حتى ديريك سمع من آمون مباشرةً عمّا فعلته إيلين في حملة إبادة الوحوش.
في الحقيقة، لقد أعاد النظر في إيلين بسبب ذلك الأمر. لكن……هذا لا يعني أن ذنبها قد اختفى، أليس كذلك؟
حدّق ديريك في آمون بعينين حادتين.
“شخصٌ لا يعرف معنى الشرف ويخطب فريدين؟ لا تقلق، سأتعامل معه بنفسي.”
لا يزال ديريك يتذكر آمون وهو يتحدث بتلك الثقة الزائدة. لكن تصرفات آمون الآن بدت وكأنه يتبع إيلين.
آمون هيدور لا يعرف معنى الوفاء.
دوّن ديريك ذلك بخطٍ صغير في نهاية دفتره الذي كان يمسك به.
رغم أنه سمع أن مهارة إيلين في المبارزة مذهلة أكثر مما توقع، إلا أن المهارة في المبارزة وحدها لا تجعل من الشخص نبيلاً مشرفاً.
وبينما كان ديريك غارقاً في التفكير، دخلت ليليا خلف آمون.
“أين الآنسة أسيلي؟”
تجهم وجه آمون عند سؤال ديريك.
لم يستطع ديريك إلا أن يندهش مرة أخرى من ردة فعله، فقد بدا وكأن الآنسة تُزعجه.
“ذهبت إلى إيلين.”
“ماذا؟”
“منذ حملة إبادة الوحوش، تكاد تعيش في غرفة إيلين ليسيروس. إنها تماماً مثل سموه فريدين، أليس كذلك؟”
ما الذي يعنيه هذا الكلام؟ ما العلاقة التي قد تجمع الآنسة أسيلي بإيلين ليسيروس؟
لا، بل إن تصرفات آمون كانت متعجرفةً إلى أبعد حد.
أن يُبدي انزعاجاً من تصرفات الآنسة، التي تُعتبر قديسة؟
ديريك لم يكن ليتخيل أمراً كهذا أبداً.
طق-
وضعت ليليا فنجان الشاي بصوتٍ مسموع، بعد أن كانت تستمع بصمت لحديثهم.
“يبدو أنكم جميعاً أصبحتم مقربين منها.”
“….…”
“حسناً، من الجيد أن تكون العلاقات بينكم طيبة.”
ظل ديريك يحدّق بصمت في فنجان الشاي الموضوع أمامه.
كان فريدين هو من بادر بتغيير الأجواء.
وكأنه يقول لهم ألا يضيعوا الوقت في صراع قوى لا طائل منه، ذكرهم فريدين بسبب قدومهم إلى هذا المكان.
“علينا تقديم تقرير حملة إبادة الوحوش إلى القصر الإمبراطوري. كما تعلمون جميعاً، ما حدث كان غير معقولٍ إطلاقاً.”
رد عليه آمون فوراً،
“من المؤكد أن ظهور ذلك الحشد من الوحوش في غابة الشمال أمرٌ مريب.”
و بدأ ديريك وليليا في إضافة تعليقاتهما،
“وظهور سيّد السيف فجأةً كان غريباً أيضاً.”
“وكأن هناك من دبّر الأمر مسبقاً……”
أومأ فريدين برأسه موافقاً على أقوالهم.
لقد كانت هناك أمور كثيرة مريبة في هذه الحملة. ولو لم يكن ذلك الشخص، الذي يُشتبه بأنه سيّد السيف، موجوداً في الغابة وقتها، فحتى مجرد تخيل ما كان يمكن أن يحدث أمرٌ لا يُحتمل.
“سيرد ذلك أيضاً في التقرير المرفوع إلى القصر.”
عند سماع كلمات فريدين، اسودّت وجوه آمون وليليا، أما ديريك فأغمض عينيه بإحكام بصمت.
حتى تخيّل العقوبة الظالمة التي قد يُنزلها الإمبراطور بفريدين كان أمراً مروّعاً.
ومع تجاهله للأجواء الكئيبة، بدأ فريدين يقلب تقارير الحملة الموضوعة على الطاولة أمامه.
ثم عبس وجهه عندما رأى اسماً مألوفاً بين الأوراق.
[جدول زيارة المدرّسين الضيوف من خارج أكاديمية أتينس]
في أكاديمية أتينس، كان من المعتاد أن يزور سيّد سيف الأكاديمية بين الحين والآخر من أجل تقديم تعليم عالي الجودة.
وكان هذا بمثابة حلم يتحقق للطلاب الذين يحلمون بأن يصبحوا فرساناً.
الجميع كان يتنافس للفت انتباه سيّد السيف خلال تلك الفترة، ولو للحصول على بصيص من الإدراك.
وما زاد من الحماس أن سيّد السيف الزائر هذه المرة، كان الفارس الأكثر إعجاباً بين الطلاب.
“غالباً سيتم إرسال بعثة تحقيقٍ إلى الغابة. وسيّد السيف الذي سيزور الأكاديمية هذه المرة……هو الدوق أسيلي.”
بمجرد أن أنهى فريدين كلامه، بدت علامات الترقب على وجهَي آمون وديريك، اللذين كانا يبدوان مكتئبين قبل لحظات.
فبصفتهما فارسَين، لم يكن بإمكانهما إلا أن يتطلعا للقاء الدوق أسيلي.
دوق أسيلي، والد القديسة أسيلي، وأقوى سيّد سيف في الإمبراطورية.
فقط ليليا، التي لم تكن مهتمةً بسيّدي السيف، تمتمت بتململ،
“سيعمّ الضجيج في الأكاديمية لبعض الوقت.”
***
حدّقت إيلين مطولاً في الشخص الجالس أمامها.
فبعد مغادرة كارون بوقتٍ قصير، دخلت الآنسة أسيلي غرفتها. ثم جلست إلى جوار سريرها بخجل وقد احمرّ خديها.
رؤية الآنسة جعلت إيلين تدرك بشكلٍ أوضح أنها قد غيّرت المستقبل حقاً.
وكان ذلك بالتأكيد أمراً جيداً، فقد تمكنت من حل أحد أكثر الأمور التي ندمت عليها في ماضيها.
لكن، بعيداً عن كل ذلك، لم تستطع أن تفهم سبب وجود الآنسة هنا.
“لا داعي للقلق بشأن الجروح على جسدكِ.”
قالت ذلك وهي تعبث بيديها الموضوعتين على ركبتيها.
“لا أعلم ما ظروفكِ، لكن……أنتِ لا ترغبين بإخبار أحد، أليس كذلك؟ أنا من بدّلت ملابسكِ بنفسي.”
قالت ذلك وهي تحدّق بإيلين بعينين لامعتين. وكانت نظرتها تلك مزعجةً جداً لإيلين.
تصرفها ذاك بدا وكأنها تنتظر منها مديحاً، ما دفع إيلين لأن تفتح فمها أخيراً وتتكلم ببطء.
“أه……شكراً لكِ.”
“هل تشعرين بأي ألمٍ آخر؟ لقد عالجت جراحكِ الناتجة عن الوحش بقوتي المقدسة. أما الجروح الأخرى، فتركتها لتلتئم طبيعياً لأنني رأيت أنه من الأفضل ذلك……”
الآن أدركت إيلين لماذا لم تكن تشعر بأي ألمٍ في ظهرها.
لقد كان بفضل الآنسة أسيلي، القديسة.
لكن لماذا……؟ ألم يكن من المفترض أن تكرهها؟
وعندما التقت بنظرات إيلين، احمرّ وجه الآنسة أسيلي من جديد.
“رغم أنني لم أكن بكامل وعيي……إلا أنني سمعت ذلك بوضوح. قولكِ أنكِ ستحمينني.”
“.……”
“أنا ممتنّة جداً لكِ، آنسة إيلين. إن لم يكن في الأمر أي إزعاج……هل يمكنني زيارتكِ كثيراً؟”
“ألستِ تكرهينني؟”
اتسعت عينا الآنسة بدهشة عند سؤال إيلين، وكأن الفكرة لم تخطر ببالها من قبل إطلاقاً.
ثم صاحت بصوتٍ مرتفع وقد امتلأ بالعاطفة،
“ولمَ أكرهكِ؟”
“ولمَ؟”
كان ردها مفاجئاً جداً، لدرجة أن إيلين فقدت الكلمات للحظة.
“أنتِ و سموه فريدين في علاقة، أليس كذلك؟”
عند سماع كلام إيلين، انقبض وجه الآنسة للحظة، لكنها ما لبثت أن ابتسمت وكأن شيئاً لم يحدث.
ابتسامتها الواسعة أضفت إشراقاً على الغرفة للحظة.
“لا يمكنني شرح التفاصيل، لكن لا داعي للقلق بشأن ذلك إطلاقاً!!”
لم تكن إيلين تعرف كيف يجب أن ترد على ذلك الكلام. كيف يمكنها ألا تبالي، وهي تتحدث مع من سرقت منها حبيبها؟
لكن بعد ذلك، بدأت الآنسة تتحدث مطولاً مع إيلين بلا توقف.
تقول أنها مذهلةٌ جداً، وإ عندما تتحسن صحتها قليلاً، تودّ أن تتعلم منها المبارزة……وظلّ الحديث مستمراً بلا نهاية.
وصل الأمر بإيلين إلى حدّ أنها شعرت وكأن عصفوراً صغيراً غرد بجوارها طوال الوقت.
لم تكن تعرف كيف تجيب، فكانت تكتفي بتكرار “نعم” و”لا”، ومع ذلك، بدت الآنسة أسيلي راضية تماماً بتلك الإجابات القليلة.
وحين سألتها: “هل يمكنني زيارتكِ مرة أخرى؟” لم تستطع إيلين إلا أن تجيب: “نعم.”
لأن عيني الآنسة حينها كانتا نقيّتين لدرجة يصعب رفضها.
بعيداً عن فريدين، كانت أول مرة تجد شخصاً ينظر إليها بهذه الطريقة.
وقبل أن تغادر، اقتربت الآنسة أسيلي من إيلين وهمست لها بصوت خافت،
“آنسة إيلين، إن احتجتِ يوماً لمن تتحدثين إليه، فأخبريني في أي وقت. أعلم أنكِ قويةٌ وصلبة،
لكن حتى الأقوياء بحاجة أحياناً إلى من يصغي إلى ما في داخلهم.”
وكان وجهها حين قالت ذلك جاداً، بخلاف ما عهدته إيلين منها من قبل.
لقد ذكّرها ذلك بكلمات فريدين، تلك التي قالها لها قبل زمنٍ طويل، قبيل رحيله في مهمة من الإمبراطور.
“حين تكونين مستعدة، أخبريني حينها.”
في ذلك الوقت، كانت إيلين قد قررت أن تخبر فردين بكل الحقيقة عندما يعود.
لكنه……لم يعد أبداً.
ولذا، وعلى عكس ما تأمله الآنسة، لن يكون هناك يومٌ تتحدث فيه إيلين معها عن أي شيء.
***
بدأت إيلين تشعر بشيء غريب. كان ذلك شعوراً بعدم الارتياح.
ربما بسبب تغيّر المستقبل، بدأت تحدث أمورٌ لم تمرّ بها من قبل على الإطلاق.
لم يعد بإمكانها تأجيل دروس قسم المبارزة أمثر، فاستعدت للخروج إلى الصف، لكن كارون دخل غرفتها وتحدث إليها فجأة.
“هل حصل شيءٌ بينكِ وبين فريدين ليكسيا أثناء حملة إبادة الوحوش؟”
“ولمَ تسأل؟”
“إن لم يحدث شيء، فلا بأس.”
كان رد كارون……غريباً.
لكن بما أن الوقت كان قد تأخر بالفعل على الدرس، لم تتمكن من التحدث أكثر مع كارون وواصلت السير.
كان جسدها مرهقاً، لكنها لم تكن تجد صعوبةً كبيرة في الحركة.
في قسم المبارزة، كان يتم تقييم الطلاب في كثير من الأحيان من خلال اختباراتٍ عملية، لذا كان من الأفضل المشاركة في الدروس إلا إذا كان هناك أمرٌ استثنائي.
كان فريدين يحظى بتقييم جيد في قسم المبارزة، لذا كان عليها أن تحافظ على أداء جيد إذا كانت ترغب في المشاركة في المهام معه.
وعلاوةً على ذلك، كانت المهمة التي سيشارك فيها فريدين بعد عدة أشهر مهمةً يجب أن تذهب معه بلا شك.
لم يكن من الصعب الحفاظ على درجاتٍ جيدة في المستوى المبتدئ، لكن الأمر كان صعباً عندما يتطلب الأمر التميز بشكل معتدل.
وفي دروس المبارزة التي شاركت فيها بعد فترةٍ طويلة، شعرت إيلين مجدداً بإحساسٍ غريب.
______________________
وش فيها واحاسيسها كله من دتيريون الحمار
أسيلي تجنننن كيوته وبعد تبي تتعلم المبارزه هي وجسمها ذاه😭
بس لحظه ليه المؤلفه للحين ماقالت اسم أسيلي ذي؟ ذاه اسم عائلتها هي الكتكوته شسمها؟
وفريدين ياخوي وينك؟ ليه مازرت ايلين بعد ماقامت؟😔
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 19"