شعر بضغط آخر ليس منبعثًا منه. قنظر بعيدًا عن إيلوا وحدق في إيلين التي كانت تقف أمامه. و رآها تحدق فيه بعينين مليئتين بالاحتقار.
“تبث هالتكَ أمام شخص عادي بكل هذه الجرأة، إنه أمرٌ مثير للإعجاب حقًا.”
عندما تحدثت إيلين، بدا أن روهام لم يستطع التحمل وكاد أن يندفع نحوها، وهذا بالضبط ما كانت إيلين تريده.
نظرت إليه و تحدثت،
“المكان هنا ضيق، فلنخرج إلى الخارج.”
قالت ذلك وتوجهت مباشرةً نحو خارج السكن، وكانت تشعر بروهام يلاحقها وهو يلهث بغضب.
صرخ نحوها بصوت عالٍ: “يبدو أنكِ ترغبين أن تتعرضي للإهانة أمام الجميع!”
عندما فكرت في من يكون روهام، تذكرت شيئًا.
‘على أي حال، هذا الشخص كان من المفترض أن يفقد رتبته كفارس في المستقبل.’
في المستقبل، أي في ماضي إيلين، كان ديتريون قد افتعل شجارًا مع فريدين وتحداه في مبارزة. لذا، فرسانهم، آمون وروهام، تواجها في قتال.
وعندما انتصر آمون في المبارزة، لم يتقبل روهام هزيمته وطعن كتفه بسيفه. و بسبب تلك الحادثة تم تجريده من لقب الفارس.
ومنذ ذلك الحين لم ترَ إيلين روهام مجددًا.
من المحتمل أن ديتريون، الذي يعتز بكبريائه، قد تخلص منه. فديتريون كان يعتبر الفارس الذي يهزم أمام فارس فريدين مجرد إنسان عديم الفائدة.
وما إن خرجوا إلى الخارج حتى شعرت بنظرات الناس تتجه نحوهم. وهذا بالضبط ما كانت إيلين تريده.
عندما يتعلق الأمر بمواجهة ديتريون، كان كلما زاد عدد الأنظار الموجهة نحوهم كان ذلك أفضل، لأنه كان أميرًا يولي سمعته أهمية بالغة.
“إيلين ليسيروس!”
صرخ روهام وهو يحاول أن يستل سيفه، لكنه لم يتمكن من إخراجه من غمده. لأن أحدهم كان قد أمسك بيده.
‘أخيرًا ظهر.’
حولت إيلين نظرها نحو الرجل الذي أمسك بروهام. كان رجلًا ذا شعر فضي يصل إلى كتفيه وعينين زرقاوين تشبهان عيني فريدين، وكانت هالةٌ من الهيبة الغامضة تحيط به.
بظهوره انحنى روهام برأسه بانصياع، على عكس تصرفه الصاخب مع إيلين وإيلوا.
إنه ولي العهد الأول إمبراطورية ليكسيا، ديتريون.
الرجل الذي كان المرشح الأبرز ليكون الإمبراطور القادم، والعدو اللدود لفريدين طوال حياته.
تحدث ديتريون وهو يبتسم،
“إيلين، لقد مر وقتٌ طويل، أليس كذلك؟ أعتذر عن وقاحة الفارس روهام. لم أكن أعلم أنه سيرتكب مثل هذا التصرف لمجرد إيصال رسالةٍ بسيطة.”
ابتسمت إيلين ابتسامةً خفيفة على كلماته.
كانت قد شعرت بنظرات ديتريون تراقبها حتى قبل أن يظهر. لا بد أنه كان يراقب روهام وهو يحاول تسليم الرسالة إليها.
تقدم ديتريون خطوةً نحو إييين، حتى لامست يده أذنها. فانفجر ديترون بضحكة منخفضة.
كان مظهره الأنيق وابتسامته المشرقة يبدوان في غاية التناسق.
“بالمناسبة، إيلين، سمعت أنك قمتِ بعمل مدهش..…”
“…….”
“…..قيل أنكِ أنقذتِ اللاجئين مع فريدين. لا أعلم ما الذي تمكنتِ من فعله وأنتِ بالكاد أمسكتِ بالسيف حديثًا.”
كان كلام ديتريون صحيحًا.
بعد أن هزمت إيلين زعيم قبيلة الذئاب، تمكن آمون وليليا من قيادة اللاجئين الذين كانوا محتجزين هناك والهروب من أراضي قبيلة الذئاب.
وحين رأى أفراد القبيلة جثة زعيمهم، لم يجرؤوا على مهاجمتهم. وهكذا انتهت حملة فريدين ضد الذئاب بنجاح باهر، وهو أمر كان مختلفًا تمامًا عما حدث في الماضي.
“سمعت أن السبب في ذلك كان ظهور سيد السيف الذي ظهر أثناء حملة القضاء على الوحوش.”
“لقد كنا محظوظين.”
“نعم، ولكن الحظ كان جيدًا بشكلٍ مبالغ فيه. أليس هذا غريبًا؟ ظهور سيد سيف مجهول الهوية مرارًا وتكرارًا؟ هذا لا يبدو منطقيًا. و كأن..…”
قبض ديتريون على ذراع إيلين بقوة وهو يتكلم. و كانت قبضته قويةً بما يكفي لتجعلها تتألم لو كانت لا تزال كما كانت قبل عدة أشهر.
“تمامًا مثل الآنسة من عائلة الماركيز التي أمام عيني. السيدة العادية التي لم تلمس سيفًا قط من قبل…..والآن صارت يداها مليئتين بالندبات، بل وأصبحت من بين الخمسة الأوائل في صف المبتدئين.”
“…….”
“هل هذا أيضًا مجرد حظ جيد، الفارسة إيلين؟”
ديتريون ليكسيا. إيلين كانت تكرهه منذ حياتها الأولى.
ديتريون كان الشخص الخارجي الوحيد الذي كان يعلم بتعرضها لسوء المعاملة على يد زوجة الماركيز.
تذكرت اليوم الذي قابلته فيه لأول مرة حين كانت صغيرة. بعد زار ديتريون قصر الماركيز وهو يمسك بيد زوجة الماركيز.
في ذلك اليوم، كانت الابتسامة التي رسمتها زوجة الماركيز مختلفةً عن تلك التي كانت تمنحها لكارون.
“إيلين، تعالي وحييّه. هذا هو الأمير الذي سيكون الإمبراطور القادم.”
عند كلماتها، ابتسم ديتريون لإيلين تمامًا كما ابتسم الآن. و بدا وكأنه أمير خرج من إحدى القصص الخيالية، مما جعل قلبها يخفق قليلاً.
بضحكته الخافتة، كان يبدو مختلفًا تمامًا عن نفسها البائسة.
حينها، احمرت وجنتا إيلين خجلًا وهي تنظر إليه. فقد كان مظهر ديتريون يبدو مثاليًا من الخارج إلى حدٍ يبعث على الانبهار.
أمير جميل وبارد الأعصاب، هكذا كان ديتريون معروفًا لدى الناس.
في كل مرة كانت إيلين ترى ديتريون، كانت تتجنب نظره وتنحني برأسها. ومع ذلك، كانت تلقي عليه نظرات خاطفة مملوءة بالإعجاب.
‘الأمير يلمع كالنجم.’
كانت إيلين تعتقد أن ديتريون هو الأمير الرائع في قصصها. حتى اكتشف جلسات “التأديب” التي كانت تتعرض لها على يد زوجة الماركيز…..
حينها، حين كانت تصرخ طالبةً المساعدة من الخوف من العقاب، لكن ديتريون لم يفعل شيئًا سوى السخرية منها ومراقبتها ببرود.
ولم تستطع إيلين نسيان الكلمات التي قالها لها حتى لحظة موتها.
“مقرفة.”
دفعت إيلين يد ديتريون بعنف وتراجعت خطوةً إلى الخلف. شعرت بقشعريرة وكأن حشرة كانت تزحف على ذراعها التي أمسك بها ديتريون.
“دخولي ضمن المراتب العليا في قسم المبارزة لم يكن حظًا بل كان بفضل مهارتي، يا صاحب السمو.”
“مهارة؟”
نفضت إيلين يدها وكأن شيئًا قذرًا قد علق بها، مما جعل ديتريون يبتسم بمرح. فخلافًا لما كانت عليه سابقًا، أصبح تمرد إيلين الآن يثير اهتمام ديتريون.
‘هل كانت إيلين ليسيروس قادرة على التصرف بهذا الشكل؟ يبدو أن الكلام عن تغيرها لم يكن كذبًا.’
لكن الأمر لم يتعد ذلك. فهو بطبعه لا يستطيع أن يتسامح مع من يعارض إرادته.
“مثيرٌ للاهتمام. هذه المهارة…..هل يمكن أن تريها لي؟ فأنا أحب الموهوبين كثيرًا. ومن يدري؟ ربما أرغب في ضم الفارسة إيلين إلى فرقة فرساننا.”
“للأسف، لدي التزامٌ مسبق.”
“التزام؟”
“نعم، عليّ مقابلة الفارس فريدين، لذا أعتقد أن ذلك سيكون مستحيلًا.”
أمال رأسه باستغراب.
“هذا مؤسف. كنت أظن أن علاقتنا أقرب من علاقتكِ بفريدين.”
“….…”
“ألم نكن نعرف بعضنا منذ أن كنا صغارًا؟”
“ماذا تريد مني بالضبط؟”
“لا تذهبي للقاء فريدين، بل افعلي ما آمرك به، أريِني مهارتك في المبارزة، أيتها الصغيرة.”
“.……”
“هذا ليس طلبًا. إنه أمر.”
تحدث ديتريون إلى إيلين بنبرةٍ متعجرفة. و كان وجهه المشوه يشبه تمامًا تعبيره حين نعتها بالقذارة في الماضي.
هكذا كان ديتريون حقًا.
فكرت إيلين بهذا وهي تبتسم. بينما أمسك ديترون بذراعها مجددًا وضغط عليه بقوة.
***
القاعة المركزية للأكاديمية.
كان جميع فرسان الاحتياط التابعين لفريدين مجتمعين في قاعة الاجتماعات التي يستخدمونها عادةً.
كان كارون يبدو وكأنه على وشك أن يندفع إلى الخارج في أي لحظة. و ديريك، الذي كان يراقبه، هز رأسه يائسًا.
منذ أن علم بإصابة إيلين ليسيروس، لم يتغير حال كارون. وكأن مجرد الابتعاد عنها قد يؤدي إلى موتها، فقد بدا مضطربًا وغير مستقر.
‘ذلك الصبي ليس طبيعيًا أيضًا.’
فكر ديريك بذلك وهو يهز رأسه، ومع ذلك كان يتفهم مشاعره. فهو نفسه كان يشعر بنفس الشيء عندما تعرض فريدين للأذى.
عندما دخل فريدين إلى أراضي قبيلة الذئاب، تبعه ديريك وكارون على الفور. لكن مهما بحثوا حولهم، لم يتمكنوا من العثور على فريدين أو إيلين.
وبعد أن ظلوا يتوهون طويلًا، تمكنوا أخيرًا من لقاء آمون وليليا وهما يقودان اللاجئين نحو خارج الأراضي. وكذلك وجدوا إيلين وفريدين وقد فقدا وعيهما.
صرخ ديريك وكارون كل بطريقته، وركضا نحوهما. ومنذ ذلك الحين، لم يرغب كارون بالابتعاد عن إيلين ولو للحظة.
حتى أنه كان يطعمها بيده، مما جعل الآنسة أسيلي، التي كانت بجواره، غير قادرة على إخفاء تعابير وجهها.
أطلق ديريك تنهيدةً عميقة، ثم سأل فريدين،
“فريدين، هذا غير منطقي. ما علاقتكَ بسيد السيف هذا بالضبط؟”
“….…”
“القضاء على الوحوش، ثم القضاء على قبيلة الذئاب هذه المرة…..قد نسمي المرة الأولى صدفة، لكن لا يمكن اعتبار حدوثها مرتين صدفة. تقول إن زعيم قبيلة الذئاب مات فجأة؟ هل تعتقد أن الإمبراطور سيصدق هذا التقرير بسهولة؟ ألا تعتقدان ذلك أيضًا؟”
سعى ديريك للحصول على تأييد آمون وليليا وهو ينظر إليهما. لكن بدلاً من الموافقة، تهرب آمون وليليا من نظراته.
_____________________
ايييييييييو ديتريون جا وع حسبته بيطول لين يطلع ينرفز🌝
مساره حسبت ايلين بتفقع روهام ذاه بس ماعلينا فرصه ثانيه
كارون اخيرا طلع😭😭😭😭
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 39"