استلقت إيلين على سرير غرفتها وهي تسترجع الأحداث التي وقعت. لقد قالت لليليا كل شيء، باستثناء حقيقة أنها خاضت ثلاث حيوات مختلفة.
بعد سماع حديث إيلين، بقيت ليليا صامتةً لفترة طويلة. و جلست في مكانها بوجه شارد، ثم بدأت تبكي.
“آسفة، أنا آسفة..…”
لم تعرف ليلـيا على ماذا تعتذر، لكنها ظلت تكرر كلمات الاعتذار.
“هل تصدقينني؟”
رداً على كلام إيلين، بدأت ليلـيا تروي لها ما حدث معها بعد موت كاي.
جاءت إليها خادمةٌ تدعى شارلوت، وقدمت لها حجر مانا قائلة أنه شيء ثمين حصلت عليه بشق الأنفس. واقترحت عليها أن تنتقم لصديقها مقابل أن تهديها حجر المانا.
شارلوت ظلت تحرض ليلـيا قائلةً أنه يجب أن تنتقم لكاي، بل وعرضت عليها عرضاً يصعب على أي ساحر عادي مقاومته.
فعادةً، يتم التحكم بأحجار المانا من قبل العائلة الإمبراطورية، ولا يمكن امتلاكها إلا بإذن من الإمبراطور. وكان هذا أحد الأسباب التي جعلت السلطة الإمبراطورية لا تزال متماسكةً في عالم يهيمن عليه أسياد السيوف والسحرة.
ومع ذلك، خادمةٌ تابعة لعائلة ماركيز تملك حجر مانا؟ليلـيا لم تكن تفهم كيف قبلت تلك الحقيقة بسهولة، لكنها قالت أنها حينها صدقتها دون تردد.
“وكأنني…..وكأنني كنت تحت تأثير سحر ما، رغم علمي أن الأمر غير منطقي..…”
كلام ليلية كان متبعثراً. فأدركت إيلين أنها تشعر باضطراب شديد.
ما فعله رايمون بإيلين، كانت شارلوت قد فعلت الشيء نفسه مع ليليا.
‘شارلوت كانت الخادمة المفضلة لدى زوجة الماركيز.’
تذكرت الخادمة التي كانت تحدق بها من جانب زوجة الماركيز في الماضي. و حتى في لحظة موتها، كانت شارلوت ملتصقةً بزوجة الماركيز كظلها.
لم تكن إيلين غافلة عن غرابة الأمر، لكنها في ذلك الحين لم تكن تملك القوة لتفهم ما كان يحدث. و لم يخطر ببالها أن خادمة وحدها قد تتمكن من الحصول على حجر مانا.
وفوق ذلك، حسبما قالت ليليا، لم يكن الحجر الذي رأته مجرد حجر مانا عادي. بل كان حجر مانا مصنوع باستخدام السحر الأسود المحظور في القارة.
استناداً إلى تحطم جثة زعيم قبيلة الذئاب، بحثت ليليت في وثائق الأكاديمية المختلفة، وأكدت أن السبب كان السحر الأسود.
حدقت إيلين بهدوء في السقف بعينين ساكنتين.
‘لماذا كان عليهم أن يفعلوا كل هذا؟ لماذا؟ ما الخطأ الذي فعلتُه؟’
لطالما تساءلت عن ذلك.
لم ترتكب إيلين أي خطأ تجاه زوجة الماركيز. فلماذا أغرقتها كورِيليا في الهاوية؟ لم تستطع إيلين أبداً أن تفهمها.
‘قد أنشغل قريباً.’
بينما كانت إيلين تفكر بذلك، عبست عند إحساسها بحركة قادمة من الخارج. كان شخصان يقتربان بسرعة من جهة غرفة سكنها.
أحدهما فارس متمرس، والآخر يبدو أنها مديرة سكن الطالبات.
حتى من خطواتها، كان واضحاً أن مديرة سكن الطالبات كانت مرتبكةً وهي تتبع الآخر.
“الآنسة إيلين ليسيروس!”
نهضت إيلين من سريرها على صوت الطرق العنيف على الباب.
لم يمض يوم كامل منذ عودة فرقة المطاردة إلى الأكاديمية. و كان الجميع يحاولون تركها وشأنها حتى ترتاح، لذا مجرد طرق بابها بهذه الطريقة كان تصرفاً وقحاً للغاية.
فكرت إيلين أن الصوت القادم من الخارج كان مألوفاً لديها.
“افتحي الباب، آنسة إيلين! إنها رسالة عاجلة!”
“يا سيد روهام، السيدة إيلين عادت لتوها من مهمة المطاردة.”
“هل تجرؤ خادمةٌ على الاعتراض على كلامي؟”
“أنا لست خادمة!”
سمعت إيلين جدال الاثنين بوضوح. وعندما فتحت الباب، كما توقعت، كان يقف أمامها فارس ومديرة سكن الطالبات، إيلوا.
كان الفارس، ذو الجسد الضخم، يبتسم لها ابتسامةً ساخرة. ومن النظرة الأولى، أدركت إيلين أن ذلك الفارس يمتلك مهارة غير عادية.
‘آه، كان هناك مثل هذا الشخص أيضاً.’
الرجل الواقف أمام الباب كان فارس الأمير الأول ديتريون. اسمه كان روهام، على ما تذكرت.
و كانت تتذكر كيف كان دوماً يرمقها بنظراتٍ مليئة بالاستياء بجانب ديتريون.
“آنسة إيلين، مضى وقتٌ طويل منذ آخر لقاء.”
مع كلمات روهام، لاحظت إيلين وجه إيلوا المتفاجئ بجانبه. فإيلين أصبحت فارسة. وبالتحاقها بقسم السيوف في أكاديمية أتينس، لم تعد بعد الآن ابنة عائلة الماركيز.
واستخدام لقب “الآنسة” معها كان بمثابة إهانة صريحة*.
*به شرح آخر الفصل
“ما الأمر الذي جاء بكما إلى هنا؟”
“بأمرٍ من سمو الأمير ديتيرون، أحضرت إليكِ رسالةً عاجلة أرسلتها لكِ السيدة كورِيليا.”
قال روهام ذلك وهو يقدم لها الرسالة التي كان يحملها.
وكان اسمها مكتوباً عليها بخط يد كورِيليا.
استلمت إيلين رسالة زوجة الماركيز من يد روهام.
[إيلين، مضى وقتٌ طويل.
تلقيت خبراً بأن رايمون توجه إلى منزل الماركيز، لكنه لم يصل أبداً.
الأمر لا يبدو منطقياً أن ينسحب من فرقة المطاردة من تلقاء نفسه، لا بد أن شيئاً ما قد حدث. ولأعرف ما جرى له، ولأني قلقةٌ عليكِ أيضاً وأنتِ في أكاديمية أتينس، أفكر في زيارتكِ قريباً.
على أية حال، ستُقام قريباً مأدبة احتفال بانتصار سمو الأمير فريدين، لذا سأصل بالتزامن مع ذلك على الأرجح.
و بما أن سمو الأمير ديتريون سيغادر قبلي، قد يصل بعد فترة قصيرة من تسلمك هذه الرسالة. أراكِ قريباً.
محبتكِ كورِيليا.]
أسندت إيلين ظهرها إلى الباب وبدأت تقرأ الرسالة، ثم مضت فترةٌ طويلة وهي تعيد ترديد كلمات كورِيليا.
محبتكِ كورِيليا.
كانت كورِيليا، أمام الآخرين، كثيراً ما تقول لإيلين أنها تحبها.
“أحبكِ، إيلين.”
كانت إيلين، رغم الألم الذي كانت تتلقاه منها، تصدق أن تلك الكلمات صادقة. و كانت تظن أن كل ما كانت تفعله كورِيليا كان بدافع الحب.
لذلك كانت تبذل جهداً مستميتاً لسماع عبارة “أحبكِ” من زوجة الماركيز. وذلك حتى اللحظة التي سبقت موتها، حتى اللحظة التي اكتشفت فيها كل الحقائق.
‘لو كانت تحبني حقاً، لما كانت تعاملني بتلك الطريقة…..يا لي من حمقاء.’
كانت إيلين تدرك بوضوح الغرض الحقيقي من هذه الرسالة. لم يكن هناك أي داعٍ لإرسال مثل هذا الخبر التافه على شكل رسالة عاجلة.
كان هذا مجرد نوع آخر من المقالب السيئة التي كانت كورِيليا تستهويها بين الحين والآخر. فلم يكن هدفها إبلاغ إيلين بزيارتها للأكاديمية، بل أن تتخيلها ترتجف خوفاً بعد تلقي الرسالة، وتضحك لذلك.
حتى في حياتها الأولى، كانت كورِيليا ترسل إليها رسائل مماثلة، وكانت غالباً ما تفعل ذلك عندما تعتقد أن إيلين ارتكبت “خطأً”.
كانت كورِيليا تعرف جيداً أن رؤية إيلين ترتعد خوفاً بعد استلام رسالة عاجلة كان أمراً مضموناً.
‘بالمناسبة، كانت زوجة الماركيز تزور القصر الإمبراطوري كثيراً لمقابلة ديتريون.’
كانت كورِيليا تهيمن على مجتمع النخبة في إمبراطورية ليكسيا، وبمجرد كونها من أقارب الإمبراطور، كانت تمارس نفوذاً هائلاً.
بل إنها كانت من تولت تعليم أمراء البلاط الذين سيتولون العرش مستقبلاً، لذلك لم يكن غريباً أن تكون علاقتها بديتريون وثيقة.
ابتسمت إيلين بسخرية وهي تسحق رسالة كورِيليا بلا مبالاة. فتراجع روهام خطوةً إلى الوراء وقد ارتسمت على وجهه ملامح الدهشة، إذ لم يتوقع منها مثل هذا التصرف.
كان يعرف، بحكم مرافقة ديتريون في زياراته المتكررة إلى قصر الماركيز، أن إيلين، خلافاً للشائعات الرائجة عنها، كانت تملك طبعاً خجولاً ومتحفظاً.
وها هي إيلين ريسرس الآن تسحق رسالة كورِيليا بيدها؟ المرأة التي كانت تعامل كورِيليا كقديسة؟ ألم تكن تتبعها بطاعة؟
“سيد روهام.”
“آنسة إيلين؟”
ابتسمت إيلين رداً على كلماته.
رغم إصاباتها الداخلية الخطيرة، إلا أن التعامل مع أحمق كهذا لم يكن أمراً يتجاوز قدرتها.
تحركت قبضتها بسرعة نحو وجه روهام. و كانت سرعتها عالية لدرجة أن الفارس المتمرس لم يستطع أن يتجاوب فوراً.
مرت قبضتها بجانب أذنه، بالكاد تلامسه. و لو لم تغير اتجاهها في اللحظة الأخيرة، لكان تلقى الضربة مباشرة.
“ما…..ما هذه الوقاحة!”
صرخ روهام مذعوراً. و ظن أن إيلين ريسرس قد فقدت عقلها.
‘كيف لها أن تضرب شخصاً بلا مقدمات!’
“يبدو أن السيد، وهو فارس، لا يستطيع حتى تفادي لكمةٍ من آنسة. أظن أنك غير مؤهل لتكون حارس سمو الأمير ديتريون.”
احمر وجه روهام غضباً.
“يا لك من وقحة! كيف لابنة الماركيز أن تكون بلا أدب!”
ضحكت إيلين ساخرة عندما سمعت صراخه.
“الوقح هنا هو أنتَ. فأنا قبل أن أكون ابنة الماركيز ريسرس، أنا فارسة. ومع ذلك أن تخطئ حتى في أبسط ألقاب التخاطب وأنت فارس…..لا أجد ما أقوله.”
“بفتت هاها!”
لم تستطع إيلوا، التي كانت تقف بجانب إيلين، أن تكتم ضحكتها وانفجرت بها. فاستشاط روهام غضباً واستدار نحوها وهو يحدق بها بنظرات نارية.
“كيف تجرؤ هذه الحقيرة على الضحك؟”
بدا وكأنه على وشك أن يشهر سيفه. فتراجعت إيلوا إلى الخلف مذعورة، لكنها سرعان ما تجمدت في مكانها، غير قادرة على الحركة.
كان روهام يضغط عليها بهالة لا يمكن لشخص عادي أن يتحملها، وهو يبتسم بسخرية.
ولكن لم يلبث لون وجهه أن بدأ يتحول إلى الشحوب.
_______________
كحم شسمه الفصول الي قبل كنت احط ايلين آنسه بس طلع غلط مفروض تكتب سيدة حتى لو مب متزوجة لأنها فارسه😭
معليش على الخطا وبعدل في الفصول الجايه🙂↕️
وهيا نشوف التكفيخ الي بيصير هاهاهاعاعااها
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 38"