كانت تيتي روحًا تابعةً لداينا، لكنها كانت تفضل البقاء مع إيلين أكثر من البقاء مع داينا.
في البداية، كانت إيلين تخشى أن تشعر داينا بالاستياء، لكنها تقبلت الأمر بعدما سمعت ما قالته داينا.
“الأميرة داينا لديها الكثير من الأصدقاء.”
وعندما استمعت إلى كلام ألكسيس، بدا لها الأمر منطقيًا تمامًا.
“الأميرة داينا عبقريةٌ في مجال الأرواح، تكاد تضاهيني عبقرية.”
كان ألكسيس دائمًا ما يُنظر إلى عبقريته بموضوعية. إذ إنه أعظم ساحر ظهر في تاريخ السحر، ومجرد مقارنته بها يعد أسمى درجات المدح.
“حتى لو استثنينا روح تيتي، فلا شك أنها تتواصل مع العديد من الأرواح الأخرى. فلا داعي للقلق إطلاقًا.”
كانت إيلين قد سمعت أن تجسد الأرواح يتم من خلال عقدٍ خاص.
وأخبرها ألكسيس أن تيتي على الأرجح امتلكت رغبةً قوية في التجسد، لذلك تمكنت من الظهور بنفسها.
“هذه أيضًا أول مرة أرى فيها أمرًا كهذا. صحيحٌ أنني لا أعرف الكثير عن الأرواح، لكن أن تُظهر روح إعجابها بكائن يفتقر تمامًا لروح الألفة…..فهذا عجيب.”
يا للأسف، كانت إيلين موهوبة في فنون السيف لكنها خاليةٌ تمامًا من موهبة التعامل مع الأرواح.
وكذلك كان فريدين.
وبالنسبة لكيف استطاعت داينا المولودة بين هذين الشخصين أن تصبح روحانية، فلم يستطع حتى أليكسيس تفسيره.
ربتت إيلين على تيتي بحنان وكأنها كنز ثمين.
كما قطعت إيلين زمانًا طويلًا لتلتقي بفريدين وتحميه، كذلك كانت تيتي تخوض معركتها الخاصة على طريقها.
حتى فريدين، مد يده وربت بلطف على رأس تيتي. فنظرت إليه تيتي لبرهة بعينين نصف مغمضتين وكأنها تتذمر منه، ثم أغلقت عينيها أخيرًا موافقةً وكأنها تمنحه إذنًا خاصًا بذلك.
فكادت الابتسامة تفلت من شفتي إيفين وهي تنظر إلى تيتي بذلك الشكل الظريف.
لكن في تلك اللحظة—
سُمع صوت كبير الخدم،
“جلالتك، الدوق هيدور والدوقة قد قدما لزيارتكم.”
وما إن أذن لهم فريدين حتى دخلت الآنسة أسيلي و آمون. وكان معهما ابنهما جيرالد.
انحنى جيرالد سريعًا أمام فريدين وإيلين، ثم أخذ يجول بناظريه في المكان وكأنه يبحث عن أحد.
كادت إيلين تضحك من تصرفه ذاك. فلا شك أن من يبحث عنه هي داينا. إذ في كل مرة يأتي فيها إلى القصر الإمبراطوري، كان جيرالد أول من يذهب للبحث عنها.
أما الآنسة أسيلي فاحمر وجهها خجلًا وانحنت قليلًا،
“لقد جئت لأطلب منكما، السيدة إيلين وجلالتكَ، طلبًا.”
ثم أمسكت بحذر بكتف ابنها جيرالد.
“هل يمكن أن تكونا العرابة والعراب لجيرالد؟”
*زي الام الروحية وكذا
اهتزت عينا إيلين دهشة، بينما بدا آمون محرجًا وهو يحك وجنته بيده.
نظر فريدين إلى إيلين، فأومأت له برفق.
كانا الآنسة أسيلي وآمون رفاقًا اجتازوا معها أوقاتًا عصيبة. لذا فإن كونها عرابةً لابنهما جيرالد كان أمرًا ذا قيمة كبيرة في قلبها.
عند موافقة فريدين وإيلين، أمسكت الآنسة أسيلي بيد إياين بسعادة بالغة.
“لقد رأيتُ حلماً عن يومٍ ما من مستقبلٍ ما.”
رأت فيه أطفالًا يحيطون بإيلين، وفريدين، ورجلٌ كان واقفًا إلى جوارها لكن ملامحه لم تتضح وقتها.
ومع مرور الزمن، أدركت أن ذلك الرجل كان آمون.
لكنها شعرت بسعادة أكبر كونها لم تعرفه آنذاك. إذ إن معرفة المستقبل، في الحقيقة، عبءٌ ثقيل أشد مما يتخيله المرء.
و حين بدأت تفكر أن الخيارات التي تتخذها قد تكون في الحقيقة قراراتٍ اتخذها آخرون من قبل.
لكن الآنسة أسيلي كانت متأكدةً من شيء واحد.
حين رأت المستقبل، لم يظهر وجه الرجل الذي كان بجانبها عن عبث، بل كان لذلك سببٌ واضح.
فلقاؤها بآمون كان خيارها هي.
وطلبها الآن من إيلين وفردين أن يكونا العراب والعرابة لجيرالد هو أيضًا خيارها.
ومنذ وقت ما، توقفت عن رؤية المستقبل. وكانت هذه حقيقة جعلتها سعيدة، لأنها أصبحت قادرةً على أن ترسم مستقبلها بيدها.
“لم أتخيل أبدًا أنني سأصبح بهذا القرب من السيد آمون.”
“…….”
“أعتقد أن امتلاك القدرة على اختيار مستقبلي هو أمرٌ رائع حقًا.”
قالت الآنسة أسيلي ذلك واحتضنت إيلين بقوة.
“شكرًا لكِ على منحكِ لي فرصة الاختيار، وعلى إعطائي المستقبل الذي أريد.”
“…….”
“وشكرًا أيضًا لأنكِ وافقتِ أن تكوني العرابة لطفلي.”
***
بدأت الليلة و قد أضناها الليل العميق.
و كانا إيلين وفريدين ينظران معًا إلى داينا وكاسيون وهما نائمان. الذين كانا مستلقيان على سرير إيلين وفريدين.
كان سرير الإمبراطور واسعًا جدًا، بحيث يكفي لأربعة أشخاص ليستلقوا فيه بارتياح. و كانا داينا وكاسيون يشكيان اليوم بأنهما يرغبان في النوم معًا في هذا السرير، وهذا ما أدى إلى الوضع الراهن.
قبلت إيلين جبين الطفلين النائمين قبلةً قصيرة بمودة.
بينما كانت كلمات الآنسة التي قالتها في النهار لم تفارق ذهنها.
‘فرصةٌ للاختيار..…’
الحياة التي تعيشها إيلين الآن هي حياةٌ اختارتها بنفسها.
لم تكن مضطرةً لإعادة الولادة هنا، ولم يكن عليها أن تدفن آلام الماضي وتستمر في العيش. لكنها اختارت بنفسها إنقاذ فريدين، وإنجاب أطفالٍ منه.
بشعرت بقلبها يفيض بالعاطفة، ثم مد فريدين يده ليأخذ يدها.
“إيلين، شكرًا لأنكِ وافقتِ على أن تتزوجيني.”
التفتت إيلين إليه متأثرةً بكلماته المفاجئة.
“أنتَ لا تعرف كم أنا سعيدةٌ بهذه الحياة التي حصلت عليها بفضلكَ.”
“لم أبذل الجهد وحدي..…”
ثم احتضنها فريدين بلطف. فشعرت إياين بأن هذه اللحظة كأنها حلم.
بعد أن هزمت الإمبراطور للمرة الأولى، كانت ترى كوابيس كثيرة. كوابيس يُعاد فيها الإمبراطور للحياة ليقتل فريدين. وأخرى تحلم بأن انتصارها على الإمبراطور كان مجرد حلم.
نظرت إيلين إلى فردين وسألته.
“هذا ليس حلمًا…..صحيح؟”
“حلم؟”
“أحيانًا أخشى أن هذا اليوم السعيد الذي تدمع له عينيّ الآن…..قد يكون مجرد حلم.”
“إيلين..…”
“أنا أعرف، هذا قلقٌ سخيف.”
“ليس سخيفًا أبدًا.”
عند كلام إيلين، قبّلها فريدين برقة على شفتيها.
كانت إيلين أقوى شخص في هذا الإمبراطورية، لكن أحيانًا، بسبب آلام الماضي، تشعر بالضعف.
وفي تلك اللحظات، كان فريدين دومًا إلى جانبها.
فهم فريدين ألم إيلين تمامًا، فقد مرّ هو أيضًا بأوقات خاف فيها أن تتلاشى سعادتهما كما تتناثر حبات الرمل.
“إيلين، هذا ليس حلمًا.”
ربّت فريدين على ظهرها حتى تشعر بدفء جسده.
“سعادتنا ليست حلمًا. وأنا أيضًا لستُ حلماً.”
“.……”
“كلما شعرتِ بعدم الأمان، سأخبركِ بذلك دومًا.”
مسحت إيلين وجه فريدين، وشعرت بذلك الدفء الذي يؤكد لها أن وجوده ليس حلمًا.
صم أكمل فردين كلامه.
“بعد وفاة أمي، راودتني بعض الأحلام.”
“أي نوعٍ من الأحلام؟”
“أحلامٌ مشابهة لهذا الوضع، أحلامٌ أرى فيها من أحب بجانبي، وأشاهد أطفالنا ينامون بسلام..…”
عند سماع ذلك، فكرت إيلين: لو كانت تلك أحلامًا، فهي أحلامٌ ترغب في الاستمرار بحلمها.
“لقد تحقق هذا الحلم.”
أمسك فريدين بيد إيلين. و ابتسم ابتسامةً خفيفة وأومأ برأسه.
“نعم، ولهذا أنا سعيدٌ حقًا يا إيلين.”
نظرت إليه إيلين ببطء وفتحت فمها،
“وأنا أيضًا، فريدين.”
و شعرت إيلين بثقةٍ بأنها لن تعاني من القلق بعد الآن.
“أمي، أبي؟”
ثم ابتسمت إيلين ابتسامةً مترددة. فداينا وكاسيون استيقظا بالفعل، وكانا ينظران إليها وإلى فريدين.
مد كاسيون يده نحو إيلين، فحضنته بحنان. أما فريدين لقد احتضن داينا بين ذراعيه.
تذمر كاسيون بصوت مملوءٍ بالنعاس.
“رأيت حلمًا.”
“ما هو الحلم الذي رأيته؟”
“حلمت بأمي وأبي وأختي داينا.”
ثم فتحت داينا عينيها على اتساعهما بدهشة،
“أنا أيضًا حلمت بحلمٍ مشابه..…!”
“حلمتِ أيضًا؟”
“نعم، حلمت بأنني آكل كعكةً لذيذة مع أمي وأبي.”
قالت داينا ذلك وهي تحرك أصابعها بخفة.
“لكن في الحلم ظهرت سيدةٌ طيبة جدًا.”
“سيدة طيبة؟”
“كانت تشبه أبي..…”
مع همسات داينا، أدركت إيلين أن السيدة الطيبة التي تحدثت عنها كانت تشير إلى القديسة السابقة في الحلم.
“داينا، غدًا سنأكل كعكةً لذيذة، حسنًا؟”
“حقًا؟”
“بالطبع، يجب أن تتحقق تلك الأحلام السعيدة في الواقع.”
لارتسمت على وجه داينا ابتسامةٌ مليئة بالفرح.
ثم أعاد إيلين وفريدين الأطفال إلى الفراش برفق، و استلقيا هما أيضًا على السرير.
كانت ليلةً تجمع أفراد العائلة الأربعة معًا. وكان ضوء القمر يسطع كأنه يباركهم.
شعرت إيلين بيد فردين تمسك يدها. بينما احتضنها داينا وكاسيون بين ذراعيها بهدوء.
فأغمضت إيلين عينيها.
“لتدُم هذه السعادة إلى الأبد..…”
و غطت في نومٍ هادئ، بجانب عائلتها.
<النهاية>
_____________________
الفصول الجانبيه ذي جويي احب اجواء الابطال لاجابو بزرانهم بس بنفس الوقت ليت المؤلفه عاد وقفت تطبيل ضحكتني 😭
فيه شخصيات ماطلعوا في الفصول الاضافيه الي هم كارون و إيسيس واخوها المجنون نسيت اسمه😭
كان يقول باحمي ايلين سيدتي ومدري وش ها وينك يارجال
المهم وكذا حلصت الروايه تماماً✨
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 126"