طوال الطريق إلى الأكاديمية لم تلتفت إيلين إلى الوراء ولو لمرة واحدة.
تضاربت مشاعر عديدة في قلبها ثم تلاشت. ثم تذكّرت الكلمات التي قالتها لها كورِيليا.
“أنتِ لا يمكنكِ أن تكوني سعيدة.”
“إيلين، أنتِ فتاة سيئة وتجلبين التعاسة للجميع.”
“أنتِ ستتسببين في موت الجميع.”
بعد أن قتلت رايمون وشارلوت، بدأت إيلين ترى الكوابيس كثيرًا.
كانت تحلم بأنهما يعودان من الموت ويقتلان أحبّاءها. وكانت كلمات كورِيليا اللعينة تؤجّج قلقها.
لكن في لحظةٍ ما، توقّفت إيلين عن رؤية تلك الكوابيس. ربما كان ذلك بعد أن عرفت الأمنية التي تمنّاها فريدين في الخفاء.
“أرجو أن تُمنح فرصةً لتكون سعيدة.”
منذ ذلك الحين، بدأت إيلين تحلم بأحلام مفعمةٍ بالسعادة. وكأن أحدهم أخذ منها كل كوابيسها، فقد كانت أحلامًا دافئةً لدرجة أنها أبكتها.
أحلامٌ تنجح فيها بجميع انتقاماتها، ويظل جميع من تحبّهم على قيد الحياة.
كان الجميع هناك معًا.
كان الأمر مختلفًا عن حياتها السابقة. لا أحد مريض، لا أحد يتألم، لا أحد يتعذّب من الفقدان.
كان الجميع يبتسمون ويتحدّثون عن الماضي والمستقبل الذي ينتظرهم.
لهذا كانت إيلين تعلم أن كلمات كورِيليا كانت كلها كذبًا.
لقد كان مستقبلًا غيّرته بنفسها. و لن يموت أحد، ولن يلومها أحد.
شعرت إيلين بطاقةٍ قوية تنبعث من مكان قريب في الأكاديمية.
في السابق، كانت لتشعر بالقلق من تلك الطاقة. لكنها الآن كانت تعرف نهاية القصة.
قد تسقط وهي تركض نحو السعادة. وقد تجهش بالبكاء لأن الطريق شاق جدًا. لكن مثل الأمنية التي تمناها فربدين، ستتمكن إيلين في النهاية من الإمساك بسعادةٍ متألقة تضيء حياتها.
‘سأكون سعيدة.’
حدّقت إيلين إلى الأمام بثبات. ومن أجل تلك السعادة، كان عليها أن تتقدم الآن.
***
كانت إيسيس في صالة المعبد، وكانت تؤدي جزءاً من المهام اليومية التي تكررها باعتبارها كاهنة.
البابا الذي كان بجانبها كان يرمقها بنظرة باردة. لكن إيسيس، رغم شعورها بنظراته، لم تفتح عينيها حتى أنهت مهامّها.
وخلال ذلك، راح البابا يتفقد صالة المعبد. وبعد أن تأكد من أنه لم يبقَ في المكان سوى شخصين فقط، ارتسمت على شفتيه ابتسامةٌ مشوبة بالخبث.
“إيسيس، هل تؤمنين بالمعجزات؟”
عند كلمات البابا، فتحت إيسيس عينيها ببطء بعدما كانت مغمضة.
“ما الذي تعنيه بذلك؟”
“أعني ما قلت. ألم تختفَ المعجزات منذ وقتٍ طويل؟”
“…….”
“يُقال أن القديسة ترى المستقبل في احلامها، لكنني لا أستطيع تصديق ذلك. لو كانت حقًا تراها، لما كانت تجهل نومها في المستقبل.”
نظرة إيسيس التي توجّهت نحو البابا أصبحت باردة. لأنها لم تستطع تحمّل الإهانة التي وُجهت للقديسة.
“أيّ مستقبلٍ تقصده؟ ألم تستمع إلى شهادة سموّ فريدين؟”
تذكّرت إيسيس ما قاله لها فريدين قبل مدّة، أن القديسة غرقت في نومٍ أبدي لأنها نطقت بالمستقبل لحماية الآخرين.
“لقد ضحّت بنفسها لحماية الناس.”
“وهل كانت هذه النتيجة كل ما حصلت عليه؟”
“ما الذي تحاول قوله منذ قليل؟”
“إيسيس، لا تتصرّفِ بغباء. في النهاية، جلالته هو من سينتصر.”
زمّت إيسيس شفتيها بغيظ وحدّقت في البابا. و كانت نظرات البابا تنضح بالجنون.
“المعجزات في النهاية ليست سوى قشرةٍ فارغة، لا تملك أي قوة.”
كان البابا يعتقد ذلك بصدق. فلو كانت المعجزات تصنع المستحيل، فلماذا لم تتمكن من إيقاف الإمبراطور؟
فكر مرارًا وتكرارًا في السبب، وفي النهاية توصّل إلى نتيجة واحدة،
‘لا شك أن قوة المعجزات قد اندثرت.’
بعد لقائه بالإمبراطور، ازداد يقينه بذلك. فاختفاء قوته الروحية كان بسبب أن العالم قد انتهى.
لذلك، حين جاءه الإمبراطور، قرّر أن ينضمّ إلى جانبه.
“الإمبراطور قد أظهر قوته. ذلك الذي تخدمينه…..سيموت. ولن يتوقف الأمر عنده فقط، بل كل شيء في الإمبراطورية سيتغير. و بما أن القديسة قد نامت للأبد، فإن المعبد أيضًا سيصبح بلا فائدة.”
“…….”
“وصلني اتصالٌ من القصر الإمبراطوري. طلبوا إرسال دعم إلى أكاديمية أتينس، لكنني، بصفتي البابا، قررت رفض ذلك الطلب.”
تلوّت ملامح وجه إيسيس عند كلمات البابا.
“هل قلت أن العالم قد انتهى؟”
لم تصدق ما سمعه. فهي أكثر من رأت بعينيها أن المعجزات لا تزال قائمة.
وكانت القوة الروحية المتدفقة في جسدها دليلًا واضحًا على ذلك.
“القديسة فقدت قوتها. و طلاب الأكاديمية سيصبحون جميعًا وحوشًا. لقد فات الأوان.”
ابتسم البابا ابتسامةً دنيئة وسخر من إيسيس.
“أنت تعرفين أن المعبد كله تحت تأثيري، أليس كذلك؟ إيسيس، ستظلين محبوسةً هنا للأبد.”
لم يكن أحد يستطيع مغادرة المعبد دون إذن البابا، الذي يُعتبر الممثل الأعلى. وكانت تلك إحدى القدرات الخاصة التي يحصل عليها من يعتلي مقام البابا.
“أخبرت الكهنة الكبار أن الكاهنة إيسيس أيضًا عارضت إرسال الدعم.”
“…….”
“جلالته قد تم تلفيق التهم له، والمُحرّض الحقيقي في هذه القضية هو فريدين ليكسيا، هكذا سنقول.”
مرّ البابا بجانب إيسيس قاصدًا الخروج، لكن كلمات إيسيس التالية جعلته يتوقف في مكانه.
“أنت مخطئٌ في كل شيء.”
“أنا مخطئ؟”
ابتسمت إيسيس ابتسامةً ملتوية.
ربما لم يكن البابا يعرف ذلك، لكنها لم تكن لطيفة الطباع كما تبدو. وخاصةً عندما يتعرض أحد أحبّائها للأذى، لم تكن تعرف كيف تكبح غضبها.
ويبدو أنها أيضًا لم تعد تحتمل رؤية ما يفعله البابا.
شعرت إيسيس بقوةٍ روحية عظيمة تتدفّق في جسدها. وفي تلك اللحظة، أدركت أنه قد حان الوقت لأخذ مكان البابا،
دفعت إيسيس كتف البابا وتجاوزته.
“أيتها الوقحة-“
“من هذه اللحظة التي أغادر فيها هذا المكان، سأصبح أنا البابا.”
“ماذا قلتِ؟!”
مرّت إيسيس بجانبه دون أن تلتفت.
“سأنقل رسالتكَ إلى الكهنة الكبار بنفسي. سأقول أنك تنحّيت عن منصب البابا للتكفير.”
ضحك البابا بسخرية على تصرفات إيسيس. فكلماتها بدت له مثيرة للسخرية، وكأنها حلمٌ مستحيل.
ثن شعر بشيء ما يتغير. وبعد قليل، رمش البابا بعينيه وهو في حالة ذهول، لأن إيسيس غادرت قاعة الصلاة دون أي تردد.
“ما هذا؟ ما هي الحيلة التي استخدمتها؟”
لم يكن ممكنًا التنقّل داخل المعبد دون إذنٍ منه. لذا حاول البابا بسرعة اللحاق بإيسيس.
“افتحِ هذا الباب فورًا! إيسيس إزارت، افتحيه حالًا!”
كان البابا. وكان من المفترض أن يخضع له المعبد كله وفق إرادته. لكن باب صالة المعبد بقي مغلقًا بإحكام ولم يبدِ أي نية للفتح.
***
وصلت إيلين إلى الأكاديمية. و نظرت إلى جثة الوحش القابعة تحت قدميها.
لم يكن هناك شكٌ في أن معركة قد وقعت.
أغمضت عينيها وركّزت على المانا التي شعرت بها من حولها. مانا مألوفة لأشخاص تعرفهم، وأخرى مرعبة تعود للسحر الأسود، كانت تختلط معًا وتربك حواسها.
كما شعرت بوجود الفرسان قريبًا.
‘هناك أيضًا قواتٌ عسكرية ضخمة.’
من ذلك، استطاعت إيلين أن تدرك أن برج السحر قد قدّم دعمه.
لم تكن تعرف ما الذي حدث بالضبط، لكن من الواضح أنهم أدركوا الخطر الذي يهدد الأكاديمية. ويبدو أنهم استخدموا سحر انتقالٍ آني واسع النطاق.
‘لو لم يكن بدعمٍ من السيد أليكسيس، لما كان من الممكن نقل هذه القوة العسكرية دفعةً واحدة…..’
لكن حتى مع وصول قوات إضافية عن طريق أليكسيس، لم يكن هناك مجالٌ للارتياح.
فخارج أكاديمية أتينس مباشرة، كانت هناك منازل المدنيين. وأشخاصٌ عاديون لا يمكنهم حتى مواجهة وحوش من الرتبة الدنيا.
لو نجح وحش واحد فقط في الفرار، فستكون الأضرار كارثية.
“أنقذونا! أرجوكم!”
“ظهر وحش!”
“أمي! واااه!!”
تعالت صرخات الناس.
أدارت إيلين نظرها نحو مصدر الصراخ، فرأت الناس يُطاردون من قِبل وحوش.
أمسكت بسيفها وانطلقت بسرعة. وسرعان ما قطعت عنق الوحش الذي كان يطارد الأطفال.
ثم غرست سيفها في صدر وحش آخر اندفع نحوها. وبعد أن قضت عليهما بضربةٍ واحدة لكل منهما، ظلّ الناس يحدّقون فيها بذهول، وقد نسوا حتى أن يفرّوا.
احتضنت إيلين الطفل المرتعش من الخوف. و في تلك اللحظة، سمعت صوتًا مألوفًا يهمس في أذنها.
“سيـ، سيدة إيلين!”
عندما أمالت نظرها، رأت الفارس الرئيسي للدوق أسيلي ينظر إليها.
“كيف وصلتِ إلى هنا…..لا، الأهم، هل أنتِ بخير؟ من أين حصلت على هذه الجروح؟”
شحّ وجه الفارس الرئيسي من شدة القلق. لكن إيلين سألته بنبرةٍ غير مبالية،
“أين الدوق أسيلي الآن؟”
كان من الصعب تحديد مكان الدوق أسيلي بدقة بسبب اختلاط المانا.
تغيّر وجه الفارس الرئيسي عند سؤالها.
“سمو فريدين انتقل مع سيد البرج إلى داخل أكاديمية أتينس. قالوا أنهم سيقيمون حاجزًا لسجن الوحوش هناك.”
ما إن أنهى كلامه حتى تشدّدت ملامح إيلين. وكان الفارس الرئيسي يشعر بالمثل. فقد كانت المانا الساحقة مخيفة لدرجة أنه فتح فمه بصوت مصدوم،
“يا إلهي، هل الدوق يخوض معركةً الآن؟”
كانت مانا الدوق أسيلي والإمبراطور تشتعل في مركز الأكاديمية.
____________________
واو فريدين واليكسيس والدوق تحركوا بسرعه وناسه
بس تكفون الدوق لايصير له شي بليز مدري ليه احس المؤلفه ماتحب ذا العائلة😭
المهم ايلين اخيرا صارت تبي تكون سعيده ببكي بنتي الايجابيه اخيرا فتحت عيونها عالدنيا😔
حنونه هي روحي لفريدين قولي خل نتزوج بعد ذاه مافيه وقت
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 110"