“اسمعوا جيداً، لا تطلبوا من إيلين مبارزةً بسهولة. إنها مشغولة بالتدريب أصلاً.”
“صحيح، إن أردت تحدي السيدة إيلين، عليك أولاً أن تتغلب عليّ.”
نظرت إليهما إيلين بابتسامةٍ ساخرة.
فيليب وآمون خاضا امتحان الترقية إلى الصف المتقدم بعد وقت قصير من حادثة اختطاف كوريلّيا. و حدث ذلك ما إن تعافى جسد آمون إلى حدٍّ ما.
ورغم أن جراحه التي تلقاها من كوريلّيا لم تكن قد شُفيت تماماً، إلا أن عزيمتهما على أن يكونا في نفس الصف مع إيلين كانت قويةً جداً.
الطريف في الأمر أن طلاب الصف المتقدم كانوا يأخذون كلامهما على محمل الجد. و كانوا ينظرون إلى إيلين بأعين متلهفة، لكن بسبب آمون لم يجرؤ أحدٌ منهم على التحدث إليها.
وسمعت همساتٍ من بينهم،
“حسناً، من اليوم هدفي هو أن أهزم السيد آمون.”
“هل هذا ممكن؟ هناك شائعات تقول إنه لولا وجود السيدة إيلين، لكان آمون أصغر من حصل على لقب سيّد السيف.”
“سمعت أن الدوق أسيلي يراقبه باهتمام في الآونة الأخيرة.”
“وقيل أيضاً إنه لولا عزلته في قصر الدوق، لكان قد أخذه كتلميذٍ لديه.”
“هو فقط خفيّ بسبب وجود السيدة إيلين، لكنه في الحقيقة شخصٌ مذهل أشبه بالوحش……”
نظرت إيلين إلى آمون من جديد. و لم يكن هناك شك في أن وتيرة تطوره كانت مذهلةً بالفعل.
كما فكرت في الماضي، ربما مع مرور الوقت، سيتمكن فعلاً من بلوغ مرتبة سيّد السيف. في زمن لم يكن من المفترض له أن يبلغه في الأصل.
نعم……كانت سعيدة. لا يمكن أن توجد سعادةٌ أكبر من هذه.
لكن ما إن فكّرت بذلك، حتى تسلّل القلق إلى قلبها.
‘ماذا لو لم تستيقظ الآنسة لأنني لم أجد سعادتي بعد؟’
عادت صورة وجه الآنسة أسيلي الهزيل إلى ذهنها.
لو حدث ذلك فعلاً، شعرت إيلين أنها لن تكون قادرةً على مسامحة نفسها أبداً.
“إيلين، فيمَ تفكرين بكل هذا العمق؟”
استدارت إيلين نحو مصدر الصوت. و كان آمون ينظر إليها بعينين مليئتين بالحيرة.
ثم هزّ رأسه كأنه فهم الأمر فجأة.
“لا تقلقي بشأن هؤلاء الحمقى. لن أسمح لهم بإضاعة وقتكِ. من الآن فصاعداً، كل من لا يستطيع هزيمتي، لن أسمح له حتى بطلب مبارزةٍ منكِ.”
قال ذلك بابتسامة فخور، وواصل حديثه.
“على الأرجح، من يعرف طبعي جيداً لن يجرؤ على إزعاجكِ.”
لقد تطوّر مستوى آمون بشكلٍ مذهل، حتى أنه لم يعد هناك من ينافسه داخل الأكاديمية. لذا، على ما يبدو، لن تكون هناك حاجة لأن تخوض إيلين مبارزات مع الفرسان الآخرين في الأكاديمية.
“وأيضاً……وإن كان متأخراً، شكراً لكِ. فيليب أخبرني أنكِ أنقذتني من كوريلّيا.”
نظرت إليه إيلين بنظرة متفاجئة بعض الشيء. فكلما قال لها أحدهم “شكراً”، شعرت بشيء غريب بداخلها.
إحساسٌ لطيف يلامس قلبها ثم ينتشر بهدوء……ولم يكن شعوراً سيئاً.
“لقد كان شيئاً يجب عليّ فعله.”
“لا يوجد شيء في هذا العالم يجب اعتباره بديهياً، إيلين. لم يكن عليكِ المخاطرة بنفسك لتُنقذيني.”
قال ذلك وهو يمد يده إليها.
“إيسيس أخبرتني أنكِ فعلت أكثر من ذلك بكثير. لولاكِ، لكان الكثيرون قد لقوا حتفهم.”
أمسكت إيلين بيده بصمت. فابتسم آمون وهو ينظر إليها بتلك النظرة المليئة بالفخر.
***
انتقلت إيلين إلى ساحة تدريبٍ خالية من الناس. ففي ساحة التدريب الصف المتقدم، لم تكن قادرةً على التركيز في تمارينها إطلاقاً.
بدلاً من ذلك، جاءت إلى الساحة التي كان يستخدمها الدوق أسيلي حين يزور الأكاديمية. المكان الذي التق، فيه سيفها بسيف الدوق ذات مرة.
حين علم دوق أسيلي بأنها ستعود إلى الأكاديمية، منحها المكان بكل ترحاب.
“إن كنت ستذهبين إلى الأكاديمية، فلن يتاح لك وقتٌ لصقل سيفكِ. أنا لا أزور الأكاديمية كثيراً، فلتستخدمي ساحة تدريبي كما تشائين.”
لوّحت إيلين بسيفها. و كان لثقل السيف في يدها وقعٌ مريح ومحبب.
بعد لقائها بآمون في الساحة صباحاً، أدركت إيلين أخيراً نوع الحياة التي ترغب في عيشها.
لقد أرادت أن ترى جوهر فن السيف. فالعالم مليءٌ بأشخاص ذوي مواهب مذهلة، وإن بقيت مكانها بينما استمر آمون في التطور، فقد يتمكن من تجاوزها يوماً ما.
بمجرد أن فكّرت بذلك، اشتعلت في داخلها نار التحدي. رغم أن انتقامها قد انتهى، إلا أن السيف لا يزال يشعل حماستها ويحرّك أعماقها.
وبينما كانت تلوّح بسيفها لوقتٍ طويل، بدأت تشعر بانشراح في صدرها.
وفجأة، توقفت إيلين عن الحركة، وقد استحوذ على تفكيرها الشخص الذي كان سبباً في حملها للسيف من البداية—فريدين.
ما إن فكّرت في فريدين حتى شعرت بسعادة غامرة تغمرها.
‘سأذهب لرؤيته في عطلة الأكاديمية القادمة.’
كانت ترغب في رؤيته فوراً، لكنها قاومت ذلك بصعوبة. فلم تكن تريد أن تزعجه بين الحين والآخر، وهو في خضم انشغاله.
وما إن انتهت من أفكارها، حتى انغمست مجدداً في عالم السيف. و كان صوت الريح الناتج عن كل ضربة بسيفها يشعرها بالرضا.
“إيلين.”
في تلك اللحظة، تساءلت إن كانت قد بدأت تسمع هلاوس. ففتحت عينيها عند سماع ذلك الصوت المألوف.
لكن الإحساس القوي الذي صدر من خلف ظهرها أخبرها أنها لم تكن تتخيل.
فاستدارت إيلين بوجه مرتبك. وكان فريدين واقفاً هناك، ينظر إليها بخدين متوردين من الخجل.
“أعتذر……لم أرد أن أزعجكِ، لكنني……لم أتمالك نفسي……”
“متى أتيتَ؟ أليست لديكَ أعمال؟ هل من الجيد ترك القصر في هذا الوقت؟”
عند سؤالها، هزّ فريدين رأسه.
“لقد أنهيت تقريباً كل الأعمال. حتى التحضيرات لحفل التتويج أوشكت على الاكتمال.”
ثم اقترب فريدين من إيلين وهو يتحدث إليها.
***
لكن قوله بأنه غير مشغول لم يكن صادقاً. من المؤكد أن أليكسيس يبحث عنه الآن بكل لهفة.
فعدا عن التحضيرات لحفل التتويج، كان هناك جبلٌ من المهام المتراكمة على عاتقه. و حتى الأعمال التي أهملها الإمبراطور السابق لا تزال تنتظر المعالجة.
لكن فريدين كان يعلم جيداً أن إيلين، إن لم يذهب هو لرؤيتها هكذا، فلن تأتي إليه بنفسها بسهولة.
فهو الآن يفهم طبيعتها أكثر من أي شخصٍ آخر.
‘بالتأكيد، لأنها تعرف كم أنا مشغول، فلن تجرؤ على القدوم إلى القصر.’
وعندما يحين الوقت لرؤيتها مجدداً، قد تكون أزهار البحيرة قد ذبلت بالكامل.
لم يستطع كبح شوقه إليها، فطلب من لِيليا استخدام سحر الانتقال الآني، وجاء إلى الأكاديمية.
بل و كان يكذب قائلاً أنه ليس مشغولاً.
“هناك مكانٌ يجب أن نذهب إليه معاً قبل أن ينقضي الربيع، إيلين.”
“مكانٌ يجب أن نذهب إليه؟”
“نعم، لكنني خفت أن يكون الأوان قد فات بحلول موعد التتويج.”
قال ذلك بينما أمسك فريدين يد إيلين برفقٍ شديد.
وفي تلك اللحظة، شعرت إيلين بأن شيئاً جميلاً على وشك الحدوث.
______________________
احس بيقول خل نعرس 😘
واذا تقدّم لها بتصير بنيتي مبسوطه وتقوم بنيتي الثانيه؟ يامال الشحم يافريدين طلعت انت سعادتها🤏🏻
الفصل الاجاي بتكون فيه صوره رايعه جدا تطير العقل😘
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 119"