قفزت إيلين إلى قمة البرج. فبدأت الوحوش المجنحة تنهال عليها من السماء.
كانت تلك الوحوش قد أوقعت حتى الدوق أسيلي في مأزق.
وحوشٌ صنعها الإمبراطور بعناية خاصة. و كانت تلك الوحوش تهاجم إيلين لحماية سيدها.
وفور تدفق نية القتل المرعبة، اخترق مخلب أحد الوحوش كتفها. وأصيبت في ساقها بجُرحٍ مميت انكشفت فيه العظام.
ومع ذلك، تمكنت في النهاية من الوصول إلى حيث يوجد الإمبراطور.
كان ينظر إليها بوجهٍ شاحب وقد استبد به الذعر.
ثم اندفعت الوحوش التي كانت تحيط به وكأنها تحرسه، نحو إيلين دفعةً واحدة.
لكنها تمزقت بسيفها كما لو كانت أوراقًا تقطع.
نبض-
خفق قلبها بسرعة. وأدركت إيلبن غريزيًا أن النهاية التي أرادتها تكمن في هذا المكان.
صرخ الإمبراطور بغضبٍ وهو يحدّق بها،
“أتظنين أنني سأموت وحدي؟ حتى لو مُتّ، فلن تعودي حية!”
ابتسمت إيلين ابتسامةً خفيفة عند سماع كلماته. بينما حدّق بها الإمبراطور بوجهٍ مشوّه بالغضب.
اقتربت منه حتى كادت تلامسه، لكنه لم يُعر الأمر اهتمامًا.
كان فشَل وحوشه في إيقافها أمرًا غير متوقع، إلا أن الإمبراطور كان واثقًا أن إيلين لن تتمكن من قتله.
“إن قتلتِني، فسوف تحلُّ لعنةٌ مروّعة على كل من في هذه الأكاديمية فورًا.”
“ستُهزَم.”
“….…”
“وحينها، سيموت فريدين، وكل أولئك الفرسان الذين تحبينهم أيضاً.”
“كلا، لعنتكَ لن تؤذي أحداً.”
قالت إيلين ذلك واقتربت من الإمبراطور.
“لا يمكن..…!”
“بلى، عندما يصبح المرء سيد السيف، يمكنه إنشاء درع باستخدام المانا.”
ولكي تصد سحره بدرع المانا، كان لا بد أن تكون قريبةً منه. بمعنى آخر، إيلين التي صنعت الدرع ستفقد حياتها.
الإمبراطور كان يعرف ذلك، ولهذا بدا مطمئنًا. فابتسم بثقة وسألها،
“لو فعلتِ ذلك، فلن تنجي أنتِ أيضاً، أليس كذلك؟”
“هذا ليس من شأنكَ.”
رغم سماعه لكلماتها، لم يستطع تصديقها. فالبشر بطبيعتهم يضعون حياتهم فوق كل شيء.
ظن أنها تتظاهر بالشجاعة وسط وضعٍ ميؤوس منه.
“حقًا، هكذا إذاً؟ في هذه الحالة سأغير اللعنة. سأجعلها تصيبك أنتِ وحدكِ. هل تستطيعين أن تتخيلي كم ستكون تلك اللعنة رهيبة؟”
ابتسم الإمبراطور ابتسامةً خبيثة.
“جسدكِ سيبدأ بالتعفن ببطء.”
“….…”
“قد تتحملين بعض الوقت لكونك سيدة سيف، لكن ليس أكثر من ذلك. بل ستكونين عرضةً لعذابٍ مرعب، حتى تتمنّي الموت الذي يتأخر في القدوم.”
“….…”
“كما ترين من الوحوش، يجب أن تعرفي مدى الارتقاء الذي بلغته في فنون السحر.”
قال الإمبراطور ذلك ثم انفجر ضاحكًا بجنون.
“لقد أصبحتُ قويًا بالتضحية بأرواح الآلاف، بل عشرات الآلاف. وسأستخدم كل تلك الأرواح لقتلكِ!”
كانت إيلين تعلم أن كل ما قاله صحيح. فقد شعرت بفيض ماناه يثور داخله.
“لا بأس بذلك. لقد عقدت عزمي منذ البداية.”
ضحك الإمبراطور بازدراء عند سماع كلماتها. فهو يعرف جيدًا نظرة أولئك الذين يتشبثون بالحياة.
عيون من توسلوا له أن يُبقيهم أحياء في لحظات موتهم.
وعينا إيلين لم تختلفا كثيرًا عنهم في نظره.
“لا تكذبي. في الحقيقة، أنتِ أكثر من يرغب في الحياة.”
لم تُجب إيلبن على كلمات الإمبراطور. ففي الواقع، كان على حق. كانت تريد أن تعيش أكثر من أي شخصٍ آخر.
لقد كانت طمّاعة. أرادت أن يبقى فريدين وفرسانه سالمين دون أن يُصاب أحد بأذى.
وأرادت أن تكون معهم، في ذلك العالم حيث الجميع حي وبخير.
كانت تحلم يومًا أن تتزوج من فريدين وسط بركات الجميع، و أن تتلقى التهاني من أولئك الذين تحبهم.
انهمرت دمعةٌ من عينيها دون أن تشعر، لكنها رغم ذلك، حافظت على ابتسامتها.
وفي النهاية، رفعت سيفها.
عندها صرخ الإمبراطور بوجهٍ متجهم،
“أأنتِ مصممة حقًا على اتخاذ هذا القرار الغبي؟!”
في لحظة عودتها إلى الماضي، كانت قد عقدت العزم. أن تضحي بحياتها من أجل حماية فريدين والآخرين. فهم قد حموا حياتها من قبل، وحان الآن دورها لتقدم حياتها مقابل ذلك.
من بالخارج هم أعزّ الناس على قلبها، ولن تسمح بأن يُصاب أيٌ منهم بأذى.
إن لم تُسقط الإمبراطور الآن، فلن تتوقف الوحوش عن سفك الدماء.
الأشخاص الذين وثقوا بها. و أولئك الذين لا يزالون يؤمنون بها حتى الآن. و…..ذلك الشخص الذي تحبه أيضًا. كان عليها أن تحميهم جميعًا.
مرت مشاعر كثيرة داخل قلبها، كأنها عاصفةٌ تمر وتترك أثرها.
و امتزجت على وجه إيلين ابتسامةٌ حزينة ودموع مترددة، لا تدري إن كانت تضحك أم تبكي.
وفي ذهنها، ظهر وجه فريدين وهو يبتسم.
‘هل سأراه مجددًا؟’
“كفّر عن ذنوبك…..أمام من قتلتهم في الجحيم.”
قالت ذلك ولوّحت بسيفها.
***
كان الدوق أسيلي يحدّق أمامه بذهول. وكذلك فعل بقية الفرسان.
لقد تجاوزت إيلين حدود الإنسان الطبيعية في صعودها للبرج. ومن خلال مشاهدته لها، أدرك الدوق أسيلي أنها قد تجاوزته بمستوى كامل.
‘لهذا استطاعت القضاء على الوحوش التي صنعها الإمبراطور.’
كانت إيلين تشق طريقها بلا تردد، و تقطع الوحوش التي عجز هو عن مجابهتها.
شعر الدوق أسيلي بقشعريرةٍ تسري في ظهره.
لقد شعر بإجلالٍ يكاد يلامس الرهبة تجاه المستوى الذي بلغته إيلين.
في وقت قصير، كانت قد نمت وتطورت أكثر. وما إن أدرك تلك الحقيقة، حتى سمع صرخات الفرسان من حوله.
“الوحوش أصبحت أضعف!”
“السيوف بدأت تؤثر فيها!”
“يا إلهي، ماذا فعلت السيدة إيلين؟”
“إنه معجزة، معجزةٌ بحق!”
قطع الدوق أسيلي عنق الوحش الذي كان يعترض طريقه. وكان كلام الفرسان صحيحًا. فالوحوش التي كانت تشكل عبئًا عليهم أصبحت الآن تُقطع بسهولة.
بدأت ملامح الفرح تظهر على وجه الدوق. وفي تلك اللحظة، صاح أحد الفرسان وهو يقاتل، بصوتٍ ممتزج بالدهشة والانفعال،
“أعتقد أن السيدة إيلبن قد قضت على الساحر الأسود!”
فحقيقة ضعف الوحوش تعني أن الساحر الأسود، المتصل بها ذهنيًا، قد سقط.
“وووااااااااه!”
أطلق الفرسان هتافات النصر عندما أدركوا تلك الحقيقة. وفي الوقت نفسه، تشكّل حاجز ضخم يحيط بالأكاديمية.
أخيرًا، تمكن سحرة برج السحر من إتمام الحاجز. فاقترب أليكسيس من فريدين وهو يمسح جبينه المتصبب عرقًا.
“سموك، لقد أنهينا تشكيل الحاجز.”
“…..…”
“و هناك شيء غير طبيعي.”
قال أليكسيس ذلك وهو يحدّق نحو البرج الذي اختفت فيه إيلين، بعينين حائرتين.
رغم أنه لم يرَ كل ما حدث بوضوح بسبب تركيزه على السحر، إلا أنه كان يعلم أن إيلين قد دخلت البرج ولم تعد.
“الساحر الأسود مات، ولم يحدث أي شيء؟ هذا غير منطقي.”
كان وجه فريدين متجمّدًا كذلك، كأنه يشارك أليكسيس نفس القلق.
تحدث أليكسيس مجددًا وهو ينظر إليه بجدية،
“السحرة السود معروفون بدهائهم وظلامهم. لا يمكن أن تنتهي الأمور بهذه السهولة.”
“….…”
“في أسوأ الأحوال، هم يلقون لعناتٍ فتاكة جماعية قبل أن يموتوا. وهذا الهدوء…..هو أكثر ما يُقلقني.”
كان هناك أحيانًا كلماتٌ كانت أمه تقولها له. و بطريقةٍ ما، عادت تلك الكلمات التي كانت تمر كلمح البصر إلى ذهنه.
“فريدين، لعنة السحرة السود مروعة. أحيانًا تكون اللعنات التي يضحون بحياتهم من أجلها أكثر إيلامًا.”
ما أصاب إيلين…..كانت لعنةً مروعة ألقاها والده.
“آه، آآه.”
سُمعت صرخةً تشبه أنين حيوان جريح. و بدأ جسد إيلين ينهار ببطء.
قبض فريدين قبضته بقوة، وحاول الاقتراب منها ليحتضنها. لكن هذه المرة أيضًا لم يستطع الوصول إليها.
بدأ الصداع يعاوده مجددًا. و في تلك اللحظة، تذكر وعده الذي قطعه مع القلاده.
الوعد بأن يجعل إيلين سعيدة، ذلك الوعد بينه وبين نفسه. كان ذلك ذكرى من الماضي نسيها حتى الآن.
حملت عيناه الغضب وانخفض صوته.
“هاه، أليس هذا مخالفًا لوعدنا؟”
ثم تغيرت رؤيته فجأة. و أدرك فريدين أنه قد عاد إلى الواقع.
ثم أمسك بذراع أليكسيس وتحدث بنبرةٍ حازمة،
“استخدم سحر الانتقال الآني لنقلي إلى ذلك البرج.”
لكن أليكسيس هزّ رأسه رافضًا.
“المانا غير مستقرة. ولا نزال غير متأكدين من حالة الساحر الأسود. لا يمكنني إرسال سموك إلى مكانٍ بهذه الخطورة-”
لكن أليكسيس لم يستطع إتمام كلامه. فملامح وجه فيردين كانت متجمدةً بطريقةٍ مرعبة.
___________________
فريدين وهو يقول انه حاول يمسك ايلين لأن قدرة عينه ورته وش صار بدون لايروح من البرج عشام كذا ماقدر يمسكها
بس مدري ليه ماقالت المؤلفه ذاه
المهم ايلين وش صاااااار😭
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 113"