انهمرت الدموع من عيني ليليا. فبادرها آمون الذي كان يراقب فريدين بوجه مذهول بالكلام.
“ليليا! هل أنتِ بخير؟”
هزت ليلية رأسها نافية. كان من المستحيل أن تكون بخير.
“أنا، أنا…..إيلين ليسيروس…..أنا كنت..…”
كنت أعتقد أنكِ قتلتِ كاي. كنت أؤمن بذلك وعشت طوال هذه المدة على هذا الاعتقاد. لكن يبدو أن الأمر لم يكن كذلك.
‘ماذا كنت تخفين؟’
بدأ جسد ليليا كله يرتجف.
كانت قد آمنت طوال هذا الوقت أن إيلين قتلت كاي. كان عليها أن تصدق لكي تتمكن من العيش، لذلك صدقت.
إذاً، إيلين ليسيرس؟ هي تلك التي تلقت اللوم من الجميع على ذنبٍ لم ترتكبه؟
شعرت ليليا بدوارٍ يجتاحها. هذه الحقيقة المروعة التي اكتشفتها الآن كانت تجذبها إلى القاع.
“آسفة، آسفة…..أنا..…”
لكن كلمات ليليا لم تصل إلى إيلين. فقد كانت إيلين قد غرقت في نوم عميق من شدة الإرهاق.
***
تحولت إلى سيدة سيوف ومع ذلك أنا بائسة.
سخرت إيلين من نفسها وهي تحدق بالسقف الغريب الذي ظهر أمامها بمجرد أن فتحت عينيها.
حين حاولت أن تنهض شعرت بألم في خصرها فعبست من شدة الوجع.
اعترفت إيلين أن طريقتها في التعامل مع زعيم قبيلة الذئاب كانت مفرطةً في التهور. لكن مواجهة زعيم قبيلة الذئاب بطريقةٍ عادية دون أن تؤذي الآخرين كان أمراً مستحيلاً بسبب قوته الهائلة.
ومع ذلك لم يكن بإمكانها أن تستخدم كامل قوتها في القتال لأن فريدين ورجاله قد يصابون بأذى.
فريدين كان أصلاً يعاني من إصابات داخلية لذا أرادت إنهاء الأمر بسرعة والخروج من هناك. و لذلك اختارت أن تتلقى الضرر مقابل أن تحسم القتال.
لقد مرت فترةٌ طويلة منذ آخر مرة تعرضت فيها لإصابات كهذه.
لو لم يكن زعيم قبيلة الذئاب في حالة هياج لما اضطرت أبداً إلى اتباع هذه الطريقة.
بينما كانت تفكر في ذلك أدارت إيلين رأسها إلى الجانب. وفوراً تصلبت ملامحها لرؤية فريدين ممدداً أمامها.
‘لماذا هو بجانبي؟’
والأسوأ من ذلك أن فريدين كان ممسكاً بيدها اليمنى.
حاولت إيلين أن تسحب يدها بوجه مرتبك لكنها تجمدت في مكانها خشية أن توقظه. و ظلت جامدة بجسد متخشبٍ لا تعرف كم من الوقت مر حتى فتح أحدهم الباب ودخل.
“إيلين ليسيروس؟ هل استيقظتِ؟”
تفاجأت إيلين قليلاً من الشخصية غير المتوقعة التي دخلت الغرفة. كانت ليليا تحدق بها بوجهٍ مفعم بالقلق.
أمسكت ليليا بذراع إيلين واستخدمت سحر الشفاء. رغم أن هذا الموقف لم يكن يستدعي استخدام سحر الشفاء حقاً.
لم تستطع إيلين إخفاء ارتباكها. و لم تستطع التكيف مع ليليا التي أصبحت لطيفةً فجأة بشكل غريب.
شعرت بوخز في قلبها فكتمت أنفاسها للحظة.
“فريدين، استيقظ. لدي شيء أريد التحدث به مع إيلين ليسيروس على انفراد.”
“ليليا؟”
نادت إيلين اسمها بدهشة من تصرف ليليا التي أيقظت فريدين فجأة.
عند سماع صوتها فتح فريدين عينيه ببطء. و كان يحدق بإيلين بعينين غائمتين.
حدق بها لفترة. فشعرت إيلين وكأن قلبها توقف حين التقت عيناها بالزرقة الصافية في عينيه.
“هل ما زلتُ أحلم؟”
قال فريدين ذلك وهو يفتح عينيه ويغلقهما مراراً. ثم ما لبث أن أسند خده إلى يدها.
انتقلت حرارة خده الدافئة إلى ظاهر يد إيلين. فاحمر وجه إيلين كما تحمر تفاحةٌ ناضجة.
كانت ليليا تراقب هذا المشهد بذهول قبل أن تتحدث بنبرة مندهشة.
“صاحب السمو فريدين ليكسيا، هذا ليس حلماً. لذا أرجوكَ انهض وغادر. لدي حديث مهم مع السيدة إيلين.”
وجّه فريدين نظره إلى ليليا للحظة ثم أعاد نظره إلى إيلين. و ظل هكذا لفترة قبل أن ينطق بصوتٍ تغلب عليه الحيرة والارتباك.
“سيدة إيلين…..أعتذر. لقد اختلط علي الأمر للحظة.”
هل كان قد خلط بينها وبين الآنسة أسيلي؟
اعتقدت إيلين أن هذا ممكن، ولهذا كان لطيفاً معها بذلك الشكل.
فكرت بذلك وسحبت يدها بحذر. فلم ترغب إيلين بأن تفعل شيئاً قد يجرح قلب الآنسة أسيلي.
تبع فريدين حركة يد إيلين بنظره هادئة.
“هل جسدكِ بخير؟”
كان وجه فريدين الذي طرح السؤال يبدو شاحباً بعض الشيء. و في الواقع كان السؤال عن حاله هو ما كانت إيلين تود أن تسأله.
هزت رأسها بصمت. عندها فقط ابتسم فريدين وكأن عبئاً ثقيلاً أزيح عن صدره.
“أنا سعيدٌ حقاً. لقد كنت قلقاً كثيراً لأنكِ لم تستيقظي رغم انتظاري الطويل.”
“….…”
“هناك أمرٌ أود بشدة أن أحدثكِ به.”
“أمر تود التحدث عنه؟”
“حين نذهب إلى الأكاديمية، هل يمكنكِ تخصيص بعض الوقت لي؟ أود أن نتحدث هناك.”
هزت إيلين رأسها ببطء وملامحها ثقيلة.
هل ينوي أن يواجهها بشأن حقيقتها؟
حتى لو كان فريدين شخصاً متسامحاً، فلا بد أنه سيسألها عن سبب إخفاء قوتها. و لا شك أنه ارتاب في أمر إخفائها لحقيقة أنها سيدة سيوف.
“سأكون بانتظاركِ إذاً. تحدثي مع ليليا بهدوء.”
قال ذلك وغادر الغرفة وأطراف أذنيه قد احمرتا.
تنهدت إيلين براحة وهي تراقب ذلك المشهد.
يبدو أن إصابات فريدين لم تلتئم تماماً بعد، لكنها لم تكن بالخطورة التي تخيلتها. و من المحتمل أن يتمكن من التعافي بسهولة عندما يقابل الآنسة أسيلي.
“إيلين.”
استدارت إيلين نحو مصدر الصوت. و كانت ليليا قد جلست في المكان الذي كان فريدين يشغله بجانب السرير تحدق بها.
‘نادَتني فقط إيلين وليس إيلين ليسيروس؟’
لم تستطع إيلين إخفاء ارتباكها. فلطالما كانت ليليا تصر على مناداتها بالاسم الكامل وكأنها بذلك ترسخ المسافة بينهما.
صفقت ليليا بيديها فجأة، وعندها أدركت إيلين أن حاجزاً قد أُقيم داخل الغرفة. لا بد أنه كان تعويذة عزل الصوت.
تأكدت ليليا أن السحر قد نجح ثم فتحت شفتيها بهمسٍ خافت.
“أنا آسفة.”
“…….”
“أنا آسفة، إيلين.”
“فجأة…..لماذا؟”
أخفت إيلين يديها المرتجفتين خلف ظهرها. و تذبذبت عيناها بقلقٍ واضح.
لماذا تعتذر ليليا مني الآن؟
“أنا من بدلتُ ملابسكِ.”
“…….”
“لقد رأيت جراحكِ. ويبدو أن فريدين وآمون أيضاً قد لاحظا شيئاً…..أعرف جيداً ما الذي يدور في أذهانهم. كما أعلم أنهم يتكتمون على الأمر لأنكِ لا ترغبين في الحديث عنه..…”
“ذلك..…”
لطالما كانت إيلين تخشى قول الحقيقة.
‘إيلين، أنا وحدي من سيصدقكِ.’
للحظة، خُيّل لها أن صوت رايمون الهامس يتردد قرب أذنها. شعرت كأن طيفه الميت ما زال جاثماً على كتفها.
‘تظنين أن ليليا ستصدقكِ لو أخبرتها بالحقيقة؟ لا تكوني سخيفة.’
‘أنتِ قاتلة بالفعل. أليس قتلكِ لكاي واقعاً لا يمكن إنكاره؟’
‘لهذا السبب عليكِ أن تظلي صامتة. الصمت يليق بكِ.’
اصمت، رايمون.
كانت إيلين تعرف جيداً ما الذي يحدث كلما حاولت أن تتكلم. و عندما تذكرت الماضي، ظلّت صامتةً بلا أن تنطق بكلمة، فتابعت ليليا حديثها بتعبير وجهٍ ملح.
“لكنني أريد أن أعرف. يجب أن أعرف من قتل كاي. إذا لم تكوني أنتِ من قتلته…..من الذي قتله إذاً؟”
كلما قالت إيلين الحقيقة، كان معظم الناس يلومونها. وكان بعض الذين وثقوا بها قد ماتوا.
منذ ذلك الحين، أصبحت إيلين تخشى قول الحقيقة. كانت تخشى أن يتسبب ذلك في موت شخص آخر بسببها.
كانت تخشى أن يختفي الأشخاص الذين كانوا بالقرب منها.
في تلك اللحظة، أمسكت ليليا بيد إيبين المرتجفة. كانت الحرارة الدافئة تنتقل من يدها.
على الرغم من أنها مرت بثلاث حيوات، إلا أن الخوف والرهبة لا يزالان يسيطران عليها. و كانت تخشى أن تحدث أمورٌ مؤلمة إذا تحدثت.
تابعت ليليا حديثها وهي تحدق في يد إيلين المرتجفة.
“أعلم أنني…..لست في الموقف الذي يسمح لي بأن أطلب منكِ هذا.”
“….…”
“أنا…..كنت أصدق كلام الآخرين وكرهتكِ بسبب ذلك. ولا أستطيع حتى تخيل كم من الأذى سببته لكِ.”
عند سماع كلمات ليليا، أغمضت إيلين عينيها.
في العادة، كانت إيلين تنوي أن لا تروي شيئاً عن ماضيها حتى تنتهي من كل ما خططت له. لكن ليليا كانت تستحق أن تعرف الحقيقة. فظهرت ملامح العزم على وجه إيلين.
هذه المرة…..قد تكون مختلفة. لا، هي ستجعلها مختلفة.
“إنها قصة طويلة…..ومملة.”
بدأت إيلين تدريجياً في سرد حياتها.
حياة إيلين ليسيروس، الابنة المظلومة والخجولة لعائلة الماركيز، وليس حياة الشريرة إيلين ليسيروس.
________________
جتنى الغصة ايلين تكلمت😔💔
هي تكلمت عشان ليليا واخوها مب عشان نفسها ذا يوجع اكثر بعد😭
فريدين يجنن ياخفيف انت✨
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 37"