سوف أنتقم. سأجعل تلك الشريرة التي قتلت شقيقي دون أن تشعر بذرة ندم، تتذوق اليأس ذاته.
بهذا العزم، تحملت تلك السنوات القاسية وحدي.
صرخت ليليا تجاه إيلين وكأن الغضب ينهش صدرها.
“هذا غير معقول…..غير معقولٍ تمامًا! كيف تمتلكين مثل هذه الموهبة أيتها الشريرة؟ بسببكِ، أخي…..ماذا حدث له…..كيف يمكن لهذا أن يحدث؟”
اعترض أحدهم طريقها. فنظرت ليليا بذهن شارد إلى من أوقفها.
كان فريدين واقفًا هناك.
“ليليا.”
“….…”
“إيلين…..دخلت أراضي قبيلة الذئاب وحدها لتنقذكِ.
هل ما زلتِ تظنين…..أنها هي من قتلت كاي؟”
عند كلمات فريدين، وجهت ليليا نظرها نحو إيلين التي ظهرت خلفه.
رأت إيلين واقفةً بصمت، دون أن تنكر أي شيء، تتلقى الاتهام بصدرٍ ساكن. وذلك زاد من ألم ليليا أكثر.
لطالما كانت ليليا تتخيل من تكون إيلين ليسيروس. كانت تراها شخصًا شريرًا، يعيث فسادًا، تعذب كاي، وفي النهاية تقتله.
حتى شارلوت كانت تهمس لها دائمًا بأن كل الذنوب ارتكبتها إيلين.
“كاي…..مات وهو يتعرض للتعذيب على يد تلك الشريرة.”
“لم يستطع حتى ترك عمله كخادم في قصر الماركيز من أجلكِ. سمعت أن والديكم توفيا في سن مبكر. لقد تحمل كل الآلام من أجل أخته الصغيرة.”
“ليليا، لديكِ موهبةٌ في السحر، يمكنك أن تنتقمي.”
كان يجب عليها أن تنتقم من إيلين ليسيروس. كان ذلك وعدًا أقرب إلى غسيل دماغ كررته على نفسها منذ الطفولة.
ولأجل أن تنتقم، كان يجب أن تكون إيلين ليسيروس شريرة.
تحدث فريدين ببطء وهو ينظر إلى ليليا.
“لو لم تكن إيلين هنا، لما وصلنا إليكم.”
لم تستطع ليليا الرد على كلمات فريدين.
خلال الأسبوعين اللذين قضوهما في الطريق إلى أراضي قبيلة الذئاب، أتيحت لها الفرصة لمراقبة إيلين عن كثب.
إيلين ليسيروس كانت شخصًا مختلفًا تمامًا عما سمعته في الشائعات. كانت تعرف كيف تهتم بالآخرين، وكانت لطيفة، وتتحلى بالوفاء.
كلما رأت ليليا تلك التصرفات، شعرت وكأن كل ما تعرفه يتم إنكاره.
هل هذا يعني…..أن كلام شارلوت كان كذبًا؟
كانت شارلوت هي من بقيت إلى جانبها تمامًا عندما توفي كاي. قالت أنها كانت تعرفه جيدًا في قصر الماركيز، ألم تبكِ معه حزنًا على وفاته؟
ومع ذلك، هل من الممكن حقًا أن إيلين ليسيروس…..لم تكن هي من قتلت كاي؟
حقًا؟
لم تستطع ليليا أن تنطق بأي كلمة.
“علينا أن نتحرك الآن. ليليا، أنا أتفهم مشاعركِ، لكن…..لا يمكننا البقاء هنا.”
قال آمون ذلك بينما جذب ليليا معه.
سمحت له أن يقودها دون مقاومة، و كانت ملامح وجهها لا تزال شاردة. و حتى حين خرجوا من الزنزانة تحت الأرض، كانت ليليا ما تزال في حالة من الذهول.
ولكن ما إن خرجت ورأت ما أمامها حتى فقدت القدرة على الكلام.
كان هناك عشراتٌ من أفراد قبيلة الذئاب كانوا ملقين على الأرض أمامهم.
شعرت ليليا بقشعريرة تسري في جسدها، وهي تدرك قوة سيد السيف مجددًا.
“ليليا، تعالي بسرعة.”
جذبها فريدين الذي لاحظ شرودها.
أما الطفل الذي كان في أحضان فريدين، فكان آمون قد حمله في تلك الأثناء.
أدركت ليليا أن فريدين كان يهتم بها. ربما أعطى الطفل لآمون ليهتم بها بنفسه.
كان فريدين لطيفًا بشكل يكاد يكون مبالغًا فيه. و لم يكن يترك أي شخص يدخل ضمن دائرته دون اهتمام.
‘نعم، بعد انتهاء هذه الحملة…..سأرحل عن فريدين.’
فكرت ليليا بذلك وهي تنظر إليه، وبدأت الذكريات تتدفق في رأسها.
تذكرت لحظة انضمامها لأول مرة إلى فرقة الفرسان الاحتياطية التابعة له، وتذكرت الفرسان الذين كانوا مشاكسين لكن لطفاء.
هناك ذكريات سعيدة، وأخرى حزينة. لكن ليليا كانت متأكدة من أنها لم تعد قادرةً على البقاء في هذا المكان.
مهما كانت الحقيقة، لم تعد تملك الشجاعة لرؤية إيلين ليسيروس مجددًا.
“فريدين..…”
سأغادر فرقة الفرسان بعد انتهاء هذه الحملة.
كانت تنوي قول تلك الكلمات. لكن في تلك اللحظة، رأت رمحًا يطير باتجاهها.
‘أه…..هل سأموت هكذا؟..…’
تسللت ضحكةٌ ساخرة إلى عقلها وسط تلك الفكرة التي مرت كوميض.
كل القلق والتفكير الذي راودها حتى الآن بدا بلا معنى. فالرمح المملوء بالمانا السوداء كان ينقض بسرعة لا يمكنها تفاديها أبدًا.
رأت إيلين، التي كانت تتقدمهم، تلتفت للخلف لتتفقدهم. ويبدو أنها لاحظت الرمح أيضًا.
ركضت إيلين نحوها بوجه يملؤه الذهول. فشعرت ليليا بالحيرة وهي تنظر إلى تعبير إيلين.
لماذا تبدو بهذه الطريقة؟ كما لو أنها مصدومةٌ حقًا…..
في تلك اللحظة، قام أحدهم بدفعها بقوة. و لم تستطع ليليا أن تستوعب ما الذي يحدث.
تناثر الدم على وجهها. وكان فريدين واقفًا أمامها.
***
كانت كوريليا تعبث بكوب الشاي الموضوع أمامها. و كان يراودها شعور جميل بشكل غريب.
لماذا أشعر بسعادةٍ هكذا؟
أخذت تغني بهدوء وهي تلتقط قطعة حلوى من على الطاولة.
وبجوارها كانت شارلوت تبتسم بابتسامة خفيفة، وأمامها كان يجلس ديتريون، ولي عهد الإمبراطورية، الأمير الأول.
كان ذا شعرٍ فضي يصل إلى كتفيه، رفع كوب الشاي بأناقة متناهية.
“مهما شربته، شاي شارلوت دائمًا لذيذ.”
ابتسمت شارلوت ابتسامةً راضية لسماع مدحه.
نظرت كوريليا إلى شارلوت، وكأن فكرةً ما خطرت في بالها فجأة، وسألت،
“لماذا لم نتلقَّ أي خبر من رايمون بعد؟ ألم يحن الوقت ليبعث برسالة؟ لا بد أنه لم يدخل أراضي قبيلة الذئاب معهم، أليس كذلك؟”
“قد يكون عالقًا هناك ولم يستطع الخروج لسببٍ قهري.”
“همم…..هذا سيءٌ نوعًا ما…..زعيم قبيلة الذئاب لا بد وأنه قد فقد عقله الآن، أليس كذلك؟”
“بما أن الإمبراطور لم يعطه المثبط، فلا شك أنه في حالة هياج حاليًا.”
“و حتى لو كان الكونت ليون قد ذهب بنفسه، النتيجة ما كانت لتتغير.”
قالت كوريليا ذلك وهي لا تخفي سعادتها.
ما لم يكن المرء هو الدوق أسيلي نفسه، فلن يتمكن أبدًا من مجاراته. فالزعيم كان يمتلك بالفعل قوةً تقترب من سيد السيف حتى قبل أن يفقد السيطرة.
وإذا فقد السيطرة، فلا شك أنه سيصبح أقوى حتى من الكونت ليون نفسه.
ضيّقت عينيها وكأنها تسترجع شيئًا في ذاكرتها، ثم سألت شارلوت مجددًا،
“بالمناسبة، كيف أقنعتِ تلك الطفلة الساحرة، أخت كاي؟”
كان اسمًا لا يمكنها تذكره بسهولة ما لم تُجبر نفسها على تذكّره. و لو لم تكن إيلين تهمس أحيانًا باسم كاي، لكانت نسيته تمامًا.
إلى هذا الحد، لم تكن تلك الفتاة تساوي شيئًا في نظر كوريليا.
“البشر من ذلك الجانب بسيطو التفكير، أليس كذلك؟ كل ما احتجته هو إثارة رغبتها في الانتقام أكثر، وفي النهاية وقعت في الفخ. وقلت لها أنني سأعطيها هذا إذا نجحت في القضاء على إيلين ليسيروس.”
“شارلوت، أنتِ حقًا شريرة، أليس كذلك؟”
ضحكت كوريليا بصوت عالٍ وهي تنظر إلى الجوهرة التي قدمتها شارلوت. وكان ديتريون، الذي كان يستمع لحديثهما، يبتسم بسخرية عند طرف شفتيه.
أخذ يعبث بكوب الشاي الخاص به ثم تحدث،
“أتباع فريدين…..لا أعلم، ربما لأنهم يشبهونه، لكنهم سذجٌ للغاية.”
كانت الجوهرة السوداء التي تفوح منها هالةٌ شريرة تشبه حجر المانا لدرجة يمكن أن ينخدع بها أي أحد.
ربما الساحرة ليليا هي الأخرى ظنّت أنها مجرد نوع نادر من حجر المانا.
لكنها لم تكن حجر مانا عادي. بل كانت حجر مانا خاصًا تم تعديله باستخدام السحر الأسود، وكانت ترفع مستوى السحرة والفرسان بسرعةٍ كبيرة بمجرد امتلاكها.
وكانت طريقةً رائجة في القارة في وقت ما، إلى أن بدأت آثارها الجانبية القاتلة في الظهور.
فمن يُدمن على هذه الأحجار يبدأ بفقدان عقله تدريجيًا، وإذا انفلتت طاقة المانا بداخله، يتحول إلى مخلوق شبيه بالوحوش.
لذلك، أصبحت هذه الطريقة محظورةً من قبل معبد النور في الوقت الحالي.
لكن ليليا لم تستطع أبدًا أن تميّز نوع حجر المانا الذي وعدتها شارلوت به. لأنه صُنِع بطريقةٍ خاصة ليبدو مختلفًا تمامًا عن الصورة التي حذّر منها المعبد.
“يجب أن يكون كل شيء محسوبًا بدقة. لستُ شخصًا مهملًا مثل رايمون. بمجرد أن يدركوا أن الكونت ليون غير موجود، سيحاول فريق الحملة الهروب بالتأكيد.
حتى هذا وحده سيتسبب بخسائر كبيرة لفريدين ليكسيا…..لكنكِ لا تريدين أن تظل إيلين ليسيروس على قيد الحياة، أليس كذلك؟”
“…….”
“ساحرةٌ في مستوى ليليا ليست سيئةً كمنافسة لفارس واعد. وبما أن لديها سببًا ظاهرًا للقتال، فلن يشتبه أحد بوجود قوة خفية وراءها.”
بغض النظر عن النتيجة، فالأمر سيكون في صالحهم. فإذا نجحت ليليا، فسيحصلون على عبدةٍ جديدة.
حياة ليليا ستصبح مرهونة تمامًا بأحجار المانا المثبطة التي يقدمونها لها، بعد أن تُصاب بالإدمان عليها.
كانت شارلوت بلا شك شيطانًا متجسدًا، هذا ما فكرت به كوريليا وهي تبتسم ابتسامةً مشرقة.
شعرت أن مزاجها سيكون رائعًا طوال اليوم. لكن شعورها الجميل لم يدم طويلًا، فقد جاء فارسٌ إلى قصر الماركيز وأفسد كل شيء.
“السيد رايمون قد انفصل عن فريق الحملة. و أرسلني سموه فريدين لأستفسر إن كان قد عاد إلى قصر الماركيز.”
تصلّب وجه كورليا كليًا عند سماع الخبر الذي جاء به الفارس.
_____________________
كوريليا وهي تقول ان شارلوت شيطان اجل انت وش؟ ملكة الشياطين؟
المهم بسرعههه وش صار لفريدين😭😭😭😭😭😭😭
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 35"