قال إنه رأى أحدهم يدفعها فلاحقه لكنه لم يتمكن من الإمساك به في النهاية.
فشعرت إيلين بالخوف حين أدركت أن هناك من يحاول قتلها، وازداد عدم ثقتها بالناس أكثر.
“آنسة إيلين، لا تقلقي. سأحميكِ.”
لكنها الآن تعرف الحقيقة. الشخص الذي دفعها في تلك البحيرة كان رايمون، ولهذا عاشت طوال حياتها في خوفٍ من أن تُقتل في أي لحظة.
كان رايمون في الماضي يلهو بها كما لو كانت لعبة، وفي النهاية قتلها. كان يسخر من مشاعرها ويستمتع بذلك.
كتبت إيلين اسم “رايـمون” على الورقة التي كانت ترسم عليها دوائر.
صحيح أنه ارتكب أفعالا فظيعة بحقها، لكن ذلك كان في الماضي. فهل يجوز معاقبته على جريمةٍ لم تحدث بعد؟ لمجرد أنها تعرف أنه سيرتكب نفس الجريمة مجددًا؟
لكن ترددها لم يدم سوى لحظة.
كانت واثقة. واثقةً من أن رايمون سيكرر ما فعله في الماضي.
وأخيراً اليوم، ستنطلق فرقة المطاردة لتنفيذ المهمة.
***
من الأكاديمية إلى سلسلة الجبال الجنوبية، حيث تقيم قبيلة الذئاب، كانت المسافة طويلة. وكانت الرحلة ذهابًا وإيابًا تستغرق شهرًا كاملاً.
استغرق الأمر ما يقارب أسبوعين حتى وصلت فرقة المطاردة إلى وجهتها لتنفيذ المهمة.
في اليومين الأولين كانت الحالة الجسدية جيدة، لكن بعد اليوم الخامس بدأت طاقة الفريق تنخفض بشكلٍ ملحوظ. أصبح الجميع يمشون ببطء وبدت عليهم علامات التعب الشديد.
كالعهد السابق أثناء مطاردة الوحوش، لم يفارق كارون جانب إيلين. حتى أن نظرات الآخرين نحوهما تحسنت قليلاً جداً مقارنةً بالسابق، لكن السبب يعود إلى أن ليليا كانت ضمن فرقة المطاردة هذه أيضًا.
ومع ذلك، كان كارون أقل توترًا مما كان عليه في أول مرة خرج فيها لمطاردة الوحوش. فقد أدرك من خلال عدة مواجهاتٍ تدريبية مدى قوة إيلين بصفتها فارسة.
ووفقًا لما قالته، فإن ذلك يعود إلى كونها عبقرية مذهلة……لكن كارون لم يستطع فهم هذا الأمر. مع ذلك، فإن كتب التاريخ كانت تذكر أحيانًا ظهور عباقرة من خارج المألوف.
‘هل هذه هي أختي؟’
حين خطرت له هذه الفكرة، شعر أن وجودها بجانبه يبدو غريبًا بعض الشيء.
نظر كارون إلى إيلين مرة، ثم ألقى نظرةً سريعة على ما حوله، ليعبس فجأة وهو يشعر بإحساس غريب غير مريح.
وبينما كان يفكر بعمق، لم يتمكن من كبت فضوله فسألها،
“هل تشاجرتِ مع رايمون؟ لماذا لا يقترب منكِ أبدًا؟”
“…….”
“لماذا؟ رايمون شخصٌ جيد، أليس كذلك؟”
كما قال كارون، كان رايمون وإيلين بعيدين عن بعضهما.
طوال الشهرين الماضيين، كانت إيلين تتجاهله عمدًا، وبعد أن رُفض عدة مرات، لم يعد رايمون يقترب منها، بل اكتفى بالنظر إليها بعينين ضيقتين.
ومع ذلك، وبما أنه لا يزال يراقبها من بعيد، بدا أنه لم يتخلَ تمامًا عن اهتمامه بها.
فكرت إيلين بذلك وهزّت رأسها. و لم تُجب على كلام كارون عن أن رايمون شخص جيد، بل انتقلت إلى جانب فريدين. وحينها شعرت بكارون يتبعها على عجل.
كان على إيلين أن تتعامل مع عدة أمور خلال هذه المهمة. رغم أن وجود رايمون كان يزعجها، إلا أنه لم يكن أولويةً الآن.
الأهم في هذه المهمة كان فريدين. ففي الماضي، نجا من هذه المهمة وعاد حيًا، لكنه عاد بجرحٍ كبير في وجهه.
لكن إيلين لم تكن تعرف بالتفصيل ما الذي حدث في مهمة القضاء على قبيلة الذئاب. لأن كل من عاد من تلك المهمة كان يتجنب الحديث عنها.
وعندما رأى كارون إيلين تتجه نحو فريدين، نظر إليها بتعبير غريب. فمنذ خطبتها له، بدأت تبتعد عنه بشكلٍ ملحوظ، وهذا الأمر هو الذي أثار الاستغراب.
لكن ما إن بدأت مهمة المطاردة، حتى بدأت إيلين تلازم فريدين وكأن شيئًا لم يكن، دون أن تُفكّر في الابتعاد عنه. لدرجة أن بقية الطلاب بدأوا يتهامسون بما رأوه.
“إذًا فعلاً هما مخطوبان؟”
“لكن…..ماذا عن الآنسة أسيلي؟ هل انتهى الأمر بينهما حقًا؟”
“كانا يبدوان مناسبين لبعضهما.”
“حتى وإن كانا كذلك…..ألم يُجبرا على الانفصال بسبب إيلين ليسيروس؟ هذا ليس عدلًا.”
أحد الطلاب الذين كانوا يحملون مشاعر سلبية تجاه إيلين قال جملته الأخيرة بصوتٍ خافت. لكن من غير المعقول أن إيلين لم تسمعه.
فمن يصل إلى مرتبة “سيد السيف” تصبح حواسه حادة لدرجة يصعب معها تجاهل حتى أضعف الأصوات.
وأثناء استماعها إلى كلماتهم، تمكنت إيلين من ترسيخ عزمها أكثر. فمنذ أن التقت بفريدين مجددًا، كانت قد اتخذت قرارًا، وحان وقت تنفيذه الآن.
مع حلول المساء، بدأت فرقة المطاردة تستعد للتخييم. و بدأت إيلين بمساعدة الآخرين في نصب الخيام بمهارة ملحوظة.
وما إن رآها كارون حتى تمتم مجددًا،
“مستحيل، من أين أتت بهذه المهارة؟”
رغم أنه اعتاد على التخييم أكثر منها، إلا أنها بدت أكثر احترافيةً منه.
“من تكون بارعةً في استخدام السيف، تكون بارعة في كل شيء.”
عندما قالت ذلك، ارتسمت علامات الانزعاج على وجه كارون.
وبعد أن أنهوا تجهيز المخيم والانتهاء من الطعام، حان وقت الراحة لكل فرد. وفي الوقت الذي بدأ فيه الجميع يغفو، ذهبت إيلين للقاء فريدين.
“سموك فريدين.”
يبدو أنه كان يسترخي بهدوء، إذ بدت خصلات شعره الأشقر مبعثرةً قليلًا وهو جالس خارج الخيمة.
وعندما نادته، نظر إليها فريدين بوجه يملؤه الارتباك. وكان ديريك، الجالس بجانبه، لا يختلف عنه كثيرًا.
كان ديريك يملأ فمه بشرائح اللحم المجفف، لكنه تجَمّد في مكانه فور رؤيتها. ر سقط اللحم من يده على الأرض، بينما بقي يحدق بإيلين دون أن يتحرك.
“أريد التحدث معكَ.”
“لقد سمعت هذه الجملة من قبل…..”
تمتم ديريك في داخله، ثم حوّل نظره إلى فريدين.
و حتى هو شعر بشيء غريب في الأجواء. فمنذ مهمة مطاردة الوحوش، هذه هي المرة الأولى التي تبادر فيها إيلين بالكلام معه.
ورغم أن الأمر أسعده، فقد شعر بشيءٍ غامض ومقلق في الوقت نفسه.
“ليس هنا…..أريد التحدث في مكانٍ هادئ.”
تذكّر فريدين ما حدث في المرة السابقة عندما طلبت منه إيلين التحدث على انفراد. حينها، فاجأته بقولها غير المتوقع بأنها ستنضم إلى مهمة مطاردة الوحوش.
وخطر في باله أن هذه المرة قد تكون شبيهةً بتلك.
عندما قالت إيلين ذلك، تمتم ديريك بذهول وقد ارتسمت على وجهه ملامح الصدمة،
“لوحدكما…..في مكان هادئ؟”
لكن لا إيلين ولا فريدين أوليا اهتمامًا لكلامه.
ورغم أن فريدين شعر بعدم الرغبة في الذهاب معها، إلا أنه لم يستطع رفض طلبها بالتحدث على انفراد.
ثم أومأ برأسه وبدأ يسير خلفها.
***
لقد كانت كلماتٍ تمرّنت عليها عشرات، بل مئات المرات. أمرٌ كانت تفكر فيه باستمرار وتستعد له في ذهنها.
خطوبتها به كانت نتيجة ضغط من زوجة الماركيز.
و رغم أن فريدين اضطر إلى الانفصال عن من أحب بسبب تلك الخطبة، إلا أنه لم يلمها قط. وكذلك كانت الآنسة أسيلي التي التقت بها في هذه الحياة، لم تلمها أبدًا.
كانت الآنسة أسيلي تأتي إليها من حين لآخر وتبدأ الحديث معها بلا توقف. وخلال كل ذلك، لم تُظهر تلك
الآنسة أي علامة على أنها تلوم إيلين، ولا لمرة واحدة.
لم يعد بوسع إيلين أن تتركهم يعانون بصمت أكثر من هذا. قد لا يلومونها لأنهم طيبون القلب، لكن هذا لا يعني أن قلوبهم ستكون مرتاحة.
وحتى عندما قالت الآنسة أسيلي إن لا علاقة تربطها بفريدين، كانت تلك كذبةً طيبة قالتها من أجلها.
“عندما تنتهي هذه المهمة……سأفسخ الخطوبة. لكن أرجو أن تبقى بجانبي خلال هذه المهمة.”
“فسخ الخطوبة..…؟”
“نعم. لا داعي لأن تستمر في خطوبةٍ لا ترغب بها من الأساس.”
تصلبت ملامح فريدين عند سماع كلماتها.
في الماضي، لأنها كانت تخشى زوجة الماركيز، جرّته معها إلى الوحل. لكن الآن، لم تعد تخشى كورِيليا، ولهذا لم يعد من حقها أن تبقيه بجانبها.
ما تخشاه إيلين الآن هو أن يتأذى من كونه بالقرب منها.
‘طالما أنني لم أُنهي كل شيء…..فلا يمكنني أن أسمح له بالدخول في هذا.’
ولهذا، كذبت.
“أنا أيضًا…..لم أرغب بهذه الخطوبة.”
“إن لم تكوني ترغبين بذلك…..فلمَ أردتِ خطبتي؟”
“أنت تعرف من أكون. لم تكن سوى لحظة نزوةٍ عابرة.”
لم يستطع فريدين أن يفهم شيئًا من كلمات إيلين. فرغم أن ملامحها كانت تعكس الألم، إلا أن نبرتها جاءت باردةً كأنها لا تبالي بشيء.
إيلين التي عرفها دائمًا كانت تحمل نفس التعبير……وكأنها ترغب في قول شيء لكنها لا تنطق به أبدًا. ولم يكن صعبًا عليه أن يدرك أنها الآن تكذب.
في الحقيقة، منذ أن رأى ماضيها، لم يعد يستطيع نسيانها. بل شعر أحيانًا وكأنهما يعرفان بعضهما منذ زمنٍ بعيد، كان شعوراً غريباً لم يفهمه.
‘لماذا أشعر بهذا الشكل؟’
لو أنها لا تريده، فمن الطبيعي أن تُفسخ الخطوبة.
لكنه لم يرِد لذلك أن يحدث. وكان ذلك غريبًا جدًا، لأنه لم يكن من النوع الذي تحركه العواطف.
لكنه لم يستطع تجاهل تلك الفتاة التي بدت وكأنها تحمل عبء العالم كله وحدها.
حدّقت إيلين في وجهه للحظات، ثم استدارت.
“قلتُ كل ما لدي، سأرحل الآن.”
“آنسة إيلين!!”
حاول فربدين أن يمسك بها، لكن إيلين كانت أسرع. و ابتعدت عن المكان بسرعة فلم يستطع فريدين اللحاق بها حتى بعينيه.
من المحتمل أنه شعر بشيء غريب عندما اختفت أمامه في لحظة. لكن إيلين لم تكن قادرةً على تحمل سماع كلماته بعد الآن.
لم ترغب في أن تسمع منه إجابةً عن فسخ الخطوبة وكأنه شيءٌ جيد.
‘ثم، إن هناك فأرٌ صغير يتبعني.’
عبست إيلين عندما شعرت بالحضور القذر من مكانٍ بعيد.
رغم أنها لم ترغب في الابتعاد عن فريدين خلال هذه المهمة، إلا أن الأمر كان خارجًا عن إرادتها. فقررت أن تثق في قوتها.
‘إذا كانت المسافة ليست بعيدة، يمكنني اكتشاف الخطر قبل أن يصل إلى فريدين.’
فكرت أنه إذا حلت الأمر بسرعة، سيكون كل شيءٍ على ما يرام.
وبهذا، بدأت إيلين تسير بسرعة أكبر.
________________
احسن لها تنتقم من رايمون وزوجة ابوها حتى قبل مايسوون شي في النهايه قدهم معذبينها يومها صغيره
ااااعع فريدين ان كانك رجال لاتفسخ الخطبه تكفى لوووووء
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 25"