تزوجت إيلين من فيردين. وكانت تتذكر أن الزفاف كان سعيدًا بحق.
خصوصًا قصة دموع الماركيز لويد ليسيروس في قاعة الزفاف، فقد ظلت حديث النبلاء لفترةٍ طويلة.
“إيلين، لم أفعل شيئًا لأجلكِ، وها أنتِ تتزوجين بالفعل…….”
“أبي…….”
قال لويد ذلك وهو يذرف دموعًا حارّة. فأمسكت إيلين بيده بإحكام.
كانت يداه، التي لطالما بدت ضخمةً في نظرها، قد غزتها التجاعيد مع مرور الزمن. و نظرت إيلين إلى تلك التجاعيد وابتسمت بأسى.
في المقابل، ظل الماركيز ليسيروس، الذي لا يزال يشعر بالذنب تجاه إيلين، صامتًا بشفاهٍ مطبقة.
فجهله في الماضي هو ما دفع بابنته إلى الجحيم في طفولتها.
لم يكن هناك أي كلام يمكن أن يكون عذرًا لذلك.
“أنا بخير يا أبي.”
“إيلين…….”
“لأني أعلم كم تألمتَ بسبب ذلك.”
وفي كل مرة كان يشعر بالحزن، كانت إيلين تواسيه بكلماتها.
مسح لويد دموعه وهو ينظر إلى ابنته التي كبرت جيدًا رغم كل شيء.
منذ أن علم لويد بما عانته إيلين، سعى جاهدًا للتكفير عن ذنبه. وقد سامحته إيلين بسهولة تامة، وهذا ما جعل قلبه يزداد ألمًا.
حتى الآنسة أسيلي، التي باتت قادرةً على المشي من جديد، حضرت زفاف إيلين. و كانت هي أيضًا تذرف الدموع وتبارك مستقبل إيلين.
“السيدة إيلين، أتمنى لكِ السعادة.”
“وأنتِ كذلك، يا آنسة.”
كما أن فرسان فيردين قدّموا جميعًا كلمات التهنئة لإيلين.
وبينما تتلقى التهاني من الناس، أخذت إيلين تدير نظرها ببطء. و كان فريدين، الذي أصبح إمبراطور الإمبراطورية، واقفًا هناك.
بينما كان يبتسم وهو ينظر إلى إيلين.
حين سلّمه الماركيز ليسيروس يد إيلين، بدا على وجهه سعادةٌ تفوق سعادة أي شخص في العالم. و كان ينظر إلى إيلين بعينين مليئتين بالتأثر.
هبّ نسيمٌ عليل، وأشعة الشمس الجميلة كانت تسطع على إيلين.
كم من المصاعب تجاوزاها حتى بلغا هذه اللحظة……
ابتلع فربدين كلمات كثيرة راودته وهو ينظر إلى إيلين.
لأنه، وإيلين، وكل من حضر هذا المكان، كانوا يعرفون الحقيقة دون الحاجة إلى أن تُقال.
اقترب فريدين من أذن إيلين وهمس،
“تبدين جميلة جدًا اليوم.”
“وأنتَ تبدو رائعًا، يا فريدين.”
أمسك فريدين وإيلين بأيدي بعضهما البعض وسارا معًا بانسجام.
وكان شعب الإمبراطورية بأكمله يبارك هذا الزواج.
***
كانت حياة إيلين، التي أصبحت إمبراطورة، مزدحمةً للغاية.
على عكس أيامها كفارسة عادية، أصبح هناك الكثير مما يجب أن تهتم به، وأمورٌ لا بد من القيام بها.
حاول فريدين قدر الإمكان تخفيف أعباء العمل عنها مراعاةً لها، لكن الانشغال كان أمرًا لا مفر منه.
وفي الأوقات التي كانت تجد فيها بعض الفراغ، كانت إيلين تخرج أحيانًا في حملات إبادة للوحوش.
كانت تلك طريقتها الخاصة لتجديد مزاجها.
ومن المفارقة أن هذه التصرفات من قِبل إيلين ساهمت في تحسين الأمن داخل الإمبراطورية أكثر فأكثر.
وفي ذلك اليوم أيضًا، خرجت إيلين في مهمة إبادة.
لكنها لم تكن تخرج وحدها دائمًا عندما تنطلق في مثل هذه الحملات. فقد كانت تصطحب معها في الغالب الفرسان المتدربين من فرسان القصر الإمبراطوري.
“جلالة الإمبراطورة مذهلةٌ حقًا.”
“سيفها المثالي لا يمكن وصفه بالكلمات.”
“أتمنى فقط أن أرافقها في حملة أخرى، مرةً واحدة فقط.”
وفي كل مرة، كانت إيلين تضطر لتذوق الآثار الجانبية لمديح الفرسان المتدربين الحار.
كان الفرسان يسيرون خلفها عن قرب، وكلهم يبدو عليهم التوتر الشديد. ومع ذلك، كانت فرقة الإبادة التي تقودها إيلين تتغلب على الوحوش دون أي خطر يُذكر.
ذلك لأن قوة إيلين القتالية كانت ساحقةً للغاية. فهي، التي كانت بالفعل فارسةً بارعة، باتت مهاراتها تتطور أكثر فأكثر بمرور الوقت، وأصبح سيفها أكثر حدّة وحدة.
وبينما كانت تلوّح بسيفها، خطر ببالها الدوق أسيلي الذي رأته مؤخرًا.
“مهاراتكِ القتالية ساحقة حقًا، جلالتك.”
“دوق أسيلي؟”
“لا أملك سوى كلمات الشكر لكِ، سيدة إيلين.”
*عادي يسميها سيدة لأن كلهم سادة سيوف
“….…”
“سمعت من ابنتي. علمت أنكِ مررتِ بالكثير. لم أسمع التفاصيل، لكنني أدرك كم كان الأمر صعبًا عليكِ.”
منذ أن أصبحت إيلين إمبراطورة، بدأ الدوق أسيلي يخاطبها باحترام.
عادةً ما يناديها بـ”جلالة الإمبراطورة”، لكنه حين ترافقه كفارس، يناديها بـ”السيدة إيلين”، لأنها هي من طلبت منه ذلك.
وكان دائمًا يتعامل معها بكل أدب، وكأنها منقذةٌ لحياته.
“سيفكِ يا سيدة، يجعلني دائمًا أشعر بالتوتر.”
كان الدوق أسيلي لا يكفّ عن التعبير عن إعجابه بها كلما نظر إليها. فذلك الإنجاز القتالي الساحق الذي حققته وهي في سن صغيرة، بدا وكأنه منح الدوق أسيلي دافعًا جديدًا في حياته.
كان الدوق أسيلي يتدرب مع إيلين كثيرًا، وكان يحدّق بها بعينين لامعتين بالإعجاب.
‘حتى هذا أيضًا، لا بد أنه من الأمور التي تغيّرت عن الحياة السابقة.’
في الماضي، كان يبدو كمن فقد كل شيء، خاملًا فاقدًا للروح، أما الآن، فلم يعد لذلك الشخص أيّ بقايا.
أما الآنسة أسيلي، فقد استعادت صحتها وكانت تحيا حياةً سعيدة.
‘بفضلها، نجا الكثير من الناس.’
فقد كانت تقود جهود إغاثة الفقراء مستخدمةً قواها المقدسة العظيمة.
وحين يحدث ذلك، كانت إيلين تتذكر العالم السابق، حيث لم تكن الآنسة أسيلي موجودة.
الكثير من أولئك الذين كان من المفترض أن يموتوا، عاشوا الآن بسبب قرارات مختلفة. حتى أولئك الفقراء الذين أنقذتهم الآنسة أسيلي، كانوا سيموتون بشكل بائس في الحياة السابقة.
فتحت إيلين عينيها ببطء بعد أن كانت قد أغمضتهما. واندفع سيفها من يدها.
شَقّ-!
فسقط الوحش الذي كان يهاجم الفارس المتدرب بسيفها. ثم رأت عيني الفارس المتدرب وقد اتسعتا بذهول.
“شـ، شكراً لكِ جلالتك!”
“لا تُرخِ انتباهك.”
وحين قالت ذلك، انحنى الفارس المتدرب برأسه وهو يحمل على وجهه ملامح الامتنان الشديد.
نظرت إيلين إلى ذراعها.
رغم أن كل شيء قد تغيّر، إلا أن آثار الماضي ما زالت باقيةً على جسدها. لكن ذلك الإحساس بالبؤس الذي كانت تشعر به عندما ترى جراحها القديمة لم يعد موجودًا.
كانت إيلين تفكر أحيانًا في حياتها من دون كوريلّيا.
كما قالت كوريلّيا، لولا وجودها، ربما لما أمسكت إيلين بالسيف من الأساس. فقطع كائن حي، كان دومًا أمرًا يثير الاشمئزاز في نفسها.
حتى لو كان ذلك الكائن وحشًا يؤذي الناس.
“إيلين، يبدو أننا قضينا على كل الوحوش.”
التفتت إيلين نحو الصوت الذي خاطبها. و كان آمون ينظر إليها بعينين مستغربتين.
آمون، الذي تخرج من الأكاديمية، أصبح الآن فارسًا ناضجًا بحق. وكانت متابعة مستقبل آمون من إحدى متع إيلين الخاصة.
“كيف حالكَ هذه الأيام؟ سمعت أنك تدربت مع الدوق أسبلي مؤخرًا.”
أصبحت إيلين الآن تخاطب آمون بطريقة غير رسمية. فبعد أن أصبحت إمبراطورة، لم يعد بإمكانها استخدام أسلوب الاحترام نفسه كما في الماضي.
تنهد آمون وحكّ رأسه مجيبًا على سؤالها.
“لا أدري إن كنت سأتمكن يومًا من هزيمة الدوق أسيلي.”
نظرت إليه إيلين بعينين يشوبهما الأسى.
فآمون الآن يحب الشخص الأصعب حبًّا في القارة بأكملها.
فمنذ مدة، بدأت تنتشر سرًّا شائعات عن علاقة تجمع بين الآنسة أسيلي وآمون. وعندما وصل هذا الخبر إلى ديريك، انتفض غاضبًا.
“أن تُواعد آنستنا أسيلي هذا الهمجي!”
حتى إيلين لم تستطع إخفاء دهشتها من هذا الثنائي غير المتوقع.
لكن كان هناك جبلٌ عظيم يقف في طريقهما، وهو الدوق أسيلي نفسه.
فالدوق صرّح بوضوح أنه لن يسلّم ابنته لفارس أضعف منه. وقد تنهد الناس حزنًا حين سمعوا بذلك، وتذمّر البعض قائلين أن الدوق يعترض طريق ابنته.
لكن آمون لم يستسلم. فمنذ أن مرت سنة على بدء علاقته بالآنسة أسيلي، بدأ يتبارز مع الدوق أسيلي بانتظام.
“كم مرة فزت وخسرت؟”
“خمسون نزالًا، خمسون خسارة.”
بالطبع لم يكن آمون خصمًا للدوق أسيلي.
لكن آمون الذي كان في السابق ليس هو نفس آمون الآن.
“أنت رائعٌ يا آمون.”
أعربت إيلين بإعجاب صادق.
كانت مبارزات الدوق أسيلي وآمون مجرد مواجهات شكلية في الحقيقة. فالنتيجة في معظم الأحيان كانت تنتهي بآمون متلقيًا الضربات.
لكن آمون لم يستسلم، واستمر في طلب المبارزة مع الدوق بلا هوادة.
ثم فتح فمه وكأنه لا يكترث،
“أنا أفهم مشاعر الدوق.”
ابتسمت إيلين بخفة وأومأت برأسها ردًا على قوله.
كانت صحة الآنسة أسيلي قد تحسنت كثيرًا، لكنها لا تزال تعاني من بعض الصعوبات في الحركة.
“هناك أيضًا عدم ثقة تراكمت لدي على مر الزمن. ربما كان ينبغي أن أكون أكثر اجتهادًا.”
“لقد أصبحت أكثر اجتهادًا مما كنت عليه في الماضي.”
أجابته إيلين بابتسامة، لكن آمون أظهر تعبيرًا غريبًا.
هو نفسه كان يعلم أن هذه حياة إيلين بعد رجوعها إلى الماضي.
وكان قد سمع أيضًا أن آمون السابق كان أكثر تكاسلًا. لكن بالنسبة له الآن، كان ذلك أمرًا يصعب فهمه.
“بالمناسبة، آمون، هل أنت على وشك أن تصبح سيد سيف؟”
قالت إيلين ذلك، فأومأ آمون برأسه. ثم فتح فمه متوجهًا إليها.
“لدي طلب.”
“طلب؟”
“عندما تعودين، هلا تقبلين مبارزتي؟”
نظرت إيلين إلى آمون بنظرةٍ غريبة.
عندما تصل إلى مستوى معين، تصبح مبارزات إيلين مع الدوق أسيلي هي الوحيدة ذات المعنى.
كان الأمر كذلك مع الدوق أسيلي، وأيضًا آمون بدا مترددًا بحذر.
لقد مرت فترةٌ طويلة منذ أن خاضت إيلين مبارزاتٍ مع غير الدوق أسيلي.
فكل ما تقدمه للآخرين لم يكن مبارزات، بل تعليمًا وتوجيهًا.
____________________
عادي اقبلي وافرشيه
المهم ماتوقعت كوبل آمون والآنسة اسيلي😭
الصدق حبيت هي لمسة وتنكسر وهو كأنه دب بس تيس عندها
ابي فصل على الاقل لهم ايس اشوفه معها غش😭
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 122"