإخفاء ذلك عن رجل يحتضر.
ابتسم روهام بصدق وكأنه سعيدٌ من أعماقه. كفارس، كان يكنّ احتراماً لإيرين ليسيروس.
ثم شعر بالغرابة.
“رائع……مذهلٌ حقاً، إيلين ليسيروس، كيف…..كيف في مثل هذا العمر..…”
“….…”
“لا، لا يوجد وقتٌ لقول ذلك الآن.”
رفع يده المتآكلة. كانت هذه إحدى الظواهر التي تحدث عندما يُستهلك الجسد بالكامل بعد الاستسلام التام للسحر الأسود وفقدان نواة المانا.
كان جسده ينهار ببطء. ولم يتبقَّ له إلا وقتٌ قصير قبل أن يتحول إلى حفنة من الغبار.
زحف روهام إلى قدمي إيلين. فقد كان لديه شيءٌ يريد قوله لها قبل أن يموت.
***
كان ديتريون في مزاجٍ سيء للغاية. فروهام اختفى دون أن يطيع أوامره.
لكن ما أزعجه أكثر من ذلك هو رؤيته لإيلين وفريدين قبل عدة أيام.
إيلين تجاهلته تماماً ومضت في طريقها، بينما نظر إليها فريدين بنظرة مليئة بالمشاعر. وكأنهما…..يحبان بعضهما حقاً.
غضبٌ غامض لا يعرف سببه بدأ يلتهم ديتريون من الداخل.
ثم وجّه نظره إلى الفارس الواقف أمامه. ر فتح فمه أخيراً،
“ابحثوا عن مكان روهام. على الأرجح قد خرج عن السيطرة، لذا أحضروا أي أثرٍ له.”
كان بإمكانه أن يشعر بارتجاف الفرسان من شدة غضبه. لكن هذا لم يكن مهماً لديتريون على الإطلاق.
“كيف بقيت إيلين بخير؟ حتى إن لم يفقد روهام السيطرة، لا يمكن لأي شخص أن يهزم فارساً من الرتبة العليا سوى فارس من نفس الرتبة أو سيدة سيف.”
لم يجرؤ الفرسان الواقفون أمام ديتريون على الرد على كلامه. فيد كانوا يخشون التوبيخ الذي قد ينالونه إن أجابوا بشكل خاطئ.
“سيد سيفٍ غامض…..لا يعقل أن يكون داخل الأكاديمية، صحيح؟”
لكنه سرعان ما هز رأسه نافياً. فلم يكن من المنطقي وجود سيد سيف داخل الأكاديمية.
وحتى إن وُجد، فلا يمكن أن يكون طالباً.
“معظم طلاب الأكاديمية في أوائل العشرينيات من العمر.”
والباقون هم المدرّبون، وهويتهم معروفةٌ جيداً.
كان واثقاً تماماً من معرفته بمستوى مهاراتهم في المبارزة. فأين ذهب روهام، وكيف بقيت إيلبن سالمة؟
عبس ديتريون بانزعاج. و لم يستطع التوقف عن التفكير في نظرات إيلين الحنونة التي كانت تتجه نحو فريدين.
“لماذا أصبحت إيلين ليسيروس تزعجني بهذا الشكل؟”
في تلك اللحظة، فُتح الباب، ودخل أحد الخدم مسرعاً وهو يصيح بارتباك،
“سـ…..سمو الأمير!”
توجّهت أنظار الفرسان المحيطين نحو الخادم الذي كسر سكون المكان. حتى ديتريون نظر إليه بدهشة واستياء.
لكن سرعان ما تغيرت ملامح ديتريون عندما رأى السيدة التي دخلت خلف ذلك الخادم.
وبينما ينظر إليها،
“الماركيزة! كنت أظن أنك ستأتين بعد فترةٍ أطول.”
“جلالة الإمبراطور أراد أن يطّلع على وضع المكان بشكلٍ أسرع، لذا أسرعت في القدوم.”
لا يزال متبقي أكثر من عشرة أيام على الحفل. وبالنظر إلى أن النبلاء عادة ما يصلون في نفس يوم بدء الحفل، فقد كان هذا أمراً غير معتاد.
لكن ديتريون شعر بفرحٍ شديد من هذا الحدث غير المعتاد.
فإذا كانت كوريليا هنا، فقد تتمكن من كشف سبب تغير إيلين. علاوةً على ذلك، أليست كوريلّيا هي الشخص الذي تخشاه إيلين ليسيروس أكثر من أي أحد؟
بوجود الماركيزة، ستُحل كل الأمور كما ينبغي.
خلعت كوريلّيا قبعتها برقي، فانسدلت خصلات شعرها الأسود على كتفيها. وفي اللحظة ذاتها، تغيّر الجو المحيط بكوريلّيا.
شعر فرسان ديتريون بهالتها القوية، فتراجع بعضهم خطوةً إلى الوراء.
كانت كوريلّيا تستمتع بواقع أنها لا تحتاج إلى إخفاء قوتها في هذا المكان.
“إذاً، سمو الأمير، هل اكتشفتَ كيف عاد الأمير الثاني سالماً؟”
“يقال أن سيد السيف اللعين ذاك ظهر مجدداً. نفس من ظهر أثناء حملة القضاء على الوحوش.”
توقفت كوريلّيا فجأة عند سماع كلام ديتريون. فأكمل هو حديثه،
“ثم…..هل تأكدتِ من أنك حطمتِ إيلين ليسيروس فعلاً؟ لقد تغيرت.”
وعند تلك الكلمات، ظهر شرخٌ بسيط على وجه شارلوت التي كانت تقف خلف كوريلّيا.
***
بعد انتهاء حصة قسم المبارزة، ذهبت إيلين لزيارة الآنسة أسيلي. فقد أرادت معالجة الجرح الذي أصابها في جانبها.
في الأصل، كانت أسيلي قد طلبت منها أن تأتي فور انتهاء حملة القضاء على الوحوش، لكن إيلين رفضت.
فهي تعلم أن استخدام أسيلي لقواها المقدسة كان يرهق جسدها الضعيف.
ومع ذلك، بسبب إلحاح أسيلي المستمر، لم يكن أمام إيلين إلا أن تلبي طلبها في النهاية.
من أجل الآنسة التي أصبحت قديسة، قام الإمبراطور ببناء معبد صغير لها داخل أكاديمية أتينس. و كان ذلك ليُظهر للعالم أن إمبراطورية ليكسيا لم تُهمل.
لذلك، فقد كان معبدها مزخرفاً ببذخ، تماماً كما يليق بذوق الإمبراطور.
“سيدة إيلين، لقد أتيتِ.”
رحبت الآنسة أسيلي بها بوجهٍ مشرق.
وكان هناك طفل صغير يتعلق بساقيها، ذلك الطفل الذي أنقذاه إيلين وفريدين من قبضة شعب الذئاب.
وعلى مقربة منهما، كان فريدين يحدق في إيلين بدهشة.
“سيدة إيلين؟”
ثم اقترب منها بسرعة.
لم يكن من الصعب على إيلين أن تدرك أن فريدين أيضاً جاء إلى هذا المكان ليتلقى العلاج من الآنسة أسيلي.
ويبدو أن إصاباته الداخلية قد تعافت كثيراً، إذ بدا وجهه أكثر إشراقاً.
____________________
اكثر اشراق عشانه شافس هههعاااااهاهاهاعا
كوريليا جت ノಠ_ಠノ
يعيه وعوه
روهام نهايته حلوه الصراحه
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 44"