‘ما هذا؟ لماذا أشعر أنني الوحيد الذي أُخفي عنه السر؟ هل يتم نبذي بطريقةٍ ما؟’
“الآنسة أسيلي.”
بينما كان فريدين غارقًا في التفكير لفترة طويلة، لم يجب على كلام ديريك، بل نادى على الآنسة.
كانت قد أجلست الطفل الذي أحضراه معهما، إيلين وفريدين، على حجرها، وكانت تلاعبه.
كادت الآنسة أن تتجاهل كلمات فريدين، لكنها سرعان ما أدركت وجود الآخرين، فارتسمت على وجهها ابتسامةٌ مشرقة تليق بقديسة.
لكن كلمات فريدين التالية شقت ابتسامتها.
“لنلغِ العقد.”
“هل جننتَ؟”
خرجت كلماتها بلهجة مستهترة دون تفكير، فسارعت بتغطية فمها بيدها.
حدق بها ديريك بفم مفتوح وعينين مذهولتين، فيما أدارت الآنسة وجهها عنه وهي تسعل بخفة، محاولةً إخفاء شخصيتها الحقيقية التي كادت أن تُكشف.
“أنتِ أيضًا لم تكوني تريدينه، أليس كذلك؟ لم يعد من الضروري أن تجبرِ نفسكِ على شيء لا تريدينه بسبب مشاعركِ تجاه والدكِ.”
“بما أنكَ أثرت هذا الموضوع هنا……فهذا يعني أنكَ حقًا تريد إنهاء الأمر.”
نظرت الآنسة أسيلي مجددًا إلى فريدين بثبات. و سرعان ما أنزلت الطفل الجالس على حجرها واقتربت بسرعة منه.
ثم همست في أذنه.
“أنت أيضًا……رأيت شيئًا عن السيدة إيلين، أليس كذلك؟”
“….…”
“ماذا رأيتَ بالضبط، فريدين ليكسيا؟”
ارتجفت نظرات الآنسة أسيلي وهي تطرح السؤال. لكن فريدين ظل صامتًا ولم يجبها.
فغرقت الآنسة في التفكير للحظة، ثم همست له مجددًا بوجهٍ شاحب. و بصوت خافت للغاية لا يستطيع الآخرون سماعه.
“لقد……رأيتُ مشهد موتي.”
“الآنسة أسيلي؟”
“كنت أهرب بجنون في الغابة، وفي النهاية أمسكت بي وحوش الغابة وقتلتني……”
“….…”
“كان ذلك قدري الأصلي.”
***
القديسة، الآنسة أسيلي. كانت أول قديسة تولد بعد أن أصبحت المملكة المقدسة تابعةً للإمبراطورية.
وكان الإمبراطور كلما رأى الآنسة أسيلي يقول بصوت عالٍ: “كما توقعت، حتى الحظ تخلى عن المملكة المقدسة واختار الإمبراطورية!”
وفي كل مرة كانت ترغب في سد فم الإمبراطور.
‘يا له من مشهد بائس، يفرح دون أن يعرف ماذا فعل!’
القديسة التي تنال محبة الناس كانت غالبًا ما تحلم بأحلام تتعلق بالمستقبل، أو ترى رؤية، وكان ذلك يختلف عن القدرات الخارقة التي يرثها أفراد العائلة الإمبراطورية في إمبراطورية ليكسيا.
كان الأمر حرفيًا عبارة عن رؤية حلمٍ يتعلق بأمر. ولأن القديسة كانت دائمًا قريبة جدًا من الناس عبر الأجيال، لم يكن ذلك أمرًا نادرًا.
‘قديسة ناقصة.’
هكذا كانت الآنسة أسيلي ترى نفسها.
كان الناس يرفعونها فوق رؤوسهم باعتبارها قديسة، وكانت تعاني دائمًا من ألم جسدي بسبب فائض القوة المقدسة، لكنها لم ترى المستقبل ولو لمرة واحدة.
‘ألا يمكن أن أرى المستقبل و لو لمرة واحدة فقط؟’
رغم توسلاتها، ظل الحظ دائمًا مخالفاً لها. وكانت أسيلي تعرف السبب.
كانت تعلم أن العالم……لم يغفر للإمبراطورية.
الإمبراطور الحالي لإمبراطورية ليكسيا، سيرجيا ليكسيا، سحق المملكة المقدسة وحولها إلى تابعةٍ له. ولم يكتفِ بذلك، بل جعل القديسة السابقة إحدى جواريه.
حدث هذا قبل ولادة الآنسة أسيلي بوقت طويل.
“سيرجيا ليكسيا سيُؤكل بشهواته وينتهي إلى الهلاك.”
تذكرت الوصية التي تركتها القديسة السابقة للإمبراطور.
رغم أن الإمبراطور سخر من تلك الكلمات وتجاهلها، إلا أن العالم، كما قالت القديسة، لن يغفر له أبدًا.
منذ أن أصبحت قديسة، رأت وسمعت الكثير من الأمور.
الإمبراطور كان يقتل الناس من أجل متعته الخاصة. كان يزج بشعب المملكة المقدسة في أراضي الغرب القاحلة ويتركهم يموتون ببطء.
ولذا لم يعرف الكثيرون حقيقته.
‘لقد غطى جرائمه بشائعاتٍ مثيرة.’
في كل مرة يرتكب الإمبراطور فعلًا شنيعًا، كانت حادثةٌ كبيرة تقع.
‘مثلما قتلت الطفلة إيلين خادماً ذات مرة، أو عندما اجتاحت الوحوش فجأة القرى السكنية.’
كانت الآنسة تشك في كل تلك الحوادث. قد تكون مجرد ظنون متسرعة، لكنها شعرت أن كل ذلك مرتبط بالإمبراطور.
حتى لو لم يكن الإمبراطور هو من دبر كل ذلك، فسوف يدفع حتمًا ثمن ما ارتكبه. لا، بل كان يجب أن يحدث ذلك.
كانت عازمةً على تحقيق هذا الأمر مهما كلفها الأمر.
كانت تؤمن إيمانًا راسخًا أن هذا هو سبب منحها القوة المقدسة رغم كونها أميرةً من إمبراطورية ليكسيا.
لقد تظاهرت بمساندة فريدين وحتى بادعاء الحب له، فقط لكي تجعل الإمبراطور يدفع الثمن.
بينما كان والدها الدوق يحافظ على حياده التام، كانت الآنسة أسيلي ترغب في مساعدة فريدين.
رغم أن علاقتهما كانت تبدو عدائية، إلا أنها لم تكن تنوي ترك فريدين يموت. فهو ابن القديسة السابقة من المملكة المقدسة، التي أخذها سيرجيا ليكسيا قسرًا لتصبح جاريته.
الإمبراطور الذي كان يقدس النقاء في الدم الإمبراطوري، أعلن أن فريدين هو ابن الإمبراطورة لإخفاء الحقيقة، لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا.
نظرت الآنسة أسيلي إلى فريدين، وتذكرت الحلم الذي حلمت به قبل عدة أشهر، فتدفق العرق البارد على ظهرها.
“فريدين، أما شعرت يومًا بشيء غريب عند النظر إلى السيدة إيلين؟”
“ماذا تعنين بذلك؟”
“لا تمنعها، هذا هو الحلم الذي رأبته، بعد أكثر من عشر سنوات، لأول مرة…… “
ذلك الحلم الذي لم أتمكن من رؤيته طوال تلك السنوات……رأيته بمجرد أن واجهت السيدة إيلين.”
كان فريدين على وشك أن يسأل الآنسة عن تفاصيل أكثر.
ماذا تعني بذلك؟ وما علاقة ذلك الحلم برؤية ماضي إيلين؟
لكن قبل أن يتمكن فريدين من فتح فمه، سُمعت خطواتٌ مسرعة تقترب من قاعة الاجتماعات.
“سيدي فريدين!”
نهض آمون عند سماع الصراخ القادم من الخارج. و فتح الباب بوجه مستغرب، وأمال رأسه حيرةً عندما رأى الجندي الواقف هناك.
كان ذلك الجندي من حراس قاعة الأكاديمية المركزية.
“ما الأمر؟”
عند سؤال آمون، شحب وجه الجندي. ومن خلال ملامح الجندي، أدرك آمون على الفور أن شيئًا خطيرًا قد وقع.
كان حارس قاعة الأكاديمية المركزية من رجال فريدين. وظهوره بذلك الوجه المصدوم كان يعني أن أمرًا سيئًا قد حدث لفريدين.
“صاحب السمو ديتريون……صاحب السمو ديتريون قد وصل إلى الأكاديمية!”
تجعد وجه آمون بغضب.
‘ديتريون ليكسيا. ذلك الوغد جاء إلى هنا؟’
كان معروفًا أن العلاقة بينه وبين فريدين سيئة للغاية.
‘في هذه الحملة الأخيرة، ازدادت مكانة فريدين بشكل واضح. هل أرسل الإمبراطور ديتريون لكبحه؟’
رغم أن الكثيرين تساءلوا عما جرى أثناء الحملة، إلا أن الحقيقة كانت أن فريدين أنقذ اللاجئين دون الاستعانة بالكونت ليون.
لذلك كان من المفهوم أن يأتي ديتريون إلى الأكاديمية. من المؤكد أنه جاء للتحقق من حقيقة ما حدث خلال حملة إبادة قبيلة الذئاب.
وإذا وجد أي شيءٍ يمكن أن يتصيد به الأخطاء، فلن يتركه يمر بسهولة. و قد يبدأ بالتدخل مجددًا بكل صغيرة وكبيرة كما كان يفعل من قبل.
‘على الأرجح لن يهاجم فريدين مباشرة، بل سيحاول إثارة من حوله لإيجاد أي زلة.’
مرر آمون يده عبر شعره بضيق.
“وأيضًا……سمو الأمير ديتريون أمر السيد روهام والسيدة إيلين بالمبارزة!”
“هل جن جنونه أخيرًا؟”
خرجت تلك الكلمات من فم آمون دون وعي. وبمجرد أن أنهى آمون كلماته، نهض فريدين الذي كان يتحدث مع الآنسة أسيلي من مكانه.
وتحركت عينا الآنسة أسيلي تتابع فريدين وهو يبتعد.
ثم نظر إلى آمون،
“آمون، اتبعني. سنذهب إلى إيلين.”
تبعه آمون بخطواتٍ مترددة وعلى وجهه ملامح الدهشة. فقد كان تعبير فريدين وهو يكلمه باردًا إلى حدٍ مؤلم.
***
تفقدت إيلين محيطها. و كان هناك عشرة أو عشرون من فرسان ديتريون مختبئين.
كما شعرت بوجود طلاب الأكاديمية يراقبونهم من بعيد. وكانت أعداد المتجمهرين تزداد تدريجيًا.
“إن فزتِ على السيد روهام في مبارزة، سأسمح لكِ بالذهاب إلى فريدين.”
قال ديتريون ذلك وهو يبتسم. و كان من الواضح أنه يريد إذلال إيلين أمام جمع من الناس.
بمجرد أن أنهى كلامه، بدأ الطلاب الذين كانوا يراقبونهم في الهمس فيما بينهم. وسرعان ما امتلأ المكان بالمشاهدين الذين حدقوا في إيلين وديتريون.
“السيد روهام؟ أليس من كبار فرسان سمو الأمير ديتريون؟”
“كيف لطالبةٍ أن تهزمه؟”
“إيلين ليسيروس ستتبارز مع السيد روهام؟ ماذا لو أصيبت إصابةً بالغة؟”
رغم أن مهارة إيلين كانت معترفًا بها داخل قسم المبارزة، إلا أن أولئك الذين لم يكونوا من طلبة قسم المبارزة ما زالوا يشككون في قدراتها.
وبينما كان يراقب ردود أفعال هؤلاء الناس، شعر ديتريون بالاطمئنان. فكما توقع. بات لديه الآن تصور عن مستوى مهارة إيلين ليسيروس.
في الحقيقة، كان منزعجًا منذ قبل أن يأتي إلى أكاديمية أتينس.
شعر بانزعاجٍ غامض عندما سمع خبر انسحاب رايمون من فرقة الإبادة أثناء تناوله الشاي مع كورِيليا. ثم، بعد عدة أيام، وصل حارسٌ آخر إلى القلعة الخلفية.
هذه المرة جاء بالخبر أن فرقة الإبادة التابعة لفريدين قد أنجزت المهمة التي كلفهم بها الإمبراطور.
بمعنى آخر، تمكن فريدين من هزيمة قبيلة الذئاب وإنقاذ اللاجئين رغم غياب الكونت ليون، سيد السيف.
________________________
يعني غيران وهو ماغير متكي في مكتبه ويقحن شاهي
قم سو شي تفوز به على فريدين بدل ذا التسدح!
فريدين فضح علاقته بأسيلي قدام آمون وديريك✨
اتوقع يدرون من قبل بس كذا عشان يتقرب من ايلين على كيفه✨✨✨
المهم تكفون خلوا ايلين تكفخ روهام
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 40"